ليكن قرارك بالتوقف عن التدخين فى شهر رمضان

[عيون فلسطين]

فلسطين الآن :عندما يقرأ أحدنا خبرًا فيه تحذيرًا من وزارة الصحة لدواء أو غذاء أو منتج فإنه يلتزم بالابتعاد عنه ويسارع بإخبار أهله و زملائه حول هذا التحذير, ذلك أن المحافظة على الصحة مطلب عظيم يسعى إليه كل شخص وينفق في سبيله كل ما بوسعه من جهد ومال. لكن حال المدخنين يختلف تمامًا عن تلك القاعدة اختلافًا يثير الدهشة والاستغراب, فهم مصرّون على التدخين، رغم أن الدخان سبب لفساد صحة الإنسان وإصابته بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية, حيث يحتوي دخان السيجارة على 4000 نوع من المواد الكيميائية الضارة 60 منها مسرطن (مسبب للسرطان) بالإضافة إلى مواد أخرى منها أول أكسيد الكربون، الفحم، الزرنيخ، الرصاص وهي كلها مواد سامة للجسم البشري.

ويعتبر التدخين العدو اللدود لأهم أجهزة جسم الإنسان على الإطلاق ألا وهو الجهاز التنفسي، وهو الجهاز المتصل بالمحيط الخارجي اتصالا دائمًا من خلال عمليتي الشهيق والزفير، وهو المصدر الوحيد لإمداد كل أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم بالأكسجين اللازم لحياتها وحيويتها. فيأتي الدخان ليفسد صحة هذا الجهاز وتكون الرئتين ذلك العضو الرطب اللين محطة لتراكم مخلفات احتراق مكونات التبغ السامة فتبدأ معها الأعراض من سعال وضيق نفس ثم الأمراض من التهاب الشعب الهوائية المزمن والانفسيما (الانسداد الرئوي المزمن- رابع أسباب الوفاة عالميًا-) ثم يكون المرض المميت ألا وهو سرطان الرئة ليكون الفصل الأخير والمحزن في قصة اغتيال الرئتين ليعقبها أيام معدودات ينتظر فيها المدخن اغتيال باقي الأعضاء ومفارقة الحياة.

وجاء في آخر الإحصاءات أن سرطان الرئة يتسبب في وفاة شخص كل ربع ساعة في العالم.

حقائق واقعية حول أضرار التدخين:

ما من مدخن إلا ويعاني من تسمم الدم المزمن بأول أكسيد الكربون ومن أعراضه ارتخاء الجسم وألم العضلات.

ما من مدخن إلا وضعفت لديه آليات تنظيف الرئتين والقصبة الهوائية.

ما من مدخن إلا ولديه تحولات غير طبيعية في بعض خلايا الرئتين مما يجعله أكثر عرضة من غيره بالإصابة بمرض السرطان.

ما من مدخن إلا ويعاني من خلل نسيجي في تركيبة الجدران الداخلية للأوعية الدموية مما يجعله أكثر عرضة لتصلب الشرايين ومن ثم أمراض القلب وعلى رأسها قصور الشرايين التاجية للقلب.

ما من مدخن إلا ويعمل التدخين على التأثير المزمن السلبي للوظيفة الجنسية لديه.

ما من مدخن إلا ويكون أكثر عرضة للإضطرابات النفسية والأخلاقية كذلك.

وقد أجريت دراسة شملت 68 شخصًا مصابًا بسرطان الرئة تبين أن 65 منهم بسبب التدخين وثلاثة منهم لأسباب أخرى.

كما أن سرطان الفم من السرطانات الخطرة التي يتسبب فيها التدخين.

ومن المعلوم بالضرورة عن التدخين، أن من أهم سلبياته التدخين السلبي أو القسري، حيث يجبر المدخن من حوله أن يشاركونه المخاطر ويتسبب في أذيتهم بل في موتهم بالبطيء كما هو الحال مع أولاده وأسرته, فالأطفال ليس لهم أي ذنب سوى أنهم يتعرضون يوميًا لدخان السجائر من آبائهم وذويهم فيصيبهم ذلك بنوبات الربو وأمراض الجهاز التنفسي عمومًا، وكذلك أمراض الأذن الوسطى, كما يعزو العديد من العلماء ظاهرة الموت المفاجئ لدى الأطفال جزئيًا للتدخين, بالإضافة لدخول المواد السامة والمسرطنة أجسادهم.

فهل من عودة إلى الرحمن في رمضان؟