|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفساد الأخلاقي ...عند غياب الرقيب د.عبد المنعم زين الدين قد ترى مجتمعاً ظاهره الالتزام الأخلاقي، لكن رؤيتك تظل قاصرة عن معرفة حجم هذا الالتزام وحقيقته، ما لم تر أفراده يمرّون بمرحلة يتحرّرون فيها من الرقيب الاجتماعي، وينطلقون إلى فضاء واسع لا يعرفهم فيه أحد، ويختلطون بمن لا يعير اهتماماً للفساد الأخلاقي، مما يجعل البعض يكشف عن التزامه الحقيقي، وهنا يظهر لك واضحاً جلياً، هل كان الالتزام الأخلاقي عند البعض منبعه الإيمان والقناعة والفهم والمبدأ، أم أنه كان مراعاة لأعراف الناس ونظرتهم كي يحمي نفسه من انتقاداتهم اللاذعة، وكي يرونه على الصورة التي تناسب المجتمع . وحتى يتوضح هذا المعنى لا بد من ذكر مثال عليه : فالتزام الفتاة والشاب بالامتناع عن الفاحشة والتبذّل والخلاعة ونحوها، قد يكون في كثير من الأحيان سببه عدم توافر الأجواء الاجتماعية المناسبة لذلك، وعدم القدرة على فعل ذلك اجتماعياً، أو ربما مادياً في بعض الأحيان، غير أن الجانب الاجتماعي له التأثير الأكبر، فإذا سافر الشاب - أو الفتاة - إلى دولة بعيدة أو وجد نفسه في مجتمع لا يعيب عليه مثل هذه التصرفات، كما أنه يوفرها له دون انتقاد أو توبيخ، فهنا تظهر حقيقة الالتزام لديه، وهل كان الالتزام السابق منشؤه الإيمان والقناعة والفهم للمصلحة الدنيوية والأخروية ؟ أم منشؤه احترام العادات والتقاليد والضوابط المحلية في حيّه أومدينته تلك ؟ . وهذا يدعونا لإعادة النظر في طريقة تربية أبنائنا وفتياتنا على نحوٍ يفهمون فيه أن الرقيب الحقيقي هو الله تعالى، فيما رقابة الأهل هي رقابة توجيهية للتعويد على تذكر رقابة الله، وأن رقابة المجتمع قد تضعُف في بعض الحالات وقد تزيد في حالات أخرى، غير أن الرقابة التي لا تضعف ولا تتوقف هي الرقابة الإلهية التي ينبغي لنا أن نفهمها على أنها لمصلحتنا ولمنفعتنا ولفائدتنا، وليست أبداً للتضييق علينا فالله سبحانه وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج،{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } ، غير أن ما يخيل للشاب والفتاة أنه طريق للسعادة عبر المعصية ما هو في الحقيقة إلا خداع شيطاني يزين المعصية التي قد تجلب لذة عابرة، لكن تعقبها حسرات سنين طوال، بل وعذابٌ أليم يوم القيامة، ناهيك عن الفضيحة لو حصلتْ، وعن الأمراض الخبيثة لو تمكنتْ، وعن نور الحياء والإيمان إن نزع من وجه العاصي وقلبه. وأريد هنا أن أقدم بعض الحلول العملية التي قد تعين على الالتزام الأخلاقي في هذا الإطار : 1- الاستحضار الدائم لما أعدّ الله من نعيم وثواب ورزق للعبد الصالح الملتزم، وبما أعد من عذاب وفضيحة وخزي للعصاة . 2- الانشغال بالعمل النافع الدنيوي، والعمل الصالح الأخروي، وعدم الركون للفراغ الذي يجعل الإنسان عرضة للفساد والانحراف. 3- المحافظة على الصلوات وعلى ورد يومي من القرآن الكريم، فهو الحصن الحصين من وساوس الشيطان . 4- الابتعاد عن رفاق السوء، وعدم مجالستهم، والحذر من الاختلاط المحرّم بين الرجال والنساء، خاصة بين الأقارب ممن لا تجوز مخالطتهم. 5- الالتزام بالحجاب الشرعي الصحيح بشروطه، والذي ليس فيه زينة أو تجسيم أو ما يدل على ميوعة وخلاعة . 6- الحرص على حضور مجالس العلم التي تزيد الوعي لدى الشباب وتنشط الوازع الديني والأخلاقي للالتزام. 7- العناية بتربية الأبناء والفتيات منذ الصغر، وعدم إهمال التوجيه حتى في الأخطاء الصغيرة قبل أن تتحول لأخطاء كارثية كبيرة . 8- الزواج المبكر، وتيسير فرصه، وعدم المغالاة في المهور . 9- الحرص والتعود على غض البصر عن المحرمات، والحذر من متابعة المسلسلات الماجنة والأفلام المحركة للشهوات ونحوها . 10- الإكثار من الدعاء بالحفظ من الزلل والمعصية والإثم والفواحش، وأن يكرّه الله إليك الفسوق والعصيان . اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، واهدِ شبابنا وفتياتنا للالتزام بهديك واحفظهم من كل معصية وإثم وسوء وقِهم من شر شياطين الإنس والجن، والحمد لله رب العالمين .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |