|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث النغير د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة الحمد لله الذي جعل سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحيًا ثانيًا، وبيانًا مبينًا، وحكمة خالدة، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن السنة النبوية تمثل المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله تعالى، وهي الوعاء الحي الذي احتضن معاني القرآن الكريم، ونقل إلى الأمة تطبيقات النبوة في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة. وقد امتاز حديث النبي صلى الله عليه وسلم بأنه وجيز المبنى، عظيم المعنى، واسع الدلالة، يتجلى فيه الإعجاز البياني والبلاغي، والعمق التشريعي والإنساني في آنٍ واحد. ومن دلائل هذا الاتساع في المعنى أن الحديث الواحد قد يُستنبط منه عشرات الأحكام والفوائد، لا بمجرد كثرة الروايات، وإنما بحسن الفهم، ودقة الاستنباط، وعمق التأمل، وهو ما تميز به أئمة الحديث وعلماؤه في كل العصور. لقد رأوا في كل لفظ نبوي إشارات تربوية، ومعانٍ فقهية، ومقاصد دعوية، ودروسًا نفسية واجتماعية، تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث بوحيٍ وحكمة، ويقصد من قوله وهديه بناء الإنسان والمجتمع على منهج رباني شامل. ويُعد حديث "يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير؟" من أوجز ما ورد في السنة لفظًا، لكنه مع ذلك بلغت فوائده المستنبطة ما يزيد على ستين فائدة، كما جمعها وشرحها الأئمة المحققون، وعلى رأسهم ابن القاص وابن حجر العسقلاني، فجمعوا من هذا الموقف النبوي القصير فوائد فقهية، وتربوية، وأدبية، وحديثية، ولغوية، بل حتى إشارات نفسية واجتماعية تمس حياة الأفراد والمجتمعات. وفي هذا المقال، نستعرض جملة هذه الفوائد مصنفة، مع إضاءات على عناية المحدثين بالسنة النبوية، ودقتهم في تتبع الطرق، ومهارتهم في ربط اللفظ بالسياق، والظاهر بالمقصد، ليتبين من ذلك كيف أن السنة النبوية ليست فقط نصوصًا دينية، بل منظومة متكاملة لبناء الإنسان، والأسرة، والمجتمع، تؤسس للأخلاق، وتنظم العلاقات، وتُهذّب الطباع، وتغرس الرحمة والعلم والفهم منذ الصغر. فهذا الحديث رغم وجازته يكشف عن: • سعة دلالة السنة النبوية. • فقه المحدثين وعمق تأملهم في النص. • شمولية الإسلام في معالجة واقع الناس. • حاجة المجتمعات المعاصرة أن تعود إلى تفاصيل السنة لفهم روح التشريع الإسلامي في تربية النشء، وتكامل الحياة. ونسأل الله أن يرزقنا فقهًا في دينه، وبصيرة في سنة نبيه، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أولاً: الفوائد الفقهية (عددها 26): 1. جواز زيارة المرأة الأجنبية إذا أُمنت الفتنة. 2. جواز نوم الرجل في بيت امرأة أجنبية إذا وُجد الأمن. 3. جواز دخول الرجل بيت المرأة وزوجها غائب إذا انتفى الريب. 4. استحباب زيارة الإخوان والصالحين. 5. تخصيص الإمام بعض الرعية بالزيارة. 6. التأني في المشي في الزيارات. 7. أن كثرة الزيارة لا تُنقص المودة. 8. النهي عن كثرة المخالطة مخصوص بمن يخشى منه الفتنة أو الضرر. 9. مشروعية صلاة الزائر في بيت المزور. 10. جواز الصلاة على الحصير أو الفرش. 11. الأشياء على أصل الطهارة حتى يُتيقن النجاسة. 12. اختيار المصلي لأريح الأحوال في الصلاة. 13. مخالفة التشدد المذموم في العبادة. 14. جواز حمل العالم علمه إلى من ينتفع به. 15. جواز مصافحة الرجال فيما بينهم. 16. تخصيص المصافحة بالرجل دون المرأة. 17. جواز لعب الصغير بالطير. 18. جواز حبس الطير أو قص جناحه إن لم يُعذب. 19. جواز إنفاق المال فيما يُفرّح الصغير من المباحات. 20. جواز إدخال الصيد من الحل إلى الحرم. 21. لا دليل قاطع في الحديث على إباحة صيد المدينة. 22. جواز أن يُطلق على الشخص كنية ولو لم يكن له ولد. 23. جواز السجع في الكلام غير المتكلف. 24. جواز الرواية بالمعنى في الحديث. 25. جواز الاقتصار على بعض الحديث. 26. جواز رواية الحديث تارة مختصرًا وتارة مطولًا. ثانيًا: الفوائد التربوية (عددها 21): 1. مزاح الكبير مع الصغير جائز ومشروع. 2. تكرار المزاح لا حرج فيه إذا لم يكن مذمومًا. 3. المزاح المباح سنة وليس مجرد رخصة. 4. جواز مخاطبة من لا يعقل لأجل التأنيس أو التعليم. 5. جواز تكنية الصغير، وفيه تأليف له. 6. تصغير الاسم للصغير جائز ومحبب. 7. مسح رأس الصغير فيه ملاطفة ورحمة. 8. التفقد والسؤال عن حال الصغير أدب نبوي. 9. مخاطبة الصغير بخطاب فيه عاطفة ولين. 10. معاشرة الناس على قدر عقولهم. 11. تربية الطفل على التمييز بالحلال والحرام من الصغر. 12. إشراك الطفل في الحوار والموقف التربوي. 13. ملاطفة الطفل لا تنافي الوقار. 14. السماح للطفل باللعب بما هو مباح. 15. الاهتمام النفسي بحالة الطفل (مثل سؤال النبي عن الحزن). 16. تعليم الطفل من خلال القصص والمواقف لا فقط بالأوامر. 17. إظهار الحب لأقارب الخادم دليل وفاء وكرم. 18. إكرام الصغير فيه قدوة للآباء والمربين. 19. تعليم الطفل بالقدوة أكثر من التلقين. 20. جواز الإيناس بالكلام حتى لمن لا يجيب. 21. تهيئة البيئة المريحة للطفل في بيته. ثالثًا: الفوائد الحديثية والعلمية (عددها 14): 1. تتبع طرق الحديث يُثمر فهمًا أوسع ومعاني أعمق. 2. الخروج من خلاف من شرط تعدد الطرق بوجود طرق متعددة. 3. معرفة مراتب الرواة ومعرفة الكثرة والقلة. 4. الاطلاع على العلل في الأحاديث وتصحيح الأخطاء. 5. معرفة تدليس المدلسين وتوصيل المنقطع. 6. جواز الرواية بالمعنى إذا لم تُخل بالمعنى. 7. اختلاف الروايات يدل على مرونة النقل. 8. توحيد القصة مع اختلاف الألفاظ دليل تنوع الرواية. 9. إتقان الحديث يظهر في جمع طرقه وتدقيقها. 10. وجود طرق متعددة يُطمئن النفس لصحة الخبر. 11. اختلاف الروايات قد يكشف سببًا خفيًا للحديث. 12. استنباط الأحكام لا يتوقف على طول الحديث بل على الفهم. 13. كلام ابن حجر أن بعض الفوائد مستخرجة من جمع الطرق لا من لفظ الحديث فقط. 14. رواية عمارة بن زاذان أضافت قصة موت الطفل وما تبعها من دعاء النبي. رابعًا: الفوائد اللغوية والأدبية (عددها 8): 1. أسماء الأعلام لا يُقصد بها دائمًا معناها. 2. إطلاق الكنية على غير المتزوج أو من لا ولد له جائز. 3. تصغير الاسم جائز حتى لو لم يكن تصغيرًا حقيقيًا. 4. جواز السجع إذا لم يكن متكلفًا. 5. عدم تعارض النبوة مع السجع العفوي، بخلاف الشعر. 6. اختلاف المخارج في الرواية لا يعني تعدد القصص. 7. الكنية قد تُستخدم اسمًا علمًا للصغير (مثل: أبو عمير). 8. حسن التعبير باستخدام المعاريض في بعض المواقف.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |