الصبر: فلسفةٌ ساميةٌ وخُطّةٌ محكمةٌ للحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         توكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          علِّم طفلك الإيمان قبل أن تعلمه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كعب بن مالك رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عندما تكون الزوجة فنانة في النكد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          قصص القرآن الكريم ـ أصحاب الكهف ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أسباب سقوط الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          علم أصول الفقه وأثره في تشكيل العقل المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القواعد العشر لمن يتعامل مع الواتساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سادة إبليس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صناعة النجاح وصناعة الفشل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2024, 09:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر: فلسفةٌ ساميةٌ وخُطّةٌ محكمةٌ للحياة




الصبر: فلسفةٌ ساميةٌ وخُطّةٌ محكمةٌ للحياة

محمد سلامة الغنيمي

يتجاوز مفهوم الصبر كونه مجرد قيمة أو فضيلة أخلاقية، ليرتقي إلى مرتبة فلسفةٍ عميقةٍ ورؤيةٍ شاملةٍ للحياة. فهو ينطوي على فهمٍ دقيقٍ لطبيعة الوجودِ الإنسانيّ، وتقديرٍ واقعيّ لمسارِ الحياةِ المتعرّج؛ إذ إن طبيعة الحياة قائمة على الابتلاء، والله - سبحانه وتعالى - أقام الحياة على سنن كونية، وهذه السنن تفرض على الإنسان المكلف بإدارة الأرض العمل بمقتضاها لتحقيق ما كلف به، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالصبر.
والصبر لا يعني انتظار حدوث الأشياء أو الاستقالة أو السلبية أو التسويف، بل يتطلب مشاركة فعالة للمرء مع نفسه والعالم من حوله، واستفراغ الجهد، ومراعاة السنن الكونية والأسباب المادية والمعنوية في الوصول للأهداف. إنها القدرة على تحمل الانزعاج وعدم اليقين والتأخير دون الانزعاج أو الاستسلام. إنه الاستعداد للمثابرة خلال الأوقات الصعبة، مع الاعتقاد بأن الأمور ستتحسن في النهاية.
ومن هذا المنطلق فإنه لا يوجد شيء في هذه الحياة يخلو من الصبر، وأن انتفاء الصبر يعني الخسران العام، فإن العبادات تحتاج إلى الصبر، وكذلك العلاقات الاجتماعية، وما يتعلق بالحياة الشخصية.. تُترجمُ فلسفةُ الصبرِ نفسها في مختلفِ جوانبِ الحياة، حيث تكمن فلسفة الصبر في إدراكِ أنّ السعادةَ الحقيقيةَ والنجاحَ الدائمَ لا يتحقّقان بِاندفاعٍ أو تسرّعٍ، بل بِمثابرةٍ وعزيمةٍ وصبرٍ على الشدائدِ والتحديات.
إن انتفاء الصبر من الحياة يعني تجاهل السنن التي تحكم الحياة على الأرض وتنظمها، ولا يملك هذا إلا من خلقها - سبحانه وتعالي - أو من يؤيده الله بمعجزة خارقة، ولم يحدث ذلك مطلقا إلا للأنبياء والرسل في شيء يسير، ولم يحدث لهم في كل مجريات حياتهم، فقد كانوا مضرب الأمثال في الخضوع للسنن الكونية ومطاوعتها بالصبر.
فوائدُ فلسفةِ الصبر:

تُقدّمُ لنا فلسفةُ الصبرِ العديدَ من الفوائدِ الجوهريةِ، منها:التحكّمُ بِالمشاعرِ والأفكار: يُساعدُنا الصبرُ على التحكّمِ بِمشاعرِنا وأفكارِنا، والتعاملِ مع المواقفِ بِحكمةٍ ورويّةٍ.تحمّلُ الشدائدِ والصعوبات: يُمكّنُنا الصبرُ من تحمّلِ الشدائدِ والصعوباتِ بِصبرٍ وعزيمةٍ، وعدم الاستسلامِ عند مواجهةِ التحديات.تحقيقُ الأهدافِ والسعادةِ الحقيقية: يُساعدُنا الصبرُ على المثابرةِ في السعيِ لتحقيقِ أهدافِنا، ويُقَرّبُنا من تحقيقِ السعادةِ الحقيقيةِ في الحياة.خاتمة:إنّ فلسفةَ الصبرِ هي بمثابةِ خُطّةٍ محكمةٍ للحياةِ، تُساعدُنا على المضيّ قُدماً بِثقةٍ وعزيمةٍ، وتحقيقِ النجاحِ والسعادةِ في مختلفِ جوانبِ الحياة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.06 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]