و أخيرا ترجل الفارس خطاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 887 - عددالزوار : 119522 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8866 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21981 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-05-2006, 01:33 PM
الصورة الرمزية الوية الناصر صلاح
الوية الناصر صلاح الوية الناصر صلاح غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: فلسطين - غزة
الجنس :
المشاركات: 514
افتراضي و أخيرا ترجل الفارس خطاب

بسم الله الرحمن الرحيم
و أخيرا ترجل الفارس خطاب
و أخيرا ترجل الفارس خطاب
" جماعة صغيرة هم الذين يحملون طموح الأمة الإسلامية هم الذين يضحون بحياتهم ومصالحهم الدنيوية ليحملوا ويحققوا هذا الطموح والأمل ، هم الذين يبذلون الدم والروح من اجل النصر ومن اجل هذه العقيدة . . مجموعة صغيرة من مجموعة صغيرة من مجموعة صغيرة " واحد من هؤلاء هو فقيدنا خطاب رحمه الله نحسبه كذلك ولانزكيه على الله.
ومفكرة الإسلام إذ تنعي إلى الأمة هذا الفقيد فإنا لنرجوا أن ما عند الله عز وجل هو خير له وللأمة الإسلامية وأن سنن الله في الدعوات تعلمنا أن دماء الشهداء دائما ما يصنع منها حبال و أطواق للنجاة فمن غياهب الظلمة يشع النور، و من رحم اليأس و القنوط يولد الأمل ،و أشياء كثيرة تتغير و الظلام لا يظل ظلاما فلابد أن ينساح النور ليغمر وجه الحياة وتلك حكمته سبحانه وذلك قضاؤه،والحمد لله على كل حال وما فقيدنا إلا واحد من أولئك الركب الطيب المبارك الذي جاد بنفسه في سبيل ربه ونصرة لدينه نحسبه كذلك والله حسيبه.
وإذا كان الأهل والوطن من أعز الأشياء على الواحد منا ، وكثيراً ما كان هذان الأمران سبباً في تغير مجرى حياة الواحد منا ، وكنا نقرأ حياة السابقين ، وكيف أنهم تركوا بلادهم وأهليهم دفاعاً ونصرة لهذا الدين حتى كانت قبورهم خير شاهد على تضحياتهم ، فهناك قبور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرص والصين وغيرها .
ومازالت هذه التضحيات باقية في هذه الأمة حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها ، ولقد كان القائد العظيم خطاب من هؤلاء المضحين فقد كانت أمنياته في شبابه القصر الكبير والزوجة الحسناء والسيارة الفارهة . نعم كانت هذه أمنياته ورغباته ، ولم يكن يخطر في باله أن الأيام ستكون حبلى له بالعجائب ، ومضت السنون حتى وصل الإيمان شغاف قلبه رحمه الله ، فبعد الأماني بسكْن القصور إذا منزله رحمه الله الكهوف والخنادق ، وبعد ما طَعِم ما لذَّ وطاب من الطعام والشراب صار يمكث المدة التي قد لا يجد فيها طعاماً مع جنده في بعض المعارك ، وبعدما لبس أفخر الثياب صار لا يملك إلا لباسا عسكريا قد أبلته المعارك والحروب ، فكانت سترته مرقعة من كل جهة وقد خاطها بيده نسأل الله أن يحرم تلك اليد عن النار . الله أكبر .. أين ذلك الطيب النافذ والرائحة الحسنة . نعم كل ذلك تركه كما ترك مصعب ملبسه وعطره . تركها بطلنا لله عوضه الله خيراً منها . كان والده يتمنى أن يراه قبل موته ، وكلما هم بالرجوع تذكر آهات الثكالى وعويل اليتامى فبكت عينه حتى تبل لحيته . تسأله أمه : متى الرجوع ياولدي ؟ فيغص بدمعته حتى تظنه قد اقفل السماعة .
كان يحدث أخويه منصور وماهر حفظهما الله عن تضحيات الصحابة ، وكيف أن في الشيشان توجد ستة قبور يقال أنها لصحابة رسول الله ؛ وما علم رحمه الله أن قبره سيصف إلى جانبهم ليكون شاهداً على تضحيات هؤلاء العظام .
لقد خرج علينا خطاب في زمن عز فيه أن نجد صورة تذكرنا بقادة عظام سطروا التاريخ بروائع الموقف وعظائم التضحيات ،
وأخيراً فإنه لم يكن يخطر في بالنا ونحن نهمُّ بالكتابة عنه قبل يومين إلا أنه رحمه الله صاحب فكر جهادي فقط ؛ ولكن لما قمنا بتفريغ كل أشرطة الكاسيت والفيديو التي تكلم فيها وجمعنا قصاصات لقاءاته الصحفية تبين لنا أن الرجل لم يكن يملك فكر جهاد فقط ، وإنما يملك فكر دولة كاملة رحمه الله ، ولهذا أعدنا كتاب كل ما وضعناه ليناسب هذا الرجل ، وقد بذلنا جهدنا في التصحيح الدقيق من خلال كلامه هو شخصياً أو عن طريق إخوته ، وسوف تجد أخي القارئ بعضاً من الحقائق التي تخالف أموراً ذكرت عنه رحمه الله وحسبنا أنا قد بذلنا جهدنا في ذلك
و في هذا الملف اجنهدنا أن نسلط الضوء على جوانب عديدة في حياة فقيدنا ودعوته وجهاده وأثر فقده على الجهاد في الشيشان من خلال هذه الملفات:
من هو خطاب؟
ميلاده واستشهاده
مفكرة الإسلام : اسمه الحقيقي سامر بن صالح بن عبد الله السويلم .
مولده ونشأته :ولد خطاب عام 1389 من الهجرة النبوية في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية ، ينتمي لعائلة خيِّرة طيبة اشتهرت بالشجاعة والشهامة حتى أن جده عبد الله عُرِف في منطقة الأحساء بـ " النشمي " ، ولو لم تنجب هذه العائلة إلا خطاباً لكفاها شرفاً وسؤدداً ، ولقد نزحت هذه العائلة من بلاد نجد إلى الأحساء عام 1240هـ وهناك ولد أجداده ، وولد فيها والد خطاب صالح رحمه الله تعالى الذي انتقل إلى عرعر ، وهناك ولد بطلنا خطاب ، ومكث فيها حتى انتهى من الصف الرابع الابتدائي وعمره عشر سنوات ، وفي عرعر كان والده يأخذه مع أخوته كل أسبوع إلى المناطق الجبلية يعلمهم الشدة والشجاعة ، ويضع على ذلك الجوائز والحوافز ويطلب من أولاده العراك والصراع حتى تشتد سواعدهم وفي هذا الجو بدأت تظهر آثار النجابة والشجاعة على خطاب ، ثم انتقل والده رحمه الله بأبنائه إلى منطقة الثقبة بالقرب من الخبر ، وهناك تربي خطاب في حي مشهور أخرج دعاة وصالحين وهو حي الصبيخة .
وتوفي والد خطاب قبل سنتين ، وكانت أمنيته أن يرى خطاباً قبل وفاته . نسأل الله أن يجمع بينهم في جنته ، أما أمه فمازالت على قيد الحياة واسمها رسمية بنت إسماعيل بن محمد المهتدي وتبلغ من العمر 58 سنة ، وهي تركية الأصل هرب أبوها من تركيا عند سقوط الخلافة الإسلامية واستيلاء كمال أتاتورك على تركيا وفي سوريا ولدت أم بطلنا خطاب ، ولا نقول لها إلا غفر الله لبطن جاء لنا بخطاب ، ولخطاب من الإخوة خمسة هو خامسهم في الترتيب .
وكان بيت خطاب كأي بيت في ذلك الوقت من جهة حب الدين والاهتمام بشعائره الظاهرة إلا انه كان يتفوق على كثير من البيوت بالاهتمام بالشريط الإسلامي والمجلة الإسلامية ، وهذه كانت شبه معدومة في ذلك الوقت ، ولهذا لا غرابة إذا قلنا أن البيئة مهيئة لإخراج القائد خطاب رحمه الله .
وكان رحمه الله يتحدث بأربع لغات ، فيتحدث اللغة العربية و اللغة الروسية والإنجليزية والبوشتو .
واستشهد رحمه الله في أوائل شهر صفر من عام 1423هـ من الهجرة وله من العمر 33 عاماً نسأل الله أن يرفع قدره ، ويعلي درجته ، وأن يكون شهيداً مضحياً في سبيل الله . آمين .

خطاب بين المرح والحزم
مفكرة الإسلام : يعجب الواحد منا لما يرى الأفلام الوثائقية التي يظهر فيها خطاب ، فجنوده متعلقون به تعلقاً شديداً ، وتزيد غرابتك لما تعلم أنه حازم جداً في تعامله ؛ ولكن الخطب يهون عليك عندما ترى مزحه معهم ، فهو يمزح بلسانه ويده بل ورجله ؛ وترى فيه خفة الظل ورحابة النفس وحسن الخلق ، فمرة تجده ينادي أحد أصحابه ويقول له : خذ هذا الشيء الواقع على الأرض ، فإذا أنزل رأسه صب عليه " الشامبو " وسط فرح وسرور أصحابه .
أما حزمه وانضباطه فيحدثنا عنها هو شخصياً حيث يقول : لما جئت إلى الشيشان انضمت إلي مجموعة من 90 رجلا من طلاب الشيخ فتحي الشيشاني حفظه الله ، وصرفت أولاً منها 15 رجلاً ثم صرفت أيضاً 15 رجلاً ، وبقي معي ستون ، وحذرني بعض الإخوة من الطرد لأن الشيشانيين عندهم حمية ، فلو ذهب بعضهم فاحتمال كبير أن يلحق بهم الآخرون ، وفي يوم من الأيام نمنا ؛ ولما أصبحنا إذا فرقة الحراسة نائمة معنا ، وتركت مهمتها ، وكانت ليلة باردة ، فطلبت منهم أن يخلعوا خفافهم ، ثم طلبت منهم المسير إلى النهر ، وكان العشب من شدة البرد كأنه عيدان يابسة ، ثم ساروا وهو يكادوا أن يهلكوا من شدة البرد ، فلما وصلنا للنهر طلبت منهم أن يدخلوا أقدامهم فيه تأديباً لهم ، وبعد فترة أمرتهم بالخروج ، وقد تجمدت أقدامهم حتى أن بعضهم سقط على ركبتيه من الإعياء والألم ، وارتفعت أصواتهم علي حتى هددوني بالخروج وتركي ، فقلت لهم لا مانع لدي ؛ حتى لو لم يبق معي أحد . مع أني كنت أخشى من ذهابهم ، وبالتالي ذهاب أملي بتحرير تلك البلاد ؛ ولكن يسر الله ، فبقي منهم ستون رجلاً أخذوا دورة علمية مدتها 25 يوماً ، وهم الآن قادة السرايا وخيرة الجنود .
خطاب بين الرحمة والشدة
مفكرة الإسلام :عجيب أنت ياخطاب . رأيناك وأنت تقتل العدو بقلب بارد . رأيناك وأنت تجهز على ملاحدة الروس . رأيناك تطلق النار مبتسماً فقلنا خطاب لانعرف أحداً كان عذاباً على العدو منه . ظننا قلبك مملوءاً بالغلظة ومكسواً بالقسوة ، فإذا جئت على معسكر إخوانك انقلب ذلك الأسد الضرغام إلى حمل وديع يحب المزاح حيناً ، فمرة ضاحكاً ومرة باكياً ومرة حزيناً قل لي بربك كيف اجتمع فيك كل هذا؟! .
خطاب هل تذكر عندما كنتَ طالباً في الثانوية كيف كانت سعادتك وأنت تحمل الصغار على ظهرك وصدرك . هل تذكر وأنت تقول لهم اركبوا على ظهري واضربوا رأسي ، وماعلم هؤلاء الصغار أنهم قد ركبوا على ظهر واحد من أعظم قادة المجاهدين في القرن العشرين .
خطاب هل تذكر ذلك اليوم الذي أغمي عليك لأجل قطة ؟ أظنك نسيت وسوف أذكرك . ذلك اليوم الذي خرجت لتركب سيارتك وكانت هناك قطة داخل ماكينة السيارة فحركت السيارة فتقطعت القطة . لقد كان يوماً عصيباً عليك فقد حملك أخواك منصور وماهر وأنت كدت أن يغمى عليك ، وقد تقاطرت الدموع على خديك لأجل تلك القطة وكنت تسأل وتصرخ هل هي ماتت ؟ قل لي بربك ماهذا القلب الذي يبكي لأجل القطط ونحن في هذا الزمان لانبكي لمذابح المسلمين ؟!!. عفواً قائدنا خطاب فقد أعجزتنا بقلبك الذي امتلأ ببغض الكافرين و بحب المسلمين .
خطاب مراسل في التلفاز أبكته عجوز وغيرت مجرى حياته
مفكرة الإسلام :كانت نفسه تحدثه بالبقاء أو الانصراف عن الشيشان والرجوع إلى طاجكستان . خاصة وأنه جاءها لعلاج يده فقط ؛ ولم يكن ينوي الإقامة فيها ؛ ولكنه لما رأى الجهاد بدأت نفسه تراوده في البقاء ؛ ولكن مع تردد كثير ، وجرت عادته رحمه الله على رسم خريطة حول كل منطقة يريد العمل فيها سواء من جهة الأماكن أو الطبائع أو العادات أو الأشخاص ، ولما ذهب إلى الشيشان لم يكن يعرف حقيقة هذه المنطقة فجعل من نفسه كمراسل تلفازي يمر بين الناس ، ويضع معهم اللقاءات ، ويلقي عليهم الأسئلة ، ويتحسس المعاني المهمة في أجوبتهم ، وقابل شامل باساييف بهذه الطريقة ؛ ولكن الموقف الذي هز شعوره ، وحرك عواطفه هو لقاؤه مع عجوز طاعنة في السن حيث سألها : ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز له بلغة الواثقة : نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام ، فسألها هل عندكِ شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت وقد كُسِر خاطرها : ليس عندي سوى هذا الجاكيت ( المعطف ) أجعله في سبيل الله . فجعل خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه .
فكانت هذه العجوز سبباً في ظهور خطاب الرمز لنا ، فنسأل الله أن لا يحرمها الأجر ، وأن يجعل معطفها مهراً تدخل به جنة ربنا ، وأين هذه العجوز من الشمطاوات في إعلامنا اللاتي فسدن وأفسدن شباب الأمة .
.
نظريات خطاب الجهادية الثلاثة
مفكرة الإسلام : لم يكن المجاهد و القائد خطاب رحمه الله ، يقاتل بأسلوب عشوائي وإنما كان له فكر جهادي ناضج حتى أصبح مدرسة ومنهجا يدرسه أكبر المعاهد العسكرية في العالم، وكان له رحمه الله نظريات ثلاث في جهاده:
النظرية الأولى : التربية ، وعلى هذا الأساس كلما أتى بلداً من البلدان وأراد أن يفتح باب الجهاد فيها قام بأخذ مجموعة من شبابها ، ثم اعتنى بهم ووضعهم في محاضن دعوية حتى يكونوا هم أساس الدعوة والجهاد في ذلك البلد ، وفي الشيشان أنشأ معهد القوقاز الديني لتخريج الدعاة ، وأول مجموعة اعتنى بها في الشيشان كانت 90شخصا ثم صفاها حتى وصل عددها إلى 60 شخصاً وهم الآن أصل الجهاد في تلك البلاد ، مع العلم أنه وجد معارضة من بعض الطيبين في هذا الأمر حيث طالبوا بالقتال ابتداء وكانوا يحتجون بضيق الوقت واحتلال بلاد المسلمين والعبث بها ؛ ولكنه أسكنه الله فسيح جناته أصر على هذا الأمر ، وقد راهنهم عليه ونجح نجاحاً كبيراً .
وكان يحث جنوده على مسألة طالما نسيناها وهي مطابقة الفعل مع القول ؛ حيث كثيراً ما خاطب أصحابه من العرب قائلاً : إن هؤلاء لا يعرفون لغتكم ، ولا ينبغي أن يكون هذا حاجزاً بينكم وبينهم ؛ بل أروهم صدق أفعالكم .
النظرية الثانية : التجهيز ، وهذه النظرية لا نظن أن أحداً يعلو عليه فيها ، فقد بلغ به الأمر أنه كان يجهز عتاد السنة ونحوها قبلها ، وكان يقول أيام حربه في طاجكستان : لا تكونوا مثل إخوة لكم يأتون لينصروا أناساً ، فإذاهم يطلبون من ينصرهم . لا مال معهم ولا سلاح ولا طعام .
فكان رحمه الله يُعْجِز من حوله بدقة الترتيبات ؛ حتى كان مدرسة في التنظيم والترتيب منذ كان في أفغانستان ؛ بل وقبلها أيضاً ، وكان استعداده يشمل الطعام والسكن والطريق والاستخبارات حول العدو بحيث يحصل التكامل في تجهيزه واستعداده .
النظرية الثالثة : القتال ، وهذه مثلنا لا يتكلم عنها ؛ ولكن دع خبراء الروس يتكلمون عنها ، والذين طالب بعضهم أن تدرس أفكاره العسكرية في جامعاتهم ، ويكفي إعجابنا به أن نرى الشيشان صغيرة مكشوفة تكنولوجياً وعسكرياً ، ومع ذلك ينجح في مهمتين من كل منهما إنجاز في ذاته : حيث استطاع التخفي بجنوده والحفاظ عليهم ، واستطاع أيضاً دك القوات الروسية وإيقاع الخسائر بها .

بعد هزيمة السوفيت وانسحابهم من أفغانستان سمع خطاب ومجموعة صغيرة من إخوانه عن حرب أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من الإخوة وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993 ، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح .
وهناك فقد أصبعين من أصابع يده اليمنى ، حين انفجرت قنبلة يدوية في يده مما نتج عنها إصابة بالغة استدعت قطع أصبعين ، وقد حاول إخوانه المجاهدون إقناعه بالعودة إلى بيشاور للعلاج ولكنه رفض وصمم على وضع عسل النحل على إصابته ، وضع العسل وربطها قائلاً أن هذا سوف يعالج هذه الإصابة وليس هناك حاجة للذهاب إلى بيشاور ، هذا الرباط لا يزال ملفوفاً على يده منذ ذلك اليوم .
بعد سنتين في طاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة إلى أفغانستان في بداية عام 1995 وكان في هذا الوقت بداية الحرب في الشيشان.
وصف خطاب شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تليفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال : "عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم " .
رحل خطاب من أفغانستان ومعه مجموعة مكونة من ثمانية مجاهدين مباشرة إلى الشيشان كان ذلك في ربيع 1995 ، أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة خطاب في أفغانستان وطاجيكستان تظهر كأنها كانت لعبة أطفال في الحضانة . يقول المسؤولون الروس طبقاً لإحصائياتهم أن عدد الجنود الذين قتلوا في خلال ثلاث سنوات من الحرب في الشيشان فاق أضعاف عدد الجنود الذين قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان .
في يوم 16 أبريل 1996 قاد خطاب عملية من أجرأ العمليات وكانت عبارة عن كمين " شاتوى " وفيها قاد مجموعة مكونة من 50 مجاهداً لمهاجمة والقضاء على طابور روسي مكون من 50 سيارة مغادرة من الشيشان . تقول المصادر العسكرية الروسية أن 223 عسكرياً قتلوا من ضمنهم 26 ضابطاً كبيراً ودمرت الخمسون سيارة بالكامل . نتج عن هذه العملية إقالة ثلاثة جنرالات ، وقد أعلن بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية للبرلمان الروسي . وقد تم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو توجد منها بعض الصور في موقع عزام بشبكة الإنترنت .
بعدها بشهور نفذت نفس المجموعة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط للفيديو .
كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزنى الشهير في أغسطس 1996 الذي قاده القائد الشيشاني شامل باسييف.
وقد ظهر اسمه مرة أخرى على الساحة في يوم 22 ديسمبر 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشانى وغير شيشاني ، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد استشهد في هذه العملية اثنان من المجاهدين من ضمنهم أحد كبار القادة (من مصر) في جماعة خطاب هو أبو بكر عقيدة رحمه الله .
بعد انسحاب القوات الروسية من الشيشان في خريف 1996 اصبح خطاب بطلاً قومياً في الشيشان وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية . وقد منحوه أيضا رتبة لواء في حفل حضره شامل باسييف وسلمان رودييف القادة العباقرة في حرب الشيشان . وقبل مقتل جوهر دودايف كان خطاب يحظى لديه باحترام ناله بعمله وليس بالكلام .
كان رحمه الله يؤمن إيمانا راسخاً أن أجله سوف ينتهي في الوقت الذي كتبه الله له لا يتقدم لحظة ولا يتأخر لحظة . وقد نجا من محاولات عديدة لاغتياله أقربها عند قيادته لشاحنة روسية كبيرة انفجرت وأصبحت حطاماً ومات من كان بجانبه وهو لم يصب بخدش .
و يقول أبو عمر النجدي في مقالاته عن الانحياز من جروزني ، و الصعاب التي واجهوها في ذلك : " قام القائد خطاب حفظه الله برصد الطريق بنفسه لضمان سلامة الطريق وسهر الليالي الطوال المتواليات يفكر في أمرالجرحى والمرضى والأصحاء على حد سواء ، ولا غرابة في ذلك فقادتنا يسيرون على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقتدون بأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين " ، و يقول في موضع آخر : " كان القائد العام حفظه الله يبحث لنا عن طريق سهل علينا يحافظ فيه على قوانا وطاقتنا فعرض نفسه للخطر أكثر من أربع مرات كل ذلك حتى يجنبنا الإرهاق وذلك بصعود جبل شاهق كان يعرف أنه سينهك قوانا لو سلكناه أولاً فحاول الاستبقاء على قوانا ولكن دون جدوى ، فأمرنا أخيراً بعد المحاولات مضطراً الصعود إلى الجبل الذي تجنبه أولاً ".
رحم الله فقيد أرض الشيشان .. الذي أبلى بلاء حسنا وكبيرا في قتال أعداء الله في مواطن عدة، واقتضت حكمة الله عز وجل أن يكون موته على فراشه ليصدع بأعلى صوته بعد موته :فلا نامت أعين الجبناء.
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين وتقبله في الشهداء والصالحين وأخلف على الأمة الجريحة المكلومة من هو خير منه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الخلاف في كيفية قتله بالسم:
وأما تفاصيل استشهاده رحمه الله نحسبه كذلك والله حسيبه فقد اختلفت الرواية في ذلك وإن كانت لاتخلو الروايتان عن أن قتله كان غدرا :فبينما موقع وا إسلاماه وتناقلته أكثر من جهة أن قتله كان على يد واحد من أولئك الخونة المنافقين ممن وثق بهم خطاب رحمه الله وقربه منه حيث سلمه رسالة مسمومة مات على إثرها رحمه الله.
وكان أحد القادة الميدانيين العرب قبل أسبوعين قد أرسل رسولاً إلى القائد خطّاب يحمل إليه رسالة خطّيه وفي وسط الطريق أرسل خطّاب رسولاً من عنده ليتسلم الرسالة , ولكن ذلك الرسول الذي من عند خطّاب كان خائناً (عميلاً وثق به المجاهدون ) فوضع سماً في الرسالة وفور تسلم القائد خطّاب لها وملامسة السم ليده لم يلبث سوى خمس دقائق وفاضت روحه رحمه الله وتقبله من الشهداء.
وكان ذلك من حوالي أسبوعين تقريبا.
إلا أن هناك رواية أشار إليها إجمالا موقع القوقاز أن قتله كان بسم دس في طعامه غدرا، وقد ذكرت بعض الجهات الخاصة أن ذلك كان من حوالي 32 يوما تقريبا وليس أسبوعين كما ذكر وأن السم وضع له بينما كان يتناول طعام الغداء في دعوة خاصة حيث وقع الغدر به.
إلا أن المجاهدين تكتموا خبر استشهاده لمصلحة الجهاد ولحين ترتيب الأوضاع إلا أن الله سبحانه وتعالى شاء لحكمة يعلمها أن تتسرب أنباء استشهاده حيث وقع شريط الفيديو الذي صوره المجاهدون لجثمان الفقيد رحمه الله عندما وقع حامله إلى القائد أبي الوليد حفظه الله في أيدي القوات الروسية وقتل رحمه الله أيضا وبادرت القوات الروسية بنشر الشريط وادعاء بطولة لم تحققها، وهي ومجد لم تحلم به.
كيف استقبل الإعلام نبأ استشهاده ؟
مفكرة الإسلام : رغم أن خطاب عربي مسلم ، ورغم أنه قائد عظيم معروف لدى دول العالم ورؤسائها من الرئيس الأمريكي غرباً إلى الامبراطور الياباني شرقاً ، ورغم أن بوش توسل إليه في بداية حربه لأفغانستان بعدم التدخل في هذه الحرب لمعرفته بخطورة ثقل هذا البطل ، وبالرغم من جنون الرئيس بوتين الروسي منه ، وبالرغم من أشياء كثيرة أخرى فلم تبدِ أي قناة عربية ماعدا الجزيرة له اهتماماً ، بل استمرت في الرقص والعربدة ، ولعل رقصة من غانية أو كأساً من عاهرة أو ضحكة من مغنية فاجرة خير لها من صورة القائد العظيم خطاب . كل هذا من أجل إشغال الشعوب عن نصرة إخوة لهم في بقاع شتى يلاقون أصناف العذاب والهوان ، ومرة أخرى تكشف قناة الجزيرة فضائح إعلامنا العربي ، فهي أول وأكثر قناة تناولت الخبر ؛ بل تناولته من خلال محبي خطاب وليس من قِبَل أعدائه ، ووضعت له برنامجاً خاصاً ، وأعادت لقاءات تمت معه لتعطي صورة واضحة في معنى التميز في متابعة الحدث ، وكأنا بها تقول : أين نحن وأين غيرنا ، وأظن لو أن قناة عربية أخرى تناولته لاستضافت مجرماً يكره الجهاد وأهله ليلطخ به صفة الإرهاب والإجرام .
أما القنوات الغربية فكانت خيراً من قنواتنا في متابعة الحدث بقوة ، ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص باستشهاد خطاب ، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي ، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين ، ووضعت اللقاءات التي تحدثت عن هذا النصر الروسي ، واستطاعت قنواتهم أن تجعل شعبها يعيش أياماً هي من أسعد أيامه يتذكر بها أيام مجده الزائل ، وأقيمت برامج كاملة عن حياة خطاب ونوقشت فيها أفكاره العسكرية وخططه التي وصفها أحد خبراء الروس في برنامج عرض يوم السبت الماضي بأنها " جهنمية " ووصفها خبير آخر بأنها " شيطانية " .
ولم تغفل البي بي سي ولا السي إن إن هذا الحدث ، فتحدثت عنه بإسهاب كعادة القنوات الإخبارية التي تحترم نفسها وليس كقنواتنا التي تخصصت في ضياع شبابنا ، ومحاولة إلصاقهم بقدوات فاسدة ماجنة .
ورحل سيف الإسلام
اصبري أماه واحتسبي ابنك عند الله ،فإن رحل ابنك فأبنا الأمة كلها لك أبناء .. أماه: ان ابنك في مكان يغبطه عليهالأنبياء .. أماه: إن لإبنك من الفضل عند الله ما يسركِ وتقر به عيناك ، فأبشري "إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ الله خِصَالاً:
1- أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مِنْ أَوَّلِدَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، (فاحمدي الله يا أماه)
2- ويُرَى مَقْعَده مِنَالجَنَّةِ، (فقري عيناً يا أماه)
3- وَيُحَلَّى حِلْيَةَ الإِيْمَانِ، (فهذاوالله العز يا أماه)
4- وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، (فاسألي الله من فضلهيا أماه)
5- وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، (رابط الجأش في الدنياوالآخرة يا أماه)
6 - وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوقَارِ، اليَاقُوتَةُمِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. (هذا والله المُلك يا أماه)
7- وَيُزوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنَ الْحُورِ الْعينِ، (وهل مثل ابنك خاطِبٌيا أماه)
8- وَيُشفعَ في سَبْعِينَ إِنْسَاناً مِنْ أَقَارِبهِ" (فهنيئاً لك ياأماه) . (أحمد ، وصححه الترمذي)

لقد أكرم الله خطاباً بالسم ، ورسول الله صلىالله عليه وسلم ما يزال يرى أثر السم حتى لقي الله .. مات خطاب غدراً ، وقد قتل عمر، وعثمان ، وعلي غدراً .. مات خطاب على فراشه ، وقد مات سيف الله خالد بن الوليدعلى فراشه ، فلا نامت أعين الجبناء ..
سأبقى في جبين الدهر ...... وشما ليسينفصل
أشرع هامتي للنار .......... للأشواك أنتعــل
وأرقب هبة الإيمان ..... يحدوها الشذى الخضل
وكل قذيفة يشدو ....... على أنغامها الأمل
اللهم اكرمنزله ، ووسع مدخله ، وتقبله في الشهداء .. اللهم إنا نشهد له بالخير شهادة نلقاكبها فتقبل شهادتنا .. اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب ،ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، واغسله بالماء والثلج والبرَد . اللهم اجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وألحقنا بهم .. اللهم تقبله شهيدا .. اللهم تقبله شهيداً .. اللهم تقبله شهيداً ..

مع تحيات اخوكم في الله /
ابو قــــــــــــــاســــــم
{ الوية الناصر صلاح الدين }
__________________

الويـــة الناصـــر صــــلاح الديـــــــــن
الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية
{ قاوم }
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة إسلام الحاخام يوسف خطاب قطرات الندى ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic 18 17-01-2010 02:08 AM
الفارس محمد بن حمد يوقد شعلة الاسياد 2006 قطري الملتقى الرياضي 3 25-12-2006 10:54 AM
بشرى للأمة الإسلامية .. هلموا أخيرا وجدنا تحركا عمليا لا تراجع ولا استسلام الملتقى العام 3 02-04-2006 07:51 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 163.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.55 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (1.08%)]