|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
إعراب آيات من سورة الحج
تضافرت جهود العلماء على دراسة علوم القرآن، وذلك من منطلق الاهتمام بكلام الله تعالى، ومن أجل الوصول إلى المعاني التي يتضمنها وصولاً صحيحاً.. ومن اهتمامهم، تلك العنايةُ بإعراب القرآن الكريم.. فخصصوا للإعراب كتباً جليلة برزت في كل عصر من عصور الإسلام. منها الكتابُ الذي بين أيادينا، وهو (إعراب القرآن الكريم وبيانه) في تسعة مجلدات نفيسة، للأستاذ محيي الدين الدرويش.وهو من أهم كتب الإعراب في العصر الحديث، يعرب كلمات القرآن وجمَله، ويناقش مفرداته ومشكِله، ويشرح بعض القضايا النحوية، ويلقي على آياته أضواءً بلاغية.. فلنقرأ إعرابه لقوله تعالى في سورة الحج: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 26 - 29]. الإعراب: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} "الواو": استئنافية، والظرف متعلق بمحذوف تقديره: اذكرْ، وجملة "بَوَّأْنَا": مُضافة إليها الظرف، و"بوأنا": فعل وفاعل، و"لإبراهيم": متعلقان بـ: ((بَوَّأْنَا))، و"مكان البيت": مفعول بوأنا، واختار أبو البقاء وغيرُه أن تكون اللام زائدة، أي: أنزلناه مكان البيت، والدليل عليه قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [يونس: 93]، أما على الأول، فيكون معنى "بوأنا": هيأنا، و"أن": هي المفسرة لأنها واقعة بعد قول مُقدَّر، أي: قائلين له: لا تُشركْ، و"لا": ناهية، و"تشرك": فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وقيل: هي مصدرية، فَعَلْنَا ذلك لِئلاَّ تُشْرِك، وجُعل النَّهْي صلة لها، و"بي": مُتعلقان بتُشْرِك، و"شيئًا": مفعول تشرك.وعبارة أبي حيان: و"أن": مخففة من الثقيلة، قاله ابن عطية، والأصل: أن يليها فعلُ تحقيقٍ، أو ترجيحٍ كحالها إذا كانت مُشدَّدة، أو حرف تفسير، قاله الزمخشري، وابن عطية. وشرطها أن يتقدمها جملة في معنى القول، و"بوأنا" ليس فيه معنى القول، والأَوْلى عندي: أن تكون "أن" الناصبة للمضارع، إذ يليها الفعل المتصرف من ماضٍ ومضارع وأمر، والنهي كالأمر. {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |