|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عندما تكون الزوجة فنانة في النكد مي عباس صورة 1: أقامت له حفلة صغيرة، أعدت كل شيء بإتقان، أرادت أن تفاجأه وترى السعادة في عينيه، وتقضي معه وقتًا مبهجا.. ولكنه نسي أن يحضر العصير الذي طلبته منه، اعتذر بشدة.. وأعرب عن سعادته بالمفاجأة السارّة، واستعداده أن يصلح خطأه ويحضر لها ما طلبته، ولكنها ظلت متجهمة، والفكرة التي سيطرت عليها أنها تتفانى في إسعاده، بينما هو ينسى أبسط طلباتها.. تجادلا.. علت أصواتهما، تبادلا اتهامات لا يقصدانها، وكانت بكل تأكيد ليلة تعيسة، واتهمها بالنكد. صورة 2: اصطحبها في نزهة خاصة بينهما، كل شيء كان جميلا، ولكن ما إن جلسا على الطاولة في المطعم، حتى لمحته ينظر إلى فتيات في الطاولة المجاورة.. هاج قلبها، وتغير مزاجها، وغالبت الدموع.. ولم تعد لها شهية لطعام ولا كلام، سألها ما بك مرات عديدة، فلم تجبه.. وفي طريق عودتهما أصر على أن يعرف سبب تغيرها، فانفجرت باكية وهي تتهمه بالنظر إلى غيرها، وعدم احترام وجودها، وأنه لا يحبها ولا يكتفي بقربها.. تفانى في إنكار ما تتهمه به، وأقسم بالأيمان المغلظة أنه لم ينظر لغيرها إلا كما ينظر إلى الجمادات من حوله، نظرات عابرة لا سوء فيها ولا تمعن.. هدأت قليلا، ولكن النزهة فسدت، والوقت الجميل تشوه، واتهمها بالنكد. صورة 3: في لحظة صفو بينهما، أرادت أن تتخلص من عبء مشكلة قديمة جاثمة على قلبها منذ سنوات، فبادرت زوجها تسأله عن أمر وقع منه في بداية زواجهما، كانت تريد منه تفسيرا لما فعل، فاستغلت لحظات الصفو والمحبة لتتلقى منه ردا شافيا، تنسى به هذا الأمر وتسعد بحياتها دون منغصات. وما إن فاتحته في هذا الأمر، وذكرته بالمشكلة القديمة، حتى تمعر وجهه، وابتعد عنها صارخا: "يا لحبك للنكد!.. لا تطيقين أن نقضي لحظات جميلة دون أن تعكريها بالهموم والمشاحنات، أنتِ فنانة في إفساد حياتنا".. آلمتها كلماته، واعتبرت غضبه هروبا. النكد لماذا؟! يميل بعض الناس إلى تذكر الهموم في أوقات السعادة، قد يبدو الأمر غريبا، ولكن ما أن يلمس الفرح قلوبهم حتى يتمنوا أن يتخلصوا من كل أفكارهم السلبية لتبقى أفراحهم، وترتاح قلوبهم من عناء مشكلات أضنتها، فتطفو أحزانهم فجأة، فيتهمهم الآخرون بالنكد، ويظهرون كأنهم يعشقون المشكلات، ولا يطيقون السعادة.. فهل هم نكديون حقًا؟! نعم بكل تأكيد.. فهذا بالتحديد هو النكد، أن يدور الإنسان حول الأفكار السلبية، ولا يستطيع أن يعيش دون تنغيص، إما خوفا من المستقبل، أو حزنا على الماضي، أو عجزا عن التسامح، فتضيع منه كل لحظة جميلة، ولا يكاد يهدأ باله وينعم بحياته. ومن النكد أيضًا طلب الكمال، وعدم تحمل الهفوات، وتفسير الأمور بشكل سلبي، والحياة لا تسير على هذا النحو، فهي مطبوعة على كدر، ولا يكاد يصفو هناؤها، فمن فطن إلى هذا عاش سعيدا، لأنه سيحمل معه التوقعات المعقولة، والتغاضي، والتسامح. الشخص النكدي – رجلا كان أو امرأة- يتعس نفسه بحساسيته الزائدة، وشكوكه وهواجسه، وانتظاره من الآخرين أن يعاملوه وفق كتالوج، متناسيا أنهم بشر مثله، يخطئون كما يخطيء.. الشخص النكدي سينفر الناس منه حتى أقرب المقربين، لأنه يرتبط لديهم بالألم والغم والمشكلات. الشخص النكدي تتعقد حياته لأنه يتفنن في تعقيدها! وتتوالى عليه المواقف السيئة والصدمات لأنه يفكر فيها دوما، ويضعها تحت المجهر. ودّعي النكد واسعدي بحياتك إذا أردتِ أن تسعدي بحياتك وزواجك ودعي النكد.. كوني سهلة متسامحة، قال صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم النار عليه؟! على كل هين لين قريب سهل". صحيح الجامع. تأملي في هذه الصفات التي يحرم صاحبها على النار.. إنها صفات تتنافى تماما مع الشخص النكدي الصلب العسر، وهذا لا يعني بحال أن مثل هذا الشخص يضيع حقه، أو يسيء الناس معاملته، أو أن الزوجة التي تتمتع بهذه الصفات ستتعرض لإساءات زوجها لأنه أمن جانبها تماما، بل العكس هو الصحيح، فالزوج الطبيعي سيحبها من قلبه وليس تظاهرا بدافع الخوف من غضبها ونكدها، سيقبل عليها طوعا ويشتاق إلى لقائها ويرتاح في وجودها لأنها تغمره بالمرح والإيجابية، ولا تذكره بجوانبه السلبية وتقصيره. الزوجة التي تتربع في قلب زوجها هي التي تُشعره بأنه مصدرا لضحكتها وسعادتها وراحة بالها، وليس السبب الرئيسي لتعاستها في الدنيا!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |