|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدكتور موفق العيثان استشاري علم النفس العيادي والعصبي بعد عشر سنين من الانتظار المُرِّ، رزقه الله بالولد الجميل جداً "طلال"، ولم يفارقه يوماً رغم مشاغله الكبيرة، والأهم من ذلك أنه لم يرفع صوته على طلال أو يضربه.... أبٌ مثاليٌ لك أن تقول. اليوم بدأ تاريخٌ جديدٌ.. يوم الضربة ( الأب ضرب طلال لأول مرة في حياته). طلال ذو السنوات الخمس مدللٌ جداً، لكنه لم يخطئ اليوم بما فيه الكفاية لكي يضربه الأب العادي، فضلاً عن أبي طلال. كان مجرد أن طلب من أبيه الخروج معه للملاعب كالعادة...! ذهلت الأم وذهل بعدها الأب.. ماذا جرى للأب لكي يضرب طلال؟، لو كان بإمكان الأب التلاعب بدرجة حرارة مدينة جدة من أجل طلال وأتاح له اللعب في خارج البيت حفاظاً عليه. مما لا تعرفه الأم أن زوجها رجل الأعمال الشديد الصارم في عمله (كما يراها وتربى عليها بالقرية) في كل تصرفاته، يعاني. تصرفت بعصبية معتادة معه وانزعجت جداً لتصرفه الإجرامي مع (طلولي). لقد تحملت خلال الأسابيع التسعة الماضية انعزال الأب وصراخه اللامتناهي، وحتى إنها تحملت سبه وشتمه لها ورغبته بالتخلص منها، لكن إلا طلال. قبل شهرين وفي فحص عادي وُجدت بداية تورم في صدر أبي طلال، ولم يعرفوا سبباً لها. لكن الجراح يومها أصر على أخذ عينة، وعينة كبيرة، واستئصال ما اعتقده وقاله لأبي طلال بأنه "محتمل سرطان" ، وسوف نتأكد بعد أخذ العينة. هنا بدأت معاناة الرجل بضعة ملايين التهمتها الأسهم العام الماضي لم تهز شعرة في رأسه.. الرأس العنيف. كل التخيلات من الآن وللأسابيع التالية تحوم حول السرطان ونهاية الرجل، ببساطة لا يريد الموت وهو القوي ذو الأربعين عاماً وأربع في عنفوان الشباب، فنال الجراح ملايين السب والشتم، لأنه أخبره بالسرطان . هكذا من غير مقدمات، عفوا لأنه حكم بالإعدام من غير ذنب على أبي طلال. الحقيقة هي أن الرجل صُدم، وهي ما تناولته أبحاث علم النفس العيادي في كيفية التعامل مع الصدمة. لو كان الطبيب قد مرَّ بتدريب جيد لكان قد أدى عمله بصورة أفضل، منها مهارة إعطاء الأخبار السيئة بأسلوب نفسي مناسب، والاستعانة بالأخصائي النفسي العيادي مثلاً عند الحاجة. هناك مراحل متعددة يمر بها بعض الأفراد عند الصدمة، منها أنهم ينكرون أن الحدث قد وقع أصلاً، كتكيف مع هول المصيبة. لا يهم نوع ودرجة الصدمة، المهم أنها صدمة للشخص المعني ( فشل في امتحان، خسارة أسهم، فشل خطبة أو زواج، إعاقة ولد، حرق بيت ..). وهنا المصيبة لم تحدث بالواقع إنها "مصيبة مُدرَكة"- بضم الميم وفتح الراء- أو خطر مُدرَك، كما تسمى في مجال علم النفس العيادي (Perceived Threat) ، يُدركها الفرد كما لو أنها وقعت، ويتصرف بناء على هذا الإدراك، وبعضهم ينتقل ليغضب على كل الذين حوله ( طلال وأمه). بل وحتى نفسه، وربما يُصرف إلى الأعمال التي تبعده عن التفكير بالموت (ملذات، سفر....)، وبعدها يبدأ يشكك بالخطر ودرجته، حتى يصل مرحلة القبول والمواجهة لحل المشكلة. ليس كل الأفراد متشابهين بدرجة وسرعة الانتقال من مرحلة إلى أخرى، فأبو طلال على سبيل المثال احتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر لكي يتأقلم مع الصدمة المدركة، بعد رفضه الذهاب إلى الطبيب ثانية من أجل أخذ العينة، جمع ما تبقى من رجولة وواجه الطبيب. كانت الأيام بعد أخذ العينة هي الأصعب في حياته ( نسي ضربته لطلال الآن) ، لكن النتيجة كانت سليمة. هنا بدأ رجوع الوعي....وإيمانه الصحيح. كانت هذه مراحل تكيف مريرة لأبي طلال مر بها بسبب الصدمة، وقد يقول القارئ وهو مرتاح البال: يا لسخف الرجل أو إنه ضعيف الإيمان! لكن القارئ لم يسمع تلك الكلمات الصاعقة التي نزلت على أبي طلال ببرود السكين. هذه الكلمات شبه اليقينية هي التي هزت رجولة الرجل وتفكيره وخيالاته. لقد أضحى يجمع كل صغيرة وكبيرة ليؤيد فكرة موته قريباً بالسرطان، هذا السرطان نفسه الذي أخذ أباه من عام. حتى الأدوية تشبه أدوية أبيه، طريقة الموت ستكون متشابهة مع أبيه مع فارق العمر، وهنا الغضب الأكبر. لقد كان كل سلوكه احتجاجا على الخبر والخطر والمرض (كما أدركها هو والطبيب). عناده واعتزاله الناس وضربه طلالا، كله احتجاج على "الإعدام" المبكر جداً في نظره. يظن البعض أن (العلاج النفسي من غير الدواء) يحتاجه فقط من يعاني من اضطرابٍ نفسيٍ. لو كانت الخدمة النفسية المناسبة مقدمة لأبي طلال ومن يمرون بالتشخيصات هذه وأمثالها، فإنها ستقلل المعاناة بدرجةٍ كبيرةٍ جداً، وأكثر من هذا ، فإنها بإذنه تعالى ستسهم بتحسين نوعية الحياة وإطالتها بالفحص المبكر والعلاج المبكر لتجنب تأخر المراجعين لأخذ العينات أو حتى قبولهم بالعمليات وتكيفهم في ما بعد العمليات الجراحية. كل أبحاث علم النفس العيادي تشير إلى أهمية الجانب النفسي، ودور الأخصائي النفسي في العمل مع مراجعي هذا المجال الصحي، يساعدهم لإعادة التوازن الانفعالي والمعرفي ( المنطقي) ، مما يساعد في التكيف البناء. عاد أبو طلال إلى وعيه وحبه لطلال وأمه، وكأن شيئاً لم يحدث، النكتة في الموضوع أن 'الوعي' عاد إليه بنفس السرعة التي اختفى بها!، مباشرة بعد الخبر السار بعدم وجود ورم خبيث، وأصبح وكأنه لا يتذكر الأسابيع الماضية إطلاقاً. هل كانت فيلماً شاهده؟، ليس مهماً له أن يحدد ماذا جرى. كانت الزوجة الصبورة لا تصدق ما يجري، وصدمت بعد أن أخبرها بكل التفاصيل. كيف يمكن أن يخبئ عنها أمراً كهذا. بعد الفكرة: كيف تتصرف الأمم مع الخطر المُدْرَك؟ هل يُسهم عقلاء الأمم في التخطيط للتكيف بعد تحديد الخطر الواقعي وتمييزه من الخطر المدرك؟ و لعل اهم ما يمكن ان اضيفه: ان قوة الايمان للمسلم و ثقته بالله هى السلاح الاقوى فى مواجهة صدمات الحياة و بلاءها و محنها فعندما يحتسب المسلم فى حياته كل ابتلاء و يصبر و يحتسب الامر و يتوكل على الله..فانه بالتالى لن يتالم او يتعب مقارنة مع من هم اقل ايمانا او ينعدم فيه الايمان و التوكل مثلا.. فالحمد الله على نعمة الاسلام و الايمان و كفى بها من نعمه.. من توكل على الله فهو حسبه.. فثقتنا بالله هى اساس النجاح فى كل امور حياتنا و عماد التوكل و الثقة بالله هو الايمان به سبحانه.. و من توجه اليه بقلب ذليل صادق و عين دامعة و اكثر من الدعاء و استعفر لن يرده الله ابدا.. تم النقل بتصرف...
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
#2
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع |
#3
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا مشرفنا الفاضل على المرور الطيب..
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |