حفظ اللسان وضوابط الكلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما هي أسباب عرق النسا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أسباب السكتة الدماغية الإقفارية وعوامل الخطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طرق علاج ارتجاج المخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعراض ارتجاج الدماغ عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء وطرق علاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شوكة السمك في الحلق، أضرارها وكيفية إزالتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انتبه! 10 أعراض لارتجاج المخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          علاج رائحة الفم الكريهة في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال وعلاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما هي مراحل الزهايمر السبعة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 05:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,000
الدولة : Egypt
افتراضي حفظ اللسان وضوابط الكلام

حفظ اللسان وضوابط الكلام

الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
الخطبة الأولى
الحمدُ لله الذي خلق الإنسان، وعلَّمه البيان، وأمره ألَّا يقول إلَّا خيرًا، وألَّا ينطق إلا صدقًا، نحمده سبحانه ونشكره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، يعلم السِّرَّ وأخفى، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أصدق الناس قولًا، وأطهرهم لسانًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعد:
فاتقوا الله أيها الأحِبَّة في الله، وراقبوا ربَّكم في أقوالكم وأفعالكم، فإنها محصاة عليكم، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلَّا أحصاها، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18].

أيها الأخوة، لقد ابتُليَ كثيرٌ من الناس في هذا الزمان بآفة عظيمة، هي آفةُ إطلاق اللسان بالبذاءة والفحش واللعن، والدعاء بالشر على الناس، حتى صار بعضهم إذا غضب أو خاصم، انطلقت من فمه الكلمات كالسيل العرم، لا يزنها بميزان الشرع، ولا يفكر في أثرها، ولا يتذكر أنه سيقف بين يدي الله يُسأل عن كل لفظٍ نطق به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكَلَّم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا»؛ [رواه الترمذي].

وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء»؛ [رواه الترمذي وحسَّنه].

فأين أولئك الذين يطعنون في أعراض الناس، ويخوضون فيهم ليلًا ونهارًا، من هذه النصوص المحكمة؟

أين من يتكلم في المجالس أو على وسائل التواصل بكلماتٍ يضحك بها الناس، وهي عند الله عظيمة، يجرُّ عليه من السيئات ما لا يعلمها إلا الله؟

نسأل الله العافية والسلامة.

عباد الله، إن الفُحْش في القول ليس علامةً على الجرأة، ولا دليلًا على قوة الشخصية، كما يظن بعض الناس، بل هو نقصٌ في الدين، وسوءٌ في الخلق، وضعف في الإيمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»؛ [متفق عليه].

أيها الأحبة في الله، لقد تجاوز بعض الناس حدود المزاح المقبول إلى التهكم والسخرية واللعن والسباب على أتفه الأسباب، حتى صار الدعاء بالشر عادةً جاريةً على ألسنةٍ كثيرةٍ إلا من رحم الله، تسمع أحدهم يقول: "الله لا يوفقه"، "الله ينتقم منه"، "الله لا يرده"، وربما بلغ الأمر بالبعض إلى لعن الآخرين، بل والعياذ بالله إلى لعن الوالدين أو الأصدقاء على سبيل المزاح، وهما يتضاحكان، والشيطان يضحك معهما وهما لا يشعران ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف: 27].

أفيليق بعبدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعو على أخيه المسلم بغير حق؟!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار»؛ [رواه أبو داود وصححه الألباني].

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة»؛ [رواه مسلم].

عباد الله، اللسان سلاح ذو حدَّيْنِ، إن استعملته في الخير رفعك الله به، وإن أطلقته في الشر أهلكك، فليكن أكثر كلامك يا عبد الله تسبيحًا وذكرًا، لا سبًّا ولا شتمًا، واجعل دعاءك للناس بالخير لا بالشر، فإنَّ الكلمة قد تصادف ساعة إجابة، فيُكْتبَ عليكَ وزرها إلى يوم القيامة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»؛ [رواه مسلم].

فاتقوا الله يا عباد الله، وعلِّموا أبناءكم أدب اللسان، واغرسوا فيهم خُلُق الحياء في الكلام، فإن الحياء والإيمان قرينان، والفحش والبذاء قرينان، لا يجتمعان في قلب المؤمن.

اتقوا الله ربَّكم، وراقبوا أقوالكم، وكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ [الحج: 24].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله رب العالمين، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعد:
فاتقوا الله تعالى أيها الأحبة، واعلموا أن الله قد جعل للكلمة وزنًا وقيمةً، وأن العبد مسؤولٌ عنها يوم القيامة، فاحذروا اللَّعْنَ والسبَّ والدعاءَ بالشر، فإنها ترد على صاحبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا لعن شيئًا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتُغلَق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتُغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لُعِن، فإن كان أهلًا لذلك؛ وإلا رجعت إلى قائلها»؛ [رواه أبو داود].

فاتقوا الله رحمكم الله، وليكن شعارنا كما عَلَّمنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»؛ [متفق عليه].

فأين نحن من هذا الأدب النبوي؟
وأين ذهبت أخلاق المؤمنين الذين كانت كلماتهم عفيفةً نقيَّةً، لا تجرح خاطرًا، ولا تؤذي أحدًا؟

أيها الأحباب، الصمت عن الفُحْش عبادة، والكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الخبيثة خطيئة. فكيف بمن ملأ لسانه بأذى الناس والطعن فيهم في الصغيرة والكبيرة؟

يقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ … [إبراهيم: 24].

فلتكن كلماتنا طيبة، تثمر خيرًا في بيوتنا، ومجتمعاتنا، ولنُطهِّر ألسنتنا من الفُحْش والبذاءة، ولنُعوِّدها على ذكر الله والقرآن والدعاء..

اللهم طهِّر ألسنتنا من الكذب والفحش، وقلوبنا من الغلِّ والحسد، وأعمالنا من الرياء والعُجْب.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه.

اللهم أصلح أحوالنا، واهْدِ ألسنتنا لما تحب وترضى، واجعلنا من عبادك الذاكرين الشاكرين، ولا تجعلنا من اللعَّانين الطعَّانين.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والأموات.

وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.90 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]