منطلقات قرآنية في التوثيق العلمي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة جلولاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وقفات مع سورة البلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مواقع التواصل الاجتماعي بين المنافع والمفاسد الفيس بوك ًانموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 20659 )           »          ماذا أخفت منى عن أمها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الأخ المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أقبل الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          زد من حلمك عليها طوال حملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 107134 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 22091 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 03:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي منطلقات قرآنية في التوثيق العلمي

منطلقات قرآنية في التوثيق العلمي[1]

أ. د. عبدالحكيم الأنيس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.
وبعد: فهذه ندوة علمية، إنسانية، تهم العلماء، وتهم كل إنسان، فالحياة مرتبطة بالتوثيق ارتباطًا وثيقًا، والإنسان يحيا بين مجالين أو مرحلتين:
التوثُّق، ثم التوثيق.

والتوثُّق: إرادة المرء الوصول إلى ما يتأكد به من صحة الخبر، أو المعلومة، أو المبدأ، أو الاعتقاد.

ويظهر هنا جليًّا أن أي أحد لا ينفك عن هذا.

والتوثيق: قيامه بذكر الأدلة على ذلك، وهذه الأدلة متنوعة متعددة، على حسب المجال الذي يقصده الباحثُ، فهناك أدلة من الكتاب والسنة، وتطلب هذه في مجال الاعتقاد، ثم إنَّ هذه الأدلة قد تكون أخبار آحاد، وقد تكون متواترة.

والذي يَعنينا هنا التثبُّتُ مِنْ صحةِ المصدر، وعزو النقول، وذكرِ المصادر، وردِّ الأقوال إلى قائليها، والأخبارِ والمعلوماتِ إلى ناقليها، والآراءِ إلى مُورديها، وهكذا.

هناك فرقٌ بين التوثيق العلمي وغيره:
فالتوثيق في البحث: ذكر المصادر، والتوثيق في الإعلام: نقل الخبر بالصوت والصورة، والتوثيق في الاجتماعات بكتابة المحاضر، والتوثيق في المحاكم بإثبات شهادات الشهود وهكذا.

هل لهذا مِنْ منطلقٍ قرآنيٍّ؟

الجواب: نعم بكل تأكيد، وأتناولُ هنا ثلاث آيات، كلها من سورة النساء، كانت منطلقًا وهاديًا ودليلًا.

القرآنُ أرشدَنا إلى ضرورة التوثُّق من المصدر، والتوثُّقِ مِن صحةِ نسبتهِ إلى مَن نُسِب إليه، وعلَّمنا طرقَ الاستدلالِ على ذلك.

قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].

هذه الآيةُ الكريمةُ تلفتُ الأنظارَ إلى مصدر القرآن، وأنه مِن عند الله، وأنه كلامُه.

وأصبحتْ هذه الآية منهجًا علميًا عمليًا في التعامل مع كلِّ كتاب.

لا بد أنْ نستوثق مِنْ صحةِ نسبةِ كلِّ كتابٍ إلى مَنْ نُسب إليه، لنضمن سلامةَ المعلومة، وصحتَها، وصدقَ عزوها إلى مَنْ نعزوها إليه.

وقد أدّى هذا إلى إيجاد الوسائل اللازمة لذلك، ومنها -مثلًا- التاريخُ لكل كتابٍ على وجه الأرض، قبل الإسلام وبعده، الكتب المنسوبة إلى السماء، أو إلى أهل الأرض، وبُذِلت في ذلك جهود عظيمة جدًّا.

وقد أحصيتُ من الكتب التي تؤرِّخ لنسبة الكتب (64) كتابًا، ولم أتناولْ فهارسَ المخطوطات التي تعد بالمئات... ولا يتسع المجالُ لسردِ تلك ولا هذه.

وهذا كلُّه مِن أجل توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلِّفه، وتوثيقِ نسبةِ مضمونه إلى مَنْ نسبَه المؤلِّفُ إليه.

التوثق من النسبة:
هذا مهم حتى لا يُعزى كلامٌ إلى غير قائله، ومن الأمور الغامضة -مثلًا- أن تفسير البسملة في "تفسير الجلالين" ليس من المَحلّي ولا من السيوطي، قال حاجي خليفة في "الكشف": (1/ 445): "لم يتكلم الشيخان على تفسير البسملة، فتكلَّم عليها بأقل ما ينبغي من الكلام بعضُ العلماء مِن زَبيد، وكتب ذلك حاشيةً بالهامش".

وقد أحصيتُ نحو (50) كتابًا في التفسير وعلوم القرآن نُسبت إلى غير أصحابها.

وتتبعتُ كذلك المجهول النسبة في التراث القرآني، وهو غيرُ قليل، وأحصيت في برنامج خزانة التراث (476) مخطوطًا في التفسير وعلوم القرآن، مجهولة المؤلف، وهي ما بين حاشية، ومختصر، وتفسير سورة، أو سور، أو كلام على البسملة، وهكذا، في جزء، أو أكثر، أو قطعة من كتاب، وكلُّها تحتاج إلى دراسة وكشف ومحاولة لاكتشاف هؤلاء المؤلفين، وتحتاج إلى معرفة طريقة الاستفادة منها والعزو إليها، ومِن ذلك مثلًا:
1- شرح رسالة الرماني.

2- قوارع القرآن.

3- مصدر من مصادر "كشف النقاب والران".

4- قال السيوطي: "وقفتُ على مجلد فيه معاني مشكل القرآن، مما سُئل عنه المبرد، جمع بعض تلامذته، فيه...". تحفة الأديب (1/ 197).

5- شرح "الدُّرة المضية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية لابن الجزري" لبعض تلامذة المصنِّف.

6- شرح الدُّرة المرضية لعالم عثماني.

7- شرح أبيات الداني الأربعة في أصول ظاءات القرآن.

وهنا لا بدَّ من ذكر ضرورة معرفة اصطلاحات العلماء، مثال ذلك:
1- النقل عن الراغب، والنقل عن الأصبهاني.

2- النفل عن السبكي، والنقل عن ابن السبكي.
وإذا أخذنا آيةَ الأمانة -وهي الآية (58) في سورة النساء أيضًا- وهي الآمرة بأداء الأمانات إلى أهلها نجدُ أنها أوجدتْ أجملَ حليةٍ يتحلى بها العالمُ، وهي ما اصطُلح عليه بـ (الأمانة العلمية).

وقد جعل هذا الأمرُ الربانيُّ العلماءَ يبادرون إلى إشاعةِ الأمانةِ العلميةِ، وإعاشتِها، ونصرتِها، والحفاظِ عليها، مِنْ خلال عدة محاور:
1- الحض والإرشاد والتذكير بها.

2- التحلّي بها عمليًا.

3- الكشف عمَّنْ أخلَّ بها أو تجاوزَها أو أهملَها.

وقد أحصيتُ في المحور الأول أقوالًا كثيرة سقتُها في تقديمي لكتاب "البارق في قطع السارق" للسيوطي، ومِن أقدمها ما صحَّ عن سفيان الثوري (ت: 161) أنه قال: إنَّ نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، وإنَّ السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره".

وأمّا المحور الثاني فكان للعلماء في ذلك سلوكٌ مدهشٌ، ومِن ذلك النصُّ في مقدماتهم على مصادرهم قبل الدخول في الكتاب، وقد أحصيتُ من ذلك أكثر من (50) مثالًا.

ومِن أمثلة ذكر المصادر في الدرس القرآني، ما فعله هؤلاء العلماء:
1- الثعلبي (ت: 427) في "الكشف والبيان في تفسير القرآن". بلغت مصادره من التفاسير أكثر من (40) تفسيرًا.

2- مكّي (ت: 437) في "الهداية إلى بلوغ النهاية".

3- الواحدي (ت: 468) في "البسيط".

4- البغوي (ت: 516) في "معالم التنزيل".

5- ابن عطية (ت: 542) في "المحرر الوجيز".

6- الغافقي (ت: 619) في "لمحات الأنوار" في ثواب قراءة القرآن.

7- السيوطي (ت: 911) في "الإتقان"، و"الدر المنثور".

ومِنْ أمانتِهم الجليلةِ عزو ما استفادوه مِنْ طلابهم إليهم، مِنْ غير أنْ يجدوا أيَّ غضاضة في ذلك. وقد بينتُ هذا في كتاب: "العناية بطلاب العلم عند علماء المسلمين".

والمحور الثالث: هو كشفُ السرقات، وقد قام بهذا عددٌ من العلماء، مِن أوائلهم في "الفهرست" وقد استخرجتُ جهوده في ذلك، ومنهم ابن حجر كما نقل عنه تلميذه السخاوي.
ونجدُ في سورة النساء أيضًا في الآية (46): (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه).

وجاء مثلُ هذه الجُملة في سورة المائدة (13)، و(41) وفي الثانية (من بعد مواضعه).

وأحسبُ أنَّ هذه الآية تلهمُ الحفاظ على الموروث العلمي وحمله وأدائه سليمًا مِنْ أي تغييرٍ أو تبديلٍ خطأ أو عمدًا.

ونجدُ في عملِ علمائنا في التراث شواهدَ جليلةً في الدعوة إلى "النُّسخ الصحيحة"، وبيانِ طرقِ ذلك، والتحذيرِ من "النسخ السقيمة".

وكلُّ هذا داخلٌ ضمن "التوثيق العلمي" في آفاقهِ وأعماقهِ.

وأذكرُ بهذه المناسبة هذه الإضاءات:
1- يقعُ بعضُ الباحثين والمحققين في خطأ شديدٍ حين يرجعون إلى نسخٍ ناقصةٍ، ولا يجدون النص المنقول عنها من أجل التوثيق فيها، فيقعون في حيرة، أو يخطئون الناقل، أو النقل، ومن هنا كان لا بدَّ مِنْ إحصاء ما طُبع ناقصًا.

2- يجبُ الانتباهُ إلى الكتب التي أُقحم فيها ما ليس منها.

3- هناك مخطوطاتٌ تبعثرتْ أوراقُها واضطربتْ نصوصُها، ومِنْ أبرزها: "الانتصار" للباقلاني. ولا بدَّ من الانتباه والحذر في النقل منها أو التوثيق أو الاستشهاد.

4- الكتب المستلّة: وهذه لا يُوثّق منها إلا إذا كان أصلُ الاستلال مأذونًا فيه من المؤلِّف. وتحت يدي من المستلات في المكتبة القرآنية (12) مستلًّا.

5- من الضروري الانتباهُ إلى العناوين المتشابهة، مثل جامع البيان للطبري، وللصفوي.

6- يجب الحذر عند التوثيق من كتب مغيرة العناوين، مثل: غوامض الأسماء المبهمة والأحاديث المسندة في القرآن للسهيلي، وهذا ليس العنوان الصحيح، فعند العزو يقال: التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام المطبوع بالعنوان كذا.

7- التوثيق عند النسبة الخطأ. تفسير آدم بن أبي إياس، طُبع منسوبًا إلى مجاهد. وعند العزو نقول: تفسير آدم بن أبي إياس المطبوع باسم تفسير مجاهد.

8- أحكام البسملة لأبي شامة طُبع منسوبًا إلى الرازي، فعند العزو نقول: أحكام البسملة لأبي شامة المطبوع منسوبًا إلى الرازي.

9- وبعد: فإنَّ القرآن كرّر مادة (ح ق ق) نحو (278) مرة، وكلُّها تدورُ كما في "المفردات" على معنى المطابقة والموافقة، وأغلبها راجع إلى معنى الحقيقةِ المطابِقة للخارج، أو الواجبِ الذي يقتضيهِ الخارجُ.

[1](ألقيتْ هذه الكلمة في ندوة "التوثيق العلمي: طرح أصيل برؤية معاصرة"، في "مجمع القرآن الكريم بالشارقة" يوم الخميس (22) مِن جُمادى الأولى 1447 = (13 / 11 / 2025م)).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]