خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2025, 12:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ

خطبة عيــد الفطر المبارك 1446هـ

د. محمد جمعة الحلبوسي

الله أكبر (تسعًا) لا إله إلا لله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر كلما هـلَّ هلال وأبدر... الله أكبر كلما صام صائم وأفطـر... الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر... الله أكبر كلما لاح برق وأنور... الله أكبر كلما أرعد سحاب وأمطر... الله أكبـر كلما نبت نبات وأزهر... الله أكبر ما توافد المسلمون إلى بيوت الله في صباح هذا اليوم الأنور... الله أكبر ما اجتمعوا على ذكر ربهم المليك الأكبر...الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا[1].

أيها المسلم: ونحن نعيش في صباح عيد الفطر المبارك، لي معكم ثلاث وقفات:
الوقفة الأولى: يا صائمي رمضان، أبشروا بمغفرة الرحمن:
فيا من صمتم أيام شهر رمضان، وقمتم لياليه المباركة، واليوم تخرجون إلى صلاة عيدكم، أقول لكم: هنيئا لكم مغفرة ربكم، فإن الله تبارك وتعالى في مثل هذه الساعة المباركة يباهي بعباده الصائمين لرمضان إيمانًا واحتسابًا، فيقول للملائكة، يا ملائكتي: انظروا إلى عبادي صاموا أيام شهر رمضان، وقاموا لياليه، واليوم خرجوا إلى عيدهم فما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فتقول الملائكة: إلهنا وسيدنا، جزاؤه أن توفيه أجره، فيقول الله تعالى: أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، وأني قد رضيت عنهم، فينادي منادٍ من قبل الله: يا امة محمد عودوا إلى منازلكم فقد بُدلت سيئاتكم حسنات.[2]

فيا من صمتم لله تعالى ثلاثين يومًا اشكروا الله تعالى أن وفقكم على هذه النعمة، أن وفقكم لصيام رمضان وقيامه كما قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

قال أهل العلم: هذه الآية تحمل البشارة لكل صائم، فكأن الله تعالى يخاطب من صام رمضان، ومن عبده فيه، ومن حفظ نفسه عن الشهوات والمحرمات، قائلًا: يا عبدي، هذا يوم جائزتك، أفرحك بقبولي ومغفرتي، فكن من أنت من الشاكرين.

فاشكروا الله، أيها المسلمون، على هذه النعمة العظيمة، أن وفقنا للصيام والقيام، وأكرمنا بالقبول والمغفرة.

الوقفة الثانية: العيد نعمة.. فلا تفسدوه بالمعصية.
هذا أحد الصالحين، واسمه وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ (رحمه الله)، وهو من تابع التابعين، رأى هذا الرجل الصالح قومًا يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تُقُبّل منهم صيامهم فما هذا فعـل الشاكـرين، وإن كان لم يُتَقَبل منهـم صيامهم فما هـذا فعـل الخائفين"[3].

الله أكبر... إذا كان هـذا الرجل الصالح قد رآهم يضحكون في يوم العيد، والضحك مباح في ذاته، فقال هذا ليس من فعل الشاكرين، فماذا سيقول لمن يغتاب المسلمين في يوم العيد؟ وماذا سيقول لمن يرفض أن يصالح أخاه وأمه وأباه في يوم العيد؟ وماذا سيقول لمن يعصي الله في يوم العيد؟ ماذا سيقول لمن يذهب الى أماكن اللهو والفساد والرذيلة في يوم العيد؟

دخل رجل على أمير المؤمنين عليّ (رضي الله عنه) في صباح يوم عيد الفطر، فوجده يتناول خبزًا فيه خشونة، فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن! فقال عليّ (رضي الله عنه): اليوم عيد مَن قُبِلَ صيامه وقيامه، عيد من غُفِرَ ذنبه وشُكِرَ سعيُه، وقُبِلُ عَمَلُه، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد.

هذا هو المفهوم الحقيقي لمعنى العيد، فالعيد ليس أن نأكل ما لذ وما طاب، وليس أن نلبس أجمل الثياب، انما العيد هو أن لا نعصي الله عز وجل، العيد يوم أن نتخلق بأخلاق القران ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34- 35]، العيد يوم أن نترجم ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم في تعاملنا، فهو القائل: (( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَـانِهِ وَيَدِهِ))[4]، وهو القائل: (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ - أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ))[5]، وهو القائل: ((لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ))[6]
العيد يعني أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتعفو عمن ظلمك، العيـد أن تخـرج البغضاء من قلبـك، العيــد أن تدخــل الطمأنينة في قلوب المسلمين، العيد أن تترك الخلافات وتعمل على توحيد الكلمة.

فالعيد يوم فرح ونعمة من الله، فلنجعلها فرصة للتقرب إليه بالشكر والعبادة، وللتصافي مع الآخرين، فلا نسمح لأنفسنا بإفساد هذه النعمة بالمعاصي، بل لنستشعر بركة الطاعة في هذا اليوم المبارك.

أسال الله أن يهلَّ هلال هذا العيد علينا وعلى المسلمين بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، وأن يجعل هذا العيد بشير خير وبركة على الأمة الإسلامية، وأن يجعله نذيرًا وبالًا وحسرةً على أعداء الاسلام، آمين يا رب العالمين.

وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية:
الله أكبر (سبعا) لا إله إلا لله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الوقفة الثالثة: العيد دعوة للتشبه بالعيش كما عاش الصحابة رضي الله عنهم:
إن هذا العيد هو بمثابة رسالة لنا، لسان حاله يخاطبنا قائلًا: لن يتحقق لكم عيدكم إلا يوم أن تعيشوا كالمجتمع الذي عاشه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكيف كان ذلك المجتمع؟ ما هي الأخلاق التي تميزوا بها؟ كيف كان تعاملهم مع بعضهم البعض؟

لنستمع إلى أخلاق ذلك المجتمع العظيم من خلال ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) [7]:
في خلافة سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) كان سيدنا عمر بن الخطاب قاضيًا على المدينة المنورة (على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم)، فلبث سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قاضيا لمدة لم يختصم إليه فيها أحد، فطلب من سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) أن يعفيه من هذه المهمة، فقال له أبو بكر (رضي الله عنه) أمِنْ مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال: لا يا خليفة رسول الله، ولكن ليس لي حاجة عند قوم مؤمنين: عرف كل منهم ماله من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب واسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟!!

أرأيتم أخلاق ذلك المجتمع العظيم! فيوم أن نصل بأخلاقنا إلى هذه القمم فهذا هو عيدنا الأعظم، ويوم أن يشعَّ بيننا هذا النور فهذا هو يوم الفرح والسرور، ويوم أن نترجم ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم: (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ - أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )) [8]، فهذا هو العيد يا أبناء الإسلام.


أَعَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.

[1] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 147)، المجالسة وجواهر العلم: (5/146).

[2] شعب الإيمان للبيهقي: (5/ 278)، برقم (3695).

[3] لطائف المعارف، ابن رجب: (ص: 209).

[4] صحيح مسلم، كتاب الايمان - بَابُ بَيَانِ تَفَاضُلِ الْإِسْلَامِ، وَأَيُّ أُمُورِهِ أَفْضَل1/ 65)، برقم (41).

[5] صحيح مسلم، كتاب الايمان- بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ: (1/ 67)، برقم (45).

[6] صحيح مسلم، كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ- بَابُ تَحْرِيمِ الْهَجْرِ فَوْقَ ثَلَاثٍ بِلَا عُذْرٍ شَرْعِيٍّ: (4/ 1984)، برقم (2560).

[7] ينظر : آل البيت الأطهار والصحابة الأخيار في الميزان، محمود المعاضيدي: (ص:201).

[8] صحيح مسلم، كتاب الايمان- بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ: (1/ 67)، برقم (45).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]