
23-07-2025, 05:19 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة :
|
|
لا تعاند..!!
لا تعاند..!!
- لماذا يصبح الإنسان عنيدا؟ لماذا يعاند الزوج زوجته؟ والزوجة تعاند زوجها؟ والابن والبنت يعاندان أبويهما؟ لماذا يعاند الموظف رئيسه في العمل؟ ويعاند الرئيس موظفيه؟... وهكذا؟
- ومع أن من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ، إلا أنه ليس من طبيعته الإصرار عليه والتمادِي فيه، والتسويغ للبقاءِ عليه، كما أن عدم الرُّجوع عن الخطأ صفة مذمومة، وخُلُق غير حميد، وهذه الصفة تسمى عنادًا، فهذا رجل أكل عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بشِماله، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كُل بيَمينِك»، قال الرجل: «لا أستطيع»، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا استَطعتَ»، ما منعَه إلا الكِبرُ. قال: فما رفعَها إلى فيهِ، أي شلت يده.
- فالعناد صفة مَن امتلأ قلبه كبرًا وحسدًا؛ حيث يرَى أن في الرُّجوع إلي الحق مذلَّةً ومهانةً وقُصورًا، بينما الذي ملأَ الله قلبَه بالإيمان والحكمة والعلم والتواضع، فقد خلا قلبه من تلك الصفة السيئة.
- والمعاند لا ينقاد بالحجة والبرهان، ولا يذعن للنصيحة والإرشاد، ولا يرق للموعظة والتوجيه، ولا يتأثر بالترغيب والترهيب؛ مخالفا بذلك الفطرة السوِيَّة؛ فمن ثم ينتقل إلى مرحلة أشد من العناد، وهي الجحود! فينكر الحق مع علمه بأنه حق، وهذه صفة من صفات الكفار والمنافقين؛ قال -تعالى-: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (النمل:14)، فظلموا الحق بنكرانه، وظلموا أنفسهم بوضعها موضع الشك والريبة مع علمهم بذلك!
- والمعاند يكابر ولا يرجع الى الحق؛ لذلك قال بعضُ أهل العلم: «أصعبُ الرجاءِ: رجاءُ رقَّة المُعانِد؛ لأن العِناد يُنشِئُ على القلبِ رانًا، يجعلُه لا يقبلُ إلا ما يراهُ ولو كان باطلاً، ويردُّ ما يراهُ غيرُه وإن كان حقًّا».
- ومن أضرار العناد، أن المعاند إذا أصر على خطئه، فإنه يضعف من شخصيته، ويقلل من هيبته، ويجعل الناس يلومونه وقد يحتقرونه؛ فيتركونه ليعيش وحيدا منبوذا..!
- وينبغي معالجة العناد مبكرا قبل أن يستفحل، ويصبح هو المسيطر على فطرة الإنسان السوية؛ فعلى المعاند أن يُوقِن أن اعترافَه بالحقِّ خيرٌ من تمادِيه في الباطِل، وأن التجاوز عن الناس والصفح والعفو عنهم، أمور حث عليها ديننا الحنيف: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}، (ص:61)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رحِم الله رجُلاً سمحًا إذا باعَ، وإذا اشترَى، وإذا اقتضَى».
- فالدين والتربية أساس العلاج، كما أن الالتزام بالجماعة وتقديم رأي أهل الرأي هو المعتبر، قال -تعالى-: {وأمرهم شورى بينهم} (الشورى:38).
- لهذا.. فالعناد لا يأتي بخير؛ لأنه في حقيقته هدم للنفس، وهزيمة للحق، وتفرق للمجتمع، وإذا أسقط الإنسان العناد من حياته، فإن جسور العلاقات الاجتماعية ستنفتح له جميعها، ويكون سعيدا طيبا.
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|