|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() حقيقة محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- (أدلتها وآثارها)
إعداد: ذياب أبو ساره - عمرو علي إن من أعظم أصول الدين والإيمان حبّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من أعظم القربات التي يحرص عليها المسلم في حياته؛ فمحبة النبي ليست مجرد مشاعر عابرة، وإنما هي علاقة قلبية عميقة تتجلى في كل قول وفعل، وتثمر آثارًا إيجابية كثيرة في حياة المسلم. حقيقة محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تعني تعظيمه، والاقتداء به، واتباع سنته، والحرص على طاعته، وإظهار الحب والولاء له -صلى الله عليه وسلم -؛ فهي ليست مجرد كلمات تقال، وإنما أفعال تظهر في حياة المسلم من خلال العمل بما جاء به من هدي وسلوك، واتباع لسنته، والدفاع عن عرضه، والدعوة إلى دينه، والاقتداء بأخلاقه وحسن معاملته للناس. أدلة القرآن والسنة: قال الله -تعالى- في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب: 56)، وفي هذا دليل على أن محبة النبي من علامات إيمان المسلمين، وأن الله وملائكته يصلون عليه، فكيف بنا نحن؟!
نماذج من حب الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: تميزت محبة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتضحيات والولاء للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مصدر قوة لهم في مواجهة التحديات، نصرة لدينه، كما كانت تدفعهم للجهاد، والتضحية بالغالي والنفيس؛ فكانوا المثل الأعلى في الولاء والوفاء. ويتجلى حب النبي في العمل الصالح، والاتباع، والتضحية، والدفاع عن الإسلام؛ كما إن محبة النبي تثمر في قلوب المسلمين قوة وعزيمة، وتدفعهم لتحمل الصعاب في سبيل نصرة دين الله.
![]() ١- حبّ أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه -: كان أبو بكر - رضي الله عنه - يُظهر حبّا عميقًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يُعَلِّم المسلمين أن محبتهم لرسول الله تقتضي طاعته واتباع أمره. وفي مواقف متعددة، كان أبو بكر يُبادر للدفاع عن النبي، ويُشعره بحبه وولائه، وترك ماله وولده من أجله، فحبه للنبي كان دافعًا للمواقف العظيمة التي سجلها التاريخ. ٢- حبّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: كان عمر - رضي الله عنه - يُظهر حبّه للنبي - صلى الله عليه وسلم - من خلال التعلق الشديد به، والاتباع لأوامره، والتضحية في سبيل نصرة دينه، وفي موقف مشهور قال عمر - رضي الله عنه -: «والله، لا أُحب أحدًا حبًّا كحبِّك يا رسول الله، إلا أن أكون قد أُعطيت من الله خيرًا». ٣- حبّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مثالاً في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - وامتثاله لأوامره، ويتجلى ذلك في مواقف عديدة من سيرته، من ذلك حين أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قريش في صلح الحديبية وأُتيح له أن يطوف بالكعبة منفردًا رفض، وقال: «ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»؛ فآثر النبي على نفسه رغم شدة شوقه وحنينه للبيت الحرام، ومن ذلك أيضا: إنفاقه في سبيل الله وطاعته للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأن جهز جيش العسرة في غزوة تبوك ولم يتردد في البذل، فدعا له النبي قائلاً: «ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم»، ومن العلامات أيضا امتثاله لأوامر النبي التي إن دلت إنما تدل على الحب والاتباع التام عندما حثَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه إلى شراء بئر رومة والتبرع به للمسلمين، ووعد على ذلك بعين في الجنة، فاشتراها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وجعلها وقْفاً للمسلمين. 4- حب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: كان علي - رضي الله عنه - يُعلي من شأن النبي ويُبدي حبا شديدًا له، وكان يُقدم نفسه فداءً له ولا سيما حين نام في فراشه يوم الهجرة، ويفدي النبي بنفسه، وكان يُظهر ذلك في أقواله وأفعاله. 5- نماذج أخرى عظيمة: ومن المواقف أيضا ما يلي: قال الله -تعالى-: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} (النساء:69)، قال البغوي في تفسيره: «نزلت في ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شديد الحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغيَّر لونه يعرف الحزن في وجهه، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «ما غيَّر لونك؟»، فقال: يا رسول الله، ما بي مرض ولا وجع، غير أنّي إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة فأخاف أني لا أراك؛ لأنك تُرفَع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا، فنزلت هذه الآية».
![]() من وسائل تعزيز محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سعادة العبد أن يرزقه الله محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن محبته - صلى الله عليه وسلم - أصل من أصول الدين، ولا إيمان لمن لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة:24)، وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين» رواه البخاري، ومن وسائل تعزيز ذلك الحب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما يلي:
الخاتمة: حقيقة محبّة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست مجرد كلمات تقال؛ بل هي علاقة قلبية عميقة، تظهر في العمل والطاعة والاتباع، وهي من أعظم علامات الإيمان، وتثمر آثارًا إيجابية على حياة المسلم وأمته؛ فلنحرص على غرس هذا الحب في قلوبنا، ونعمل على ترجمة ذلك في أفعالنا، لنكون من الذين يحبهم الله ورسوله، ويكون حبهم سببًا في سعادتهم في الدنيا والآخرة. ![]() المصاهرات والنَّسب من دلائل محبة الخلفاء رضوان الله عليهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مكانة عظيمة عند صحابته عامة، وعند الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- على وجه الخصوص، ولم تقتصر تلك المكانة على الصحبة والجهاد معه فقط؛ بل زادت وتعمقت عبر روابط المصاهرة، ما يُعد دليلاً عملياً على محبتهم له، وحرصهم على التقرب منه - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما يلي:1- زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- ابنة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكانت من أحب نسائه إليه، وخصّها بمكانة عظيمة، وقد كانت من العلماء والفقهاء وأهل البيت الطاهرين، وتركت للأمة علما وفقها كثيرا انتفع به المسلمون. 2- زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- ابنة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكانت من أمهات المؤمنين اللواتي شاركن في نقل ورواية الحديث ونقل السيرة، واشتهرت بتقواها وورعها -رضي الله عنها-. 3- زواج عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كلاً من رقية ثم أم كلثوم ابنتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى كان يلقب بـسبب ذلك: «ذي النورين»، ولم يسبق لأحد أن حظي بهذا الشرف، وهذا دليل على المحبّة العظيمة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وعثمان بن عفان - رضي الله عنه - . 4- زواج علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أنجبت منه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وبذلك استمرت ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلال هذا الزواج المبارك. اعداد: forqan
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |