أول خطبة بعد رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1177 - عددالزوار : 133101 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-04-2025, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,880
الدولة : Egypt
افتراضي أول خطبة بعد رمضان

أول خطبة بعد رمضان

أحمد بن عبدالله الحزيمي

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفَّق من شاء من عباده للثبات على الطاعات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أدومُ الناس على فِعل القربات، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه السادات؛ أما بعد:

فاتقوا الله وراقبوه؛ فإنه سبحانه يحب المتقين.

دخل رجلٌ من أهل البادية على مجلس رسول الله، فقال: ((يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال، آللهُ أرسلك؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا خمسَ صلوات في يومنا، وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك، آللهُ أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صومَ شهر رمضان في سنتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلًا، قال: صدق، قال: ثم ولَّى، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليهن، ولا أنقص منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن صدق لَيدخلن الجنة))؛ [رواه مسلم].

أيها الإخوة: كعادته لم يدُم رمضان بيننا طويلًا، بل ارتحل عنا سريعًا، جاء رمضان ومضى، وأتى العيد وسينقضي، وهذه سُنة الله في خلقه، لكل شيء إقبالٌ وإدبار، وبداية ونهاية، وحياة وموت.

إن العبد - أيها الإخوة - إذا دخل رمضان، وألزم نفسه عددًا من الطاعات التي لم يكن يقوى عليها قبل رمضان، وأقبل عليها بشغف وحبٍّ، ثم سأل الله تعالى الاستمرار عليها بعد رمضان، ثم لما انتهى رمضان وفي الأسبوع الأول منه لم يترك هذه الطاعات، ولم يَذَر تلك العبادات - نعم من أول أسبوع - فإنه بإذن الله تعالى لن ينفكَّ عن هذه العبادات، وسيستمر عليها، بل سيصل به الحال إلى أن يلتذَّ بها، ويجد فيها راحته وسعادته، كما وجدها غيره من العباد والصالحين، إذًا الأمر كما ترى بيدك أنت، قرارك بيدك، نعم يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد، لكن في النهاية ستألَف هذه العبادة، ولن تنفك عنها أبدًا.

وأمر في غاية الأهمية - أيها الكرام - وهو أن العبد مطلوب منه المسارعة إلى الله عز وجل إلى الدار الآخرة؛ لأنه لا يدري ما يعرِض له من موت أو مرض يُقعده عن العمل؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني].

أيها المباركون:
إن أعظم ما تُفنى به الأعمار، وأطيب ما يرجوه المؤمن هو: التوفيق لحسن العمل وقبوله؛ وهذا من أعظم النعم التي أنعم الله سبحانه بها على عبده المؤمن؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، فلا قيمة لمالٍ ولا زخرف، ولا ولد ولا مكانة، ولا عمر ولا عيش، إلا ما كان لله سبحانه؛ كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا عيشَ إلا عيش الآخرة))؛ [متفق عليه].

فلحظات الصالحات هي أحسن لحظات الحياة، بل هي الحياة الحقة نفسها التي يعيشها الصالحون، فليس لهم في الدنيا ثمة سعادة إلا في رضا الله سبحانه، وابتغاء مرضاته، سواء أكان ذلك عبادةً مأمورةً أم علمًا ينتفع به، أم دعوةَ خيرٍ وصلاح.

والمؤمن الناصح هو الذي يجمع بين إتقان العمل، وملازمة الاستغفار في ختامه؛ جبرًا لما فيه من نقص وتقصير؛ فقد أرشد الله تعالى عباده لهذا بقوله في آيات الحج: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]؛ قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "وهكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادة أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلًّا ومنزلةً رفيعةً، فهذا حقيق بالمقت ورد العمل، كما أن الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخَرَ"؛ ا.هـ.

أيها المؤمنون:
يقول ابن القيم رحمه الله: "لا شيء أفسد للعمل الصالح من العُجب ورؤية النفس".

عبدالله: إذا سرى في نفسك داء العُجب؛ لأجل ما قمت به من عبادات في هذا الشهر، فتذكر أن هناك من هو أتقى منك، وأعبدُ لله منك، وتذكر بأن الذي أذِن لك ومنَّ عليك بالتوفيق لعبادته هو الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]، ودائمًا تذكر: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].

عندما وصل العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله لتفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] بكى أكثر من خمس دقائق وما زاد على أن قال: "أمر مخصوص، لعبد مخصوص، بعمل مخصوص، في مكان مخصوص، ومع ذلك يسأل الله القبول".

أخي الكريم: اجعل من نسَمات رمضان المشرقة مفتاحَ خيرٍ لسائر العام، واستقِم على طاعة ربك، وداوِم ولو على القليل من العمل الصالح، واسأله سبحانه الثبات حتى الممات.

نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على دينه، وألَّا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يُعيذنا من أسباب حُبوط الأعمال، إنه على كل شيء قدير.
بارك الله لي ولكم...

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه إلى يوم الدين؛ أما بعد أخي الكريم:
فلو ذهبتَ إلى رجل من أهل الكرم والفضل، وأعدَّ لك ضيافة لائقة، فيعدها لك على قدر كرمه هو، وإن أهداك رجل من أهل الدنيا هدية، فسيهديها لك على قدر كرمه هو، وأرجو أن تتصور معي – يا من صُمت وقُمت لله - نزلًا يعده لنا ملك الملوك جل جلاله، يا ترى كيف يكون ذلك؟ إذا أردت أن تقف على شيء من هذا النزل، وما ينتظرك من الكرم، فقِسْ على منزلة أقل رجل في الجنة، قارنها بعد ذلك بمنزلة السابقين الأولين، منزلةِ أصحاب الدرجات العالية: ((سأل موسى عليه السلام ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلةً؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أُدخِل أهلُ الجنة الجنةَ، فيُقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذَاتهم؟ فيُقال له: أترضى أن يكون لك مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ ربِّ، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذَّت عينك، فيقول: رضيت رب، قال: ربِّ فأعلاهم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردتُ، غرست كرامتهم بيديَّ، وختمت عليها، فلم ترَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر))؛ [رواه مسلم].

وختام القول عباد الله: عرفتم فالزموا، وبدأتم فاستمروا، ووُفِّقتم فلا تنكصوا، ذُقتم حلاوة الإيمان وعرفتم طعمه، صمتم وقمتم وصليتم، ورتلتم القرآن ترتيلًا؛ فالزموا هذا الطريق المنير، واستمروا على هذا الصراط المستقيم، حتى تلقَوا ربكم.

اللهم تقبل منا صيام رمضان، وثبِّت قلوبنا على طاعتك في سائر شهور العام، واختم لنا بالباقيات الصالحات، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم استعملنا في طاعتك يا أرحم الراحمين، اللهم يا من أعنتَنا على الصيام فصُمنا، وعلى القيام فقمنا، خُذْ بنواصينا إليك لنُرضيك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تتخلَّ عنا بذنوبنا فنهلك، اللهم لا حول ولا قوة لنا إلا بك يا رب العالمين، اللهم أسعِدْنا في الدنيا بطاعتك، وفي الآخرة بجنتك.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم احفظ بلادنا بحفظك واكلأها برعايتك، ووفِّق وليَّ أمرنا وولي عهده لكل خير، وأعِنْهم بتوفيقك وخذ بنواصيهم إلى الخير، يا سميع الدعاء، اللهم انصر جنودنا المرابطين على ثغورنا، وكل رجال أمننا، اللهم انشر الأمن والرخاء في بلادنا وبلاد المسلمين، واكفنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشرَّ طوارق الليل والنهار.

يا سميع يا مجيب، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]