أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311488 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042036 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132505 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2009, 08:00 PM
Aboabdalah Aboabdalah غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 195
افتراضي أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

أصل انحراف سيد قطب
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2374




نبذة مختصرة عن المحاضرة :
ما هو أخطر انحراف وقع في العصر الحديث؟ كيف ومتى نشأ؟ ما الذي ترتب عليه؟ وماذا عن الحركات الإسلامية والمواجهة السياسية؟؟؟ ... وغيرها.
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-09-2009, 12:41 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

مراحل حياة سيد قطب:

مر سيد قطب بعدة مراحل في حياته ، تنقل فيها من التذبذب بين المبادئ الشيوعية السائدة في عصره وبين المبادئ الإسلامية , وهذه الفترة كانت فترة طويلة ( حوالي 40 سنة ) ، وكان سيد خلالها يكتب المقالات ، ويؤلف الكتب .. فكان كل كتاب يخرج له يعبر عنه في تلك المرحلة من عمره ... فمن يقرأ مقالاته القديمة يرى فيها النزعة القومية واضحة في أسلوبه ، ومن قرأ كتبه في بداية التزامه بالدين سيرى جهده الواضح في محاربة الاشتراكية من كثرة ما يهاجمها سيد قطب رحمه الله في كتبه ( كالعدالة الاجتماعية مثلا ) ، ومن قرأ كتبه الأخيرة سيرى التأثير الإسلامي القوي عليها ، وسيرى العاطفة الجياشة تجاه قضايا الإسلام الكبيرة ومن أخصها قضية ( لا إله إلا الله ) .

والغريب في الموضوع أنك تجد من ينتقد سيد قطب فيحاسبه على أخطائه التي أخطأ فيها وهو في جاهليته وقبل أن يتعرف جيدا على الإسلام، وقبل أن تتضح لديه الفكرة التي مات في سبيلها .
ولو كان من ينتقد سيد قطب رحمه الله يتكلم عن الأخطاء دون اتهام سيد بأنه يؤمن بهذا الكلام القديم لكان محقا في هذا لأنه ينتقد القول دون القائل ، ولكن القوم لا يفعلون هذا .

أما عن المراحل التي مر بها سيد قطب رحمه الله فهي عبارة عن خمس مراحل أذكرها باختصار :

أولا : مرحلة الضياع الكامل:

وهي المرحلة التي قال عنها الدكتور صلاح الخالدي أنها بدأت من 1925 – 1939 م وهي مرحلة ضياع كامل لسيد قطب رحمه الله ..

يقول الخالدي في صفحة 213 من كتاب ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) :

(( رحلة ضياع سيد هي الفترة الزمنية التي عاشها وهو جاهل بنفسه وهدفه ورسالته ووظيفته , وهو جاهل بسر الحياة , وطبيعة الكون , والصلة بينه وبين الحياة والكون .

رحلة ضياع سيد هي المرحلة التي تلقى فيها المبادئ والأفكار والتصورات والفلسفات الأوروبية والغربية المادية الجاهلية عن الكون والحياة والإنسان ..

رحلة الضياع عنده هي تلك المرحلة التي وقع فيها صراع بين التصورات الإسلامية التي تلقاها من قبل , والتصورات المادية الغربية التي تلقاها في شبابه )) باختصار ..


ثانيا : مرحلة الإسلاميات الفنية الأدبية:

في صفحة 269 من كتاب ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) يبدأ الخالدي في الكلام عن مراحل حياة سيد قطب التي بدأ فيها يتعرف على المنهج الإسلامي ، وقد سمى هذه المرحلة : مرحلة الإسلاميات الفنية الأدبية .

وقال الخالدي أنها تبدأ من عام 1939 ( مقال سيد عن التصوير الفني للقرآن ) إلى 1947 ..

وقال أنها مرحلة دراسة القرآن دراسة ( أدبية ) للبحث عن النواحي الجمالية الفنية في القرآن .. ومن كتب هذه المرحلة : التصوير الفني / مشاهد القيامة في القرآن .

ومن يقرأ كتب هذه المرحلة يجد أن سيد قطب نفسه ينزع الصبغة الدينية عن كتبه في هذه المرحلة ويقول أنه لم يلتفت إلا للنواحي الأدبية والفنية والجمالية فقط !

يقول سيد رحمه الله : (( فلا أقل من أن يعاد عرضه – أي القرآن - وأن ترد إليه جدته , وأن يستنقذ من ركام التفسيرات اللغوية والنحوية والفقهية والتاريخية والأسطورية أيضا ، وأن تبرز فيه الناحية الفنية وتستخلص خصائصه الأدبية , وتنبه المشاعر إلى مكامن الجمال فيه . وذلك هو عملي الأساسي في مكتبة القرآن )) من كتاب مشاهد القيامة في القرآن ص 8 .

وهذا يوضح أن الأستاذ سيد قطب رحمه الله كَتَبَ ما كَتَبَ في هذه المرحلة كأديب لا يلتفت للنواحي الفقهية ولا لغيرها ..


ثالثا : مرحلة الإسلاميات الفكرية العامة:

تكلم الدكتور الخالدي في صفحة 273 عن هذه المرحلة الثالثة وسماها : مرحلة الإسلاميات الفكرية العامة .. حيث قال الخالدي أنها بدأت عام 1947 بكتاب العدالة الاجتماعية وانتهت عام 1953 حينما انضم سيد رحمه الله لجماعة الإخوان المسلمين .


رابعا : مرحلة النضج الفكري:

هذه المرحلة بدأ من عام 1953 إلى قبيل استشهاده رحمه الله .. وكتب هذه المرحلة هي التي أودع فيها سيد خلاصة تجربته وزبدة أفكاره ، وهي : هذا الدين ، المستقبل لهذا الدين ، خصائص التصور الإسلامي ، مقومات التصور الإسلامي ، معالم في الطريق ، في ظلال القرآن .

وهذه الكتب تبين الفرق الشاسع بين سيد قطب ( الأديب ) وسيد قطب ( الداعية المجاهد والمنظر والمفكر الإسلامي ) .. وطبعا بقي التأثير الأدبي القوي رمزا لكتابات سيد قطب .. ومن ذلك مثلا رسالته لأخته قبل استشهاده ، والتي وضعت في كتاب فيما بعد وسمي ( أفراح الروح ) ، فإن قارئها لا يمل من مطالعة هذه الصفحات من جمالها وقوتها التي قل مثيلها في الكتاب المعاصرين .


خامسا : مرحلة ما قبل الوفاة:

وهذه المرحلة لا يعرف متى بدأت بالضبط .. ولكنها بدأت قبيل وفاته بأشهر ، وانتهت - طبعا - بوفاته رحمه الله .. وهذه المرحلة ينكرها الدكتور صلاح الخالدي والشيخ يوسف العظم والدكتور عبدالله الخباص ، ودليلهم في هذا أنه لا يوجد ما يثبت ذلك ، وأنه وإن وجد هذا فلا بد أن هناك ما أثر على سيد قطب وجعله يقرر التخلي عن كتبه القديمة .

ولكن الثلاثة ( الخالدي والخباص والعظم ) يقرون تراجع سيد قطب عن الأفكار القديمة ، ولكنهم لا يقرون مسألة طلب سيد قطب من محبيه إتلاف الكتب القديمة أو – على الأقل – عدم قراءتها لأنها لم تعد تمثل فكره .

فالخالدي يقول في كتابه ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) صفحة 231 تحت عنوان ( شعر الضياع في الأربعينات ) - باختصار - :

" (( ونورد نموذجين لشعر الضياع في الأربعينات )) ..... إلى أن قال الخالدي : (( قصيدة قافلة الطريق : نشرها في مجلة الكتاب عدد يونيو عام 1946 م )) "

أي بعد التصوير الفني بسنة ! لأن سيد كتب أصول كتاب التصوير الفني عام 1939 ونشره ككتاب عام 1945 ! فهل نتوقع أن الخالدي يقول بأن سيد يتمسك بأفكاره التي كتبها في فترة ضياعه أو فترة ( الإسلاميات الأدبية ) ؟؟


والخالدي يقول أيضا في صفحة 259 من نفس الكتاب :

" كانت النقلة بالتدريج , وكان التفاعل مع العالم الجديد بالتدريج !

بدأت النقلة عندما أقبل على القرآن الكريم , يدرسه لدواع أدبية في مكتبة القرآن الجديدة ..

ووقف على بعض التوجيهات القرآنية الفكرية التي سجلها في كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام " !

أي أن العدالة الاجتماعية كتبه سيد لنواح ( أدبية ) وقبل أن يتحول للكتابات الإسلامية !

ويقول الخالدي في نفس الكتاب أيضا من صفحة 509 إلى 511 كلاما كثيرا حول هذا الموضوع أقتطع منه ما يلي :

" إننا ندعو إلى نشر كل كتب سيد الأدبية والإسلامية العامة ، ولا ندعو إلى إلغاء - أو إعدام - واحد منها، وإن كان في بعضها اتجاهات سابقة لسيد، مخالفة للتصور الإسلامي . .
وحتى لا يقع القراء في إشكال ، في ترتيب أفكار سيد حسب صدور كتبه ، وحتى لا تلتبس عليهم المراحل المتطورة التي مر بها سيد ، إلى أن استقر رائداً للفكر الحركي الإسلامي ، فإننا نعتمد هذه الملاحظة الجيدة التي أبداها الأستاذ يوسف العظم : " وأرى في هذا المقام أن يقوم المنصفون من الكتاب أو الناشرين أو المحققين، حين يطبعون للشهيد كتاباً ، أن يشيروا إلى تاريخ نشر كل كتاب كتبه ، وإلى تاريخ الطبعة الأولى من الكتاب ، وإيراد ملاحظة في أول صفحات الكتاب ، تبين المرحلة التاريخية التي قدم فيها الشهيد عطاءه .. ذلك ليعرف القارئ ماذا يقرأ للشهيد . . "

وهذا المقطع يوضح أن الخالدي والعظم أيضا يعرفان أن سيدا كان له اتجاهات سابقة وأنه رجع عنها بدليل قول الخالدي (وإن كان في بعضها اتجاهات سابقة لسيد، مخالفة للتصور الإسلامي / وحتى لا تلتبس عليهم المراحل المتطورة التي مر بها سيد ، إلى أن استقر رائداً للفكر الحركي الإسلامي ) .


ويقول الخالدي في كتاب (سيد قطب : الأديب الناقد , والداعية المجاهد , والمفكر المفسر الرائد ) ص 575 :

(( على الباحث أن يتابع كلام المؤلف عن الموضوع الواحد في كل كتبه وأن يجمع كلامه المتفرق في كتبه ثم ينظر فيه مجتمعا ليتعرف على حقيقة رأي المؤلف ! ))

ثم أخذ يدافع عن سيد من منطلق هذه الفكرة ..!



وقولهم هذا لا يوافقهم عليه أخوه الشيخ محمد قطب حفظه الله ، حيث يقول أن سيد قطب أوصى بعدم طباعة كتبه القديمة ، والاكتفاء بستة كتب : الإسلام ومشكلات الحضارة ، هذا الدين ، المستقبل لهذا الدين ، مقومات التصور الإسلامي ، خصائص التصور الإسلامي ، في ظلال القرآن ( وخصوصا الأجزاء الإثني عشر الأولى منه حيث أنه أعاد كتابة الظلال ووصل للجزء 12 ولقي ربه قبل أن يكمل المراجعة ) ..

قلت (الأزهري الأصلي) : سأضع نص كلام الأستاذ محمد بعد قليل.

أما المستشار عبدالله العقيل فيقول في مجلة المجتمع العدد 112 تاريخ 8/8/1972 م :

(( إن سيد قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي : هذا الدين , المستقبل لهذا الدين , الإسلام ومشكلات الحضارة , خصائص التصور الإسلامي , في ظلال القرآن , ومعالم في الطريق )) .

وهذا الكلام يوضح لنا أن الفريقين يقولان بتخلي سيد قطب عن أفكاره القديمة ، والخلاف بينهم هو : هل تخلى سيد قطب عن الكتب أيضا ؟؟

ونحن نعرف أن المثبت يقدم كلامه على النافي ، والشيخ محمد قطب أعرف الناس بأخيه ، والمستشار العقيل يثبت وجود رسالة من سيد قطب يعلن فيها تراجعه عن كتبه القديمة ، بل واضح جدا لكل منصف أن سيد قطب – كما ذكر العقيل – نشر هذه الرسالة وأرسلها لإخوانه في العالم الإسلامي .


- -

وبعد هذا العرض للمراحل الخمسة من حياة سيد قطب رحمه الله سأعيد الكلام على شكل نقاط فأقول :

1- يقول الخالدي في صفحة 259 ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) : ((بدأت النقلة عندما أقبل على القرآن الكريم , يدرسه لدواع أدبية في مكتبة القرآن الجديدة .. ووقف على بعض التوجيهات القرآنية الفكرية التي سجلها في كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام " ))

أي أن الخالدي يقول أن مرحلة ما بعد 1940 هي ( بداية ) النقلة , وفي هذه البداية كان سيد يدرس القرآن لنواح ( أدبية ) وليس لنواح دينية .. فإذا عرفنا هذا فهل من العدل أن نقول أن سيدا مات وهو يؤمن بهذا الكلام ؟! وهل من العدل أن نقول أن سيد قطب رحمه الله يطعن في موسى عليه السلام ؟! وفي الصحابة ؟؟! هل يعرف هؤلاء الذين يتكلمون عن سيد قطب أنه كتب ( التصوير الفني ) في عام 1945 م وأن آخر مقدمة كتبها لهذا الكتاب كانت في 1952 ؟؟ وأن ( العدالة الاجتماعية ) أيضا كتاب قديم لسيد وقد كتبه في عام 1947 ؟؟

هل من العدل في النقد أن يتم إغفال هذه الحقائق الواضحة التي تثبت أن سيدا رحمه الله لم يتعرف على الإسلام من صغره , وأن سيدا مر بمراحل متعددة حتى تعرف على الإسلام الصحيح ؟؟
كيف يقوم البعض بانتقاد سيد رحمه الله وإلصاق تلك التهم الخطيرة به ؟؟!
وهل يقول عاقل أنه يجوز لنا أن نحاسب الناس على ما فعلوه في جاهلياتهم ؟


2- سيد رحمة الله عليه لم ينتقل من حياة الضياع إلى أن أصبح مفكرا إسلاميا في سنة أو سنتين , بل أخذ وقتا طويلا حتى نضجت أفكاره ، وكان في هذه الفترة يؤلف ويكتب فكان لا بد من وجود الخطأ .

يقول الخالدي في صفحة 259 ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد ) :

(( لم ينتقل سيد نقلته الجديدة الإيمانية فجأة , ولم يتحول بين يوم وليلة , من ذلك الحائر الضائع إلى هذا المفكر الإسلامي الرائد .

كانت النقلة بالتدريج , وكان التفاعل مع العالم الجديد بالتدريج !

بدأت النقلة عندما أقبل على القرآن الكريم , يدرسه لدواع أدبية في مكتبة القرآن الجديدة ..

ووقف على بعض التوجيهات القرآنية الفكرية التي سجلها في كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام " !

وسافر إلى أمريكا , وهناك تعمقت معاني الإيمان في نفسه وشعشع النور في شغاف قلبه )) انتهى .


وهذا يوضح أن سيد كان يكتب شيئا ثم يتراجع عنه بعد فترة نتيجة لمعرفته لأشياء كان يجهلها , أو تصحيحه لمفاهيم خاطئة عنده !


ويبقى لدينا شيء واحد في مسألة التراجع هذه ، ألا وهي إحالة سيد قطب لكتبه القديمة ، كمشاهد من القيامة والتصوير الفني مثلا ..

وهذه المسألة لا تكفي كدليل لتكفير سيد قطب بالقول بأنه يطعن في الأنبياء والصحابة !!

ثم ما المانع من الإحالة لكتاب تخلى صاحبه عنه ؟؟

و لو كنتَ تدرس اللغة العربية وأحلت لبيت من قصيدة فيها كفر أكبر فهل يعني هذا موافقتك لما فيها ؟؟ كأن تحيل إلى قصيدة فيها هذا البيت مثلا :

رأيت المنايا خبط عشواء فمن تصب ***** تمته ومن تخطيء يعش فيهرمِ

ولو كنت تتكلم عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت جزء من قصيدة البردة فهل يعني أنك توافق البوصيري على كل ما فيها ؟

ولو أحلت للفتح أو غيره من الكتب التي فيها بعض الأخطاء فهل يعني هذا تبنيك لكل ما فيها ؟؟
بل لو أحلت للإنجيل أو التوراة للاستشهاد وزيادة البيان فهل نقول أنك تؤمن بما فيهما ؟؟

لو كان سيد رحمه الله يحيل للمواضع التي فيها كلام سيئ عن موسى عليه السلام ، أوفيها دعوة لهذا القدح ، ومدح لمن فعله وتزيين له ودفاع عن فاعله … لكان هذا دليل إدانة ، والحاصل أنه كان يحيل لمواضع غير هذه من باب زيادة التوضيح … فما هو المانع ؟

وهل هناك فرق بين من يحيل لشعر الجاهلية الذي يحوي تعظيما للأصنام والشرك وكبائر الذنوب للاستشهاد وزيادة الإيضاح ، وبين من يحيل لموضع من كتاب فيه قدح لموسى عليه السلام ولكن في باب غير هذا الباب ؟

والشاهد هنا أن الإحالة للكتاب لا تعني الموافقة لكل ما فيه ..

والأهم من ذلك أن سيدا رحمه الله أعلن تراجعه وتخليه عن كتبه وأفكاره السابقة .. وهذا يعني بالتالي عدم جواز محاسبته على ما فيها من أخطاء .

وأخيرا :

ما نقلته يبين أن سيدا تراجع عن كتبه القديمة , وأنه أعلن هذا التراجع لإخوانه أرسل لهم يطلب منهم الاكتفاء بالجديد من كتبه فقط ..
ويبين أيضا أن العارفين بسيد يعترفون بأخطائه السابقة المخالفة للتصور الإسلامي ولكنهم يطلبون منا كقراء أن نعرف الوقت الذي كتب فيه سيد ما كتب حتى نعرف المرحلة التي كتب فيها هذا الكلام ..
وستكون النقطة القادمة عن بعض التهم الخطيرة التي رمي بها سيد قطب رحمه الله مع الرد عليها !
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-09-2009, 12:41 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

أخطر التهم الموجهة له -رحمه الله-:

أولا : هل يؤمن سيد قطب بعقيدة وحدة الوجود ؟؟

تقول التهمة أن الشهيد – إن شاء الله – سيد قطب يقول بوحدة الوجود .. ويوجد هذا الكلام في موضعين من الظلال .. الأول في سورة الحديد والثاني في سورة الإخلاص :


1- يقول سيد رحمه الله في تفسيره لقول الله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } في سورة الحديد :

( وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة التي تملأ الكيان البشري وتفيض حتى تطالعه حقيقة أُخرى لعلها أضخم وأقوى ، حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة .
فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه ومن ثم فهي محيطة بكل شئ ، عليمة بكل شيء .

الأول فليس قبله شئ والآخر فليس بعده شئ والظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شيء .

الأول والآخر مستغرقا كل حقيقة الزمان ، والظاهر والباطن مستغرقا كل حقيقة المكان . وهما مطلقتان ويلفت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله . وهذه كل مقومات الكينونة ثابتة له دون سواه ، حتى وجود هذا القلب ذاته لا يتحقق إلا مستمدا من وجود الله . فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شئ وجوده وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شئ حقيقته . وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ...
{ وهو بكل شيء عليم } علم الحقيقة الكاملة , فحقيقة كل شيء مستمدة من الحقيقة الإلهية وصادرة عنها . فهي مستغرقة إذن بعلم الله اللدني بها . العلم الذي لا يشاركه أحد في نوعه وصفته وطريقته . مهما علم المخلوقون عن ظواهر الأشياء ! .

فإذا استقرت هذه الحقيقـة الكبرى في قلب ، فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه ؟ وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود - حتى ذلك القلب ذاته - إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى ، وكل شيء وهم ذاهب ، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله ، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء .
وإن استقرار هذه الحقيقة في القلب ليحيله قطعه من هذه الحقيقة . فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار ، فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها ، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى ..

ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى ، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى :

بعضهم قال إنه يرى الله في كل شيء في الوجود . وبعضهم قال : إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود . وبعضهم قال إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود .. وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال .
إلا أن ما يؤخذ عليهم - على وجه الإجمال - هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور , والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهد لتحقيق منهج الله في الأرض ، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً ، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله ) ..... انتهى كلامه رحمه الله


2- ويقول سيد في تفسيره لسورة الإخلاص كلاما نقتطع منه الشاهد :

(إنها أحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر إنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي , ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية ) ...... إلى أن قال رحمه الله : ( وهذه درجه يرى فيها القلب يد الله في كل شي يراه , ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله ) ..


فماذا كانت التهمة ؟؟

التهمة تقول :

1 - ((وهكذا يقرر سيد قطب وحدة الوجود والحلول ، وينسبهما إلى أهلهما الصوفية الضالة في سياق المدح ، ويدعوا إلى ذلك بقوله : " والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها " !! .
إنه يرى أن وحدة الوجود والحلول كمال لا يدركه كثير من الناس ، ومن لا يصل إلى هذه المرتبة من الكمال ، فحسبه أن يعيش في تدبر هذه الآية التي تدل على عظمة الله ، فحولها سيد قطب إلى وحدة الوجود والحلول ، أعظم أنواع الكفر بالله )) .

2- ((وفي هذا تأكيد قوي لما قرره من وحدة الوجود في تفسير سورة الحديد : فهل هناك أصرح في وحدة الوجود من قوله : " إنها أحدية الوجود ، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده " ؟! )) .


 الدفاع عن سيد قطب ونقاش هذا الاتهام بالقول بوحدة الوجود :


1-

ذكرنا كلام سيد قطب الذي يستند إليه من يقول أنه يؤمن بوحدة الوجود .. فماذا يقول أهل وحدة الوجود حقا ؟!

سنقتطع بعض ما قيل عنهم على شكل نقاط :

أولا : وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة ، وأن الله هو الوجود الحق ، ويعتبرونه - تعالى عما يقولون علواً كبيراً - صورة هذا العالم المخلوق ، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته .

ثانيا : يتلخص مذهب ابن عربي – أحد القائلين بوحدة الوجود - في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله ، فالخلق هم ظل للوجود الحق فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق .

ثالثا : يقول الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر كثيراً من أقوال أصحاب مذهب وحدة الوجود " يقولون : إن الوجود واحد ، كما يقول ابن عربي - صاحب الفتوحات - وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأمثالهم - عليهم من الله ما يستحقونه - فإنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجوداً مبايناً لوجود المخلوق . وهو جامع كل شر في العالم ، ومبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجوداً مبايناً لوجود المخلوق وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئاً ، ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئاً ومن كلام القرامطة والباطنية شيئاً فيطوفون على أبواب المذاهب ويفوزون بأخس المطالب ، ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة " ( جامع الرسائل 1- ص 167)


هذه هي أفكار القائلين بوحدة الوجود، يقولون أن الله اختلط بخلقه ! فليس هناك حقيقة إلا حقيقته فقط ، فهم صورة الله في الأرض .. وهم كالموج للبحر ، الحقيقة واحدة لا تنفصل ، فلا يثبتون لله ذاتا منفصلة عن ذوات عبيده ..


والسؤال هنا : هل اتهام سيد قطب بهذه التهمة الخطيرة يحتاج لدليل واضح بين لأنها تهمة مكفرة ، أم أننا لا نحتاج لعبارة واضحة ويكفينا حتى العبارات الموهمة ؟

والسؤال الثاني : هل نكتفي بموضعين من الظلال فيهما عبارات موهمة للحكم على سيد قطب أنه يقول بوحدة الوجود ، أم أننا يجب أن نرى رأيه حول هذه العقيدة الكفرية من مجمل كلامه في كتبه – وخصوصا المتأخرة منها – ؟

الحقيقة المؤسفة أن من اتهم سيد قطب بهذه العقيدة لم يستند إلى عبارات قوية واضحة تكفي لإخراج سيد من الإسلام إلى الكفر , بل إنه استند لعبارتين – فقط – ونستطيع أن نقول عنهما أنهما " موهمتين " .. وهذا المتهِم قد ترك غيرهما عشرات العبارات الصريحة التي تدل دلالة قطعية لا شك فيها – إلا لمن أعماه الجهل والتعصب لمشايخه – على أن سيد قطب يهاجم وحدة الوجود والقائلين بها …!

إن سيدا رحمه الله كان أديبا بارعا يسترسل في عباراته ليوضح المعنى أجمل توضيح ، وهذا الاسترسال والبيان أوقع مبغضيه في أمرين : عدم الفهم تماما لما يقوله سيد قطب ، والأمر الآخر : توهمهم بأن سيد قطب يؤمن بكذا وهو في الحقيقة لا يؤمن به .. ومن قرأ جميع كتب سيد قطب سيعلم أن ما قاله في سورتي الحديد والإخلاص ما هو إلا استرسال خاطئ ما كان ينبغي أن يصدر منه ... وعندما يقارنه بما كتبه في غير هذين الموضعين سيجد أن سيدا رحمه الله لا يمكن أن يقال أنه يؤمن بوحدة الوجود …

والصحيح – عند العقلاء والمنصفين - أن العبارة الموهمة لا ينبغي أن تكون مستندا لتكفير شخص ما – سواء سيد أو غيره - وإخراجه عن دائرة الإسلام .. خصوصا إن كان معها ما يزيل هذا الوهم ويزيل هذا اللبس ، فكيف إن وجد من نفس الشخص من العبارات ما يهاجم به هذه العقيدة الكفرية ؟!

وفي هذا يقول شيخ الإسلام عليه رحمة الله في ( الرد على البكري ) الجزء الثاني .. صفحة 705 وما بعدها :

(( وأيضا فغير الرسول صلى الله وعليه وسلم إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .

وأيضا فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين ، لم يكن على المتكلم بذلك بأس ، ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم ، بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق .

ثم غاية هذا أن يكون بحثا لفظيا والبحوث اللفظية لا توجب خلافا معنويا ، فضلا عن التكفير … اللهم إلا على قول هذا الجاهل !

إن المتكلم إذا عنى معنى صحيحا بعبارته ، وتوهم منها بعض الناس نقصا كان ذلك كفرا ، وهذا لا يقوله إلا من انسلخ من العقل والدين ! لا سيما إذا كان التقصير إنما هو من المستمع لا تقصير في عبارة المتكلم )) ..

ولو سلكنا مسلك هؤلاء الذين انسلخوا من العقل والإنصاف والدين لكفرنا أصحاب عيسى عليه السلام ( الحواريين ) !!

فإن الحواريين قالوا : { هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء } ؟!

ونقول : الحواريون يشككون في مقدرة ربنا عز وجل ! والحواريون يستهزؤون بربنا وبنبيه ويقولون هذه العبارة على شكل استهزاء وتنقص !

وهل يقول هذا عاقل ؟!


ولنأخذ هذه العبارة الموهمة بأن قائلها يؤمن بوحدة الوجود :

" في الحقيقة : الموجود إنما هو الحق وحده، والكائنات من أثر وجوده . "

إن قائل هذه العبارة هو الإمام ابن القيم في المدارج ( 1 / 149-150 ) ، وكلامه الذي نقلته مقطع من كلام طويل موهم بوحدة الوجود ..


ولشيخه شيخ الإسلام عبارة موهمة أيضا ذكرها في كتاب العبودية ( 146-147) :

" فإذا قوي على صاحب هذا الفناء ، فإنه يغيب بموجوده عن وجوده ، وبمشهوده عن شهوده ، وبمذكوره عن ذكره ، وبمعروفه عن معرفته ، حتى يفنى من لم يكن – وهي المخلوقات – ويبقى من لم يزل ، وهو الرب تعالى "

ونحن نعرف أن الشيخ وتلميذه من المنصفين ومن العلماء الذين أنعم الله بهم على هذه الأمة ، ولذلك فلا عجب أن نرى أن ابن القيم وشيخه يدافعان عن الإمام عبدالله الهروي – مع أن عباراته أشد إيهاما من سيد قطب رحمه الله – فينفيان عنه القول بهذه العقيدة الكفرية . فهما يعرفان لأهل الفضل فضله ، ويحسنان الظن بإخوانهم حتى أن ابن القيم قال في المدارج ( 1/149) :

" وحاشا شيخ الإسلام الهروي من إلحاد أهل الإلحاد ، وإن كانت عبارته موهمة، بل مفهمة ذلك "



وإن من المشايخ المعاصرين الذين لهم كلام موهم : الشيخ محمد الجامي رحمه الله الذي له عبارات موهمة بوحدة الوجود ، حيث يقول في كتابه : ( طريقة الإسلام في التربية ص16 ) :

" وإذا مهمة العقيدة أن تطلق الروح وتخرجها من حجابها ، لكي ترى الله ، وتتصل به مباشرة وبدون واسطة ... فالطاقة الوحيدة في كيان الإنسان المعفوة عن الحدود والقيود هي طاقة الروح وحدها ، إذ هي تملك الاتصال بما لا يدركه الحس والعقل ، وهي التي تتمتع وحدها بالاتصال بالخلود الأبدي والوجود الأزلي .. ولكن الإنسان يكاد يحس بسبحة الروح الطليقة ، عندما تجوب آفاق الكون ، وتتصل بكل حي في هذا الكون".

ويقول في صفحة عشرة من نفس الكتاب : "لأنهم يستمدون قوتهم من قوة خالقهم، فهم من الله ، وقوتهم من قوة الله ! فهكذا يربي الله الإنسان حتى يدرك أن منه المنشأ وإليه المصير".

فهل نقول أن الشيخ الجامي رحمه الله كان يقول بوحدة الوجود بالاستناد لهذه العبارات الموهمة ؟!

لا يقول هذا عاقل !
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-09-2009, 12:42 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى


2-

لسيد قطب عبارات واضحة جدا يرد بها على عقيدة وحدة الوجود .. والغريب أن بعض مبغضي سيد قطب يعرفون هذه العبرات ويقرؤونها .. ولكن { لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها }…!!

من الأمثلة التي تثبت أن سيد قطب لا يؤمن بوحدة الوجود , بل تثبت أنه يهاجمها :

أولا : قول سيد في تفسير سورة البقرة :

( والنظرية الإسلامية أن الخالق غير المخلوق { ليس كمثله شئ } ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح، أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة ، أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق ، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده ، أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس .. والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر )


ثانيا : قوله في تفسير آية الكرسي :

( تبدو سائر التصورات المنحرفة للذين جاءوا من بعد الرسل فخلطوا بين حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية ، فزعموا لله سبحانه خليطا يمازجه أو يشاركه بالنبوة أو بغيرها من الصور في أي شكل وفي أي تصور .. ) ..


ثالثا : - وهذه من المفارقات – في سورة الحديد ، وفي نفس المقطع الذي يقال أن سيد قطب أثبت وحدة الوجود فيه :

" فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شئ وجوده وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شئ حقيقته "

المقطع هذا يتكلم فيه سيد قطب عن وحدة " الفاعلية " ، أي أنه لا مؤثر ولا فاعل في هذا الكون إلا الله ، وأن كل الكون يستمد كينونته ووجوده وحقيقته من الله ..
أي أنه يثبت وجودا خاصا بلله عز وجل وسماه ( الوجود الإلهي ) .. ثم أثبت له حقيقة يستمد منها الوجود حقيقته .

ومن تأمل المقطع – الذي ذكر بتمامه سابقا – وجد أن سيد قطب رحمه الله لا يمدح فعل الصوفية ، بل يذمهم حيث أنه يقول أنهم وصلوا لأول هذه الحقيقة – حقيقة أن هذا الوجود يستمد وجوده من واجده – ثم ذمهم لكونهم اعتزلوا الحياة ولم يستفيدوا من هذه الحقيقة .. وهو – أي سيد قطب – يقصد في كلامه أن يقول :

اقطع صلتك بكل موجود ، واتصل بموجد هذا الوجود .. فلا تأثير ولا فاعلية لأحد إلا لله أو بأمر من الله .!

فتحور هذا الكلام ليصبح قائله مؤمنا بوحدة الوجود !


رابعا : - وهذه أيضا من المفارقات – إن من يتهم سيد قطب بالإيمان بوحدة الوجود يستدل بكلامه المذكور آنفا في سورة الإخلاص .. والمفارقة هنا أن سيد قطب رحمه الله في نفس السورة وفي الصفحة التي تلي الصفحة التي يستدل البعض بها على إيمان سيد بوحدة الوجود ، فإننا نجد أن سيدا يهاجم فكرة وحدة الوجود !!!!!!

يقول سيد قطب في الظلال صفحة 4004 :

" (( الله الصمد )) .. ومعنى الصمد اللغوي : السيد المقصود الذي لا يقضى أمر إلا بإذنه . والله - سبحانه - هو السيد الذي لا سيد غيره ، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد . وهو المقصود وحده بالحاجات ، المجيب وحده لأصحاب الحاجات . وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه ، ولا يقضي أحد معه .. وهذه الصفة متحققة ابتداء من كونه الفرد الأحد .
(( لم يلد ولم يولد )) .. فحقيقة الله ثابتة أبدية أزلية ، لا تعتورها حال بعد حال . صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال . والولادة انبثاق وامتداد ، ووجود زائد بعد نقص أو عدم ، وهو على الله محال . ثم هي تقتضي زوجية . تقوم على التماثل . وهذه كذلك محال . ومن ثم فإن صفة (( أحد )) تتضمن نفي الوالد والولد ..
(( ولم يكن له كفوا أحد )) .. أي لم يوجد له مماثل أو مكافئ . لا في حقيقة الوجود ، ولا في حقيقة الفاعلة ، ولا في أي صفة من الصفات الذاتية " .

هل هذا كلام أصحاب عقيدة الوجود أيها العقلاء ؟؟!!!!

بل إن سيد رحمه الله قال في سورة الإخلاص – وقبل المقطع المشار إليه – ما يلي :

" (( قل هو الله أحد )) .. وهو لفظ أدق من لفظ ( واحد ) لأنه يضيف إلى معنى واحد أن لا شيء غيره معه ، وأن ليس كمثله شيء " .


خامسا : يقول سيد في ( خصائص التصور الإسلامي ) صفحة 183 في فصل ( التوحيد ) – وقد كتبه سيد عام 1962م أي بعد الظلال !!! – :

( يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك ألوهية وعبودية .. ألوهية يتفرد بها الله سبحانه , وعبودية يشترك فيها كل من عداه وما عداه .. وكما يتفرد الله سبحانه بالألوهية , كذلك يتفرد تبعا لهذا بكل خصائص الألوهية .. وكما يشترك كل حي وكل شيء بعد ذلك في العبودية , كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الألوهية .. فهناك إذا وجودان متميزان : وجود الله ووجود ما عداه من عبيد الله .. والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق , والإله بالعبيد )

ويكمل كلامه في صفحة 189 و 190 فيقول :

( .... حيث يتبين منها إفراد الله سبحانه بالألوهية , وتقرير عبودية كل من عدا الله وكل ما عداه لألوهيته . وقيام العلاقات بين الخلق والخالق على أساس العبودية وحدها , لا على أساس نسب ولا صهر ولا مشاركة ولا مشابهة في ذات ولا في صفة ولا في اختصاص )



سادسا : في آخر كتاب له ( مقومات التصور الإسلامي ) , نرى أن سيد قطب رحمه الله يبطل هذه التهمة :

جاء في فصل (( ألوهية العبودية )) ( ص 83 ) :

( إن التصور الإسلامي يفصل فصلا تاما بين طبيعة الألوهية وطبيعة العبودية ، وبين مقام الألوهية ومقام العبودية ، وبين خصائص ا لألوهية وخصائص العبودية ، فهما لا تتماثلان ولا تتداخلان ) .

وجاء في نفس الفصل ( ص 118 ) :

(( لقد اعتبر الإسلام قضية التوحيد هي قضيته الأولى وقضيته الكبرى . توحيد الألوهية وإفرادها بخصائصها ، والاعتراف بها لله وحده ، وشمول العبودية لكل شيء ولكل حي ، وتجريدها من خصائص الألوهية جميعا .. فالتوحيد - على هذا المستوى وفي هذا الشمول - هو مقوم الإسلام الأول ))



3-


ولو قلنا جدلا أن عبارات سيد قطب توحي بإيمانه بعقيدة وحدة الوجود .. فإننا نقول أن السور التي فيها عبارات موهمة هي الحديد والإخلاص ، وهي من السور التي لم يصل إليها سيد قطب ولم يراجعها .. بينما الكلام الصريح الذي ينقض عقيدة وحدة الوجود موجود في سورة البقرة التي قام سيد بمراجعتها وفي غيرها من السور ..

فأي الكلامين المتأخر ؟؟؟ طبعا الذي في سورة البقرة ، لأن سيدا رحمه الله راجع أول اثنا عشر جزء فقط .. هذا في الظلال ! أي متأخر ومتقدم في كتاب واحد ..

أما كتاب خصائص التصور الإسلامي وكتاب مقومات التصور الإسلامي فإنهما قد كتبا بعد الظلال ، وفي الاثنين تقرير واضح جدا من سيد قطب على أنه لا يؤمن بهذه العقيدة الكفرية !
وهذا متأخر ومتقدم في فكر سيد قطب ورأيه ..

وهذا يبين لنا أنه لا يؤمن بهذه العقيدة إن تحاكمنا إلى الظلال فقط ، وأنه لا يؤمن بها إن تحاكمنا إلى مجمل كتبه .



4-

إنصاف الشيخ عبدالله الدويش لسيد قطب في كتابه ( المورد العذب الزلال ) :

يقول الشيخ عبدالله رحمه الله : ( لعله لم يقصد ما يُفهمه كلامه من قول الاتحادية ، ونحن إنما قصدنا التنبيه على كلامه لئلا يغتر به من لا يفهمه ، وأما هو فله كلام صريح في الرد على الاتحادية كما قال في خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ) ..

وقال في تعليقه على كلام سيد في سورة الحديد :

" وأما ما قاله هؤلاء المتصوفة فإن أرادوا بقولهم إن الله يرى في كل شئ , وأن الله حال في خلقه فهذا أقوال الحلولية وهو كفر ، وإن أراد بقوله إنه رأى الله أي عرف بقلبه وبصيرته ذلك فهذا حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ".



5-

شهادة الشيخ بكر أبو زيد في هذا الموضوع :

قال الشيخ بكر في الخطاب الذهبي : ( إن سيد رحمه الله تعالى قال كلاماً متشابهاً حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص ، وقد اعتُمِدَ عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه . وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود ومنه قوله : ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود .

وأزيدكم : إن في كتابه : مقومات التصور الإسلامي رد شاف على القائلين بوحدة الوجود , لهذا فنحن نقول : غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأُسلوب وسع فيه العبارة ...

والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه !! )



وبعد هذا العرض يتبين لنا أن اتهام سيد بهذه التهمة اتهام خاطئ وظالم .. وعندما نقارن هذا التعامل الظالم مع سيد قطب بتعامل شيخ الإسلام مع الهروي و البسطامي الذي ذكر كلاما صريحا واضحا ( ما تحت الجبة إلا الله ) وقوله ( سبحاني ) ، ومع هذا نجد أن شيخ الإسلام يعتذر له وللهروي أيضا لأن لهما تاريخا يشفع لهما .. ولا غرابة في تصرف شيخ الإسلام فهو من يقول عن أهل السنة أنهم يرحمون الخلق وأنهم أرحم الخلق بالخلق فلله دره من إمام !


والله تعالى أعلم !
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26-09-2009, 12:45 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

سيد قطب يسب الصحابة !


التهمة :

تقول التهمة أن سيد قطب رحمه الله يبغض الصحابة وينتقص من قدرهم ، خصوصا ثلاثة منهم :

1- عثمان بن عفان

2- معاوية بن أبي سفيان

3- عمرو بن العاص


رضي الله عنهم أجمعين ..

وهذه التهمة يدلل عليها بكتابي : " العدالة الاجتماعية " و " كتب وشخصيات " .

فمن الأمثلة قول سيد قطب في العدالة :


1-

قال سيّد قطب في كتابه "العدالة الاجتماعيّة"[ص159]: "هذا التّصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئًا ما دون شكّ على عهد عثمان - وإن بقي في سياج الإسلام - لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير. ومن ورائه مروان بن الحكم يصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام.كما أنّ طبيعة عثمان الرّخيّة، وحدبه الشّديد على أهله، قد ساهم كلاهما في صدور تصرّفات أنكرها الكثيرون من الصّحابة من حوله، وكانت لها معقبات كثيرة، وآثار في الفتنة التي عانى الإسلام منها كثيرًا.
منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم. فلمّا أصبح الصّباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين، وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينه الدّموع، فسأله أن يعفيه من عمله؛ ولما علم منه السّبب وعرف أنّه عطيته لصهره من مال المسلمين، قال مستغربًا: "أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي؟" فردّ الرجل الّذي يستشعر روح الإسلام المرهف: "لا يا أمير المؤمنين. ولكن أبكي لأنّي أظنّك أخذت هذا المال عوضًا عمّا كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله. والله لو أعطيته مئة درهم لكان كثيرًا!" فغضب عثمان على الرّجل الّذي لا يطيق ضميره هذه التّوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له: "ألقِ المفاتيح يا ابن أرقم فإنّا سنجد غيرك"!
والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التّوسعات؛ فقد منح الزّبير ذات يوم ستمائة ألف، ومنح طلحة مائتي ألف، ونفّل مروان بن الحكم خمس خراج إفريقية. ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصّحابة عل رأسهم علي بن أبي طالب، فأجاب: "إنّ لي قرابة ورحمًا" فأنكروا عليه وسألوه: "فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم؟" فقال: "إنّ أبا بكر وعمر كان يحتسبان في منع قرابتهما، وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي" فقاموا عنه غاضبين يقولون: "فهديهما والله أحب إلينا من هديك"
وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان. وفيهم معاوية الّذي وسع عليه في الملك فضمّ إليه فلسطين وحمص؛ وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد. وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله الّذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرّف. وفيهم عبد الله بن سعد بن أبي السّرح أخوه من الرّضاعة…الخ" اهـ كلامه.



2-


قال سيد قطب في كتابه :[ كتب وشخصيات] ص/[242-243] :


" إن معاوية وزميله عمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.

على أن غلبة معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين : كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه. كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر. وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته , وهي هزيمة أشرف من كل انتصار."



=\==\

وقد نقل هذه العبارات وغيرها الشيخ ربيع المدخلي في كتاب ( طعون سيد قطب في الصحابة ) ، والكتاب موجود في موقع الشيخ لمن أراد أن يقرأه . والأمثلة فيها ما هو اسوأ مما ذكرناه هنا وفيها ما هو أقل سوءا .

والحاصل أن هذه التهمة ليست كغيرها من التهم ، أي بلا دليل واضح ، فمعظم ما يتهم به الأستاذ سيد قطب رحمه الله ناتج عن سوء فهم لكلامه رحمه الله ، أو سوء نية في تتبع كلامه .

وهذا الكلام الذي قاله سيد قطب لا يشك مسلم أنه غاية في السوء ، وأنه ينطبق على من يؤمن به عبارات أكثر من أن تحصى تناقلتها الأمة بدأ برسولها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كبار أهل العلم في وقتنا هذا .. فمن قائل أنه زنديق ، ومن قائل أنه منافق ، ومن قائل أنه إذا تنقصهم كلهم فإنه كافر لتشكيكه في عدالة الجيل الذي نقل إلينا الإسلام .

ولكن : هل كان سيد قطب يؤمن بالكلام هذا حين موته ؟ أم أنه رجع عنه ؟ وما هو الرد على من قال بأن سيد قطب :

1- لا يحترم الصحابة

2- يطعن فيهم

3- رافضي !

4- يشابه الروافض والخوارج في سبهم للصحابة رضي الله عنهم

وما هي الأدلة على ردودنا عليهم ؟!

=\=\=\=\=

أولا :

كتاب " العدالة الاجتماعية " و كتاب " كتب وشخصيات " من الكتب القديمة لسيد قطب ، التي كتبها في جاهليته وقبل أن يتعرف على الإسلام .. وكان دافعه لكتابة " العدالة " هو الرد على الاشتراكيين في وقته .. فمع أنه أراد الخير وأراد نصرة الإسلام إلا أنه أخطأ خطأ عظيما في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ثانيا :

هذا الكتاب والكتاب الآخر " كتب وشخصيات " ، يجمع العارفون بسيد قطب رحمه الله أنه تخلى عن " الأفكار " و " التصورات " التي فيه .. مع اختلافهم في تخلي سيد قطب عن الكتب نفسها ..

وقد فصلت في هذا سابقا فلا حاجة للإعادة .. ولكن الذي يهمنا أن نقوله هو أن هذين الكتابين - وغيرهما من الكتب القديمة - لا تمثل فكر سيد قطب حين موته ، وأنه تخلى عنها بشهادة أخيه الشيخ محمد قطب ، والمستشار العقيل حفظهما الله .

فكيف نحاسب سيد قطب على كلام تخلى عنه وأوصى بعدم طبعه ولا نشره بين المسلمين ؟ خصوصا وأن التراجع كان عبارة عن رسالة من سيد رحمه الله إلى مجموعة من الإخوان في العالم .


ثالثا :

هناك الكثير من النماذج في ( الظلال ) والتي تبين احترام سيد قطب رحمه الله للصحابة ، وحبه لهم ، وترضيه عنهم ، ومدحه وثناءه عليهم .. ولكن :

عين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا

وسنقف مع بعض المواضع من الظلال ، والتي تبين رأي سيد قطب رحمه الله عن الثلاثة الذين طعن فيهم في كتبه القديمة ، ثم نبين رأيه رحمه الله في الصحابة بشكل عام .. وسنرى هل أصاب من يقول عنه رحمه الله أنه مثل الخوارج والروافض .. أم أنه مخطئ ؟

وهذه النقولات غيض من فيض ، ومن أراد المزيد فليراجع الظلال لمؤلفه سيد قطب رحمه الله .
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-09-2009, 12:46 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى



عثمان بن عفان رضي الله عنه في الظلال :


1-



ثم تابع اليهود كيدهم للإسلام وأهله منذ ذلك التاريخ . . كانوا عناصر أساسية في إثارة الفتنة الكبرى التي قتل فيها الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي اللّه عنه - وانتثر بعدها شمل التجمع الإسلامي إلى حد كبير . . . وكانوا رأس الفتنة فيما وقع بعد ذلك بين علي - رضي اللّه عنه - ومعاوية . . وقادوا حملة الوضع في الحديث والسيرة وروايات التفسير . . وكانوا من الممهدين لحملة التتار على بغداد وتقويض الخلافة الإسلامية . .

(الظلال 1628)



2-


ثم إن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - جد في سفره وأمر الناس بالجهاز والإسراع . وحض أهل الغنى على النفقة وحمل المجاهدين الذين لا يجدون ما يركبون ؛ فحمل رجال من أهل الغنى محتسبين عند اللّه . وكان في مقدمة المنفقين المحتسبين ، عثمان بن عفان – رضي اللّه عنه – فأنفق نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها . . قال ابن هشام:فحدثني من أثق به أن عثمان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار ، فقال رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -: اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض .

( الظلال 1723 )


3-


خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحث على جيش العسرة ، فقال عثمان بن عفان:عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها . قال:ثم نزل مرقاة من المنبر ، ثم حث ، فقال عثمان:عليَّ مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها . قال:فرأيت رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم - يقول بيده هكذا يحركها [ وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب ] : ما على عثمان ما عمل بعد هذا . . [ وهكذا رواه الترمذي عن محمد بن يسار عن أبي داود الطيالسي ، عن سكن بن المغيرة أبي محمد مولى لآل عثمان به . وقال:غريب من هذا الوجه ] . ورواه البيهقي من طريق عمرو بن مرزوق عن سكن بن المغيرة به ، وقال:ثلاث مرات وأنه التزم بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها . .

( الظلال 1724 )



معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في ( الظلال ) :


1-


وكثيرا ما تستجيش هذه الدعوة إلى السماحة والعفو ، وتعليق القلب بعفو الله ومغفرته . نفوسا لا يغنيها العوض المالي ؛ ولا يسليها القصاص ذاته عمن فقدت أو عما فقدت . . فماذا يعود على ولي المقتول من قتل القاتل ؟ أو ماذا يعوضه من مال عمن فقد ؟ . . إنه غاية ما يستطاع في الأرض لإقامة العدل ، وتأمين الجماعة . . ولكن تبقى في النفس بقية لا يمسح عليها إلا تعليق القلوب بالعوض الذي يجيء من عند الله . .
روى الإمام أحمد . قال:حدثنا وكيع ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السفر ، قال " كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار . فاستعدى عليه معاوية . فقال معاوية : سنرضيه . . فألح الأنصاري . . فقال معاوية : شأنك بصاحبك ! – وأبو الدرداء جالس- فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يصاب في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة , أو حط عنه به خطيئة " .. فقال الأنصاري : فإني قد عفوت ..

( الظلال 899 – 900 )


2-



ولقد ترك القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين أثرا قويا وطابعا عاما في هذه الناحية ، ظل هو طابع التعامل الإسلامي الفردي والدولي المتميز . . روى أنه كان بين معاوية بن أبي سفيان وملك الروم أمد ، فسار إليهم في آخر الأجل . حتى إذا انقضى وهو قريب من بلادهم أغار عليهم وهم غارون لا يشعرون ، فقال له عمر بن عتبة : الله أكبر يا معاوية ، وفاء لا غدر ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كان بينه وبين قوم أجل فلا يحلن عقده حتى ينقضي أمدها " !

فرجع معاوية بالجيش .

والروايات عن حفظ العهود - مهما تكن المصلحة القريبة في نقضها - متواترة مشهورة .

(الظلال 2192 – 2193 )
=\=\=\=\=\=




عمرو بن العاص رضي الله عنه في الظلال


لم أجد إلا هذا الموضع الذي ينقل فيه سيد قطب حادثة شهيرة حصلت من أحد أبناء عمرو بن العاص رضي الله عنه :


1-


ولقد ضربت أبشار بني إسرائيل في طاغوت الفرعونية حتى ذلوا . بل كان ضرب الأبشار هو أخف ما يتعرضون له من الأذى في فترات الرخاء ! ولقد ضربت أبشار المصريين كذلك حتى ذلوا هم الآخرون واستخفهم فرعون ! ضربت أبشارهم في عهود الطاغوت الفرعوني ؛ ثم ضربت أبشارهم في عهود الطاغوت الروماني . . ولم يستنقذهم من هذا الذل إلا الإسلام ، يوم جاءهم بالحرية فأطلقهم من العبودية للبشر بالعبودية لرب البشر . . فلما أن ضرب ابن عمرو بن العاص – فاتح مصر وحاكمها المسلم – ظهر ابن قبطي من أهل مصر – لعل سياط الرومان كانت آثارها على ظهره ما تزال – غضب القبطي لسوط واحد يصيب ابنه – من ابن فاتح مصر وحاكمها – وسافر شهراً على ظهر ناقة ، ليشكو إلى عمر بن الخطاب – الخليفة المسلم – هذا السوط الواحد الذي نال ابنه ! – وكان هو يصبر على السياط منذ سنوات قلائل في عهد الرومان – وكانت هذه هي معجزة البعث الإسلامي .

( الظلال 1364 )




صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الظلال



مدح الأستاذ سيد قطب للصحابة أكثر من أن يحصى ، ولذلك فسنكتفي بعرض سبع مواضع فقط من الظلال لنرى صحة ما يقوله البعض من بغض سيد قطب رحمه الله للصحابة !! ومن أراد المزيد فليراجع الظلال وسيرى ما يسره فيه !



1-


هذا الدرس كله حديث عن المؤمنين ، وحديث مع المؤمنين . مع تلك المجموعة الفريدة السعيدة التي بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة . والله حاضر البيعة وشاهدها وموثقها ، ويده فوق أيديهم فيها . تلك المجموعة التي سمعت الله تعالى يقول عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا . . وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: أنتم اليوم خير أهل الأرض . .


حديث عنها من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وحديث معها من الله سبحانه وتعالى:يبشرها بما أعد لها من مغانم كثيرة وفتوح ؛ وما أحاطها به من رعاية وحماية في هذه الرحلة ، وفيما سيتلوها ؛ وفيما قدر لها من نصر موصول بسنته التي لا ينالها التبديل أبدا . ويندد بأعدائها الذين كفروا تنديدا شديدا . ويكشف لها عن حكمته في اختيار الصلح والمهادنة في هذا العام . ويؤكد لها صدق الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دخول المسجد الحرام . وأن المسلمين سيدخلونه آمنين لا يخافون . وأن دينه سيظهر على الدين كله في الأرض جميعا .


ويختم الدرس والسورة بتلك الصورة الكريمة الوضيئة لهذه الجماعة الفريدة السعيدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفتها في التوراة وصفتها في الإنجيل ، ووعد الله لها بالمغفرة والأجر العظيم . .


{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، فأنزل السكينة عليهم ، وأثابهم فتحا قريبا ، ومغانم كثيرة يأخذونها ، وكان الله عزيزا حكيما . . }


وإنني لأحاول اليوم من وراء ألف واربعمائة عام أن أستشرف تلك اللحظة القدسية التي شهد فيها الوجود كله ذلك التبليغ العلوي الكريم من الله العلي العظيم إلى رسوله الأمين عن جماعة المؤمنين . أحاول أن أستشرف صفحة الوجود في تلك اللحظة وضميره المكنون ؛ وهو يتجاوب جميعه بالقول الإلهي الكريم ، عن أولئك الرجال القائمين إذ ذاك في بقعة معينة من هذا الوجود . . وأحاول أن أستشعر بالذات شيئا من حال أولئك السعداء الذين يسمعون بآذانهم ، أنهم هم ، بأشخاصهم وأعيانهم ، يقول الله عنهم:لقد رضي عنهم . ويحدد المكان الذي كانوا فيه ، والهيئة التي كانوا عليها حين استحقوا هذا الرضى: إذ يبايعونك تحت الشجرة . . يسمعون هذا من نبيهم الصادق المصدوق ، على لسان ربه العظيم الجليل . .


يالله ! كيف تلقوا - أولئك السعداء - تلك اللحظة القدسية وذلك التبليغ الإلهي ؟ التبليغ الذي يشير إلى كل أحد ، في ذات نفسه ، ويقول له:أنت . أنت بذاتك . يبلغك الله . لقد رضي عنك . وأنت تبايع . تحت الشجرة ! وعلم ما في نفسك . فأنزل السكينة عليك !


إن الواحد منا ليقرأ أو يسمع: الله ولي الذين آمنوا . . فيسعد . يقول في نفسه:ألست أطمع أن أكون داخلا في هذا العموم ؟ ويقرأ أو يسمع: إن الله مع الصابرين . . فيطمئن . يقول في نفسه:ألست ارجو أن أكون من هؤلاء الصابرين ؟ وأولئك الرجال يسمعون ويبلغون . واحدا واحدا . أن الله يقصده بعينه وبذاته . ويبلغه:لقد رضي عنه ! وعلم ما في نفسه . ورضي عما في نفسه !


يا لله ! إنه أمر مهول !


لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . . فعلم ما في قلوبهم . فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا . .


علم ما في قلوبهم من حمية لدينهم لا لأنفسهم . وعلم ما في قلوبهم من الصدق في بيعتهم . وعلم ما في قلوبهم من كظم لانفعالاتهم تجاه الاستفزاز ، وضبط لمشاعرهم ليقفوا خلف كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم طائعين مسلمين صابرين .


فانزل السكينة عليهم . . بهذا التعبير الذي يرسم السكينة نازلة في هينة وهدوء ووقار ، تضفي على تلك القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة ، بردا وسلاما وطمأنينة وارتياحا .


وأثابهم فتحا قريبا . . هو هذا الصلح بظروفه التي جعلت منه فتحا ، وجعلته بدء فتوح كثيرة . قد يكون فتح خيبر واحدا منها . وهو الفتح الذي يذكره أغلب المفسرين على أنه هو هذا الفتح القريب الذي جعله الله للمسلمين . .


ومغانم كثيرة يأخذونها . . إما مع الفتح إن كان المقصود هو فتح خيبر . وإما تاليا له ، إن كان الفتح هو هذا الصلح ، الذي تفرغ به المسلمون لفتوح شتى .


وكان الله عزيزا حكيما . . وهو تعقيب مناسب للآيات قبله . ففي الرضى والفتح والوعد بالغنائم تتجلى القوة والقدرة ، كما تتجلى الحكمة والتدبير . وبهما يتم تحقيق الوعد الإلهي الكريم .

( الظلال 3325 )




2-



تحت عنوان : " دلالات من سؤال الصحابة للرسول عن شؤون حياتهم " يقول سيد قطب رحمه الله :

وهناك ظاهرة في هذه السورة تطالعنا منذ هذا القطاع . تطالعنا في صورة مواقف يسأل فيها المسلمون نبيهم صلى الله عليه وسلم عن شؤون شتى ، هي الشؤون التي تصادفهم في حياتهم الجديدة ، ويريدون أن يعرفوا كيف يسلكون فيها وفق تصورهم الجديد ، ووفق نظامهم الجديد . وعن الظواهر التي تلفت حسهم الذي استيقظ تجاه الكون الذي يعيشون فيه . .

فهم يسألون عن الأهلة . . ما شأنها ؟ ما بال القمر يبدو هلالا ، ثم يكبر حتى يستدير بدرا ، ثم يأخذ في التناقص حتى يرتد هلالا ، ثم يختفي ليظهر هلالا من جديد ؟

ويسألون ماذا ينفقون ؟ من أي نوع من مالهم ينفقون ؟ وأي قدر وأية نسبة مما يملكون ؟

ويسألون عن القتال في الشهر الحرام وعند المسجد الحرام . هل يجوز ؟

ويسألون عن الخمر والميسر ما حكمهما ؟ وقد كانوا أهل خمر في الجاهلية وأهل ميسر !

ويسألون عن المحيض ؟ وعلاقتهم بنسائهم في فترته . ثم يسألون عن أشياء في أخص علاقاتهم بأزواجهم ، وأحيانا تسأل فيها الزوجات أنفسهن .

وقد وردت أسئلة أخرى في موضوعات متنوعة في سور أخرى من القرآن أيضا . .

وهذه الأسئلة ذات دلالات شتى:


فهي أولا دليل على تفتح وحيوية ونمو في صور الحياة وعلاقاتها ، وبروز أوضاع جديدة في المجتمع الذي جعل يأخذ شخصيته الخاصة ، ويتعلق به الأفراد تعلقا وثيقا ؛ فلم يعودوا أولئك الأفراد المبعثرين ، ولا تلك القبائل المتناثرة . إنما عادوا أمة لها كيان ، ولها نظام ، ولها وضع يشد الجميع إليه ؛ ويهم كل فرد فيه أن يعرف خطوطه وارتباطاته . . وهي حالة جديدة أنشأها الإسلام بتصوره ونظامه وقيادته على السواء . . حالة نمو اجتماعي وفكري وشعوري وإنساني بوجه عام .

وهي ثانيا دليل على يقظة الحس الديني ، وتغلغل العقيدة الجديدة وسيطرتها على النفوس ، مما يجعل كل أحد يتحرج أن يأتي أمرا في حياته اليومية قبل أن يستوثق من رأي العقيدة الجديدة فيه ، فلم تعد لهم مقررات سابقة في الحياة يرجعون إليها ، وقد انخلعت قلوبهم من كل مألوفاتهم في الجاهلية ، وفقدوا ثقتهم بها ؛ ووقفوا ينتظرون التعليمات الجديدة في كل أمر من أمور الحياة . . وهذه الحالة الشعورية هي الحالة التي ينشئها الإيمان الحق . عندئذ تتجرد النفس من كل مقرراتها السابقة وكل مألوفاتها ، وتقف موقف الحذر من كل ما كانت تأتيه في جاهليتها ، وتقوم على قدم الاستعداد لتلقي كل توجيه من العقيدة الجديدة ، لتصوغ حياتها الجديدة على أساسها ، مبرأة من كل شائبة . فإذا تلقت من العقيدة الجديدة توجيها يقر بعض جزئيات من مألوفها القديم ، تلقته جديدا مرتبطا بالتصور الجديد . إذ ليس من الحتم أن يبطل النظام الجديد كل جزئية في النظام القديم ؛ ولكن من المهم أن ترتبط هذه الجزئيات بأصل التصور الجديد ، فتصبح جزءا منه ، داخلا في كيانه ، متناسقا مع بقية أجزائه . . كما صنع الإسلام بشعائر الحج التي استبقاها . فقد أصبحت تنبثق من التصور الإسلامي ، وتقوم على قواعده ، وأنبتت علاقتها بالتصورات الجاهلية نهائيا .

( الظلال 179 – 180 )



3-


يقول سيد منتقدا بعض حركات التصوف :


هذه هي القيمة المطلقة الأخيرة في ميزان الله للحياة الدنيا وللدار الآخرة . . وما يمكن أن يكون وزن ساعة من نهار ، على هذا الكوكب الصغير ، إلا على هذا النحو ، حين توازن بذلك الأبد الأبيد في ذلك الملك العريض . وما يمكن أن تكون قيمة نشاط ساعة في هذه العبادة إلا لعبا ولهوا حين تقاس إلى الجد الرزين في ذلك العالم الآخر العظيم . .

هذا تقييم مطلق . . ولكنه في التصور الإسلامي لا ينشئ - كما قلنا - إهمالا للحياة الدنيا ولا سلبية فيها ولا انعزالا عنها . . وليس ما وقع من هذا الإهمال والسلبية والانعزال وبخاصة في بعض حركات "التصوف" "والزهد" بنابع من التصور الإسلامي أصلا . إنما هو عدوى من التصورات الكنسية الرهبانية ؛ ومن التصورات الفارسية . ومن بعض التصورات الإشراقية الإغريقية المعروفة بعد انتقالها للمجتمع الإسلامي !

والنماذج الكبيرة التي تمثل التصور الإسلامي في أكمل صورة ، لم تكن سلبية ولا انعزالية . . فهذا جيل الصحابة كله ؛ الذين قهروا الشيطان في نفوسهم ، كما قهروه في الأنظمة الجاهلية السائدة من حولهم في الأرض ؛ حيث كانت الحاكمية للعباد في الإمبراطوريات .. هذا الجيل الذي كان يدرك قيمة الحياة الدنيا كما هي في ميزان الله ، هو الذي عمل للآخرة بتلك الآثار الإيجابية الضخمة في واقع الحياة ، وهو الذي زاول الحياة بحيوية ضخمة ، وطاقة فائضة ، في كل جانب من جوانبها الحية الكثيرة .

إنما أفادهم هذا التقييم الرباني للحياة الدنيا وللدار الآخرة ، أنهم لم يصبحوا عبيدا للدنيا . لقد ركبوها ولم تركبهم ! وعَبَّدوها فذللوها لله ولسلطانه ولم تستعبدهم ! ولقد قاموا بالخلافة عن الله فيها بكل ما تقتضيه الخلافة عن الله من تعمير وإصلاح ، ولكنهم كانوا يبتغون في هذه الخلافة وجه الله ، ويرجون الدار الآخرة فسبقوا أهل الدنيا في الدنيا ، ثم سبقوهم كذلك في الآخرة !


( الظلال 1072 )



4-


إنني لم أجد نفسي مرة واحدة - في مواجهة هذه الموضوعات الأساسية - في حاجة إلى نص واحد من خارج هذا القرآن [ فيما عدا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو من آثار هذه القرآن ] بل إن أي قول آخر ليبدو هزيلاً - حتى لو كان صحيحاً - إلى جانب ما يجده الباحث في هذا الكتاب العجيب ..

إنها الممارسة الفعلية التي تنطق بهذه التقريرات ؛ والصحبة الطويلة في ظل حاجات الرؤية والبحث والنظر في هذه الموضوعات .. وما بي أن أثني على هذا الكتاب . . ومن أنا ومن هؤلاء البشر جميعاً ليضيفوا إلى كتاب الله شيئاً بما يملكون من هذا الثناء !

لقد كان هذا الكتاب هو مصدر المعرفة والتربية والتوجيه والتكوين الوحيد لجيل من البشر فريد . . جيل لم يتكرر بعد في تاريخ البشرية - لا من قبل ولا من بعد - جيل الصحابة الكرام الذين أحدثوا في تاريخ البشرية ذلك الحدث الهائل العميق الممتد ، الذي لم يدرس حق دراسته إلى الآن ..

لقد كان هذا المصدر هو الذي أنشأ - بمشيئة الله وقدره - هذه المعجزة المجسمة في عالم البشر . وهي المعجزة التي لا تطاولها جميع المعجزات والخوارق التي صحبت الرسالات جميعاً . . وهي معجزة واقعة مشهودة . . أن كان ذلك الجيل الفريد ظاهرة تاريخية فريدة ..

ولقد كان المجتمع الذي تألف من ذلك الجيل أول مرة ، والذي ظل امتداده أكثر من ألف عام ، تحكمه الشريعة التي جاء بها هذا الكتاب ، ويقوم على قاعدة من قيمه وموازينه ، وتوجيهاته وإيحاءاته . . كان هذا المجتمع معجزة أخرى في تاريخ البشرية . حين تقارن إليه صور المجتمعات البشرية الأخرى ، التي تفوقه في الإمكانيات المادية - بحكم نمو التجربة البشرية في عالم المادة - ولكنها لا تطاوله في "الحضارة الإنسانية " !


( الظلال 1423 )




5-



والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً ، وما ينتهي به إلى الاطمئنان . . إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا وساطة ، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ؛ فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن ، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان . . وكما أن إيقاعات القرآن على القلب المؤمن تزيده إيماناً ، فإن القلب المؤمن هو الذي يدرك هذه الإيقاعات التي تزيده إيماناً . . لذلك يتكرر في القرآن تقرير هذه الحقيقة في أمثال قوله تعالى : { إن في ذلك لآيات للمؤمنين } .. { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } ..

ومن ذلك قول أحد الصحابة - رضوان الله عليهم - : كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن ..

وبهذا الإيمان كانوا يجدون في القرآن ذلك المذاق الخاص ، يساعدهم عليه ذلك الجو الذي كانوا يتنسمونه ؛ وهم يعيشون القرآن فعلاً وواقعاً ؛ ولا يزاولونه مجرد تذوق وإدراك !


( الظلال 1475 )




6-

ومن هذه الآية الكريمة – { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } - استنبط الشافعي رحمه الله ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ، لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم . ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ، ولا حثهم عليه ، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - ولو كان خيرا لسبقونا إليه . وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء . فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما . .

( الظلال 3415 )
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-09-2009, 12:47 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى


في تفسير قوله تعالى : { ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن } ، يقول سيد :

يقول الله هذا عن نساء النبي الطاهرات ، أمهات المؤمنين ، وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لا تتطاول إليهم وإليهن الأعناق .

(الظلال 2878 )




وبعد هذا العرض نقول :

أليس من العدل يا من تنتقدون الأستاذ الشهيد – إن شاء الله – أن ترجعوا لآخر ما كتبه في حياته حتى تتبينوا رأيه النهائي في الصحابة ؟!

هل من العدل أن نحاسب الناس على ما فعلوه في جاهلياتهم ؟!

وأكرر : من أراد أن يعرف رأي سيد قطب في الصحابة فليرجع لكتب سيد قطب وسيرى أن التهويل والتهويش سمة شبه سائدة في من ينتقد كتب سيد رحمه الله من الشباب هذه الأيام .

__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26-09-2009, 01:11 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,542
افتراضي رد: أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

لم أستمع للدرس هذا بعد ، ولكن كلي ثقة بأن الشيخ أبو محمد في كلامه قد وضح أن الإنحراف وأصله كان في بداية حياة المجاهد الشهيد ولكن في السنوات الأخيرة عدل عما كان عليه ردا على كل من يطعن فيه من جهلاء عصرنا.

ينقل الموضوع لقسم الصوتيات ليأخذ حقه من المشاهدة

أثابك الله أخي الكريم // أبو عبد الله // لنقلك
في رعاية الله
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.19 كيلو بايت... تم توفير 4.92 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]