الحمية الغذائية لمرضى الصدفية

[فكرى دياب]

هناك القليل من الأبحاث والدراسات التي اجريت حول الصدفية والحمية الغذائية .
إن المشكلة في البحث بين الصدفية والحمية الغذائية تكمن في عناصر كثيرة تتداخل معها ، منها أن الصدفية مرض يصيب الاشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات ، ويختلف كل منهم في طريقة غذائه وتاريخه المرضي وغيرها ، كما ان بعض الاشخاص قد يشفون لفترات من الصدفية بدون أي علاقة بالغذاء او العلاج .

وجد الأطباء والعلماء بعض الدليل الإحصائي الذي قد يبرهن أن الحمية هي خيار جيد للعلاج . اذا لاحظت بان الصدفية لديك تتحسن مع اتباع حمية معينة دون ان تؤثر على صحتك بشكل عام فلا يوجد ضرر لاستمرارك على هذه الحمية. وبسبب وجود نظريات كثيرة ومتعارضة فمن الصعوبة اتباع أي منها بشكل محدد.
المحافظة على الصحة : يجب الانتباه جيداً الى الصحة والجسم عند اتباع نظام حمية معين . حيث أن التغذية الصحيحة مهمة جدا فقد تبين لدى بعض الباحثين بأن الصدفية قد تؤدي الى بعض النقص في التغذية . ولا يمكن القول أن اصلاح هذا النقص بتناول البروتينات ، الخضروات ، الفواكه الطازجة للحصول على حامض الفوليك، الحديد، الماء والسعرات الحرارية يؤدي إلى الشفاء من الصدفية ولكنه يساعد على تحسن الصحة العامة .
وكما هو معروف علمياً فإن اتباع نظام غذائي معتدل لا يحتوي على دهون مفيد للصحة ويقلل من خطر الاصابة بأمراض عدة مثل الجلطات القلبية والسرطان وغيرها . نظراً لأهمية معرفة أكبر قدر من المعلومات حول الصدفية ، نقدم لك الآن بعض النظريات المتعلقة بالصدفية والحمية الغذائية . حيث بإمكانك تقدير الخيارات المتاحة للتعامل مع الصدفية .
نظرة تاريخية على الصدفية والحمية :
· حمية الديك الرومي :
في عام 1967 م ظهر اكتشاف وتم نشره من مستشفى سيناي في نيويورك. حيث وجد أربعة أشخاص مصابين بالصدفية تحسناً ملحوظاً بعد تقديم وجبتين يومياً لهم تحتوي على لحم الديك الرومي . وبناءاً على ذلك تم نشر تقرير في المجلة الطبية البريطانية أرجعت هذا التحسن الى أن لحم الديك الرومي لا يحتوي على tryptophan اسيد البروتين Protein acid (الامينو اسيد) وبعد ذلك تم اكتشاف ان لحم الديك الرومي يحتوي على tryptophan وليس خال منه .
· حمية البروتينات المنخفضة Low Protein Diet :
في عام 1969 م جرت دراسة على 13 مريض بالصدفية في المستشفيات تحت برنامج حمية البروتينات المنخفضة . حيث تم اعطاء هؤلا المرضى بروتينات بكميات قليلة يومياً تتراوح ما بين 4-126 غرام . وتم تحديد العلاج لهم بالدهون العادية .
جميع المرضى تحسنت حالتهم خلال السبعة اسابيع الاولى ، ثم تم اعطاء ثلاثة مرضى حمية غذائية عالية البروتينات وقد تابعوا تحسنهم. ولذلك شعر الباحثون بعدم أهمية هذا النظام في علاج الصدفية .
· فقدان الوزن والجوع Starvation & weight loss :
احياناً قد يكون العلاج أسوأ من المرض . فقد أظهرت الدراسات أن الجوع يؤدي الى خفض نسبة نمو الخلايا وتساقطها . وجد الباحثون أن البروتين تتحكم في نمو الخلايا ، ولذلك فإن حمية غذائية قليلة الروتينات او خالية من البروتينات قد تؤدي الى بطئ في نمو خلايا الجلد .
وفي دراسات اخرى ، وجد بعض العلماء خلال فترة الحرب العالمية الثانية بأن 8 سجناء من 13 سجين ألماني مصابين بالصدفية ، قد طرأ تحسن على حالتهم بعد مرورهم بفترة من الجوع نتيجة نقص السعرات الحرارية المقدمة لهم. وخاصة عند توقفهم عن تناول اللحم . ولاحظ بعض العلماء ايضاً في حالات اخرى بأن جلد بعض المصابين بالصدفية قد تحسن عند نقص وزنهم ، وأنه في حالة زيادة الوزن احياناً قد تتطور الصدفية لتصبح أسوأ .
بالرغم مما تم ذكره ، فإنه من غير الواضح اذا كان الجوع او نقص الوزن قد يؤدي لتحسن الصدفية 100 % ، ولذلك من الأفضل اتباع الحمية الغذائية المناسبة لكل شخص لأن التغذية السليمة مهمة جداً للإنسان .
· الزنك : في نهاية عقد الستينيات ، قام بعض الباحثين بملاحظة تأثير نقص الزنك في الصدفية ، والسبب لذلك بأنهم لاحظوا لدى بعض الحيوانات التي لديها نقص في الزنك تطور طبقة قشرية ومشاكل جلدية اخرى . ولذلك اعتقدوا بوجود صلة .
قام العلماء بوضع 24 مريض في حالة اختبار ، لديهم صدفية مستقرة ، تم اخضاعهم لمقارنة بين الزنك عن طريق الفم وعلاج مموه placebo (مادة بدون العلاج) . واستمرت الدراسة لأربعة أشهر . ستة مرضى تحسنوا عن طريق الزنك وخمسة عن طريق العلاج المموه . من المرضى الذين تحسنوا عن طريق الزنك تراجعوا على العلاج المموه Placebo ، ثم تم إخضاعهم لمدة شهرين مرة أخرى للزنك ولكن لم يطرأ تحسن.
وجد بأن نسبة الزنك زادت قشرة الصدفية ، في الجلد الغير مصاب ، وفي البول . ولكن الزنك لم تزد نسبته في الجلد المصاب بالصدفية نفسه . اتضح للباحثين بأنه بالرغم من ان الزنك لدى مرضى الصدفية قد يكون في مستويات غير طبيعية ، ولكن هذا الموضوع قد لا يكون له تأثير على المشكلة .
· ايدجار كايس Edger Cayce :
ايدجار كايس كان عبارة عن شخص اعتقد بأنه وسيط (شخص له القدرة على الإتصال مع الأرواح) والذي دعا الى علاج الأمراض المستعصية بما في ذلك الصدفية خلال غيبوبة (التنويم المغناطيسي) . وتعتمد طريقة (ايدجار) أيضا على التعديل الشوكي Spinal adjustment، الحقن الشرجية enemas ، علاج جلدي موضعي ، المشروبات من الأعشاب الطبية والحمية الغذائية أيضاً .
وبعد وفاة (إيدجار) قام باحثان عام 1974 م تتحقيق حول صحة نظرية ايدجار وتبين لهم بان ايدجار لم يقدم حقائق ملموسة لنظريته ولذلك لا يمكن الاعتماد عليها للعلاج .