خطبة الاحسان الى الاقارب

[العياشي معطاوي]

الحمد لله رب العالمين .. سيدنا محمد رسول الله ..والاه، وأشهد أن له.قال سيدنا نوح لابنه حينما امتنع عن الإيمان اعلم يا بني أن السماوات والأرضين لو وضعت في كفة، ولا إله إلا الله في كفة،لرجحت بهن لا إله إلا الله

يا من لطفت بحالي قبل تكويني* لا تجعل النار يوم الحشر تكويني

وقد أتيتك بالتوحيد يصحبه* حب النبي وهذا القدر يكفيــني

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً رسول الله، أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وأكثركم صلاة علي. سيدي رسول الله

شوقي يزيد إليك يا خير الورى*يا مصطفى يا خير من وطئ الثرى

يا مصطفى لك في القلوب منازل* وعلى لساني مدح غيرك ما جرى

إذا ضاقت عليك الدنيا فقل..إذا سالت فقل .إذا استعنت فقل ...إذا تنكر لك أهل الأرض أجمعون فقل ...إذا توكلت فقل ...إذا نمت على فرش المرض فقل..

دع المقادير تجري في أعنتهـا*ولا تبيتـاً ألا خالـي الـبـالِ

مابين غمضت عينٍ و أنتباهتها*يغير الله من حال إلـى حـال

بيرحاء! بستان يقع أمام مسجد رسول الله وهاهو رسول الله يدخل ويشرب من ماء فيها طيب. بيرحاء يملكها تاجر من تجار الأنصار يقال له أبو طلحة،بل هي أحب أمواله إليه فنفسه متعلقة وشغوفة بها،ومع هذا الحب والتعلق يسمع أبو طلحة آية نزلت على رسول الله وهي قول الله لن تنالوا البر .. فيقوم أبو طلحة إلى رسول الله - ويقول يا رسول الله إن الله- يقول لن تنالوا..وإن أحب أموالي إلي بيرحاء،وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال له المصطفى بخٍ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح،وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحه أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحه في أقاربه وبني عمه فلله درها من نفوس مؤمنة، سمعت آية فسارعت واستجابت، وإنك لا تدري مما تعجب؟! أمن بذل أبي طلحة لأحب ماله إليه؟ أم من قسمتها ووقفها على أقاربه وبني عمه؟! أيها المسلمون إن من الوقفات المهمة في قصة أبي طلحة هي إحسانه لأقاربه وبني عمه ببذله المال لهم.يا مسلمون ألا يوجد من بيننا من تمتد يده بالصدقة والزكاة والإحسان إلى أناسٍ بعيدين عنه في الرحم والقرابة وينسى أقرب الناس إليه؟! إن الإحسان إلى الأقارب لا يقف عند مجرد الزيارة والسلام،ولذا جاءت آيات عديدة في التوجيه إلى العناية بذوي القربى وآت ذا القربى حقه وقال فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون جاء الإسلام بتوثيق عرى الأسرة وتثبيت بنيانها،فجاء الأمر الإلهي برعاية حق ذوي القربى بعد توحيد الله وبر الوالدين فقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى وحق الأقارب في النفقة والصدقة مقدم على اليتامى والفقراء والمساكين قال يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل والإحسان للأقارب ثوابه مضاعف قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقة وصلة الترمذي ويقول علي بن أبي طالب لأن أصل أخاً من إخواني بدرهم أحب إلي من أن أتصدق بعشرين درهما وفي الصحيحين عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث - أنها قالت للنبي أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي، قال أو فعلت؟ قالت نعم، قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك إن من صلة الرحم تفقد أحوال الأقارب ومساعدتهم بالصدقة والزكاة وسد خلتهم وحاجتهم بل قال أهل العلم: كل من يرث شخصاً من أقاربه، فإنه يجب عليه نفقته إذا كان محتاجاً عاجزاً عن التكسب،وكان الوارث قادراً على الإنفاقلقول الله وعلى الوارث مثل ذلك أي يجب على القريب الوارث لقريبه من الإنفاق مثل ما يجب على الوالد لولده قال ابن القيم وليس من صلة الرحم ترك القرابة تهلك جوعا ًوعطشاً وعريا ًوقريبه من أعظم الناس مالاً، والله حرم قطيعة الرحم وإن كانت كافرة. يا عبدا لله إن لم تسع أقاربك بمالك فلتسعهم بأخلاقك، صلهم بالعطف عليهم والبشاشة عند اللقاء بهم ولين المعاملة معهم وعيادة مريضهم وشاركهم في الأفراح وواساهم في الأتراح.