المتحابون في الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شكر النعم سبيل الأمن والاجتماع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نملة قرصت نبيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسلم الإيجابي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الضحك والبكاء في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من مفاسد التصوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ضيافة الصديق سعة بعد ضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طلب العلم وتعليمه فضائل وغنائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أقنعة الزيف.. حين يصبح الخداع طبعا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2025, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,273
الدولة : Egypt
افتراضي المتحابون في الله

المتحابون في الله


الشيخ: عبد الرحمن الضبع




المحبَّة ضُروبٌ عدَّة، وأجناسٌ كثيرة، منها حبُّك والديك والأقربين، وحبُّك جيرانك ومؤدبيك، وحبك وطنَك – وهو من الإيمان – وحبُّك أهل دينك.
ومنها حبك إنساناً لحُسن خُلقه، أو لملاحظة صورته، أو لخِفَّة روحه، أو لما فيه من دُعَابة وحُسن فُكاهة، أو لغير ذلك من الدواعي والأسباب.
ولكن هناك ضربٌ من ضُروب المحبَّة تقصُر الأفهام عن إدراك دواعيها وأسبابها، وهي تلك المحبة الروحيَّة، التي تَنعقد وتَلتقي في ظلالها الأرواحُ قبلَ الأجسام، فتتعارف وتتجاوب وتأتلف، ومُناسباتها غامضة تَدِقُّ عن فَهم البشر.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأرواحُ جُنودٌ مُجنَّدة، فما تعارفَ منها ائتلف، وما تناكرَ منها اختلف)، وعللَّ لهذا بعضُ العارفين فقال: (إنَّ الله تعالى خلق الأرواح ففلق بعضها فلقاً، وأطلقها حول العرش، فأي روحين من فلقتين تعارفا هناك فالتقيا، تواصلا في الدنيا).
وروي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ". [أخرجه الإمام أحمد، والطبراني في الكبير].
وورد أنَّ امرأة بمكة، كانت تضحك النساء، وكانت أخرى بالمدينة تضحك النساء، فنزلت المكيَّة على المدنية، ودخلت على عائشة رضي الله عنها فأضحكتها، فقالت: أين نزلت؟ فذكرت لها صاحبتها، فقالت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الأرواح جنود مجندة...) الحديث. [قال الحافظ العراقي: رواه الحسن بن سفيان في مسنده بالقصة بسند حسن، وحديث عائشة عند البخاري تعليقاً مختصراً بدونها].
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن مؤمناً دخل إلى مجلس فيه مائة مُنافق، ومؤمن واحد، لجأ حتى يجلس إليه، ولو أنَّ مُنافقاً دخل إلى مجلس فيه مائة مؤمن ومنافق واحد، لجاء حتى يجلس إليه). [قال الحافظ العراقي: أخرجه العسكري في الأمثال من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه رفعه].
تعارفَ الروحان وتَشَابَهَا، فكان التجاذب، إذ أن شبه الشيء ينجذب إليه بطبعه، فما لم يكن هناك مُشاكلة ومُشابهة لا يلبث المتجاذبان أن يفترقا.
وأصفى ألوان المحبَّة وأخلصها وأصدقها، هو الذي يَنجم ويقوم على الحب في الله جلَّ وعلا، والتآخي في دين الله تعالى، والودّ من أجل الله سبحانه، وهو أشرف ألوان المحبَّة غايةً، وأنبلها قصداً، وأرفعها مكاناً، وأسماها منزلة، وأحمدها بدءاً، وأنفعها عَوْداً، وأجلبها للخير، وأبعدها عن الشر، وأبقاها على الزمن، وأدومها على مرِّ الأيام والشهور والسنين، يبلى الزمانُ ولا يبلى، وتنقضي السِّنُون فلا يزداد إلا قوة وأيداً واستمساكاً.
صُنع الله الذي أتقن كل شيء، سبحانه وتعالى، قلوب العباد في يده، يُصرِّفها كيف شاء، وأنَّى يشاء، وهو وحدَه القادر على أن يُؤلِّف ويجمع القلوب على المحبَّة والتآخي في ذاته العليَّة، لم يجعل ذلك في قُدرة مخلوق، وحاشا لما صنع الله تعالى، أن تبلغ منه الأيام والشهور، أو تنال منه السنون والدهور. قال الله عز وجل مظهراً عظيم فضله بما امتنَّ به على المسلمين من نعمة الألفة: [لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {الأنفال:63}.
والمحبَّة التي تصدر عن القلب، من سمات المؤمنين الصادقين، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ». [قال الهيثمي في المجمع: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ].
والأحاديث في ذلك كَثيرة، وكلها تحثُّ على الحبِّ في الله، والتآخي في دين الله، قال صلوات الله تعالى عليه وسلم: (من آخى أخاً في الله عزَّ وجلَّ، رفعه الله درجةً في الجنَّة لا ينالها بشيء من عمله). [قال الحافظ العراقي: رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس، وإسناده ضعيف].
وقال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله، فقال: أبشر، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس، ولا يخافون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فقيل: من هؤلاء يا رسول الله ؟ قال: (هم المتحابون في الله ). [قال الحافظ العراقي: رواه أحمد والحاكم في حديث طويل].
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]