|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نزاهة الوالي العام عن المال العام النموذج : الصديق رضي الله عنه - 1 - جعفر طلحاوي المصافي كان الخليفة الصديق – رضي الله عنه - أول خليفة وحاكم للمسلمين تَفرض له رعيته العطاء من بيت مال المسلمين ، حتى يتفرغ للنظر فى شؤون رعيته ، والسهر على مصالحها ، والحدب والحرص عليها وقد كان الرجل من أثرياء الصحابة – رضي الله عنهم – وقد أنفق الكثير من ماله لله تعالى وشهد له رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بذلك بقوله -: ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه بها إلا الصديق، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبو بكر")) وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أسلم أبو بكر -رضي الله عنه- وله أربعون ألفًا فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله، أعتق بلالًا، وعامر بن فهيرة، وزنيرة والنهدية وابنتها، وجارية بني مؤمل، وأم عميس. - وكان يشترى الأكسية ويفرّقها فى الأرامل فى الشتاء. وفي قوله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.... *وَلَسَوْفَ يَرْضَى "[1] قال القرطبي -رحمه الله تبارك وتعالى -: الأكثر أن السورة نزلت في أبي بكر -رضي الله عنه- فأي منقبة إذن أعظم من هذه المنقبة، وأي وسام أغلى من هذا الوسام، أن ينزل قرآن على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيه إشادة بمواقف الصديق -رضي الله تعالى عنه. وكانت التجارة مصدر رزقه وكسبه فلما ولي الخلافة ولها أعباؤها وتبعاتها كان ولا بد من صرف وقته وطاقته لشؤون رعيته ، فاتفق الصحابة – رضي الله عنهم – على فرض عطاء له من بيت مال المسلمين يكفيه وأسرته ليُحسن القيام بوظيفته الجديدة فى الأمة ، ولِتعف نفسه عن بيت مال المسلمين وإليك بعض أصول ذلك وشواهده فى طبقات ابن سعد بإسناده إلى عطاء بن السائب، قال:" لما استخلف أبو بكر أصبح غادياً إلى السوق، وعلى رقبته أثواب يتجر بها، فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله؟، قال: السوق، قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟، قال: فمن أين أطعم عيالي ...[2] " وهنا اتفق الصحابة وفي مقدمتهم عمر الفاروق وأمين هذه الأمة أبو عبيدة على تخصيص مبلغ معين للصديق، ليتفرغ لشئون الخلافة، وأقره جميعهم ولم يوجد من أنكر هذا ، وقد كان أبو الحسن رضي الله عنه أحد من أقروه وقدروه، - وهذا الأثر يردُّ مزاعم الروافض أنه هو الذي فرض لنفسه كل يوم ثلاثة دراهم. فلم يفرض لنفسه وإنما كان ذلك عن نظر الصحابة – رضي الله عنهم - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ , وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ.[3] ومع هذا أنظر نزاهته وعفته عن المال العام ، وقد تمثَّل ذلك فى 1- ردِّه لراتبه الذي تعاطاه وقد فُرض له من بيت المال ، أو قدر ما أصابه من بيت المال راتبا له ، 2-وتمثَّل فى مطالبته لورثته بإحصاء تركته ، وما زاد فى ممتلكاته عمَّا كان يملكه أول يوم فى الولاية والخلافة يتم ردُّه إلى بيت مال المسلمين ، 3- استفراغه للحليب الذي عرف أنه من إبل الصدقة 4-مراجعته لزوجه فى تقدير ميزانية البيت ونفقاته ، فلما وجدها وفَّرت من مصروف البيت قدرا من المال لشراء حلوى اعتبر هذا الذي تم توفيره فائضا وزائدا وردَّه إلى بيت المال بأثر رجعى ... من لى بمثل هؤلاء فى أمتنا ؟؟؟؟ فى أوائل العسكري : لما ولى أبو بكر- رضى الله عنه- غدا الى السوق، فقال المسلمون: أفرضوا لخليفة رسول الله ما يُغنيه قالوا: 1- رداءاه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ غيرهما، 2- ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل ذلك، 3- وظهره إذا سافر، فقال: رضيت، فلما حضرته الوفاة أوصى بأن يُرد ما أخذه من ذلك إلى موضعه من مال المسلمين[4]. وقيل : كان الذى فرضوا له فى كلّ سنة ستة آلاف درهم. فلما حضرته الوفاة قال: ردّوا ما عندنا من مال المسلمين، فإنّى لا أصيب من هذا المال شيئا، وإنّ أرضى الذى بكذا وكذا للمسلمين ، بما أصبت من أموالهم، فدفع ذلك إلى عمر. وقيل: إنّه قال: انظروا كم أنفقت منذ ولّيت من بيت المال؟ فاقضوه عنّى، فوجدوا مبلغه ثمانية آلاف. وقيل: إنّه قال لعائشة رضى الله عنها: أما إنّا منذ ولّينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما، ولكنّا قد أكلنا من جريش طعامهم، ولبسنا من خشن ثيابهم، وليس عندنا من فىء المسلمين إلّا هذا العبد، وهذا البعير، وهذه القطيفة، فإذا متّ فابعثى بالجميع إلى عمر؛ فلما مات بعثته إليه، فلما رآه بكى حتى سالت دموعه على الأرض؛ وجعل يقول: رحم الله أبا بكر! لقد أتعب من بعده، يكرّر ذلك، وأمر برفعه. فقال له عبد الرحمن ابن عوف: سبحان الله! تسلب عيال أبى بكر عبدا، وناضحا[5] ، وشِقّ قطيفة ثمنها خمسة دراهم! فلو أمرت بردّها عليهم. فقال: لا، والذى بعث محمدا لا يكون هذا فى ولايتى، ولا يخرج أبو بكر منه وأتقلّده أنا. وقيل: إنّه رضى الله عنه، كان يأخذ من بيت المال فى كلّ يوم ثلاثة دراهم أجرة، وإنه قال لعائشة: انظرى يا بنيّة ما زاد فى مال أبيك منذ ولى هذا الأمر فردّيه على المسلمين. فنظرت فإذا بجرد[6] قطيفة لا تساوى خمسة دراهم، ومحشّة[7] ، فجاء الرّسول إلى عمر بذلك والنّاس حوله، فبكى عمر، وبكى النّاس؛ وقال: رحمك الله أبا بكر! لقد كلّفت من بعدك تعبا طويلا! فقال الناس: اردده يا أمير المؤمنين إلى أهله. قال: كلّا، لا يخرجه من عنقه فى حياته، وأردّه إلى عنقه بعد وفاته. ثم أمر بذلك، فحمل إلى بيت المال.[8] استقر فى وجدانه أن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به فانظر ماذا كان منه وقاية لنفسه من النار : روي أنه أتي له بلبن فشربه فقيل له: إنه من إبل الصدقة فتقيأه، وذلك أنه كره بقاءه في جوفه[9]. وحكى أنّ زوجته اشتهت حلوا، فقال: ليس لنا ما نشترى به. فقالت: أنا أستفضل من نفقتنا فى عدّة أيام ما نشترى به؛ قال: افعلى، ففعلت ذلك؛ فاجتمع لها فى أيام كثيرة شىء يسير، فلمّا عرّفته ذلك أخذه، فردّه فى بيت المال. وقال: هذا يفضل عن قوتنا، وأسقط من نفقته بمقدار ما استفضلت فى كلّ يوم، وغرامة لبيت المال فى المدة الماضية من مِلْكٍ كان له[10]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ [1] الليل : 17 -21 [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 3/184. [3] (حم) 3600 , وحسنه الألباني في تخريج الطحاوية ص530 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن. [4] [الأوائل للعسكري ص: 145] [5] الناضح: البعير الذى يستقى عليه الماء. [6] جرد قطيفة، قطيفة بالية [7] المحشة: حديدة تحرك بها النار [8] نهاية الأرب في فنون الأدب (19/ 132) [9] لم أقف على من ذكره على هذا النحو، وإنما روي ابن شبة في تاريخ المدينة 2/703 بسنده عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن نجيح قال: "نزلت على عمر - رضي الله عنه -، فكانت له ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا أنكره فقال: ويحك من أين هذا اللبن لك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشربها فحلبت لك ناقة من مال الله، فقال: ويحك تسقيني نارا، واستحل ذلك اللبن من بعض الناس" وذكر ابن الجوزي في تاريخ عمر ص 184 أن الذي أفتاه بحله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. [10] نهاية الأرب في فنون الأدب (19/ 134)
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() نزاهة الوالي العام عن المال العام النموذج : عليٌ رضي الله عنه - 2 - جعفر طلحاوي المصافي أوردنا فيما سبق نماذج لنزاهة الوالي العام عن المال العام من حياة العمرين ( الصديق والفاروق رضي الله عنهما ) واليوم من حياة ختن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه – عليِ بن أبي طالب – رضي الله عنه – وذلك تجسيدا للقدوة فى هدي الخلفاء الراشدين للحديث الصحيح " عَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ " صحيح الترغيب والترهيب (1/ 10) وذلك من خلال عدة صور الأولى : تقسيمه لأموال بيت المال دوريا بالسوية والعدل ، مع عفة ونزاهة عالية، الثانية : كَفِّه لابنته عن التميز عن باقى بنات المسلمين بشيء من بيت المال دونهن، الثالثة : إشعاره لأخيه عقيل أن ما أخذه فوق عطائه فهو سرقة وغلول للحديث الصحيح " عَن بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ» صحيح الترغيب والترهيب (1/ 191) ودونك الشواهد والأدلة : الصورة الأولى : قال أبو الحسن: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقسم بيت المال في كل جمعة حتى لا يبقى منه شيئا؛ ثم يُفرش له ويقيل فيه، ويتمثل بهذا البيت: هذا جناي وخياره فيه ... إذ كلّ جان يده إلى فيه كان علي بن أبي طالب إذا دخل بيت المال ونظر إلى ما فيه من الذهب والفضة قال: ابيضّي واصفرّي وغرّي غيري ... إني من الله بكلّ خير الصورة الثانية : عن علي بن أبي رافع. قال: كنت على بيت مال علي بن أبي طالب وكاتبه. فكان في بيت ماله عقد لؤلؤٍ كان أصابه يوم البصرة فأرسلت إلي بنت علي بن أبي طالب فقالت لي: إنه قد بلغني أن في بيت مال أمير المؤمنين عقد لؤلؤ. وهو في يدك وأنا أحب أن تعيرنيه أتَجمَّل به في يوم الأضحى. فأرسلت إليها: عاريةٌ مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيامٍ يا بنت أمير المؤمنين. فقالت: نعم عاريةٌ مضمونةٌ مردودة بعد ثلاثة أيام. فدفعته إليها وإذا أمير المؤمنين رآه عليها فعرفه. فقال لها: من أين جاء إليك هذا العقد. فقالت: استعرته من ابن أبي رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين لأتزين به في العيد ثم أرده. فبعث إلي أمير المؤمنين فجئته فقال لي: أتخون المسلمين يا ابن أبي رافع. فقلت: معاذ الله أن أخون المسلمين. فقال: كيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم. فقلت: يا أمير المؤمنين إنها بنتك وسألتني أن أعيرها تتزين به. فأعرتها إياه عاريةً مضمونةً مردودة ، على أن ترده سالماً إلى موضعه. فقال: رده من يومك وإياك أن تعود إلى مثله فتنالك عقوبتي. ثم قال: ويل لابنتي. لو كانت أخذت العقد على غير عاريةٍ مردودةٍ مضمونةٍ لكانت إذن أول هاشميةٍ قطعت يدها في سرقةٍ. فبلغت مقالته ابنته فقالت له: يا أمير المؤمنين أنا ابنتك وبضعةٌ منك فمن أحق بلبسه مني. فقال لها: يا بنت ابن أبي طالب لا تذهبي بنفسك عن الحق. أكل نساء المهاجرين والأنصار يتزين في مثل هذا العيد بمثل هذا. فقبضته منها ورددته إلى موضعه[1]. الصورة الثالثة : أورد الذهبي فى تاريخه : أَنَّ عَقيلًا سَأَلَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَفَقِيرٌ. فَقَالَ: اصْبِرْ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَائِي، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ لِرَجُلٍ: خُذْ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْحَوَانِيتِ، فَقُلْ: دُقَّ الْأَقْفَالِ وَخُذْ مَا فِي الْحَوَانِيتِ. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا! قَالَ: وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا وَأُعْطِيَكَ أَمْوَالَ النَّاسِ. قَالَ: لَآتِيَنَّ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: اصْعَدْ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاذْكُرْ مَا أَوْلَاكَ عَلَيٌّ وَمَا أَوْلَيْتُكَ، قَالَ: فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ أَنِّي أَرَدْتُ عَلِيًّا عَلَى دِينِهِ، فَاخْتَارَ دِينَهُ عَلَيَّ، وَأَرَدْتُ مُعَاوِيَة عَلَى دِينِهِ فَاخْتَارَنِي عَلَى دِينِهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ أَحْمَقَ!!"[2] تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 423) وهنا نُورد شهادات له بالعفة والنزاهة الشهادة والتزكية الأولى : دخل رجل على الحسن بن أبي الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد، أنهم يزعمون أنك تبغض عليّا؟ قال: فبكى الحسن حتى اخضلّت لحيته، ثم قال: كان علي بن أبي طالب سهما صائبا من مرامي الله على عدوه، وربانيّ هذه الأمة وذا فضلها وسابقتها، وذا قرابة قريبة من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، لم يكن النّومة عن رسول الله، ولا الملولة في ذات الله، ولا السّروقة لمال الله؛ أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة، وأعلام بينة، ذلك عليّ بن أبي طالب يا لكع[3]. الشهادة والتزكية الثانية : حج مُعَاوِيَة فَسَأَلَ عَن امْرَأَة [4]من بنى كنَانَة كَانَت تنزل بالحجون يُقَال لَهَا دارمية الحجونية وَكَانَت سَوْدَاء كَثِيرَة اللَّحْم فَأخْبر بسلامتها فَبعث إِلَيْهَا فجيء بهَا فَقَالَ مَا حالك يابنة حام فَقَالَت: بخير ولست بحامٍ أُدعى ! إِن عِبْتنى !!! أَنا امْرَأَة من بنى كنَانَة قَالَ صدقت أَتَدْرِينَ لم بعثت إِلَيْك ؟ قَالَت : لَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله . قَالَ بعثت إِلَيْكِ لِأسألك علامَ أَحْبَبْت عليًّا وأبغضتنى ، وواليته وعاديتنى. قَالَت أَو تعفينى قَالَ : لَا أُعْفيك. قَالَت أما إِذَا أَبيت فإنِّى أَحْبَبْت عليا ؛ على عدله فى الرّعية ، وقسمه بِالسَّوِيَّةِ ، وأبغضتك على قتال من هُوَ أولى مِنْك بِالْأَمر ، وطلبتك مَا لَيْسَ لَك بِحَق ، وواليت عليا على مَا عقد لَهُ رَسُول الله من الْوَلَاء ، وحُبِّه الْمَسَاكِين، وإعظامه لأهل الدّين ، وعاديتك على سفكك الدِّمَاء ، وجورك فى الْقَضَاء وحكمك بالهوى. قَالَ : فَلذَلِك انتفخ بَطْنك وَعظم ثدياك وَرَبَتْ عجيزتك قَالَت : بِهنْدٍ وَالله كَانَ يُضْرب الْمثل فى ذَلِك لَا : بِـى قَالَ مُعَاوِيَة : يَا هَذِه اربعى فَإنَّا لم نقل إِلَّا خيرا ، إِنَّه إِذا انتفخ بطن الْمَرْأَة تَمَّ خَلْق وَلَدهَا وَإِذا عظم ثدياها تروى رضيعها وَإِذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها فَرَجَعت وسكنت. قَالَ لَهَا : وَيَا هَذِه هَل رَأَيْت عليا قَالَت إى وَالله . قَالَ فَكيف رَأَيْته قَالَت : رَأَيْته وَالله لم يفتنه الْملك الذى فتنك ، وَلم تشغله النِّعْمَة الَّتِى شغلتك . قَالَ فَهَل سَمِعت كَلَامه قَالَت : نعم وَالله فَكَانَ يجلو الْقُلُوب من الْعَمى كَمَا يجلو الزَّيْت صدأ الطست . قَالَ صدقتِ فَهَل لكم من حَاجَة قَالَت أَو تفعل إِذا سَأَلتك قَالَ نعم قَالَت : تعطينى مائَة نَاقَة حَمْرَاء فِيهَا فَحلهَا وراعيها . قَالَ تصنعين بهَا مَاذَا ؟ قَالَت أغذو بألبانها الصغار ، وأستحيى بهَا الْكِبَار ، وأكتسب بهَا المكارم ، وَأصْلح بهَا بَين العشائر . قَالَ فَإِن أَعطيتك ذَلِك فَهَل أحلُّ عنْدك مَحل على بن أبي طَالب . قَالَت : مَاء وَلَا كصداء ومرعى وَلَا كالسعدان وفتى وَلَا كمالك يَا سُبْحَانَ الله أَو دونه – إنها بذلك تُريه أن عليًّا عندها بمنزلة لا تُدانيها منزلة على الرغم من هذا العطاء أقول لمنزلته من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وسبق قدمه فى الإسلام - فَأَنْشَأَ مُعَاوِيَة يَقُول: إِذا لم أجُد بالحلم منى عَلَيْكُم فَمن ذَا الذى بعدى يُؤمل للحلم خذيها هَنِيئًا واذكرى فعل ماجد جَزَاك على طول الْعَدَاوَة والصرم . ثمَّ قَالَ أما وَالله لَو كَانَ عليٌ حيًّا مَا أَعْطَاك مِنْهَا شَيْئا قَالَت لَا وَالله وَلَا وبرة وَاحِدَة من مَال الْمُسلمين. فضحك معاوية، وأمر لها بما سألت وردها مُكرَّمة[5]. هذا وبالله التوفيق ، ومنه وحده العصمة من الخطأ والخلل والزلل فى القول والعمل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] [مجاني الأدب في حدائق العرب 2/ 173] [2] أسد الغابة 3/ 423، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/ 84، وانظر: البيان والتبيين للجاحظ 2/ 174، والعقد الفريد 4/ 4، 5. [3] [العقد الفريد 5/ 63] [4] من شيعة علي رضي الله عنه [5] [ربيع الأبرار ونصوص الأخيار 3/ 152]
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |