|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() بتهمة مساعدة حركة الجهاد .. أسير محرر من النقب يروي تجربته في السجون كانت معالم الفرح والسرور بادية على وجه الشاب إياد محمد أبو صعيليك (23 عاماً) من تل السبع, وهو يجلس بين أهله وأصدقائه وذويه بعد إنهائه لمحكومتيه التي استمرت أربعة أعوام ونصف قضاها داخل السجون وخلف القضبان. وعند التقائنا به كان الأسير المحرر يستقبل ببشاشة الوجه ورحابة الصدر كافة المهنئين, وكان من المستحيل أن يتمكن أحدٌ من ترجمة حجم الفرحة والسرور التي كانت تنتابه, وفي عينيه بريق الأمل وقلبه يحمل الشوق والحب لمن حرم من الالتقاء بهم عبر أربعة أعوام ونصف العام، "معالم بلدي تغيرت والصغار كبروا وترعرعوا" قال إياد لما سألناه كيف وجدت بلدك تل السبع بعد هذه السنين من الغياب. ومضى إياد يقول :"أنا حزين جداً ، آلمني جداً وفاة صديقي ورفيق دربي أحمد أبو سريحان غرقاً قبل شهرين كنت أتمنى من كل قلبي أن أراه لكن القدر شاء غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله". وخلال الحوار الخاص الذي أجريانه معه كان إياد مضطر لقطع الكلام لاستقبال ومصافحة المهنئين من الأحبة والمعارف. خمسون يوماً في زنزانة منفردة لم أر فيها النور وعن مراحل المعاناة التي وجدها في السجون يقول إياد: "كانت تلك الفترة التي قضيتها في سجن عسقلان بقسم التحقيق لدى "الشاباك" وكان ذلك فوراً بعد اعتقالي يوم 19/02/2004 بتهمة مساعدة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وقضيت في ذلك السجن الظالم 50 يوماً لم افرق فيها بين الليل والنهار حيث التعذيب النفسي وقلة النوم والشبح على الكرسي وغطاء العيون والزنزانة المنفردة ولم أتمكن حتى من مجرد معرفة أوقات الصلاة!! ولم يسمحوا لي بالالتقاء بالمحامي". وبعدها يضيف إياد: "تم نقلي إلى معتقل النقب في مدينة بئر السبع وقضيت فيه 3 أشهر وبعدها إلى سجن "اوهلي كيدار" وهناك كانت تجربتنا مع الإضراب عن الطعام, حيث اضرب الأسرى عن الطعام وأضربت معهم مدة 19 يوماً لم نتناول فيها الطعام, واذكر جيداً الأساليب التي استخدمتها مصلحة السجون من أجل كسر إضرابنا عن الطعام فكانوا يأتون بالطعام مما لذ منه وطاب وبلغ بهم الحد أن يقوموا بشي اللحم حتى يزيدوا من معاناتنا لكننا بحمد الله صبرنا وتحملنا". يوم في حياة الأسرى وطلبنا من الأسير المحرر إياد أبو صعيليك أن يصف لنا يوماً في حياة الأسر خلف القضبان فقال: "في ساعات الفجر المبكرة نستيقظ لصلاة الفجر ونصليها جماعة في الغرفة تم نأخذ قسطاً من الراحة وفي تمام الساعة السادسة والنصف يأتي السجانون لإحصاء الأسرى والسجناء, وبعدها نتناول طعام الإفطار ونتفرغ بعدها للمطالعة, وقراءة القرآن ومنا من يقوم بالمردوان "خدمة الأسرى", وبعد تناول وجبة الغداء ننام القيلولة حتى موعد صلاة العصر بعدها نخرج للفورة "وهي ساحة يقوم الأسرى بالمشي فيها" ونمارس بعض الألعاب الرياضية ككرة الطائرة والتنس وغيرها ثم نعود للغرف ونستمع لنشرات الأخبار ونعلق عليها ونصلي المغرب والعشاء ونجري بعدها بعض البرامج الثقافية ثم نخلد إلى النوم". الأسر مدرسة حياة يقول الأسير المحرر إياد:" إن الأسر بحد ذاته مدرسة حياة تربي على الصبر والتحمل وطولة البال وفهم مشاعر وأطباع الآخرين". كان من الصعب, يضيف إياد: "أن يستوعب السجين في بداية سجنه أجواء السجون لكن من فضل الله أولاً ثم بجهود الأسرى القدامى كان لهم الدور الكبير في طمأنتنا وتزويدنا بسبل الاندماج في الوضع القائم". آخر أربعة أيام في الأسر وعن شعوره قبيل خروجه من السجن قال إياد:"أصدقكم القول إنني بدأت أعد الأيام آخر ستة أشهر من موعد الإفراج ازداد فيها شوقي وحنيني لأهلي وعائلتي, وعلى وجه الخصوص لوالدتي التي كانت حاضرة في ذهني عبر 4 أعوام ونصف في السجون وكلما اقترب الوقت كلما زاد الحنين والأيام الأربعة الأخيرة لم أتمكن فيها من النوم أبداً وأنا أفكر في أهلي وكيفية الالتقاء بهم كنت احلم بالحرية بدون نوم". عندما تختلط الفرحة بالحزن واللوعة لم يكمل إياد أبو صعيليك حديثه عن غمرته وفرحته بالخروج من السجن وعلى حين غفلة تغيرت نبرة السرور بالحزن, وحديث الفرحة بالألم, وبانت في تقاسيم وجهه الشوق لإخوانه, الذين تركهم وراءه خلف القضبان, "لم تكتمل ولن تكتمل الفرحة أبداً حتى يخرج كافة الأسرى", قال إياد. وأضاف:"بلغتني مصلحة السجون يوم السبت أنني سأخرج من السجن يوم الأحد كان لذلك البلاغ وقع خاص وشعور خاص نظرت إلى وجوه أحبائي المعتقلين وكانوا فرحين جداً بإطلاق سراحي واحتفلوا بي وعانقوني عناق المحبين كانت لحظات فراق صعبة طغت على الفرحة ذرفت الدموع على الفراق وأي فراق انه فراق الأحبة والأخوة وكنت على يقين أنهم فرحين بخروجي من السجن لكني كنت أنا أكثرهم حزنا على هذا الفراق بعد سنين من الأخوة والمحبة واسأل الله تعالى أن يجمعنا بهم قريبا خارج ظلمات السجون".
__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ... ![]() ![]() *********** |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |