الإعتراف بالجميل

[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

قصة (بسيطة) أنقلها لكم من أحد المواقع ، أعجبني بها بساطتها و (نقائها)..

كان له وهو في الثالثة عشرة صديق صدوق من ابناء الحي. في احد الايام وفي الطريق العام بالقرب من العمارة التي يسكنها احدهم عثرا على مبلغ كبير من المال ملفوفا لفة اسطوانية مربوطة بشريط مطاطي. نظر احدهما إلى الاخر ثم التقطا اللفة ووضعها احدهما في جيبه ثم سارا جنبا إلى جنب في صمت تام. وحين ابتعدا عن المكان قال الواحد للاخر: ماذا نحن فاعلون بالفلوس؟ انها ليست فلوسنا وان سلمناها للشرطة قد لا تعود إلى صاحبها لأنه لن يدرك انها هناك. فرد عليه صاحبه قائلا: حسنا. دعنا نحتفظ بها في مكان امين لعلنا نجد صاحبها وان وجدناه سوف يمنحنا 10% من المبلغ كمكافأة. وانصرفا تماما إلى اللعب والسمر.

بعد فترة شعرا بالجوع فقال الاول للثاني: ما رأيك. نأكل وندفع الحساب من قيمة المكافأة. فوافق صاحبه. وبدلا من اكلة متواضعة من سندويتشات الفلافل قررا ان يأكلا دجاجا وان يحتسي كل منهما زجاجة مياه غازية وان ينعما بشيكولاته لذيذة بعد الاكل. وبعد ان اكلا وشربا اكتشفا أن الوقت تأخر فقررا ان يعودا إلى البيت في سيارة تاكسي خوفا من العقاب على التأخير. في النهاية اكتشفا انهما انفقا اربعة جنيهات كاملة.

وظلت النقود في مكانها الامين إلى ان جاء يوم وكان احد الصبيين نازلا على درج البناية حين تناهت إلى سمعه اصوات شجار عنيف. سمع احد الجيران يصيح في وجه شقيقته بأنها خربت بيته وحرمته من فرصة عمره، التي كان يعيش على امل ان تتحقق. صاح بها ماذا فعلت بالنقود؟ فاذا بها تبكي وتقسم بأنها لم تكن تعرف انه خبأها في ملاءة اللحاف وانها نفضت اللحاف من فوق حافة سور الشرفة ولا بد ان النقود سقطت سهوا لأنها لم تكن تعرف بوجودها في ذلك المكان.

وصل الصبي إلى المدرسة وهو في حالة وجوم وقال لصاحبه لقد عرفت من هو صاحب النقود ولابد من ان نعيدها له. ولكن ماذا نحن فاعلون بخصوص الجنيهات الاربعة ؟ اتفقا على الاعتراف. وبالفعل توجها إلى الشقة المعنية وضغطا على زر الجرس. وحين فتح صاحب النقود الباب بادره احدهما بالسؤال: هل ضاع منك شيء ياسيدي. فقال الشاب بدهشة شديدة: نعم ضاع مني مبلغ كذا وكذا. فناوله احدهما اللفة وقال له عثرنا عليها في الشارع وهذا هو كل المبلغ ما عدا اربعة جنيهات هي ثمن وجبة اكلناها لأننا كنا جائعين. ولكن بما اننا نستحق 10% من هذه النقود سوف نتنازل عنها اذا سامحتنا في الجنيهات الاربعة. فقال الشاب انه كان يتمني ان يكافأهما ولكن المبلغ هو ما اقتصده طوال خمس سنوات ليتمكن من السفر إلى فرنسا للتخصص. وأكد انه متنازل عن الاربعة جنيهات وشكرهما على امانتهما.

وقال لي الاسمر الذي لم ينس الحكاية رغم انه كبر وتجاوز الاربعين واصبح ابا لثلاثة ابناء، قال لي ان صاحب النقود سافر إلى فرنسا واقام هناك سنوات ثم عاد إلى الوطن وحين عاد فوجئ الصبيان بأنه احضر لكل منهما هدية: بنطلون جينز وتي ـ شيرت، لأنه لم ينس حسن الصنيع.
__________________________________________________ ______________

جميلٌ أن يتذكر الإنسان حسن الصنيع و أن يُكافيء عليه صاحبه على قدر استطاعته..

سبحان الله ، الإنسان من النسيان.. ينسىالفضل و لا يُحبّذ التفكير فيه. يجب أن نُعوّد أنفسنا على فعل الخير و مقابلة فعل الخير بالخير ، لنحصل على مجتمع إسلامي متكامل.

[فراشة المنتدى]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخى الفاضل أبو سيف
بارك الله فيك على القصه المهمه جدا جدا
بالفعل ان الاعتراف بالجميل من اروع الخضال التى للاسف اصبحت نادرة بعض الشيئ
ولكن دائما هناك بصيص امل في اناس لهم مبادئ واخلاق يعرفون معنى الامانه والاعتراف بالجميل
جزاك الله خيرا على حسن اختيارك للقصص
موفق ان شاء الله تعالى وسلامنا الى الوالده الكريمة شفاها الله وعافاها ان شاء الله تعالى

[أبوسيف]

[quote=فراشة المنتدى;310101]


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حياكم الله أختي فراشة المنتدى و بارك الله في وجودك الدائم بيننا

أصبتِ أختي الكريمة في كلامك ٫ فالإخلاص صفة نبيلة يجب أن يتحلى بها كل المسلمين ٫ لأنها تُشكّل أساس الإنسان المسلم المقتدي بنبي الأمة صلى الله عليه و سلم

أشكر مرورك الطيب و جزاكِ الله خيراً على سؤالك عن الوالدة ٫ شفى الله كل المسلمين و المسلمات و عافاهم جميعاً بإذنه تعالى

[نور]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أشكرك مشرفنا المتميز على المشاركات العبرة دوماً

و أرجو من جميع الأهل أن يقرأوا قصصا من هذا النوع و يجعلوا أولادهم يقرأونها معهم
و يتناقشوها حتى تجعل الأولاد أكثر إدراكاً لأي عبرة نستطيع أن نأخذها من أي قصة
و أن تكون العبرة من الأهل بالتوجه الصحيح إن شاءالله

الموضوع هو الإعتراف بالجميل ، هو أمر إخلاقي رائع

يجب أن نعلمه لأولادنا و نركز عليه خلال تربيتنا لهم
و أن نعمل على تفعيل هذا الأمر الأخلاقي بين الأخوة في البيت نفسه خلال التنشئة
فيبدأ الطفل بمعرفة معنى الأعتراف بالجميل بالمعنى الصحيح خلال طريقة تعامله مع أخوته

و عندها يصبح الطفل جاهزاً لأن يعترف بالجميل في مكانه المناسب ومع الشخص المناسب
و بهذا يصبح قادراً أن يكون إنساناً خلوقاً

فالأخلاق يجب أن تكون دوماً عنواناً لمسلمينا لأن الإسلام هو دين الأخلاق إن شاءالله

لن أطيل أكثر ، أشكر مشاركاتك الطيبة والمهمة و المفيدة دوماً

وفقك الله و عائلتك لما يحب و يرضى

تقبل تحياتي والسلام ختام وخير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله

[أبوسيف]

[quote=ملاك النور;311669]


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكِ مشرفتنا المميزة على مداخلتك الرائعة

بالفعل ٫ فإن تربية الطفل على هذه الأمور في الصغر توفر الكثير من العناء في المستقبل لأنها تترسخ في تفكيره بطريقة لا يمكن معها التخلي عنها مهما كانت الأسباب.

جزاك الله خيراً

[أبــو أحمد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل
أبو سيف

ماجمل ان يعترف المرء بالجميل وان يقدر مقدار الجميل الذي صنع من اجلة
فجزاك الله خير على هذه القصة المعبرة
والله يعطيك العافية
واثابك الله الجنة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[أبوسيف]

[quote=أبــو أحمد;389863]


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

حياك الله أخي الحبيب أبوأحمد

يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة - الآية ٢٣٧:

{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

في هذه الآية الكريمة دعوة صريحة من الله تعالى الى الناس بأن لا ينسوا الفضل بينهم ، و إن كان بين الزوج و زوجته ، كم منهما ضحّى لراحة الآخر ، لا نستطيع أن نقول أن ما كان بينهما هو "جميل" ، و لكنه فضل ، وهكذا يجب ان ننظر الى أفعال بعضنا البعض و إحتساب أجر أفعالنا على الله عز و جل ، و تقدير أفعال الغير الطيبة لنا.

جزاك الله خيراً

[عاشقة فلسطين]

جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الاختيار00
قصة مفيدة وفيها عبرة كبيرة على الرغم من بسطاتها00
لا شيء أفضل من الوفاء والاعتراف بالجميل ولا شيء أسوأ من نكرانه00
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى

[أبوسيف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة فلسطين

جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الاختيار00
قصة مفيدة وفيها عبرة كبيرة على الرغم من بسطاتها00
لا شيء أفضل من الوفاء والاعتراف بالجميل ولا شيء أسوأ من نكرانه00
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

حياكم الله أختي عاشقة فلسطين و بورك مرورك الطيب

جزاكِ الله خيراً