|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() لقد جاء الإسلام ـ يوم جاء ـ ليعلم البشرية كلها ميزان العدل والإنصاف، ويربي أتباعه على اتزان النفس والعقل، وعلى التزام الحق والاعتراف به، مع أي شخص كان هذا الحق، والارتقاء من دركات الظلم والجور إلى مدارج العدل في الرضا والغضب؛ قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8]، فكان الرعيل الأول من هذه الأمة قممًا شامخة في الانحياز للحق، ولو كان مع أعدى الأعداء، ومقاومة الظلم والأخذ على يد الظالم ولو كان أقرب الأقربين، وكانوا مثالًا عمليًّا لتلك القيم السامية التي جاء بها الإسلام، وتطبيقًا واقعيًّا لأخلاقه الراقية وآدابه السمحة. ولو أردنا على ذلك مثالًا ـ وما أكثر الأمثلة ـ فها هو حديث المستورد القرشي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تقوم الساعة والروم أكثر الناس))، فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالًا أربعة: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لضعيف ومسكين ويتيم، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك) [رواه مسلم، (7461)]. وفي هذا الحديث يُعطي عمرو بن العاص رضي الله عنه ـ ذلك الصحابي الجليل الذى تربى في مدرسة النبوة، وتشرب أخلاقيات الرسالة من نبعها الصافي ـ يُعطي للأمة درسًا بليغًا في العدل والإنصاف؛ فيذكر خصال الخير في أمة كانت وقتها ـ ومازالت ـ من أعداء أمة الإسلام، وكان بينها وبين المسلمين معارك طاحنة، كان عمرو بن العاص نفسه أحد قادة المسلمين فيها، ورغم ذلك لم تمنعه الدماء والأشلاء من قولة الحق، وذكر محاسن الأعداء، وتلك هي قمة الاستعلاء النفسي والفكري الذي جاء به الإسلام. وهنا يذكر عمرو بن العاص رضي الله عنه ـ وهو الخبير بأحوال الأمم والشعوب ـ في هذه الكلمات الموجزة، خمس خصال أعجبته في أمة الروم، فهم أحلم الناس عند فتنة، والحلم عند المصائب دليل على اتزان النفس، ورجاحة العقل، وهم أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة؛ فسرعان ما يتجاوزون صدمة الكوارث والنكبات، ويسعون جاهدين في إزالة آثارها وعلاج تبعاتها، وهم أوشك الناس كرة بعد فرة، والمقصود هو التحلي بالشجاعة والإقدام، وشدة البأس في الحرب والقتال، كما أنهم خير الناس لضعيف ومسكين ويتيم، فلهم نصيب وافر في رعاية الفقراء والمحتاجين، وإقامة التكافل الاجتماعي، وهم أيضًا أمنع الناس من ظلم الملوك بما توافقوا عليه من علاقة واضحة محددة بين الحاكم والمحكوم، ومن سياسات راقية في إدارة الدولة، وسياسة الناس بالنسبة لما كان سائدًا في أزمانهم. هذه الخصال التي امتدح بها عمرو بن العاص رضي الله عنه أمة الروم، لم تكن في ذلك الوقت غريبة على حس المسلمين، بل كانت أمة الإسلام ساعتها تُعلم البشرية تلك المبادئ، وتغرس فيها تلك الخصال، بواقعها العملي قبل توجيهها النظري؛ فعقيدة الإيمان بالقدر التي جاء بها الإسلام تملأ القلب رضًا واطمئنانًا في وجه الكوارث والأزمات، وتحفز المسلم على مواجهة المصائب بما يناسبها من استعدادات واحتياطات، فرارًا من قدر الله إلى قدر الله، وكم من نكبة حلت بالمسلمين على مر العصور؛ فواجهوها برباطة جأش وسكينة فؤاد؛ فلم تثقلهم الصدمة عن استعادة توازنهم، والوقوف على أقدامهم، واستكمال مسيرتهم الحضارية؟! أما عن قيمة التكافل الاجتماعي في شريعة الإسلام؛ فحدث ولا حرج عن عشرات النصوص الصريحة في القرآن والسنة، والتي تدعو المسلمين إلى أن يكونوا جسدًا واحدًا، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وعن الثواب العظيم الذي بشر به الإسلام كافل اليتيم، وصانع المعروف، والساعي في قضاء حوائج الناس، ومؤدي حقوق الفقراء والمساكين. ولم تكتف شريعة الإسلام بمجرد الحث والتوجيه، بل وضعت من التشريعات والنظم ما يحفظ حقوق تلك الفئات المحرومة في المجتمع الإسلامي، وجعلت ذلك مسئولية على عاتق الحاكم لا تنفك عنه حتى يؤديها على خير وجه، وسير خلفاء المسلمين على مر العصور تشهد بذلك؛ فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة ـ وهو خليفة المسلمين ـ يأبى أن يدخل جوفه طعام غير الخبز والزيت، وحين تشتكي بطنه يقسم عليها قائلًا: (والله لا تذوقي طعامًا؛ حتى يطعم أبناء المسلمين)، وقصته مع الأيتام حين حمل إليهم الدقيق على ظهره، ونفخ لهم الكير بنفسه، وطهى لهم الطعام معروفة ومشهورة. أما التزام العدل مع الرعية، والنهي عن الظلم، فنصوص الشريعة فيه متواترة، وما تصدع ملك أمة الإسلام وأفلت شموس دولتها إلا حين غاب فيها العدل، وتفشى الظلم بين الناس؛ ذلك أن الله تعالى لا يحابي أحدًا، ومن سننه الراسخة في كونه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن الله تعالى يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة) [مجموع الفتاوى، ابن تيمية، (28/146)]. واليوم، وبعد أكثر من أربعة عشر قرنًا من كلمات النبي صلى الله عليه وسلم وتعقيب عمرو بن العاص، يثور السؤال: تُرى، أين وصل الغرب أحفاد أمة الروم، وأين وصل المسلمون أحفاد عمرو وغيره من الصحب الكرام؟! وأي الفريقين سار على نهج سلفه، وحافظ على إرث أجداده؟! وماذا كانت النتيجة؟! الجواب واضح لا يحتاج إلى تفكير عميق؛ فها هو الغرب وقد صارت دوله قوية مرهوبة الجانب؛ فقد أخذ بأسباب القوة المادية الدنيوية، في حين باتت دول الإسلام عبارة عن كيانات هزيلة، لا تشغل في ميزان القوة الدولية شيئًا يُذكر. وبينما الغرب يسعى بخطوات واثقة نحو التضامن والاتحاد ـ رغم تباين مذاهبهم ـ فمازالت بلاد الإسلام مصرة على عدم التلاقي والانسجام، رغم كل ما يجمعها من أواصر الدين واللغة والمصلحة، ومن المفارقات العجيبة أن يسجل العالم الإسلامي أعلى معدلات الفقر في العالم، بينما يتصدر عدد من أثرياء المسلمين قائمة أغنى أغنياء العالم، وأن يتدخل الغرب الرحيم في شئون بلادنا بحجة وقف الظلم، ومنع اضطهاد الأنظمة المستبدة لشعوبها المسلمة. لقد تقدم الغرب حين تمسكوا بقيم النهوض والتقدم التي خلفها لهم أجدادهم، بينما تناسينا نحن تلك القيم التي هي من صميم ديننا وشريعتنا، ورحنا نتسول منهم نهضة زائفة، وقد غفلنا أو تغافلنا عن تلك الثروة الهائلة التي ورثناها. إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح به أولها، وهذه الشهادة التي أدلى بها عمرو بن العاص في حق أمة الروم تحتاج منا لأن نتدبرها مليًّا؛ فلعلها تبعث في نفوس المسلمين غيرة على دينهم وأمتهم؛ فلا يرضوا بالدون، ولا يقر لهم قرار حتى تستعيد أمة الإسلام مكانتها بين الأمم من جديد. _______________________ لواء الشريعة
__________________
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى و لهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه (المجموع ١٠ / ١٢٤)
|
#2
|
||||
|
||||
![]() صدقت اخي خطاب بارك الله فيك
وان شاء الله ينصلح حال امتنا الى احسن حال ونرى هذا التعاضد والنصر والتمكين والصلاح كما صلح بها حال امتنا السابقة بارك الله فيك |
#3
|
||||
|
||||
![]() وفيك بارك الله أخي صقر الشفاء وصح لسانك .
__________________
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى و لهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه (المجموع ١٠ / ١٢٤)
|
#4
|
||||
|
||||
![]() يظلل فكرنا العربي الإسلامي ثقافات غريبة تغزونا بشتى الوسائل وللأسف فإن المجتمعات العربية المفترض أنها اسلامية قد انساقت وراء هذه الثقافات الغريبة والسبب هو السعي إلى التقدم والرقي والحضارة !!!!!!!!!!!!!! وكأننا لم نكن يوما من الأيام الدولة التي احتلت الصدراة في العالم والتي شكلت الأسطورة الحضارية في العالم وكان الآخرون يحاولون بشتى الوسائل النهل من معارفها والاقتباس من علومهما للسعي بدولتهم إلى التقدم والآن؟؟؟؟؟نحن ننقاد وراءهم بدعوى السعي عن التقدم ؟؟؟!!!!! سبحان الله
مشكووووور أخي جزيل الشكر على الموضوع المهم ونتمنى منك المزيد تقبلوا مروري ***** |
#5
|
||||
|
||||
![]() تقدم الغرب وتاخر المسلمون لان هذه سنة الله في المجتمعات والامم
فالامة التي تاخذ باسباب التقدم والنجاح تزدهر وتتقدم سواء كانت مسلمة ام لا.. والامة التي تعتمد على غيرها ولا تاخذ باسباب التقدم والنجاح تتاخر وتتخلف ..سواء كانت مسلمة ام لا... والغرب اخذوا باسباب التقدم والنجاح فتقدموا ... والمسلمين اعتمدوا واتكلوا على الغرب واصبحوا اتباعهم .. ولم يطبقوا الاحكام الاسلامية في المجتمع واحادوا عن الاسلام فتأخرنا ... واني ارى ان شاء الله عودة تقدمنا من جديد خاصة بعد هذه الازمة الاقتصادية التي اثبتت عجز النظام الرأسمالي وفشله التاام .. ان غدا لناظره قريب .. ![]()
__________________
ولست أبالي حين أُقتل مسلما *** على أي جنب كان في الله مصرعي فلست بمبــــدللعدو تخشعــــا *** ولا جزعـــا إني إلى الله مرجــــعي |
#6
|
||||
|
||||
![]() شكراً على المرور أخواتي الكريمات
__________________
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى و لهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه (المجموع ١٠ / ١٢٤)
|
#7
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك أخي أذكرلكم حوارا جرى بين داعية مسلم ويهوديقال المسلم :"أتعلم يا يهودي أنه سيأتي يوم ننتصر فيه نحن المسلمون ويختبئ اليهود وراء الشجر والحجر......" فقال اليهودي:" أعلم ذلك لكن متى؟ إذا تمسكتم أنتم المسلمون بدينكم وتركنا نحن اليهود ديننا". لذلك اعلموا إخوتي أنه لن يمكن الله لنا إلا إذا رجعنا إلى ديننا اللهم اهدنا وردنا إليك ردا جميلا وانصرنا على أعداءك ومكن لدينك وانصر أولياءك أمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
#8
|
||||
|
||||
![]() عن جد موضوع رائع وكلام سليم وصحيح... فهذا واقعنا حقا .. سلمت يمناك اخى الكريم .. اسال الله تعالى ان ينصرنا ويستيقظوا المسلمين من غفلتهم قبل النهايه... شكرا لك... ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |