من ثمرات الاستغفار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2021, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي من ثمرات الاستغفار

من ثمرات الاستغفار
الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان






إن الحمد لله... أما بعد:
فمعاشر المسلمين، تقدم في الجمعة الماضية كلامٌ عن أمر الاستغفار، وعن عظيم أثره وشريف منزلته، وكيف أن الله تعالى أمر به الناس والأنبياء خصوصًا، وكيف أن الأنبياء عليهم السلام مع رفيع مكانتهم وعلُوِّ مراتبهم، كانوا أكثر الناس استغفارًا، تمثَّلوا ذلك في أنفسهم وحثُّوا أقوامهم عليه.

معاشر المسلمين، ولما كان الاستغفار بهذه المنزلة الرفيعة والمرتبة الشريفة، كان له من الثمار العظيمة والخيرات الكبيرة ما يحفز المؤمن على العناية بشأن الاستغفار، والإكثار منه، والجمع بين الاستغفار باللسان وواقع الحال، فإذا استغفر العبد ربَّه، وأتى بالموجبات لثمرة الاستغفار، واجتنب موانعها، أفاء الله تعالى عليه من ثمرات الاستغفار الكثيرة.

معاشر المسلمين، ولشحذ النفوس، وإذكاء الهمم، يذكر في هذا المقام بعض ثمرات الاستغفار، فيقال:
الثمرة الأولى: أن الاستغفار سببٌ عظيمٌ لحصول توبة الله على المستغفر ورحمته ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]، ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]، وفي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قال: وعِزَّتِكَ يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفرُ لهم ما استغفروني))؛ أخرجه أحمد.

معاشر المسلمين، الثمرة الثانية من ثمار الاستغفار: أنه سببٌ لردِّ العذاب ودفع المصاب: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

معاشر المسلمين، الثمرة الثالثة من ثمار الاستغفار: أنه من أسباب تمتُّع العبد تمتُّعًا حَسَنًا في حياته وسعادته وسروره: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [هود: 3]؛ قال الشيخ ابن سعدي: "أي يُعطيكم من رزقه ما تتمتعون به، وتنتفعون به إلى وقت وفاتكم"؛ انتهى كلامه رحمه الله.

معاشر المسلمين، الثمرة الرابعة والخامسة والسادسة من ثمار الاستغفار أنه سببٌ لإنزال الغيث، وحصول المال والبنين والرزق، ويجمع ذلك كله ما ذكره الله تعالى عن نوح عليه السلام في وصيته لقومه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10- 12].

معاشر المسلمين، الثمرة السابعة من ثمار الاستغفار أنه سببٌ في زيادة القوة الحسية والمعنوية، ومن شواهد ذلك ما ذكره الله تعالى عن هود عليه السلام في وصيته لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

معاشر المسلمين، الثمرة الثامنة من ثمار الاستغفار أنه من أسباب سلامة القلب وثباته؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبَه وهو الران الذي ذكر الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))؛ أخرجه أحمد والترمذي والنسائي.

معاشر المسلمين، الثمرة التاسعة من ثمار الاستغفار أن كثرة الاستغفار تجعل صحيفة العبد سببًا في سروره يوم القيامة؛ فعن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أحَبَّ أن تسُرَّه صحيفتُه، فليُكثِر فيها من الاستغفار)).

معاشر المسلمين، ومن سديد قول شيخ الإسلام ابن تيمية في شأن الاستغفار قوله رحمه الله تعالى: "والاستغفار من أكبر الحسنات، وبابه واسع، فمَنْ أحَسَّ بتقصير في عمله أو حاله أو رزقه، أو تقلَّب قلبه، فعليه بالتوحيد والاستغفار، ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص". أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، معاشر المسلمين، لو تأمَّل العبد في قوله لجملة "أستغفر الله"، لوجد أنها تتضمَّن في طياتها ومعناها فوائد عقدية وتربوية، فمن الفوائد في قول العبد: "أستغفر الله":
تعظيم لشأن الله تعالى، وإفراد له بالعبادة، وكفر بما يعبد من دون الله؛ لأنه لم يطلب المغفرة إلا منه وحده.

وفيها من الفوائد افتقار العبد إلى ربِّه، وخوفه من مكره، فالمستغفِر محتاج وخائف من المستغفَر.

وفيها من الفوائد أيضًا بيان لضَعف المخلوق وقوة الخالق.

وفيها أيضًا أن الله يحب التوبة من عباده، والاستغفار طلب لتوبة الله على عبده من تقصيره في عبادته.

وفيها من الفوائد أيضًا طرد للعجب من نفس العبد؛ ذلك أن الإنسان قد يداخله العجب في نفسه وعمله، فإذا استغفر ربَّه علِم بضَعفه، وأنه عرضة للزَّلَل والتقصير.

ومن فوائد الاستغفار أيضًا براءة لذمة العبد أمام الله، فإن العبد إذا امتثل ما كلف به فعلًا أو تركًا، ولزم الاستغفار، فهو معذور أمام ربِّه، فقد أدَّى ما كلِّف به، واستغفر ربه عمَّا قد يكون من تقصير غفل عنه، أو عجز عنه.

اللهم اغفر لنا ما قدمنا ما أخَّرنا، وما أعلنَّا وما أسرَرْنا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، وأنت القوي ونحن الضعفاء، اللهم أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.41 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]