طرقات النسيان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قد كان لي قلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          قيم عائلية مهمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          إن الله يحول بين المرء وقلبه.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 18796 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 6344 )           »          أخلاق العمل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 12517 )           »          بركـــة طعــام المسلـم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 656 )           »          خشـونـة الركـبـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 11:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي طرقات النسيان

طرقات النسيان


ذكرى وفاء، على طرقات النسيان ما أبهى تلك الزيارات في ميزان الوفاء، وما أصفاها في رياض الأرواح، وما أعطرها في سجلّ الذكرى، نزور بها رجالًا كانوا بالأمس من صُنّاع الحياة، يغرسون في القلوب بذور التربية، ويصبغون الأيام بألوان العطاء.
لقد كانوا في ما مضى منارات تهدي، وأيدٍ تبني، وعقولًا تصوغ من التربية والتعليم صروحًا شامخة، ثم آثروا السكون وتواروا عن الأنظار. و زيارات كهذه ليست كسواها؛ إذ تنبعث منها أنفاس الماضي العاطر، وتشرق فيها شمس الوفاء، فتستيقظ القلوب على معنى العرفان، وتنهض النفوس لتشهد أن أثر أولئك العظماء لا يمحوه غياب، ولا يغيبه ستر فإذا جئناهم؛ أحيينا في أنفسنا عهدًا مضى، وأيقظنا في أرواحنا ذكرى تلك الساعات التي كانت تُنشئ النفوس إنشاءً، وتبني القلوب بناءً.
كان ـ أيّام دراستنا الجامعية ـ ملءَ السمع والبصر، تتجه إليه القلوب قبل الأبصار، ويزدحم مكتبه بالطلاب حتى ليكاد يضيق بهم مكانه.
فإذا خرج إلى قاعة الدرس، سار من حوله رهط من طلابه يسألونه ويستفتونه، وهو يفيض عليهم من علمه، ويجيبهم بما اعتاد من بشاشة الوجه، ورحابة الصدر، وابتسامة لا تفارقه. ثم أدبر الزمان، وأثقلته العلَل، فآثر التقاعد بعد أن أقعدته الأمراض، وانقطع عن دروسه العامرة في مسجده.

ولمّا زرتُه في داره، وجدتُ رجلاً يُصارع مرارة الجحود، ويشكو ألم النكران؛ تمرّ به الأيام بل الأسابيع، فلا زائر يطرق بابه، ولا صاحب يأنس بحديثه. وكنتُ ألمح في نبرات صوته أنينًا مكتومًا، وفي خلجات كلماته حسرةً لا تخفى، كأنما يقول في صمت: أهذا يكون جزاء السنين؟! وإن ندائي لنفسي، ثم لإخواني من طلاب العلم، أن نتلمّس هؤلاء الكبار الذين أودع الله في أعمارهم بركةً، وفي أيّامهم أثرًا، وفي ماضيهم نفعًا لا يزول.
فلنغتنم بقايا أعمارهم، ولنطرق أبوابهم بين الفينة والأخرى، نزورهم زيارة وفاء، ونحيطهم بما يليق بمكانتهم وفضلهم، ونُشعرهم أنّ بركتهم لا تزال تظلّلنا، وأن بصماتهم لم تزل محفورة في وجداننا، وأن أثرهم لا تمحوه الأعوام، ولا يغيبه تعاقب الجديدين.
فإن غابوا عن الأنظار، فما غابوا عن القلوب، بل ازدادوا في الضمائر رسوخًا، وفي الأرواح حضورًا. وإنها ـ والله ـ لزيارة تُحيي فيهم الأمل، وتردّ إليهم الروح، وتبقى لهم ولنا ذخرًا في صحائف البر والإحسان.
_________________________________________
الكاتب: طلال الحسان








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]