مفتاح الخيرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 289 - عددالزوار : 5287 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5096 - عددالزوار : 2344701 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4682 - عددالزوار : 1642888 )           »          كيفية علاج نوبة الربو والتعامل معها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ما هي أسباب عرق النسا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أسباب السكتة الدماغية الإقفارية وعوامل الخطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طرق علاج ارتجاج المخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أعراض ارتجاج الدماغ عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء وطرق علاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شوكة السمك في الحلق، أضرارها وكيفية إزالتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 11:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,020
الدولة : Egypt
افتراضي مفتاح الخيرات

مفتاح الخيرات

الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحًا لذكره، وسببًا للمزيد من فضله، ودليلًا على آلائه وعظمته، أمره قضاءٌ وحكمة، ورضاه أمانٌ ورحمة، يقضي بعلمه ويعفو بحلمه، نَحمَدك اللهم على ما تأخذ وتعطي، وعلى ما تعافي وتَبتلي.

الحمد لك يا رب، أصبحنا عبيدًا مملوكين لك، الحجة علينا ولا حجة لنا عليك، لا نَقدر أن نأخذ إلا ما أعطَيتنا، ولا أن نتقي إلا ما وقيتنا، نحمدك اللهم على آلائك كما نحمَدك على بلائك.

نستعين بك اللهم على هذه النفوس في البطء عما أَمرتَ به، والإسراع إلى ما نهيتَ عنه، ونستغفرك مما أحاط به علمُك، وأحصيتَه في كتابك، علمٌ غير قاصرٍ، وكتابٌ غير مغادر؛ أما بعد:
فعباد الله، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله؛ فالتقوى طريق النجاة والسلامة، وسبيل الفوز والكرامة، وبالتقوى تزداد النعمُ، وتتنزَّل البركات، وبها تُصرف النِّقم، وتُستدفع الآفات.

عباد الله، الاستغفارَ حياةٌ القلوب، ونور الصدور، وسببُ دوام النعم، ودفعِ النقم، ما أجدبَ قومٌ إلا بالذنوب، ولا أخصبت بلادٌ إلا بالطاعةِ والاستغفار؛ قال جل في علاه: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

الاستغفارُ عباد الله ليست كلماتٍ تُقال، بل خضوعٌ وانكسار، واعترافٌ بالذنب، ولجوءٌ إلى ربِّ الأرض والسماء، ما لزم عبدٌ بابَ الاستغفار إلا فُتِحت له أبوابُ الرزق، وأبوابُ الرحمة، وأبوابُ الفرج.

الاستغفار مِفتاح الخيرات، فأعظمُ الْمُلك من الوهاب لنبي الله سليمان كان بالاستغفار؛ ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]، فهبة الوهاب تُستجلَب بالاستغفار.

الذنوب والخطايا هي السبب في كل شرٍّ، وهي الشؤم والبلاء، الذنوب تَمرُّدٌ على المُنعِم جل جلاله، تُورث الذلة والمهانة، وتورث قسوة القلب ووَحشة النفس.

ومَن يُهن الله فما له مُن مكرم؛ يقول ابن القيم: إذا هان العبد على الله لم يكرمه أحدٌ.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للسيئة ظلمةً في القلب، وسوادًا في الوجه، ووهنًا في الدين، وضيقًا في الرزق، وبُغضًا في قلوب الخلق.

وإذا تفشَّت المعاصي في الأمم كانت سببَ مَحق البركات وهلاك البلاد والعباد؛ قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، وسنة الله لا تتبدَّل، ما ظهرت المعاصي في أمة إلا أذلَّتها، فبسبب الذنوب أُغرِق قوم نوح، وأُهلكت عاد بالريح العقيم، وأُخذت ثمود بالصيحة، وقلَب الله على قوم لوط ديارَهم، وأمطر عليهم حجارةً مِن سجيل؛ قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

وحذارِ حذارِ أن يكون قدوتك الهالكين مِن هؤلاء، فما تكبَّر قومٌ بشيء إلا جعل الله هلاكَهم فيه، فإبليس امتنع عن السجود واستكبَر، وأنِف من الاستغفار والتوبة، فكان رجيمًا مطرودًا من رحمة الله، وقوم نوح لَما كذَّبوا الرسل أغرَقهم ربهم، وفرعون تكبَّر بالماء، فقال: ﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الزخرف: 51]، فأغرَقه الله فيه، وقارون تكبَّر وتجبَّر بكنوزه وأمواله وداره، فجعل الله هلاكه أن خسَف به وبداره، ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81].

وعاد تكبَّروا بقوتهم وشِدتهم، فأهلكهم الله بهواء لا يُرى بالعين المجردة، ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [فصلت: 15، 16].

عباد الله، عالِجوا الذنوب بالاستغفار، فالله يبسُط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين، والاستغفار يُزيل الهموم، ويَكشِف الكروب، ويَمحو الذنوب مهما عظُمت؛ قال صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِمَن وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا»؛ رواه ابن ماجه.

ويفتح أبواب الرزق من حيث لا يحتسب؛ قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وسبب للنجاة من العقوبات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

والاستغفار يشرح الصدر ويُزيل الهموم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَن لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِن كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِن حَيْثُ لَا يَحْتَسِب»؛ رواه أبو داود.

ويَجلب قوة البدن والبركة؛ قال تعالى: ﴿ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52]؛ أي: بالاستغفار والطاعة، والاستغفار يرفع الدرجات ويزيد الحسنات؛ لأن الاستغفار عبادة قولية عظيمة تتكرَّر باللسان والقلب، فيَكتُب الله بها حسنات كثيرة بلا جهد كبير، والذنوب مؤثرة في القلوب، والاستغفار يزيل أثرها في القلب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا أذنب نُكِتَتْ في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا تاب واستغفر صُقِل قلبه…»؛ رواه الترمذي.

والاستغفار سببٌ لنزول الطمأنينة والسكينة، فمن لزِم الاستغفار أحسَّ بلطف الله وتوفيقه، حتى يعتاد قلبه الهدوء والراحة، والاستغفار آخر أعمال الصالحين، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة؛ كما قال: «إني لأستغفرُ اللهَ في اليومِ أكثرَ من سبعين مرة»؛ رواه البخاري.

فما الذي يَمنعك من التوبة والاستغفار، وقد أعلن الله سعة رحمته بثلاثة من أسمائه: غافر الذنب - قابل التوب - الغفور - الغفار.

وقال في الحديث القدسي: (يا بن آدم، ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنانَ السماء ثم استغفرتَني غفرتُ لك، يا بن آدم، لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا، لأتيتكُ بقُرابها مغفرة.

الزَموا سِيَر الأنبياء والمرسلين، فحين الذنب والخطأ يكون الاستغفار حاضرًا بخشوع وخضوع لله سبحانه، وقدوتنا في الاستغفار الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فأبونا آدم وأمُّنا حواء لَما أكلا من الشجرة وعاتَبهما ربُّهما؛ قال الله حكايةً عنهم: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

ونوح عليه السلام لَما علِم أن ابنه ليس من أهله اعتذَر واستغفَر؛ ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47].

وموسى عليه السلام لَما قتل القبطي، قال الله حكايةً عنه: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16].

وداود لَما حكم بين الخُلطاء، قال الله حكايةً عنه: ﴿ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَا ﴾ [ص: 24].

وخيرُهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم يقول: إنه ليُغان على قلبي، وإني لأَستغفر الله في اليوم مائة مرة.

أقول ما تسمعون، أسال الله لي ولكم المغفرة والتوبة، فربُّنا سبحانه هو أهل التقوى وأهل المغفرة.

الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.

الاستغفار عبودية عظيمة تَعني الاعتراف بالذنب، وعِظم قدرِ الرب، وضَعف وحاجة العبد، ومن اضطُرَّ إلى الله، واحتاج إليه، وتَمسكنَ بين يدية، فُتحت له أبواب الخيرات والبركات، فاللهم اغفر ذنوبَنا واستُر عيوبنا، وتولَّ أمورنا يا رب، ثم صلُّوا على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]