تفسير قوله تعالى: ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4617 - عددالزوار : 1469334 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من وسائل استشعار النعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أروع الآثار: حوار هرقل مع أبي سفيان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كلام نفيس لابن القيم في الجواب عن سبب تسلط الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وقفات ثلاث بعد توقف القصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          احذر مقاربة الفتنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صفات المنافقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-07-2025, 11:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,470
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله

تفسير قوله تعالى:

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...﴾

سعيد مصطفى دياب

قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 146].

ما زال الكلامُ في سياقِ عِتَابِ اللهِ تَعَالَى للمؤمنين الَّذِينَ انْهَزَمُوا يَوْمَ أُحُدٍ، وَالَّذِينَ تَرَكُوا الْقِتَالَ حينَ سَمِعُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ.

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾.
(كَأَيِّنْ) كَلِمَةٌ بِمَعْنَى كَمْ المرادُ بها التَّكْثِيرُ، وهي مُرَكَّبَةٌ مِنْ كَافِ التَّشْبِيهِ وَأَيِّ، وَنُونُهَا فِي الْأَصْلِ تَنْوِينٌ، فَلَمَّا رُكِّبَتْ وَصَارَتْ كَلِمَةً وَاحِدَةً جُعِلَ تَنْوِينُهَا نُونًا وَبُنِيَتْ.

(الرِّبيُّون) جَمْعُ رِبِّيٍّ وَالْمُرَادُ بِهِمْ هُنَا الْجُمُوعُ الْكَثِيرَةُ مِنْ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ.

في هذه الآية قراءتان متواترتان:
الأولى:﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾، وهي قَرَاءةُ ابْنِ كَثِيرٍ وَنَافِعِ وَأَبِي عَمْرٍو، ومَعْنَاهَا: كَمْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَقُتِلَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَمَا وَهَنَ مَنْ بَقِيَ مِنَ الرِّبِّيِّينَ مِمَّنْ لَمْ يُقْتَلْ، وليس في هذه القراءة ما يدلُّ على أنَّ النَّبِيَّ قُتِلَ.

قَالَ الْحَسَنُ: مَا قُتِلَ نَبِيٌّ فِي حَرْبٍ قَطُّ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا سَمِعْنَا أَنَّ نَبِيًّا قُتِلَ فِي الْقِتَالِ.

والثانية: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾، وهي قراءة الباقين، ومعناها: وَكَمْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَصَابَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ قَرْحٌ فَمَا وَهَنُوا؛ لِأَنَّ الَّذِي أَصَابَهُمْ إِنَّمَا هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، وَإِقَامَةِ دِينِهِ وَنُصْرَةِ رَسُولِهِ.

﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾.
فَمَا عَجَزُوا لِمَا نَالَهُمْ مِنْ أَلَمِ الْجِرَاحِ، وَلَا لَقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا ضَعُفَتْ قُوَاهُمْ لَقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ عَنْ حَرْبِ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَمَا ذَلُّوا لِعَدُوِّهِمْ فرجعوا عن دِينِهِمْ خِيفَةً مِنْهُمْ.

﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾؛ لأَنَّهم صَبَرُوا عَلَى تَحَمُّلِ الشَّدَائِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَمْ يُظْهِرُوا الْجَزَعَ وَالْعَجْزَ وَالْهَلَعَ، وثبتُوا أمام أعدائهم على ما بهم مِنْ أَلَمِ الْجِرَاحِ.

والمعنى: لقد كان لَكُمْ في كثيرٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَة، في صَبْرِهم عَلَى الْجِهَادِ وَتَرْكَ الْفِرَارِ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بِكُمْ هَذَا الْفِرَارُ وَالِانْهِزَامُ أمامَ أعدائكم؟

وفي الْآيَةِ تَشْجِيعٌ للْمُؤْمِنِينَ، وحثٌّ لهم على الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ تَقَدَّمَهم مِنْ الْأَنْبِيَاءِ والصالحين في صبرهم على جهادِ أعدائهم في سبيل الله تعالى.

الأساليب البلاغية:
من الأساليب البلاغية في الآية: التعريض في قوله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾، بما أصابهم من الوهن والانكسار عند الإرجاف بقتْل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وبضعفهم عند ذلك عن مجاهدة المشركين واستكانتهم لهم، حين أرادوا أن يعتضدوا بالمنافق عبد اللَّه بن أُبي في طلب الأمان من أبي سفيان[1].

والترقِّي في قوله: ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾؛ فإن الضعف أشدُّ من الوهن، والاستكانة أشدُّ ضعفًا من منهما؛ لأنَّه قريبٌ من الذُّلِّ.

والتخصيص في قوله: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.

[1] تفسير الزمخشري (1/ 424)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]