
08-11-2025, 07:05 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,336
الدولة :
|
|
صفة السمع
صفة السمع
عبدالعزيز بن محمد السلمان
س92- ما الذي تَعرِفه عن معنى قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58]، ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]، ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181]، ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80]، ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]؟
ج- هذه الآيات تضمنت إثبات السمع، وهو من الصفات الذاتية، والسميع من أسمائه تعالى الذي لا يَعزُب عن سمعه مسموعٌ وإن خَفِيَ، ويَسمع سبحانه دبيبَ النملة السوداء على الصخرة الصمَّاء في الليلة الظلماء، فأحاط سمعه سبحانه بجميع المسموعات سرِّها وعلنِها، قريبِها وبعيدِها، لا تَختلط عليه الأصوات على اختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات وكأنها لديه صوت واحد، وسمعه تعالى نوعان؛ أحدهما: سمعه جميع الأصوات كما تقدم، والثاني: سمع إجابة منه للسائلين والداعين والعابدين، ومنه قوله تعالى عن إبراهيم: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 39].
س93- ما الذي يُراد بفعل السمع؟
ج- ذكر ابن القيم رحمه الله إنه يُراد به أربعة معانٍ؛ أحدها: سمع إدراك متعلقة الأصوات، الثاني: سمع فَهم وعقل ومتعلقه المعاني، الثالث: سمع إجابة وإعطاء ما سُئل، الرابع: سمع قَبول وانقياد، فمن الأول: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1]، ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا ﴾ [آل عمران: 181]، ومن الثاني قوله: ﴿ لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ﴾ [البقرة: 104]، ليس المراد سمع مجرد الكلام، بل سمع الفهم والعقل، ومنه سمعنا وأطعنا، ومن الثالث: سَمِعَ الله لمن حمده، وفي الدعاء المأثور: اللهم اسْمَع؛ أي: أجِب وأعطِ ما سألتُك، وفي الرابع: قوله: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ﴾ [المائدة: 41]؛ أي: قابلون له ومنقادون غير منكرين له، ومنه على أصح القولين: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]؛ أي: قابلون ومنقادون، وقيل: عيون وجواسيس، وليس بشيءٍ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|