آثار وفضائل القرآن الكريم في شهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-03-2025, 04:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي آثار وفضائل القرآن الكريم في شهر رمضان

آثار وفضائل القرآن الكريم في شهر رمضان

أبو سلمان راجح الحنق

خطبة الحاجة:
المقدمة:
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

أيها الصائمون، نزل القرآن الكريم في شهر عظيم لأمة جعل منها القرآن الكريم أمةً عظيمةً، عظيمةً في عقيدتها، وعظيمةً في رسالتها، وعظيمةً في أخلاقها، وعظيمةً في سلوكها، وعظيمةً في كل شؤون حياتها.

القرآن الكريم أعظم معجزة نزلت من السماء، ومن أسرار إعجازه ما يحدثه في القلوب، وتأثيره في النفوس ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

القرآن الكريم إذا قرع الأسماع واستقر في القلب، سكن فيه لذة وحلاوة ومهابة وسكينة، وإيمانًا، وأمانًا.

أيها الناس، إن ارتباط نزول القرآن الكريم بهذا الشهر المبارك له مدلوله، فحين تسمو هذه النفوس بالصيام، وتتخلَّى هذه النفس عن بعض ملذاتها وشهواتها، وتتنقى من بعض عاداتها التي تكون حائلًا بين النفس وبين تأثرها بالقرآن، حينها تتهيَّأ هذه النفس، والقلب، ويزداد هذا القلب شوقًا إلى سماع كلام الرحمن، وآيات القرآن، فتخشع الجوارح، وتسكن النفس، ويقبل العبد على القرآن علمًا، وعملًا، وامتثالًا، وتسليمًا.

قال جل جلاله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121]، وتلاوة كلام الله بحق هو تحليل حلاله، وتحريم حرامه، وتدبره، والعمل به، قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].

قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:"إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن، هو حبل الله، الذي أمر به، وهو النور المبين، والشفاء النافع، وهو عصمة لمن اعتصم به".

وقال الأجوري: "القرآن للمؤمن مرآة له، يرى من خلال هذه المرآة ما حسن وقبح من فعله".

أيها الناس، إن العناية بالقرآن، كلام الله تعالى قراءةً، وتلاوةً، وسماعًا، وفهمًا، وتدبرًا، وعملًا، وتحكيمًا، كل ذلك وصية من الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وكذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"، وكذلك هو وصية الصحابة رضي الله عنهم، ووصية السلف الصالح، وكذلك وصية أهل الحق: من العلماء على مر العصور والدهور، وخاصة في شهر رمضان، شهر القرآن، فأقبلوا يا عباد الله على كلام الله تعالى، وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

أيها الناس، القرآن الكريم يحتاج منا إلى تدبُّر وعمل.

أيها الناس، إن شهر رمضان موسم عظيم للإكثار من تلاوة وقراءة القرآن الكريم؛ حيث إن فيه ثمارًا يانعة، وتجارة رابحة لن تبور بإذن الله تعالى، من لزم القرآن الكريم في شهر رمضان غذاه بنعيم لا ينفد، وبركة يجد أثرها، وسعادة تملأ قلب من صاحب القرآن الكريم.

واسأل نفسك أيها المسلم، يا من هجرت كلام الله تعالى، وهجرت سنة سيد الخلق، اسأل هذه النفس المقصرة، وقل لها: متى أتعظ بالقرآن؟ متى أعقل عن الله تعالى الخطاب الذي في كلام الله تعالى؟ متى أنزجر عما يغضب الله؟ هل لي أن أعتبر بكلام الله تعالى؟ فإذا سأل أحدنا نفسه تلك الأسئلة: عندها صحَّح من أخطائه، وتدارك تقصيره، واجتهد في تدارك ما فاته من الخير، حينها يصبح القرآن الكريم لي ولك شفاءً ودواءً وسعادةً واطمئنانًا، وراحة نفس، وسعادة قلب دائمة بإذن الله تعالى.

أيها الناس، إن في قراءة وتلاوة وسماع القرآن الكريم في رمضان وفي غير رمضان في ذلك حياة للقلب، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].

وقال سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات.

الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين، أما بعد:
أيها الناس، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

أيها الصائمون، أهل القرآن في رمضان يتلذَّذون بطول القيام، ويستمتعون بمناجاة رب الأرض والسماء، فترى أهل القرآن يتلذَّذون بتلاوة القرآن، ويقبلون على صلاة التراويح، فتراهم في خشوع، وتذلُّل، وخضوع بين يدي الملك العلَّام جَلَّ في علاه.

فالقرآن نور وروح وبركة، وهدى وفرقان، وشفاء لما في الصدور، فاللسان يقرأ ويرتل، والعقل يعي ويترجم، والقلب يتَّعِظ.

أيها الناس، الآيات القرآنية تنقل القارئ والسامع إلى ملكوت الله، وآياته المبثوثة في الكون، فيزداد العبد معرفة بعظمة مولاه، وقدرته تعالى، وإعجازه في خلقه، وبديع صنعه، فيرق القلب ويخشع.

أيها الناس، القرآن الكريم يغرس الإيمان في القلوب، ويجعل قلب المسلم عامرًا بذكر الله، مطمئنًّا إلى ذلك.

خاضعًا، مستسلمًا لأمر الله، صادقًا مُتَّبِعًا لسُنَّة رسول الله عليه الصلاة والسلام، خائفًا من ارتكاب ما حرَّمه الله، يخشى لقاء الله، ويرجو النجاة يوم أن يقف بين يدي الله تعالى.

أيها الناس، إن كلام الله تعالى يقرر أن الإيمان ليس مجرد عواطف ومشاعر وأقوال، وحروف ينطق بها المسلم، بل إن الإيمان قول وعمل، وصدق في الاهتداء بكلام الله تعالى، وصِدْق في الاتِّباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا: سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون.

أيها الصائمون، إن القرآن الكريم يعرف المسلم وعامة الناس بسعة رحمة الله وجوده وكرمه ومغفرته ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

أيها الصائمون، إن آيات الكتاب العزيز تدعونا إلى رفع أكف الضراعة إليه، وسؤال الله من فضله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186].

وآيات القرآن الكريم تطمئن وتهدي، من حزن وألم كل مظلوم؛ حيث إنهم يقرؤون في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ﴾ [الأنبياء: 47]، فحينها يعلم المظلوم أن الله تعالى سيأخذ له من ظالمه، فكن على حذر يا من تظلم عباد الله، فالظلم خطير، وجرمه كبير، وعاقبته مخزية في الدنيا والآخرة.

القرآن الكريم يعرفك أيها المسلم بعدوِّك، وصفاته، وخططه، وأساليبه، ومكره وخداعه، حتى تكون أيها المسلم على حذر تام، وأول الأعداء لك أيها المسلم هو الشيطان الرجيم، وكذلك أعوان وجنود الشيطان من يهود ونصارى وملاحدة وبوذيين ومنافقين ومن أهل الزيغ والضلال، ومن أهل الشبهات والشهوات ﴿ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19].

أيها الناس، القرآن الكريم يحكي تاريخ الأمم، وما حصل لهم، وفيه العبر، وفيه الدروس والعظات ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].

وفي القرآن الكريم نصيب وافر في الرد على اليهود والنصارى، وسائر المشركين، وفيه الرد على أهل الضلال والانحراف، وعلى أهل الشبهات والشهوات.

أيها الناس، وفي القرآن الكريم وصف لأحوال أهل النار، ونعم أهل الجنة، وفي القرآن الكريم تبصير للناس، وهدًى ورحمة للعالمين.

القرآن الكريم يقوِّي صلة المسلم بربِّه، وبدينه، وبسُنَّة رسوله ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

ختامًا: أيها الناس، نحن مطالبون بعودة صادقة إلى العمل والاهتداء بكلام الله تعالى والاقتداء بسنة خاتم الأنبياء، وشهر رمضان فرصة عظيمة للمراجعة، والمحاسبة، والتوبة ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

ألا وصلوا وسلموا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.29 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]