لذة الطاعة بعد الصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141377 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2025, 11:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي لذة الطاعة بعد الصبر

لذة الطاعة بعد الصبر

فاطمة الأمير

يعلمني رمضانُ أن البداياتِ الشاقة هي المدخل للنهايات المضيئة، وأن النفس قد تتثاقل عن الطاعة، لكنها إن صبرت اعتادت، وإن اعتادت استلذَّت.

أول يوم من الصيام قد يكون مرهقًا، وأول ركعة من القيام قد تكون ثقيلة، وأول صفحة من القرآن قد تحتاج إلى جهاد للنفس، لكن مع كل خطوة نبذُلها تزول المشقة شيئًا فشيئًا، ويُولد الحب، ونتذوق حلاوة الطاعة التي لا يعادلها شيء.

فما أجمل أن تصل إلى اللحظة التي يصبح فيها السجود ملاذًا آمنًا، واستراحةً تأنس بها النفس، والقرآن أنيسًا لا يُستغنى عنه، والقيام لذةً لا تكتمل الليالي بدونه!

حينها تدرك أن الطاعة لم تكن عبئًا، بل كانت الطريق إلى السعادة الحقيقية، لكنها تحتاج إلى صبرٍ حتى ينكشف لك نورها.

يقول الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ فاجتهد، واصبر، وداوِم، حتى تصل إلى مقام من يجد في القرب حياةً، وفي الطاعة نعيمًا، فلا يُطيق أن يبتعد عن الله لحظةً واحدة.

هذه الآية الكريمة وعدٌ إلهيٌّ صادق بأن من جاهد نفسه وسعى في سبيل الله، فإن الله سيفتح له أبواب الهداية، ويُمسك بيده حتى يصل، ويُذيقه من لذة القرب ما يجعله لا يلتفت إلى الوراء أبدًا.

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ﴾ [العنكبوت: 69]، الجهاد هنا لا يعني فقط القتال، بل يشمل كل صورة من صور الجهاد: جهاد النفس ضد الهوى، جهاد الشهوات، جهاد العادات التي تُبعد عن الله، جهاد الكسل عن الطاعات، جهاد الصبر على البلاء، وجهاد الثبات وسط الفتن؛ فالمجاهدة هي بذل الجهد في الطاعة، على رغم مشقة البداية وثقلها على النفس.

﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]، كم من شخص بدأ في طاعة وهو يشعر بثقلها، لكنه عندما صبر وجاهد، تحولت الطاعة من عادة إلى عبادة، وأصبح لا يستطيع الاستغناء عنها!

هذه هي الهداية؛ أن تجد للطاعة حلاوةً تملأ قلبك، وللقرب من الله أنسًا لا يوازيه شيء، وأن ترى في سجودك راحةً، وفي تلاوتك حياة.

قد تتساءل: متى أشعر بلذة الطاعة؟ متى يصبح القرآن أنيسي، والصلاة راحتي، والذكر غذاءً لروحي؟

الجواب في الصبر والمجاهدة، الطاعات مثل البذور لا تُثمر في يوم وليلة، لكنها تنمو مع كل يوم تجاهد فيه نفسك، حتى تصل إلى لحظة تدرك فيها أنك لو تركت الطاعة، شعرت بأن شيئًا كبيرًا ينقصك.

فالطريق إلى الله ليس دائمًا مفروشًا بالورود، لكنه مفتوح لمن يطرُقه، وميسَّر لمن يسعى إليه، وكلما اجتهدت في التقرب إلى الله، أعانك وقربك إليه، حتى تصبح الطاعة جزءًا منك، فتسير إليه بقلب مطمئنٍّ، وروح مشتعلة بالحب، ولسانٍ يلهج بالشكر على لذةٍ لم تكن تعرفها من قبل.

فإن شعرت بثقل الطاعة يومًا، فلا تيأس، لا تستسلم، لا تتوقف، بل قاوِم، واصبر، وتقدَّم خطوةً بعد خطوة، فما هي إلا لحظات حتى تجد نفسك قد بلغت مقام القرب، وحينها ستدرك أن كل جهاد كان يستحق؛ لأن نهايته كانت هدايةً وسعادةً لا تنتهي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]