|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاقة محرمة وحادث سيارة أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي السؤال: ♦ الملخص: رجل يؤنِّبه ضميره؛ لأنه تسبَّب في وقوع حادث لسيارة، كان فيها رجل وفتاة في علاقة غير شرعية؛ لأنه انحرف عن مساره، وفي إفادته غيَّر وجهَ الحقيقة، فوقع الاتهام على الرجل الآخر؛ ما جعله يتحمل موت الفتاة، وقضية الخلوة غير الشرعية، ويسأل: هل أنا ظالم؟ ♦ التفاصيل: قبل أربع سنوات، وقع حادث أشعر أني أنا السبب في وقوعه؛ حيث غيَّرت مساري وقُدت سيارتي باتجاه سيارة مقابلة كانت مصابيحها مضاءة إضاءة قوية؛ رغبة مني في إجباره على إطفاء النور العالي، ثم رجعت إلى مساري، فوقع الحادث، وكان في السيارة المقابلة رجلٌ وفتاة، ماتت الفتاة، وفُضح الرجل والفتاة؛ لأنه لم يكن محرَمًا لها، وفي إفادتي للشرطة أخبرتهم أنني كنت أقود سيارتي على الطريق، وقد طلع في مواجهتي فجأة، فحكمت الشرطة على الشخص الآخر بأنه المخطئ، وسوف يتحمل وفاة البنت، وقضية الخلوة غير الشرعية معها، ولأني غيَّرت الحقيقة، فإن ضميري يؤنبني؛ إذ لولا خروجي عن المسار ما كان الحادث ليقع، فهل أنا ظالم؟ وماذا أفعل؟ أرشدوني؛ فأنا غير قادر على النسيان، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: فنرحب بك أخانا الكريم في موقع شبكة الألوكة، ونثمِّن لك ثقتك بالموقع. ذكرت أنك قبل أربع سنوات غيَّرت مسارك، وأنت تقود السيارة باتجاه السيارة المقابلة؛ بسبب قوة ضوء مصابيح سيارته، ثم رجعت إلى مسارك، فوقع الحادث، ولم تعترف بالخطأ في حينه، وفي وجهة نظرك أنت المخطئ، والمتسبِّب في ذلك، وقد تحمَّل صاحب السيارة في الجهة المقابلة الحادث بنسبة 100%، ومن ضمنها تلفيَّات السيارات، وموت الفتاة، وقضية الخلوة غير الشرعية، وفي إفادتك عن الحادث، قلت: إنك في اتجاهك الصحيح، وأن صاحب السيارة المقابلة انحرف باتجاهك، وهذا فيه تغيير وتزييف للحقيقة، وخوفك يدل على صلاح في قلبك، وتأنيب الضمير دليل على صفاء في النية، ومعرفة الله سبحانه وتعالى، والخوف منه، وما حصل منك خطأ، تريد الرجوع عنه، وربما سُئلتَ عن هذا الموضوع، فتمَّت إجابتك، وقد أخَّرت اعترافك خوفًا من تداعيات الموقف، فلا بد أن تمتلك الشجاعة الكافية، وتقوم بإبلاغ الجهات المختصة بهذا الأمر، وسيجعل الله لك مخرجًا - بإذنه تعالى - وسيُسهِّل أمرك، ويُعينك؛ يقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. وما عملته أمر خاطئ، يلزمك الاعتراف به، وإن لم تصرِّح بما حصل، فسيبقى في ذمتك، وستُسأل عنه يوم القيامة، وكونك تتخلص من هذا الإثم في الدنيا أخفُّ عليك من أن يبقى في عنقك إلى يوم القيامة؛ فالاعتراف بالحق فضيلة، وإذا أخلصت النية في ذلك، فلن يضرك شيء - بإذن الله - وستعود إلى بيتك مرتاح البال، قريرَ العين، هادئ النفس، على عكس حالتك الحالية، فإنك في السنوات الأربع الماضية لم تَنَمْ قريرَ العين، وتُحِسُّ دائمًا بتأنيب الضمير، فلا تَدَعْ أي شيء في ذمتك، ويجب عليك إبراء ذمتك من هذا الأمر، والإسراع فيه؛ فإنك لا تدري ماذا سيحدث لك. وباعترافك ستفرج همَّ من أخطأت في حقه، وبإذن الله لن تُصيبك دعوةٌ من دعواته، وتبتعد عن عاقبة الظلم، وسيُعينك الله بصفاء نيتك، ويتيسر أمرك، وما وقع لك أمر قد قدره الله سبحانه عليك، لا مفرَّ منه، وقد ذكر العلماء أن الله سبحانه قد يغفر لمن أخطأ في حقه، أما الخطأ في حق العباد، فيجب أن يُوفَّى إليهم إن في الدنيا أو في الآخرة، ومن تاب، فإن الله يتوب عليه؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]. نسأل الله سبحانه أن يتوب عليك. ختامًا: نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يقدر لك الخير، وأن يُلهمك السَّداد، والرشاد، وأن يُبعد عنك ما أهمَّك، وأن يكتب لك الخير في كل أمرٍ تقوم به.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |