إضاءة في التأصيل اللساني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 316 - عددالزوار : 89352 )           »          نظرات في قوله تعالى: { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          القدوة الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بعض النصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الكليبتومانيا.. عندما تكون السرقة مرضا واللص غير اللصوص! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السخرية والاستهزاء بالآخرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ولله على الناس حج البيت .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          من السنن الموقوتة قبل الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضائل طاعة الزوجة لزوجها وأحكامها الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2019, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,396
الدولة : Egypt
افتراضي إضاءة في التأصيل اللساني

إضاءة في التأصيل اللساني


د. معمر العاني






تؤكد هذه المقالة أهمية التبصُّر في الفكر اللغوي القديم ومقاربته مع أنظار لسانية هادفة، وإقامة حوار معرفي وخطاب لغوي نافع، وتجاوز صراع الثورات اللسانية إلى بناء المعارف اللسانية المناسبة للتطورات الجوهرية في الحياة اليومية؛ ليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيا من حيي عن بيِّنة.



إن اتِّباع هذه المعاينة يمكن أن يدفعنا إلى إنجاز ممارسة لسانية منظمة بآليات الوصف والتفسير ومراجعة المدونة الفصيحة؛ لذا سأحتفي بشطر لساني على صعيده الجغرافي مؤملًا النفس باستجلاء أبعاد في هذا السبيل، ولا أتردَّد في القول: إن أبا عمرو بن العلاء هو رائد الأطلس اللغوي الذي يندرج في اللسانيات الجغرافية، وصنيعه شاهد بنفسه على مآثره بعد أن أقام مسحًا للبيئة اللسانية من موئلها الفصيح.



وحقيق بالالتفات أن أبا عمرو بن العلاء قد آثر الاهتمام باللغة وروايتها أكثر من اهتمامه بالتقعيد وبناء النظام، والذين معه على هذا الصنيع كأبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة والأصمعي كانوا حريصين على استكمال عقد المسموع بالاستقراء الجغرافي المحدود.



وإذن يترتب على المتقدم أن أرسم ملامح الأطلس اللغوي المعتمد من هؤلاء الثُّلَّة بالتقدير وبمتابعة الدارسين الذين عالجوا تلكم المحددات في التصنيف، والأمر ظاهر في الآتي على وجيز التخطيط:










وإذا تجاوزنا تفاصيل النظر في الخطاطة الجغرافية الفائتة، وتفحَّصنا مشهدها اللساني أمكن أن نُقيم مقاربةً مع أنظار اللسانيين الجغرافيين في وعي ثنائية المنطوق والمكتوب، ولقد نعلم أن أبا عمرو بن العلاء ومَن التزم هذا المنهج قد عاينوا تلكم الثنائية، وآثروا توثيق المنطوق ليسلم من بعد ذلك المكتوب (written ********)، وابن جني على استحكام حدد اللغة بأنها: أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، ليستقر في الدراسات اللسانية معالجة اللغة بنظامها المؤتلف من الرموز والعلامات؛ لغرض التواصل وبث الأفكار، ثم أتت الكتابة لتُشكِّل محاولة إنسانية للتعبير عن المنطوق.



هذه صنوف يُزيِّنها التأمُّل، ويبسطها البحث وصواب الإشارة من لسانيات جغرافية تتحرَّى في الفضاء الكوني المرتكزات الآتية:

المنطوق ناقل للتحوُّلات الصوتية المؤثرة في بناء الألفاظ ودلالتها، وهو المسجل للخصائص الكلامية في البيئات اللسانية التي يجمعها أصل واحد أو تفترق في أصولها.



النظام المسموع موجود في الأذهان على مرِّ الأزمان، وإن اكتساب اللغة الأم منحةٌ لا تخلو من محنة يحددها ثلاثي الحواس: السمع، والبصر، والفؤاد، ولنا في قول العزيز الوهَّاب ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23].



التركيز على ترابط معرفي لما سمعناه مقرونًا بالمشاهدة ـــ كما صنع أسلافنا الرواة ـــــ ومسددًا بنظام الكتابة يفضي إلى ثقافة لسانية عن الأمصار، ولا يخلو من إسهام في التعليم والفهم والإدراك.



في أفق بعض الأنظار اللسانية المعاصرة يتم اختزال اللغة في مكونها المنطوق ـــ المسموع، لصياغة تصوُّر للغة المكتوبة، واستظهار طبيعة الوحدات وعلاقاتها ومؤثِّراتها.




ولا نعدم وجهًا من التقريب اللساني على مستوى الأصوات في تتبُّع الفونيمات والسمات والتطريزات انتهاء إلى رسم الحروف وعلامات الترقيم.




ولنا في ختامها معاينة البحث الاستقرائي للبنى والعلاقات والنسج الأسلوبي وصولًا لتصوُّر لساني دقيق.



وبعد، وإنْ أدري لعل هذا الاستدلال الناظر لصوابية الإلهام عند أبي عمر بن العلاء ومن في دائرة هذا النظام يأتي متناغمًا مع الدرس اللساني وصناعة الإبداع.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.61 كيلو بايت... تم توفير 1.51 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]