البحث عن القدوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 69 )           »          {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ليبقى كلٌّ منّا على ثغرِه! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          رحمة النبي ﷺ بأمته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وقفات تربوية مع خلق الحلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أراد النور فليبحث عنه في كتاب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فصل بين اليقظة والغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التخفيف في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مواطن صالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-05-2023, 07:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,745
الدولة : Egypt
افتراضي البحث عن القدوة

البحث عن القدوة



كتبه/ عبد العزيز خير الدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالقدوة مطلب أساسي ومهم في حياتنا؛ لا سيما إن كان الشخص في أول عمره مقبلًا على تجارب ومشاكل الحياة، فهنا يبدأ بالبحث عن قدوة يتخذها مثلًا وأسوة تساعده على السير في الطريق المستقيم، وتمده بالتجارب والخبرات التي تساعده على تكوين شخصيته، والوصول إلى النجاح والتقدير والمنزلة الرفيعة.

وغياب القدوة الصالحة أخطر شيء على شبابنا، وهو الأمر الذي يجعلهم مؤهلين ومهيئين في كثيرٍ من الأحيان لاستقبال ثقافات ومعارف مناوئة للمبادئ والقِيَم الأخلاقية، لتفضي بهم في نهاية المطاف إلى الاقتداء بشخصياتٍ قد لا تحمل أيًّا من صفات القدوة الحسنة مما يعود بالسوء والوبال على حياتهم وتصرفاتهم وشخصياتهم، كمَن يقتدي بممثل أو مغني أو شخصية مشهورة؛ ظنًّا منه أن كون هذه الشخصية معروفة أو مشهورة يجعلها تصلح لأن تكون قدوة ونموذجًا يحتذى به.

وغياب القدوة أيضًا مع هذا الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي وكثرة البرامج والدعوات الهدامة جعل الشباب ينحرفون عن المسار الصحيح؛ إذ تصبح تصرفاتهم وأفعالهم شبيهة بتصرفات مَن اقتدوا بهم، مما يؤدي إلى دخولهم في نفق الحيرة والضياع والتشتت، والانحراف عن المسار الصحيح والابتعاد عن أهدافهم.

أضف إلى ذلك: التقليد الأعمى الذي يجعل مِن المقلِّد نسخة مغيبة للشخص المقلَّد، ليصير إمعة يقول بقول قدوته ويفعل فعلها، دون أن يدرك عواقب ما يقوم به أو يقبل عليه؛ فالقدوة الأحق بالاتباع هي القدوة التي تنتهج الشريعة الربانية طريقًا للعيش والتعامل، وبناءً عليه؛ نرى الصحابة الكرام يتأسون برسولهم الكريم -صلى الله عليه وسلم- ويتبعون منهجه، إذ يخاطبهم الله -عز وجل- بقوله: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب: 21).

وبموت النبي -صلى الله علية وسلم- لم تمت القدوة، فشريعته باقية إلى قيام الساعة، فسار على نهجه الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، فخرَّجوا علماء ومصلحين، وأصحاب ريادة للعالم كله.

إن المعلم له تأثير مباشر على الشباب في صنع القدوة، إن أحسن إلى طلّابه فُواكب كلّ جديدٍ في التّعليم، وسعى إلى التّقدم، وساهم في رفع مستوى كفاءة طلابه، ووقف على تحقيق مصالحهم، وساعد على تفوقهم ونجاحهم.

ودور الأب ليس بالأمر الهين؛ فهو القدوة المباشرة بالنسبة لأولاده، فالولد لا يقلد أحدًا مثل ما يقلد والده، بل إنه في البداية لا يختلط بأحد أكثر مما يختلط بوالديه، فهما أساس قدوته، وخير مثال للتقليد عنده.

فلهذا يجب على الأب أن يدرك هذا الأمر، وأن يستشعر هذا الجانب، وأن يعلم علم اليقين أن أبناءه سيكونون في النهاية نسخة طبق الأصل منه؛ فعليه أن يحاسب نفسه، وليختر التربية التي يريدها لهم، والواقع الذي يريد أن يكونوا عليه عندما يكبرون.

فإما أن تغرس فيهم محاسن الصفات ومكارم الأخلاق فتنبتهم نباتًا حسنًا، وإما أن تغرس فيهم الشر والفساد، والغي والضلال؛ فتنبتهم نباتًا سيئًا! واستشعر قبل هذا كله قول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.13 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]