|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الخامس من محرم ، يوم كباقي الأيام ربما تقولون الآن لماذا تذكرين هذا التاريخ وما شأننا به لا أنكر أنه يوم بدأ كباقي الأيام بدأته بتجهيز أطفالي الصغار للذهاب إلى المدرسة ، وأكملت بقية يومي كعادتي بين تدريس الأولاد وأعمال المنزل وبينما أنا كذلك اتصل بي زوجي وطلب مني أن أتجهز حتى يأخذني إلى السوق كما اتفقت معه قبل خروجه للعمل أخبرته بأني أنتظره شعرت بتغير صوته فبادرته بسؤالي إن كان هناك ما يضايقه فنفى ذلك لم أكترث وعزوت ضيقه لمشكلة صادفته بالعمل كعادته ولم تمض لحظات حتى سمعت صوت مفاتيحه أسرعت ابنتاي إلى الباب لاستقباله ، ولكنه لم يقابلهم بمداعبته المعتادة لهم ، بل كان صامتا نظر إلي بوجه شاحب وبدأ يجر الكلام على لسانه جراً أمسكت بقميصه وقلت له بصوت يرتجف هل حصل لأحد أقاربي مكروه فقال لا ارتحت قليلا ثم استدركت وسألته إن كان أهله بخير فقال لي هم بخير والحمد لله ولكن بدأت أعصابي في الإنهيار فأردف وقال صديقي (فلان أفضل أن لا أذكر اسمه )خرج لعمل عمرةٍ هو وزوجته ثم صمت غلب على فكري أنه قد حصل لهما حادث بسيط وإذا به يقول وتوفيت زوجته صرخت بلا شعور صديقتي ( نسيبة ) قل لي أنك تمزح ، هي بخير ولكن أصيبت بكسور أليس كذلك كل هذا وهو صامت أردفت قائلة : هي بالعناية المركزة وسيزول عنها الخطر ونظرت إلى وجهه ، فإذا بدموع تملأ عينيه أدركت وقتها أن صديقتي ماتت بكيت بحرقة مريرة وبدأت علامات الجزع تظهر علي قاطعني بقوله استعيذي بالله واسترجعي قلت إنا لله وإنا إليه راجعون وتساءلت في نفسي لو كانت الميتة هي أنت شعرت ببرودة تكسو أطرافي كم كان السؤال صعبا تخيلت القبر وظلمته وسؤال منكر ونكير أسرعت إلى مصلاي وصليت ركعتين بخشوع لم أحس به من قبل فقد صليت قبلها كثيرا ولكن هذه المرة صليت صلاة مودِّع لقد شعرت بأن الحياة قصيرة وأن الحساب اقترب ونحن في غفلة عنه طلع علي الصباح وأنا لم أذق طعم النوم وكيف لعينيَّ أن تغمضا وصديقتي ستدفن في الصباح إني أسمع صوتها وأسمع ضحكاتها صورتها لا تفارق مُخيِّلتي ذهبت إلى منزل أهلها للعزاء يالله كيف تمر الأيام ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي كان عرسها فقد عدت بذاكرتي لذلك اليوم عندما أحضر زوجي كرت زواج صديقه وبينما أنا أنظر إلى محتواه شدني اسم عائلة العروس قلت في فكري تشابه أسماء ولكن المفاجأة أنها كانت هي بعينها تلك المرأة العجوز التي ما زلت اتذكرها جيدا أم مصطفى ركضت نحوها مسرعة وسلمت عليها بحرارة وقلت لها أنا بنت فلانة أتذكريني قالت لي : أهلا بك كيف حال أمك قلت لها بخير والحمد لله وأنا أنظر إلى النظارة السوداء التي على عينيها أدركت حينها أنها لا تبصر حزنت عليها وإذا بسيدة تجلس بعيدا عنها أحست بعلامات الدهشة في وجهي فهمست بأذني وقالت لي لقد توفي أحد أبناءها ومن حزنها عليه فقدت بصرها قلت بحزن رحمه الله وبالطبع تعرفت على نسيبة فزوجها صديق حميم لزوجي وترافقنا قي رحلات كثيرة وزرنا بعضنا كثيرا وتوطدت علاقاتنا وذكرت لي بانها تذكرني عندما كنت صغيرة ، وأسهبت في ذكر أيام الطفولة فقد كانت تتمتع بذاكرة قوية أما أنا فاكتفيت بتذكر أخواتها الأكبر منها سنا فقد كانت تصغرني بسبعة أعوام ******** كانت نسيبة رحمها الله ذات دين وخلق منقطع النظير قلما تجده في هذا الزمان حفظت القرآن الكريم وهي في مقتبل العمر بحكم دراستها في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وبعد تخرجها عملت محفظةً لكتاب الله الكريم لا عجب في ذلك فوالدها إمام المسجد الحافظ لكتاب الله هو من اتخذته قدوة في حياتها لم تعرف التلفاز ولم تشاهد مسلسلا في حياتها لا أزال أتذكر كلماتها ( أنا أكره الغناء ، فهو يقسي القلب ، ويبعد عن الله ) كيف لا وجوفها مُلئ بالقرآن وهل يجتمع كلام الرحمن مع كلام الشيطان يستحيل هذا ******* وفي يوم عرفة خرجنا في رحلة إلى شاطيء البحر ولم يكن قد مضى على ولادة ابنها سوى شهر واحد والجميع قد صام ذلك اليوم عدا نسيبة وعندما اقترب وقت المغرب طلبت مني أن أدعو لها بادرتها بقولي : وبما أدعو لك قالت بنبرة جادة : أن يدخلني الله الجنة فأنا لا أريد شيئا من الدنيا والله قد اشتقت كثيرا للجنة أجبتها بأني سأدعو لها فرحت وقالت لي أسعدك الله فرحت لفرحها الذي لم أفهم سببه في ذلك الوقت ومضى ذلك الشهر سريعا وقبل وفاتها بأيام قلائل جاءت لزيارتي مودعة ومما لفت انتباهي ذلك النور الذي يكسو وجهها فقلت لها : ما سر الإشراق الذي أراه اليوم أجابتني مازحة : بأنها نظفت وجهها جيدا هذا اليوم فضحكت وقلت لها : عندي كتاب يضم وصفات للعناية بالبشرة ووعدتها بأن أعطيها إياه ودعتني كعادتها وخرجت تحمل ابنها على ذراعها ونسيت الكتاب أعدته مكانه في نية أن أعطيها إياه في المرة القادمة ******** وفي اليوم الخامس من شهر محرم ذلك اليوم الذي هو نفسه يوم زواجها ذهبت برفقة زوجها للقيام بعمرة كانت تتمناها لطالما ذكرت ذلك لي تقول أمها : كانت حريصة على وداعنا فردا فردا حتى إخوتها المتزوجين أصرت أن لا تذهب قبل وداعهم وطلبت من الجميع أن يسامحها وخرجت إلى موعدها مع الموت فقد كان الطريق في بدايته والجو ممطر فلم يتمكن زوجها من السيطرة على مقود السيارة وانتهى ذلك اليوم بخبر وفاتها وقد روى زوجها على لسان طاقم الإسعاف : عندما وصلوا إلى مكان الحادث وجدوها قد فارقت الحياة والدم خارج من فمها وأنفها وفي أثناء نقلوها إلى المشفى أحسوا بحركة بطيئة ظن المسعفون أنها حية فإذا بها تفتح عيناها وتنطق بالشهادتين ثم تموت ولحق بها ابنها بعد اسبوع من وفاتها يالله كم من محتضر لُقِن الشهادة تلقينا ولم ينطقها رحمك الله وأحسن مثواك فقد كنت نعم الصديقة لطالما ذكرتني بالله ونصحتيني بالإستعداد ليوم الحساب لقد كان موتك أبلغ عظةٍ وعظتينيها لقد داومت على النوافل التي كم ضيعت منها بحجة أنها سنة بدأت صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وفي هذه الأيام وفقني الله لسماع محاضرات للشيخ محمود المصري يتكلم فيها عن قيام الليل ولأول مرة صليت قيام الليل وشعرت بلذة القرب الحقيقي من الله وقررت أن أحفظ القرآن لعل الله يرحمني ويحسن خاتمتي ***** أختي الغالية على قلبي لم ولن أنساك ما بقي لي في هذه الدنيا حياة إذ كيف لي أن أنسى من وعظني حياً وميتاً أعلم أن عمرك القصير في الدنيا الذي تجاوز العشرين بسنوات قليلة قد فاق سنون عاشها غيرك في لهوٍ ولهث وراء الدنيا وملذاتها ولا يسعني إلا أن أقول رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وكل دعائي أن يجمعني الله بك تحت ظل عرشه وأخيرا أرجوا من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يدعو لها بالرحمة والعتق من النار وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قصة حقيقية حدثت معي
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة إنا لله وإنا ألية راجعون أرتجف قلبى وذرفت عيناى الدموع ليس حزناً على نسيبه التى قد أصطفاها لله لتكون من أهل الجنة وأنما حزناً على نفسى وكم فرطت من طاعات وقربات أسأل الله الهداية للجميع وأن يقربنا ألية ،،، رحمك الله يا أختاة وجعلكِ فى مقام الشهداء والصالحين وجزاكِ الله خيراً يا أختى أم شذى على نقلك المؤثر والموعظ ،بارك الله فيكِ ، ... فى أمان الله ...
__________________
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
|
#3
|
||||
|
||||
![]() حقا أختي عنان السماء يجب أن نحزن على أنفسنا وتقصيرنا أدعو الله لها بالمغفرة والعتق بارك الله فيك وفقك الله
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |