|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
الصفات الفعلية الشيخ عبدالعزيز السلمان س103- بيِّن ما تَعرِفه عن ما تضمنته الآيات التي تلي ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وقوله: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 28]، ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الزخرف: 55]، ﴿ وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46]، ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 3]. ج- تضمَّنت هذه الآيات الكريمات إثباتَ بعض الصفات الفعلية من الرضا والغضب واللعن، والكره والسخط والأسف والمقت، وهذه الصفات يُثبتها أهل السنة لله حقيقةً على ما يليق بجلاله وعظمته، يفعلها متى شاء، وفي هذه الآيات ردٌّ على من نفاها أصلًا، ومن يرجعها إلى إرادة الثواب في الرضا، وإلى العقاب في الغضب والسخط، أو يقول: أراد العقاب كالأشاعرة والمعتزلة ونحوهم، وهذا بالحقيقة نفي للصفة، وصرف للقرآن عن ظاهره وحقيقته من غير موجب، وفي الآية الثانية وعيدٌ شديد على من يقتل مؤمنًا متعمدًا احترازًا من الكافر، وقوله: متعمدًا احترازًا من قتل الخطأ، والعمد أن يقصد من يعلمه آدميًّا معصومًا، فيقتله بما يغلب على الظن موته به، والمراد بالجزاء العقاب، والخلود المكث الطويل، واللعن من الله الطرد والإبعاد عن رحمته، وقوله: وأعدَّ؛ أي هيَّأ له عذابًا عظيمًا لعِظم ذنبه، والذي عليه الجمهور أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله؛ قال الله تعال: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الفرقان: 68]، إلى أن قال: ﴿ إِلَّا مَنْ تَاب ﴾ [الفرقان: 70]، وفي الآية الأخرى قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وقال: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، وفي الحديث: "إن الله يقول: يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقِيتني لا تُشرك بي شيئًا، لأتيتك بقُرابها مغفرة"، إلى غير ذلك من الأدلة المؤيدة لمذهب الجمهور. والخلاصة أن هذه الآية فيها وعيد شديد تَرجف له القلوب، وتنصدع له الأفئدةُ، ويَنزعج له أولو العقول، فلم يَرِد في أنواع الكبائر التي دون الشرك الأكبر أعظمُ من هذا الوعيد ولا مثله، والأسف هنا بمعنى الغضب، والمقت شدة البُغض، والانتقام المجازاة بالعقوبة مأخوذ من النقمة، وهو شدة الكراهة والسخط، وفي قوله: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ﴾ [محمد: 28]، الآية إثبات العلل والأسباب، وأن الأعمال الصالحة سبب للسعادة، والأعمال السيئة سبب للشقاوة، وفيها ردٌّ على مَن زعم أنه لا ارتباط بين العمل والجزاء. وفيه ذمُّ مَن أحبَّ ما كرِهه الله، أو كرِه ما أحبَّه الله، وفي الآية الأخيرة حث على الوفاء بالعهد، والنهي عن الخُلف في الوعد وغيره، وتفاوت مَقته تعالى، وأن الإنسان قد يكون عدوًّا لله، ثم يكون لله وليًّا، ويكون الله يبغضه ثم يُحبه، وهو قول أهل الحق، وعليه تدل الأدلة.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |