|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مفهوم الرذيلة عند الشباب عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنَعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله: إن الرذيلة عكس الفضيلة، وهي ما كان ساقطًا خسيسًا من الأعمال والأقوال، وفي تعريف آخر: مَيل الإنسان إلى تكرار أفعال يرفضها الشرع والقانون والأخلاق؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]. تقول إحدى الأمهات: ابني يبلغ من العمر 12 سنةً، تحرش بأخيه الصغير، وحاول أن يفعل معه الرذيلة، اكتشفت ذلك عندما أخبرني الصغيرُ بأفعال أخيه، جلست معه وتحاورت معه بهدوء عن فعله، وأسبابه، وآثاره المستقبلية، وذكرت له أن الفاعل يُبغضه الله سبحانه، أنا خائفة جدًّا عليه من هذا السلوك، وتطوراته في المستقبل. أيها المسلمون، مع الانفتاح العالمي والتطور الإلكتروني والتقني، أصبح الوصول إلى الرذيلة سهلًا وميسرًا؛ لذا كان على الوالدين الانتباهُ إلى الآتي: أولًا: الحرص على التربية الإيمانية، وهي التي تعلِّق قلوب الشباب والفتيات بالله سبحانه، وهو من أفضل الأعمال؛ كما ورد عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنه قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله...))؛ [الحديث رواه البخاري]. ثانيًا: محاولة استيعاب الشاب، وعدم مهاجمته أو ضربه، أو رفضه أو تهديده، وإنما الجلوس معه والحوار بهدوء عن أسباب المشكلة، وآثارها عليه؛ لأن هذا السلوك سيجعل الشاب يصمت، ولا يتكلم مستقبلًا عن المشكلات التي يمر بها، سواء كان فاعلًا أو مفعولًا به. ثالثًا: على المربِّين مناقشة الموضوع مع الشباب والفتيات بطريقة سليمة وتربوية، من ناحية شرعية وأخلاقية وصحية، ونظرة المجتمع لها؛ لأن الهروب عن مناقشتها يجعل الأولاد يمارسونها جهلًا بحكمها، أو تأثرًا بأصحاب السوء. رابعًا: التعريف بالمناطق الحسَّاسة في جسم الأبناء والبنات، خاصة وهم صغار، وطريقة حمايتها من الآخرين، مهما كانوا. خامسًا: اللعب وكثرة مخالطة الجنس الآخر يجعل الولد يتشبَّه بمن خالطه، فالذكور يتشبَّهون بالإناث، والإناث يتشبَّهن بالذكور من حيث اللِّباس والكلام والزينة؛ مما يجعل أحد الجنسين يميل للجنس الآخر عاطفيًّا، وهنا تحصل العلاقات الشاذة. سادسًا: الطفل الوحيد بين البنات أو الأنثى بين الأولاد، يجب التنبه لهما، والحرص على تربيتهما بما يتلاءم مع جنسهما؛ فقد تلجأ بعض الأُسر إلى إلباس الذَّكَر بلِباس أخواته، وإطالة شعره وتدليله؛ مما يجعله يميل للجنس الأنثوي، ويكون لقمة سائقة للمتحرشين من جنسه. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيِّه، وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لَغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فإن الناظر إلى بعض الألعاب الإلكترونية يجد فيها إشاراتٍ إلى التحرش والمثلية، وتزيين صورتهما، فينبغي الحذر من تلك الألعاب، وعلى الوالدين أن يُعطوا الشابَّ معلوماتٍ دقيقة عن المثلية وأضرارها ومشكلاتها، وعلينا إبعاد الشاب عن المتحرش، خاصة إذا كان من خارج المنزل، مع شغل وقته بما ينفع، وتدريبه على الدفاع عن نفسه، أو طلب المساعدة من الكبار. أيها المسلمون، عند تعرُّض الشاب للرذيلة، علينا اللجوء للطبيب النفسي، أو المستشار المتخصص؛ لمساعدتنا في علاج وتأهيل حالته النفسية، سواء كان فاعلًا أو مفعولًا به، وكيفية إطفاء رغبته الجنسية. وأخيرًا، قد يكون من الأسباب جلوس الآباء والأمهات بلباس فاضح أمام الأولاد، لباسٍ تُكشف فيه الصدور والأفخاذ، أو مشاهدة المقاطع المُخِلة أمامهم؛ لذا على كل متهاون أمام أولاده الحرصُ على الستر، وإغلاق القنوات الفاسدة. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |