الإعصار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا على المسلم بعد الحج – حاجا أو غيره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          روائع قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 75 )           »          ثلاثون فضيلة لصائم يوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الوصايا العشر في الذكاء الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أساليب الدعوة إلى الله وصفات الداعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تحول العبادات إلى عادات وأثره في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شكوى الجمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل المسير إلى المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في السابع عشر من ذي القعدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واستجاب الله دعاءَ أمِّ سلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2020, 10:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,935
الدولة : Egypt
افتراضي الإعصار

الإعصار

د.خالد الغيث



الخطبة الاولى

… قبل عدة أيام زار منطقة الخليج العربي الإعصار [ س] ، قادماُ من المحيط الهندي ، مروراُ ببحر العرب ، وقد خلف العديد من الوفيات البشرية ، والأضرار المادية ، غير أن بعض وسائل الإعلام ، كعادتها ، قامت بإشغال الناس عن [ أسباب ] هذه الآية العظيمة من آيات الله ، وكأن الأمر ظاهرة طبيعية مادية بحتة . مع أن ماحصل هو بسبب ما كسبت أيدينا ، من تقصير ، وغفلة .
قال تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
هذا وقد حفلت كتب التاريخ بذكر العديد من الآيات و النذر الربانية ، التي أجراها الله سبحانه وتعالى، على الأمة المسلمة ، أذكرها في هذا المقام من باب ( إن الذكر ى تنفع المؤمنين ) ومن ذلك ماحصل قبيل الغزو المغولي وفي أثناء الغزو المغولي ،- في القرن السابع الهجري- ؛ تنبيهاً للأمة بسبب غفلتها ، وتلبسها بالمعاصي ، وأمنها من عقوبة الله سبحانه وتعالى.
وفيما يلي ذكر لبعض تلك النذر :
1- ما وقع في سنة (سبع وتسعين وخمسمائة) من زلازل عظيمة في الشام ومصر، وفي ذلك يقول المؤرخ سبط ابن الجوزي مبيناً علة ذلك : ( وما ظلم الله عباده بإهلاك النسل والناسل ، ولكنهم تعاموا عن الحق ، وتمادوا في الباطل ، وأضاعوا الصلوات ، وعكفوا على الشهوات والشواغل ، وارتكبوا الفجور ، وشربوا الخمور ، وأكلوا الربا ، والرشا ، وأموال اليتامى ).
2- ما وقع في سنة ( اثنتين وخمسين وستمائة ) من خروج نار عظيمة بأرض عدن ، وفي ذلك يقول المؤرخ ابن دقماق : ( وفيها ظهرت نار بأرض عدن في بعض جبالها ، بحيث يطير بها شرار إلى البحر في الليل ، ويصعد منها دخان بالنهار ، فما شكوا أنها النار التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان ، فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والمفاسد).
3- ما وقع في سنة ( أربع وخمسين وستمائة) من خروج النار العظيمة بأرض الحجاز قرب المدينة النبوية ، وفي ذلك يقول المؤرخ أبو شامة : ( ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى مسجد نبيهم عليه الصلاة والسلام ، مستغفرين تائبين إلى ربهم… وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات ، وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة ).
وفي رسالة بعث بها قاضي المدينة إلى بعض أصحابه يخبره فيها عن خبر النار، أوردها المؤرخ أبو شامة ، وفيما يلي مقتطفات منها : قال القاضي : ( وأشفقنا منها ، وخفنا خوفاً عظيماً ، وطلعت إلى الأمير وكلمته وقلت له : قد أحاط بنا العذاب ، ارجع إلى الله ، فأعتق كل مماليكه ، ورد على جماعة أموالهم… وقال أيضاً : ( وبالله يا أخي إن عيشتنا اليوم مكدرة ، والمدينة قد تاب جميع أهلها ، ولا بقي تسمع فيها رباب ، ولا دف ، ولا شرب).
4- وفي سنة ( اثنتين وسبعمائة) وبعد أن نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين في معركة مرج الصفر ضد المغول في الشام ، قابل المسلمون ذلك النصر بالعودة إلى ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي وأصناف من الفرح غير المشروع ، عند عودة الجيش إلى القاهرة.
وفي ذلك يقول المقريزي: ( وفيها كانت الزلزلة العظيمة ، وذلك أنه حصل بالقاهرة ومصر في مدة نصب القلاع والزينة من الفساد في الحريم وشرب الخمور ما لا يمكن وصفه ، من خامس شهر رمضان إلى أن قلعت في أواخر شوال.
فلما كان يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة عند صلاة الصبح اهتزت الأرض كلها ، وسمع للحيطان قعقعة ، و للسقوف أصوات شديدة ، وصار الماشي يميل والراكب يسقط حتى تخيل الناس أن السماء أطبقت على الأرض ، فخرجوا في الطرقات رجالاً ونساءً ، قد أعجلهم الخوف والفزع عن ستر النساء وجوههن ، واشتد الصراخ ، وعظم الضجيج والعويل ، وتساقطت الدور ، ووضع كثير من النساء الحوامل ما في بطونهن.
وبات الناس ليلة الجمعة بالجوامع والمساجد ، يدعون الله إلى وقت صلاة الجمعة ، فكان في ذلك لطف من الله بعباده ، فإنهم رجعوا عن بعض ما كانوا عليه من اللهو والفساد أيام الزينة ).
وعطفاً على ماتقدم ، فإن الإعصار [س ] ، جند من جندالله ، وقدر من أقدار الله ، وقد يكون له إخوة في الطريق لاقدر الله ، مثل [ ص] و [ ع] ، لكن بتجديدنا العهد مع الله ، ومحاسبة النفس ، بكل شفافية ، نستطيع أن نجعل الإعصار [ س] في ذاكرة التاريخ .
هذا ، و الله أسأل أن أكون وإياكم ممن يتفكر في أسباب النذر الربانية في كل زمان ومكان ، حتى نكون ممن خاطبهم الله سبحانه وتعالى قوله : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)…..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.61 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]