|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حدثَ أن رجلاً حكيمًا له قدرٌ ومنزلةٌ بين الناس اسمه "بَكَى"، بعد أن انقَضَى من عمره ثمانون عامًا أراد أن يحكيَ للناسِ أسرار شبابه ورجولته وصِباه، كارِهًا أن يموت وفي قلبه ما يُوارِيه عمَّن أعطَوْه الثقة، ويُقال: إنَّ كتبه جاوزت العشرين ألف كتاب، وطُلاَّبه من كلِّ البلاد، منهم مَن أصبح له شأن بفضْل أستاذه، ومنهم من اتَّخذه مثالاً يَحتذِي به، فألَّف كتابًا سمَّاه: "أسرار واراها بكى"، وجمع فيه كلَّ ما كان منه وعنه، وقال فيه الآتي: "أنا الأخ السابع لإخوتي، ماتت أمِّي وأنا في طفولتي، أبي رجلٌ بين الفقر والغِنَى، لا هو بفقيرٍ لا يجد ما يُطعِمنا إيَّاه، أو غني مرفَّه لديه ما أغناه، كان لا يجبرني على شيءٍ، وترَكَني أفعل ما شئت، ولم أسمع منه في حياتي صدقًا أو فعلَ خيرٍ أو قولاً حسنًا، حتى طريق العلم لم يدفعني إليه، سوى دفع خفيف صرتُ به طالبًا. وزادَ الطِّين بلَّة أن معلميَّ أوقعوا بي الأذى، فلا رحمة في قلوبهم ولا عقولاً تَسُوقهم ولا هم مثالٌ به يُحتَذى، في أيديهم عصا ثقيلة مُخِيفة، ولو دوني أي من الأطفال لكل طفل بكى، وجعلوا عيني أمام العلم مغلقة، كما أن قلبي كَرِه أن يكون عالِمًا. ولم يسألني أبي يومًا: (ما حالك؟) بل كان قوله دائمًا: (يا أفشل أهلك)، فبغضته وخلعته عن قلبي، وصرت متمرِّدًا على كلِّ شيء من حولي، وخرجت عن طَوْعِ ربي، وأعجبَتْ وَسامَتِي غيري من بني جنسي فصرت شيطانًا في الأرض يَنشُر شرَّه وفساده، وحطَّمت قولاً تفنَّن فيه المزَخرِفون، كانوا يُثنُون ويمدحون، وكتبت بدلاً منه: أنا عبدٌ لنفسي، ونفسي تعبُد هواها! وظللت على هذه الحال إلى أن أصبحت بين الشباب والرُّجولة، فوجدت نفسي تَمِيل ناحية الشِّعر فكتبته ونشرته، وأعجب الناسَ شعري، وقرأت في الكتب ودرستها فاستَقام عقلي واطمأنَّت نفسي، وتغلغل داخلي شعور بأنَّ كلَّ ما كان مِنِّي ليس فيه من الصواب شيء، فسامحت أبي على الذي كان منه، وكتبت أكثر من نصف كتبي تمجيدًا وتعظيمًا لربي وخالِقي؛ طمعًا أن يغفر لي ذنبي". هذا ما كتبه "بكى" في كتابه، وكان آمِلاً أن مكانته ستجعل الناس يغفِرون له، وكانت قِلَّة تكرهه وتحقِد عليه، فوجَدُوا من ذلك فرصة لا تُرَدُّ، وذهبوا إلى ملك البلاد مجتمِعين، وطلبُهم أن يُقَام الحدُّ على "بكى" دون رأفة أو لِين، وكان قانون البلاد يقول بأنه يستحقُّ الموت، وفي النهاية حقَّقت هذه القلَّة ما سعَوْا من أجله، وأُصدِر حكمٌ بإعدامه بين حُشود من طلابه ليكون عبرة لِمَن يعتَبِر.. كانت تلك هي عاقبة بكى الحكيم على إفشاء سرِّه بعد أن ستَرَه الله. الألوكة
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() مشكروه لسردك القصه
__________________
![]() اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |