|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الليلة الخامسة عشرة: لسانًا وشفتين عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فاللسان ذلك العضو الصغير، يورد الإنسان المهالكَ إذا لم يزِن الكلام قبل أن يتكلم فيه، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»؛ متفق عليه. وقد صنَّف الإمام (أبي الدنيا) كتاب (الصمت وآداب اللسان)، وهو كتاب جدير بالقراءة لمن أراد ضبط لسانه، وعدم إطلاقه في القيل والقال. ومِن نِعم الله عز وجل على الإنسان أن جعل أعظم العبادات (عبودية اللسان)، بل لو تأمَّلنا العبادة الوحيدة التي أُمرنا بالإكثار منها لوجدناها عبادة (الذكر)؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 200]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]. ومما يقتضي مزيد الحذر منه زلةُ الألسن، فقد تهوي بالمرء كلمةٌ واحدة في دركات جهنم وهو غافلٌ عن ذلك الأمر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (.. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم)؛ رواه البخاري رحمه الله 6478. وقد ورد في الحديث عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ»؛ متفق عليه، ومن حفظ اللسان: حمايته عن الوقوع في أعراض المسلمين من غيبة ونميمة، وإساءة الظن بالمسلمين، وكلام الفحش البذيء، والتدخل في شؤون الآخرين... فقد سأل معاذ رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن عملٍ يُدخله الجنة ويُباعده من النار، فعدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوابًا من الخير، وقال بعدها: (ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ»؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ،وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»؛ رواه الترمذي رحمه الله، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ». اللهم احفَظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، والخوض في الباطل، إنك على كل شيء قديرٌ، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |