الشيطان والعجوز

[ياسمينة دمشق]

دائما يقولون إن كيد النساء عظيم لدرجة أنهم قالوا: الشيطان يحتاج إلى عشر ساعات ليغوي رجل لكن المرأة تغوي عشرة رجال في ساعة واحدة_ طبعا أنا غير موافق على هذه المقولة لأنها ليست عامة، لكن هناك بعض النساء تتفوق على إبليس فعلاً
ومن أغرب ما قرأت أن إبليس تحدى عجوزاً فيمن كيده أعظم النساء أم إبليس وقبلت العجوز التحدي وقالت له أنا سأفتعل مشكلة وعليك حلها فإن لم تستطع سلمت بالعشرة أن كيدك ضعيف كما وصفك الله فقال: (إن كيد الشيطان ضعيفا) اتفق الطرفان على ذلك.

خرجت العجوز إلى السوق واختارت شابا عاطلا عن العمل واتفقت معه على أن يعمل معها هذا اليوم وعرضت عليه مبلغاً كبيرا فوافق، ذهبت إلى تاجر أقمشة معروف وأمرت الشاب أن يقف على باب المحل وبدأت تفتش بالأقمشة الغالية وتستكثر سعرها فقال لها التاجر إذا كانت غالية عليك فتحولي إلى أنواع أخرى فقالت له لا أستطيع فسأل عن قصتها فقالت له : إن ابني هذا الذي يقف بالباب يحب امرأة متزوجة وينتظر طلاقها من زوجها حتى يتزوجها ويريد لها هدية غالية وهددني بالطرد من البيت إن لم احضر له ثوبا فاخرا، فقال لها التاجر خذيه هدية مني وسوي أمورك مع ابنك، فأخذت الثوب وتوجهت إلى بيت التاجر وطرقت الباب فخرجت زوجته فطلبت منها أن ترتاح عندها وتشرب الماء، فأدخلتها واكرمتها وعندما خرجت تركت الثوب مكانه في بيت التاجر، وبعد خروجها وجدت زوجت التاجر الثوب فتحسرت على العجوز أنها نسيته عندها لكنها لا تعرف عنوانها فوضعته في خزانتها لبينما تستطيع معرفة عنوان العجوز وتعيده إليها، وبعد قليل جاء التاجر وتناول غداءه وأخذ قسطا من الراحة ثم فتح الخزانة فوجد الثوب فظن أن المرأة المتزوجة التي يحبها الشاب هي زوجته فصرخ في وجهها وضربها وطردها من البيت دون أن يترك لها فرصة للدفاع عن نفسها، فجاءت إليها العجوز وكانت تراقب الوضع عن كثب، وأخذتها إلى بيتها ووضعتها مع الشاب في غرفة واحدة ثم ذهبت إلى الشرطة وقالت إن هذين اقتحما علي بيتي فأخذتهما الشرطة إلى السجن.

نادت على إبليس وقالت له هل تستطيع أن تحل المشكلة، قال وكيف لي أن أحلها وقد تعقدت وأصبحت عدة مشاكل، فقالت له أنا أحلها.
ذهبت إلى السجن لزيارة المرأة فقالت لها خذي عباءتي واخرجي من هنا على أنك العجوز واذهبي إلى بيتي، وأنا سأبقى مكانك، خرجت المرأة ، وفي الصباح عرضت العجوز والشاب على القاضي فسألها ما تهمتك قالت لا أدري، كنت جالسة في بيتي أنا وولدي هذا وإذا بالشرطة تقتحم علينا البيت وجاءوا بنا إلى هنا، فصرخ بالشرطي وشتمه ولم يفسح له الكلام، وأفرج عن العجوز والشاب، فأعطت الشاب بعض المال وأنهت مهمته، ثم ذهبت إلى التاجر وقالت له بعد أن خرجت من عندك طرقت الباب على هذه المرأة وطلبت منها شربة ماء فأكرمتني ونسيت الثوب عندها، وها هو ثوبك لأن ابني سافر مع المرأة التي يريدها,
فأعاد التاجر زوجته واعتذر منها، فقال إبليس حقا إن كيدكن عظيم، وإن الله قدم شياطين الإنس على شياطين الجن لأنهم أشد خطرا، واستسلم وذهب.