|
|||||||
| ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي: ليحذَر شبابُنا من دُعاة النار والبدع، ومن الأسماء التي يُخدعُ بها الشباب فلا ينفعُ الفهمُ والعلمُ بلا عملٍ صالحٍ، ولا ينفعُ العملُ بلا سُنَّةٍ وقُدوةٍ ونورٍ ودليلٍ من الوحي التأويلُ الباطلُ هو الذي أفسدَ العقولَ، وفرَّق الأمة، وأضعفَ المُسلمين، وغيَّر القلوب والعصمةُ من دُعاة النار والفتن لُزوم الكتاب والسنة، ومعرفةُ ما يُرادُ بهما من مأثور أهل العلم ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: «اتّباع الكتاب والسنة لا ابّتداع الخوارج»، والتي تحدَّث فيها عن اتباع الكتاب والسنة وفضلُه وأهميته وحذر من التأويل الفاسد، كما تحدَّث عن الخوارج ومذهبهم الخبيث، ومدى جهلهم بالكتاب والسنة وتأويلاتهم الباطلة لنصوص الكتاب والسنة، وما ترتَّب على ذلك من سفكٍ للدماء ونهبٍ للأموال المعصومة، وبيَّن فضيلته آثار ذلك على المُجتمع المُسلم سابقًا وفي العصر الحالي. - العلم النافع عباد الله: إن أعظمَ نعمة، وأكبر خيرٍ ينالُه العبدُ هو الفهمُ الصحيح في كتاب الله تعالى، وفي سُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع العمل على مِنهاج السلف الصالح الذين هم خيرُ القرون. فلا ينفعُ الفهمُ والعلمُ بلا عملٍ صالحٍ، ولا ينفعُ العملُ بلا سُنَّةٍ وقُدوةٍ ونورٍ ودليلٍ من الوحي، فالناجي من المُهلِكات والفائز بالخيرات من سعَى باكتِساب العلم النافع، والعمل الصالح؛ قال الله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد: 19- 24).وقال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 18)، وقال - عز وجل -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 9)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعُو فيقول: «اللهم إني أسألُك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً مُتقبَّلاً»؛ رواه ابن ماجه بسندٍ صحيح. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مثلُ ما بعثَني الله به من الهُدى والعلم كمثل غيثٍ أصابَ أرضًا، فكان منها طائفةٌ طيبةٌ قبِلَت الماءَ فأنبتَت الكلأ والعُشبَ الكثيرَ، وكان منها أجادِبُ أمسكَت الماء، فاستقَى الناسُ وسقَوا وزرَعوا، وكان منها طائفةٌ إنما هي قِيعان، لا تُمسِك ماءً ولا تُنبِتُ كلأً. فذلك مثلُ من فقُه في دين الله وقبِلَ ما بعثَني الله به، ومثلُ من لم يرفَع بذلك رأسًا ولم يقبَل هُدى الله»؛ رواه البخاري ومسلم. فالعلمُ النافعُ، والعملُ الصالحُ يجمعُ الله بهما للعبد كل خيرٍ، ويحفظُه من كل شرٍّ، ويُثبِّتُ الله بذلك الأقدامَ على الصراط المُستقيم. والضلالُ الأكبرُ هو في الإعراض عن علم القرآن والسنة، والإعراض عن العمل بهما؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (السجدة: 22). فالإعراضُ هو الخُسرانُ المُبين، والتأويلُ الفاسِد للقرآن والسنة من الإعراض عما أنزل الله تعالى، وهذا التأويلُ الباطلُ هو الذي أفسدَ العقولَ، وفرَّق الأمة، وأضعفَ المُسلمين، وغيَّر القلوب، وأدخلَ البدعَ على الإسلام، وأورثَ العداوة والبغضاءَ بين هذه الملَّة السَّمحة، والتأويلُ الباطلُ استحلَّ أصحابُه به الدماءَ المعصومة، والأموالَ المُحرَّمة، وكفَّروا به من شاؤوا، ووالَوا به من شاؤوا، وعادَوا به من شاؤوا. وهو بابُ الشرِّ الذي فُتِح على الأمة. - التأويل الفاسد أساس البدع والانحرافُ الفكريُّ والبدعُ والمُحدثات بُنِيَت على التأويل الفاسِد، والتفسير الباطل للقرآن والحديث؛ فالفِرقُ الإسلامية المُخالفةُ للصحابة والتابعين ضلُّوا في التأويل، ولم يختلفوا في التنزيل إجمالاً، فالتأويلُ الباطلُ أساسُ البدع والضلال. فهل قُتِل عُثمان -رضي الله عنه - إلا بالتأويل الفاسِد؟! وهل قُتل عليٌّ - رضي الله عنه - إلا بالتأويل الفاسِد؟! وهل استحلَّ الخوارِجُ دماءَ الصحابة وأموالَهم إلا بالتأويل الفاسِد؟! وهل أنكرَ ذو الخُويصِرة قسمةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنائِم إلا بالتأويل الفاسِد؟! ومنذ ظهر التأويل والتفسيرُ الباطل لنصوص القرآن والسنة في أواخر عهد الصحابة، تصدَّى الصحابةُ - رضي الله عنهم - لهذه البدعة، فردُّوا على الخوارِج وقاتَلوهم، وكلما ظهرَت بدعةٌ بالتأويل الفاسِد والتفسير الخاطِئ تصدَّى لها وقامَ بإطفائِها العلماء من التابعين ومن بعدَهم في كل عصرٍ، بالحُجَّة والبيان، وقامَ بردع وتأديب أصحابها ذوو السلطان؛ حمايةً لعقيدة الأمة، وحفظًا لمصالح دُنياها، ورعايةً لأمنها واستِقرارها، وحقنًا لدمائِها، وصيانةً لأعراضها، وتأمينًا للسُّبُل والعبادة. قال الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } (الحج: 40، 41). ولكل بدعةٍ ومُبتدعةٍ ورثةٌ، وورثةُ البدع في هذا الزمان شرٌّ من أسلافهم، لبُعد العهد من النبوة، ولردِّهم نُصحَ أهل العلم، ومُقاطعتهم للجلوس في حِلَق تعليمهم، وعدم الأخذ منهم في المدارِس والجامِعات، ولاتخاذهم رُؤساء جُهَّالاً ضالِّين مُضلِّين، يُفتونَهم بغير علم، فيُضلُّونَهم عن السبيل. - يقتلون الركع السجد فمن سلَفَ من الخوارِج لم يكونوا يغدِرون ولا يكذِبون ولا يخونون، وكانوا يُعظِّمون المساجِد. وخوارِجُ العصر يغدِرون ويخونون ويقتُلون الرُّكَّع السُّجود في المساجِد بيوت الله، ويسفِكون دماءَ المُسلمين من رجال الأمن وغيرهم، ويُكفِّرون المُسلمين. ولعِظَم هذه الجرائِم وشرِّ خطرها، وعموم ضررها، ولعموم الفتنة بفِكر الخوارِج، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الخوارِجُ كلابُ النار»؛ رواه أحمد والحاكم من حديث ابن أبي أوفَى، وله شاهدٌ من حديث أبي أُمامة - رضي الله عنهما -. وأخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يخرُجون مرَّةً بعد مرَّة، ولكنهم يُقطَعون إذا خرَجوا؛ عن أبي بَرزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزالون يخرُجون حتى يخرُج آخرُهم مع المسيح الدجال»؛ رواه النسائي. وهذا يدلُّ على أنهم يُريدون الدنيا؛ لأن الدجال يفتِنُ الناسَ بالدنيا. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «انتزعَ الخوارِجُ آياتٍ من القرآن نزلَت في المُشركين، فنزَّلوها على المُسلمين». ووصفَهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عليٍّ رضي الله عنه بقوله: «يقرؤون القرآن يحسِبون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقِيَهم، يمرُقون من الإسلام كما يمرُقُ السهمُ من الرميَّة، لو يعلمُ الجيشُ الذين يُصيبُونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيِّهم، لاتَّكلوا عن العمل»؛ رواه مسلم وأبو داود، فالبراءُ من الشرك وأهله، والولاءُ للتوحيد وأهله؛ قال الله تعالى: {وَإِذْ قال إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} (الزخرف: 26-27)، وخوارِجُ العصر يجعلون البراءَ من الرُّكَّع السُّجود، ويقتلونَهم في المسجد أو في أي مكان، ويُكفِّرون المُسلمين. - الطائفة المضلة طائفتهم القليلة الشاذَّة الضالَّة المُضلَّة، التي ضلَّت في تفسير القرآن والسنة، وضلَّت في الفتوى، والفتاوى أخطرُ شيءٍ في الدين، فلا يُفتَى إلا بدليلٍ معلومِ الدلالة، بفهم السلَف الصالح. عن خالد بن خدَّاش قال: قدِمتُ على مالك بن أنس - إمام دار الهجرة ومُفتي عصره - بأربعين سنة، فما أجابَني إلا في خمس مسائل. وبعضُ أهل العلم يموتُ وهو مُتوقِّفٌ في مسائل، مع أنه أفنَى عُمره في العلم. فما أعظمَ جُرمَ من يُفتي باستِحلال الدم الحرام والمال الحرام، ويُكفِّرُ المُسلمين، فضلالُ الفِرَق الإسلامية في تفسير النصوص المُخالف لتفسير السلف، والسلفُ الصالحُ كانوا يُفسِّرون القرآن والسنَّة بالقرآن وبالسنَّة، ويُفسِّرونهما بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبأقوال الصحابة - رضي الله عنهم -، ثم بأقوال التابعين، وما دلَّت عليه اللغةُ بالمُطابقة أو التضمُّن أو الالتِزام، وما هو مأثورٌ عن الراسخين في العلم، فكانوا مُتَّبعين لا مُبتَدعين. قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (الأعراف: 3). - الحذر من الفتن المضلة واحذَروا الفتنَ المُضلَّة ودُعاتَها؛ فقد أخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستختلِف، وحثَّ على لُزوم هديِه، فقال صلى الله عليه وسلم : «افترقَت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقَت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترِقُ هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحِدة». قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثلِ ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وحذَّرنا الله -تبارك وتعالى-، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 105)، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } (الأنعام: 159). وعليكم بالجماعة؛ فإن يدَ الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار. وليحذَر شبابُنا من دُعاة النار والبدع، ومن الأسماء التي يُخدعُ بها الشباب؛ فإن الله - تبارك وتعالى - ذكر عن المُنافقين بأنهم تسمَّوا بالمُصلِحين، وادَّعى النبوةَ أُناسٌ، وتسمَّوا برسول الله. فالأسماءُ لا عبرةَ لها عند الله، إنما العبرةُ والحقائقُ بالأسماء مع الأقوال والأفعال التي هي على هدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم . والعصمةُ من دُعاة النار والفتن لُزوم الكتاب والسنة، ومعرفةُ ما يُرادُ بهما من مأثور أهل العلم؛ قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء:7). اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |