|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الرابع عشر: الخشوع في الصلاة عفان بن الشيخ صديق السرگتي أولًا: الخشوع لغة: قال ابن فارس: خشع: الخاء والشين والعين أصلٌ واحدٌ يدل على التَّطامُن؛ يقال: خشَع إذا تطامَن وطأطأ رأسه، ويخشع خشوعًا، وهو قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في الصوت والبصر؛ قال الله تعالى: ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ﴾ [القلم: 43]؛ قال ابن دريد: الخاشع: المستكين والراكع. قال الجرجاني: الخشوع في اصطلاح أهل الحقيقة: الانقياد للحق؛ قال الإمام ابن القيم: وأجمع العارفون على أن الخشوع محله القلب، وثمرته على الجوارح، وهي تظهره. درجات الخشوع: قال ابن القيم – نقلًا عن صاحب المنازل -: الخشوع على ثلاث درجات: الأولى: التذلُّل للأمر، والاستسلام للحكم، والاتضاع لنظر الحقِّ، أما التذلُّل للأمر، فهو تلقِّيه بذلة القبول والانقياد والامتثال، مع مواطأة الظاهر الباطن، وإظهار الضعف، والافتقار للهداية، وأما الاستسلام للحكم، فيشمل الحكم الشرعي بعدم معارضته برأي أو شهوة، كما يشمل الحكم القدري بعدم تلقِّيه بالتسخُّط والكراهة والاعتراض، وأما الاتضاع لنظر الحق، فهو اتضاع القلب والجوارح، وانكسارها لنظر الرَّب إليها واطلاعه على تفاصيل ما فيها. الثانية: ترقُّب آفات النفس والعمل، ورؤية فضل كلِّ ذي فضلٍ، ويتحقَّق ذلك بانتظار ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبها لك، وذلك يجعل القلب خاشعًا لامحالة لمطالعة عيوب نفسه وأعماله ونقائصهما من الكبر والعجب، وضعف الصدق، وقلة اليقين، وتشتُّت النيَّة. الثالثة: حفظ الحرمة عند المكاشفة، وتصفية القلب مِن مراءاة الخلق، ويعني ذلك ضبط النفس بالذل والانكسار عن البسط والإذلال الذي تقتضيه المكاشفة؛ لأنها توجب بسطًا يُخافُ منه شطحٌ إن لم يَصحَبه خشوع يحفَظ الحرمة، مع إخفاء أحواله عن الخلق جهده. الخشوع لله في الصلاة علم نافع وعمل صالح: الخشوع علم نافع، وهو عملٌ صالح من أعمال القلوب، ويَتبعها عمل الجوارح، للأحاديث الآتية: 1- عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ، فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا، وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟ قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ: الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ الجَامِعِ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا)[1]. 2- عن شداد بن أوس أن رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: أوَّلُ ما يُرْفَعُ مِنَ النّاسِ الخُشُوعُ[2]. 3- عَنْ زَيادِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ، قال: كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)[3]. حكم الخشوع في الصلاة: الخشوع في الصلاة واجب على الصحيح للأدلة الآتية: 1- قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]. 2- قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11]. 3- ومما يدل على وجوب الخشوع أيضًا: حديث الحارث الأشعري (رضي الله عنه) الطويل عن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وفيه: (.. وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ..)[4]. [1] رواه الترمذي وقال الشيخ الألباني: صحيح. [2] رواه الترمذي وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني. [3] رواه مسلم. [4] رواه الإمام أحمد وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |