|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() (احتساب سبعين نية لصوم رمضان) من كتاب (بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان: ج1) د. محمد حسانين إمام حسانين (احتساب سبعين نية لصوم رمضان) من كتاب (بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان: ج1) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله ومن تبِعهم بإحسان؛ أما بعد: فإنَّ أفضلَ ما يلقى العبد به ربَّه عز وجل أن تكون أعماله خالصة لله تعالى، وعلى هَدْيِ نبينا محمدٍ، ومن ثَمَّ، فإن مما يُعين العبدَ على الطاعة أن يتيقَّنَ أنَّ له من الأجور العظام يوم القيامة، فيهون عليه ما يبذل؛ فقد قيل: "من عرف ما يبذل، هان عليه ما يطلب"، وأي طلب أعظم من رضوان الله وجنانه؟! فبين يديك - أخي الكريم - ما يسَّر الله جمعه مختصرًا دون تفاصيل كلام أهل العلم في شروح الأحاديث؛ لتكون تلك النيات وجبة سريعة تتناسب مع مختلف الأعمار، إن شاء الله. مدار حياتك على النية: لقد بيَّن الله عز وجل في كتابه أن مدار الحياة كلها على القلب؛ فقال: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، وقد أكَّد هذا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إن في الجسد مضغةً إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب))[1]، وقد بيَّن ربنا أن أساس قبول الأعمال يتوقف على أمرين؛ بقوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]؛ قال الفضيل عن تلك الآية: "لا يُقبَل من العمل إلا ما كان أخلصه وأصوبه"؛ فأخلصه أن يكون خالصًا لله تعالى دون غيره، وأصوبه أن يكون موافقًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكلنا يحفظ حديث: ((إنما الأعمال بالنيات))، فنسأل الله بما دعا به بعض السلف أن يجعل نياتنا كلها صالحة، وأن يجعلها لوجهه خالصة، وألَّا يجعل لأحدٍ غيره شيئًا. الأجر على قدر المشقة: إن من أسماء الله تعالى الكريمَ؛ فلن يضيِّع عبوديتك وإخلاصك وصبرك له بكرمه لك، وإحسانه سبحانه إليك في جزاء صيامك، كما أنك مُمْسِكٌ عن المحرَّمات في صيامك، محتسبًا ما تلاقيه من مشقة وتعب، كل هذا يُعظِم الله لك به الأجرَ، ويُجزِلُ لك المثوبة، كما أن نبينا صلى الله عليه وسلم بيَّن تلك القاعدة؛ فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها: ((إن لكِ من الأجر على قدر نَصَبكِ ونفقتكِ))[2]، فالاحتساب في العبادات وما يلاقيه المسلم من مشقة أو جهد أو صبر لن يُضيِّعه الله؛ فلْتَكُنْ نياتنا خالصة لله تعالى، وهذه النيات كالآتي: 1- الصوم وقاية من الأمراض الظاهرة والباطنة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم جُنَّة))[3]؛ فهو وقاية من الذنوب والمعاصي، وفرصة إيمانية لتطهير القلب من أمراضه، وسبيل للمحافظة على الطاعات من صيام وقيام وقرآن، وصدقات تفطير الصائمين، والتواضع... كما أن الصيام وسيلة نافعة لعلاج كثير من الأمراض؛ كالسُّكَّري (السكر) والسِّمنة المفرطة، إلى جانب أن الصيام فرصة للزوجين بإنجاب الولد؛ فالهرمونات تكون نشِطة في أوقات الصيام أكثر من غيرها حسب دراسات علمية أُجريت. 2- صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام: لقد بيَّن لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أركانَ الإسلام الظاهرة، التي لا فِكاك للمسلم عنها، فهي أركانه وأعمدته؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم في بيانها عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((بُنِيَ الإسلام على خمس:... وصوم رمضان))[4]، فعبادة صوم رمضان من مُتمِّمات أركان الإسلام وأسسه التي بها يُعرف المسلم بإسلامه دون غيره؛ إذ من شروط صحة الصيام أن تكون مسلمًا، فلو صام غيرُ المسلم معنا لم يُقبَل منه. 3- الصوم سنن الصالحين قبلنا: لقد طيَّب الله خاطر المؤمنين بوصفهم بأنهم على خطى الأنبياء والصالحين قبلهم، إن احتسبوا صيامهم؛ فبيَّن سبحانه وتعالى أنه فرض الصيام على الأمم السابقة، فالله بيَّن لنا التخفيف والرفق بنا، فلم يفرضه علينا وحدنا؛ فقال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 183]، فالمسلم الذي يمتثل أمرَ ربِّه، ويصوم رمضان محتسبًا تَعَبَه ونصبه، وفَعَلَ ما يُرضي الله في صيامه بالبعد عن الغِيبة والنميمة، وغيرها من الكبائر والصغائر، فالمسلم الذي يتعبد بالصيام يتصف بصفة من صفات الأمم السابقة، بفعل ما أُمِرَ به. 4- يُحشر الصائم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين: يا له من فضل! ويا له من شرف! حينما تحتسب صيامك، فيحشرك الله مع أفضل من تعبَّدوا الله، وفي أعلى منزلة في الجنة؛ فقد بيَّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن مرة الجهني قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديتُ الزكاة، وصُمْتُ رمضان وقُمته، فممَّن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء))[5]، فاحتساب نيتك في الصيام سبيل لأنْ تَلْحَقَ بهذا الرَّكْبِ الذي أنعم الله عليه، وأنت في كل ركعة تسأل الله ذلك في سورة الفاتحة: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، وهم في سورة النساء: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، فيا لها من صحبة! نسأل الله أن يكتبنا ممن صام احتسابًا، فيلحقنا بهم وفي زُمْرَتِهم. 5- غفران ما تقدَّم من ذنوبك: إن من أسماء الله الحسنى التي نتعبد بها الله عز وجل في حياتنا اسمه (الغفار)، فهو كثير المغفرة، ومن تلك الأعمال الصالحة التي بها يغفر الله لنا عبادةُ الصيام، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علَّق تلك المغفرة على احتسابك لصيامك؛ فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[6]، فاحتسِبْ صبرك على الطاعة، وصبرك عن المعاصي حتى يُغفَر ذنبك؛ فلن يضيِّع الله جهدك. 6- رفعة درجتك في الجنة: لا شكَّ أن الإنسان الذي يطيل الله عمره، فيشهد صوم رمضان وقيامه، أفضل ممن مات قبل شهود الصيام، وفي ذلك بيَّن رسولنا صلى الله عليه وسلم للصحابة؛ كما في حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه ((أن رجلين من بَلِيٍّ قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم تُوفِّيَ، قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأُذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج، فأذن للذي استُشهد، ثم رجع إليَّ، فقال: ارجع، فإنك لم يَأْنِ لك بعد، فأصبح طلحة يحدِّث به الناس، فعجِبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدَّثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استُشهد، ودخل هذا الآخر الجنةَ قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السَّنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض))[7]؛ ومن هذا يتضح أن المسلم الذي عاش عمرًا أطول من غيره قد عمَّر بصيامه وقيامه وطاعته لله، فهو أسبق من غيره وأعلى منزلة في الجنة إن تقبَّله الله منه، فدخول الجنة برحمة الله، والدرجات فيها بحسب الأعمال؛ فكثرة الأعمال علوٌّ في الدرجات، فنسأل الله أن يطيل أعمارنا ويحسن أعمالنا. 7- من أسباب دخول الجنة: شهر رمضان فرصة كبرى لأن تكون من أهل الجنة، فأبواب الجنة تتهيأ للصائمين؛ كما في حديث أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كانت أول ليلة من رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومَرَدَةُ الجنِّ، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب...))[8]، فهذه فرصة لكل مسلم أن يدعو الله بما شاء فأبواب الجنة مفتوحة، فليسأل ربه جناته، وليجتهد في الطاعات على اختلاف أنواعها؛ فقد بيَّن ابن القيم تلك المفاضلةَ بأن الصائم الذاكر خير من الصائم فقط، والصائم الذاكر المتصدق أفضل من غيره، وهكذا، كلما نوَّعت الطاعات، كان أفضل لك عند ربك من غيرك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفي القادم إن شاء الله تكملة الكتاب، فلا تنسَوني وأهلي وذريتي بدعوة صالحة، لعل الله يجعلها سببًا فيما أعده. [1] حديث صحيح. [2] حديث صحيح على شرط الشيخين: مستدرك الحاكم: 1/ 644. [3] حديث صحيح بطرقه وشواهده: سنن ابن ماجه، حققه: شعيب الأرنؤوط: 5/ 16. [4] صحيح البخاري: 1/ 11. [5] صحيح على شرط الشيخين: صحيح ابن حبان، حققه: شعيب الأرنؤوط. [6] صحيح البخاري: تعليق: محمد زهير بن ناصر الناصر: (1 / 16 – رقم 38). [7] حسن لغيره: مسند أحمد، حققه: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون. [8] صحيح: سنن ابن ماجة: شعيب الأرنؤوط: 2/ 599.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-03-2025 الساعة 01:25 PM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() (بذل الجنان) في احتساب سبعين نية لصوم رمضان: ج2 د. محمد حسانين إمام حسانين الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير النبيين؛ أما بعد: فهذا هو الجزء الثاني من كتاب (بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان)، أسأل الله أن يجعلها نافعة رافعة مقبولة، وهي كالآتي: 8- اختص الله الصائمين بباب في الجنة وحدهم: لقد جعل الله جزاءَ العطش والتعب في نهار صيامك أنه سيدخلك من باب خاصٍّ بالصائمين، أحد أبواب الجنة الثمانية، إنه باب (الرَّيَّان)، ذلكم الباب الذي اشتُقَّ اسمه من (الرِّيِّ)، الذي هو خلاف العطش؛ فعن سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن في الجنة بابًا يُقال له: الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد"[1]، وبهذا خصَّ الله الصائمين بباب مستقلٍّ بهم في جناته؛ فنسأل الله أن يجعلنا ممن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ليدخلنا من باب الريان. 9- صيام رمضان فرصة لتلبية نداء الملائكة بالتوبة: إن مِنْ مِنَنِ الله على عباده أن ينادي منادٍ من ملائكة الله، ليفتح باب التوبة لقلوب عباده بأن يرجعوا في هذا الشهر تائبين مستغفرين، محتسبين صيامَهم الخالص من الغِيبة والنميمة، وكل ما ينقص أجرهم؛ فعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كانت أولُ ليلةٍ من رمضانَ... ونادى منادٍ: يا باغيَ الخير أقبِلْ، ويا باغي الشَّرِّ أقصرْ))[2]، وبهذا، يكون رمضان فرصة حقيقة للعودة والأوبة والرُّجعى إلى الخالق سبحانه، فمع أن العبد يعصي ربه طوال العام، لكن العبد إن رجع وتاب في رمضان غُفِرَ له، إنه شهر كيوسف عليه السلام بين إخوته، ألقَوه في البئر، لكنه قال لهم في نهاية المطاف: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [يوسف: 92]، فرمضان فرصة لغفران الذنوب والمحافظة على الطاعات، والنداء في حقيقته على الناس أنه ما يبعثه الله من همة وعزيمة واستعداد وتهيئة لقلوب العباد، فتجد الصائم يحافظ على الصلوات الخمس ووِرْدِ القرآن، وأذكار اليوم والليلة، والصدقات، والقيام، وتفطير الصائمين، وإطعام الطعام وغيرها، فهنيئًا لكل من لبَّى نداء ربِّه فأقلع عن الشرِّ، وفَعَلَ الخير، ويتحقق نداء المنادي في رمضان، فتجد من يُفطر الصائمين على الطرقات وعلى النواصي شابًّا لطالما كان وكان في تقصيره في حق الله، لكن الله وفَّقه بأن كان ممن كُتِبَ لهم التوبة والرجوع في رمضان، فحقَّق نداء المنادي بتوفيق الله له وهدايته؛ فرمضان فرصة لإصلاح القلوب، أسأل الله أن يجعلنا ممن لبَّى نداء المنادي فوفَّقنا ربنا للخيرات والغفران. 10- لا ظمأ لصائم: ((ومن شرِب لم يظمأ)): فضل ربنا عظيم على عباده حينما يتقربون إليه بإجاعة أنفسهم وتعطيشها في سبيله سبحانه في صيامهم محتسبين، فرغم أنهم يعطَشون ساعاتٍ من نهار، فإن فضل ربنا عميم عظيم، فسيكافئهم بألَّا يعطشوا في الجنة أبدًا، حينما يُدخِلهم من باب الصائمين؛ فعن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((للصائمين بابٌ في الجنة يُقال له: الرَّيَّان... من دخل فيه شرِب، ومن شرِب لم يظمأ أبدًا))[3]، فهنيئًا لمن احتسب جوعه وعطشه وهو صائم محتسب متيقِّن بوعد الله له في جناته، نسأل الله أن يجعلني والقارئَ الكريمَ منهم، وأهلينا وذرارينا وأحبِّتَنا في جناتٍ ونَهَرٍ. 11- الصائم السائح من خير الناس وعلامة على إيمانه: لقد مدح الله المؤمنين الصائمين بصفة (السِّياحة) في القرآن في سورة التوبة؛ بقوله: ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ... وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112]، كما مدح الله المؤمنات بصفة (السائحات): ﴿ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ... سَائِحَاتٍ ﴾ [التحريم: 5]، ففي الآيتين ذكر (السياحة)، و"السائحون هم الصائمون، وقد شبَّه الله الصائم بالسائح؛ لإمساك الصائم في صومه عن المطعَم والمشرَب والنكاح"[4]، وقد مدح الله الصائمين في آية التوبة مع من في زمرتهم؛ إذ جعل الله السائح/ الصائم في زمرة أفضل العباد من التائبين والعابدين والحامدين، كما أنه سبحانه ختم الآية بالشهادة لهم بالإيمان؛ فالصائم حينما يحتسب صيامه فهو من خير الناس تقربًا إلى خالقه، وصيامه علامة على أنه من المؤمنين بشهادة الله له. 12- يبعد الله الصائم عن النار مسيرة سبعين خريفًا: يا له من موقف مفزع! حينما تُسعَّر النار يوم القيامة وتأتي لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَكٍ من الملائكة يجرُّونها، فتُزمجر وتغضب، ووقتها لا ينفع نَفْسًا إلا ما قدمت، وساعتها يأتي الصيام ليدافع عن صاحبه؛ فكل يوم صامه يبعد صاحبه عن النار سبعين سنة، وقد عبَّر النبي بالوجه من البدن دون غيره؛ لأن جلد الوجه رقيق كما هو معروف؛ فالنار تشويه أشد من غيره، ولسعه وألمه أشد، فالصوم يبعد وجهك عن النار؛ كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام يومًا في سبيل الله، بعَّد الله وجهَه عن النَّار سبعين خريفًا))[5]، في سبيل الله أي: "مخلصًا لله تعالى فيه، بأن يبعد الصائم مسافة سير سبعين سنة"[6]، وقد عبَّر بفصل الخريف أحد فصول السنة، ليدل على عدد أيام السنة كلها، فعددُ أيام السنة من الخريف إلى الخريف يُعَدُّ عامًا كاملًا، فكم أحتاج أنا وأنت أخي الكريم من صيام ليبعد الله وجوهنا عن النار؟ نحتاج كثيرًا وكثيرًا، لكن لا تحسب أن الأمر يتوقف على صيامك وحدك، بل كل من تذكِّره بفضل الصيام واحتسابه فهو في ميزان حسناتك، فثقِّل موازينك بتذكير الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، وذكِّري زميلاتكِ أيتها الأخت الكريمة بتلك الفضائل؛ حتى يجيء في ميزاننا آلاف الأيام التي صُمْناها وصامها غيرنا بسبب تذكيرنا إياه بالصيام؛ ففي الحديث: ((من دلَّ على خيرٍ، فله مثل أجر فاعله))[7]. 13- الصيام يبعدك عن النار خندقًا: يخاف الواحد منا ويهاب من عدوٍّ يلاحقه، فيَوَدُّ أن لو تحصن بحصن أو اختبأ في مكان لا يصل إليه عدوه، وهكذا الصيام حصنٌ منيع ومُبْعِد لك عن نار الله سبحانه، فإنه يمُنُّ علينا بأن يبعدنا عن النار مئات السنوات بتحصننا بالصيام واحتساب نياتنا؛ فعن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض))[8]، وهذه المسافة التي بين السماء والأرض؛ أي: مسافة خمسمائة سنة؛ قال الطيبي رحمه الله: "شبَّه الصوم بالحصن، وجعل له خندقًا حاجزًا بينه وبين النار التي شُبِّهت بالعدو، ثم شبه الخندقَ في بُعْدِ غَوره – قعره - بما بين السماء والأرض"[9]، فنسأل الله أن يحصن بالصيام فروجنا وألسنتنا، وقلوبنا وجوارحنا في الدنيا، وأن يبعدنا عن النار في الآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1]صحيح البخاري: 3/ 25. [2]صحيح: سنن ابن ماجه: 2/ 559. [3]صحيح: سنن النسائي، حققه: عبدالفتاح أبو غدة: 4/ 168. [4]غريب القرآن: ابن قتيبة، حققه: أحمد صقر، دار الكتب العلمية، 1398 ه/ 1978 م، ص: 193. [5]صحيح البخاري: 4/ 26. [6]السابق: تعليق مصطفى البغا. [7]صحيح: الأدب المفرد: 94. [8]صحيح: سنن الترمذي: 4/ 167. [9]مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: علي بن (سلطان) محمد الملا الهروي القاري ت: 1014ه): دار الفكر، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1422ه - 2002م: 4/ 1425.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان (ج 3) د. محمد حسانين إمام حسانين الحمد لله رب العالمين، له الفضل الحسن والثناء الجميل؛ أما بعد: فأستكمل معكم - أحبتي - ثمرات التعبُّد لله باحتساب الصيام، الجزء الثالث، وهي كالآتي: 14- يُكتَب آلاف الصائمين في ميزان حسناتك: نِعْمَ المالُ الصالح للعبد الصالح، إن كان حلالًا ووضعه فيما يُرضي الله، ولا أجمل من أن يكون من ماله صدقات لتفطير الصائمين؛ فاحتساب تفطيرهم ولو على شق تمرة، فيتكوَّن لك مثل أجورهم إجزاءً، ولا شكَّ أن أكمل الأجر فيمن يفطر الصائم وجبة كاملة، خاصة الأهل والأقارب والأصدقاء، وادْعُ الله أن يعينك على تجهيز ذلك في غير كُلْفَةٍ، لكن لا تحقِرَنَّ جهد الْمُقِلِّ، ولو على شق تمرة، ولن يحرمك الله أجرك بفضله وكرمه؛ فرُبَّ درهم سبق ألف درهم، وكلٌّ على قدر سَعَتِهِ واحتسابه؛ ولهذا بيَّن النبي فضل ذلك؛ فعن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا))[1]، فهنيئًا لكل زوجة أو أمٍّ تُعِدُّ الإفطار للصائمين، أو لكل رجل أو شابٍّ يقف في الطرقات وعلى النواصي ليفطر الصائمين، وهنيئًا لكل قائم على جمعية خيرية أو مسجد بإعداده الطعام والوجبات للفقراء أو المصلين، هنيئًا لهم إن قُبِلوا، فاللهم لا تحرمنا إطعام الصائمين، وعلى الصائم ألَّا يُخيِّب ظنَّ من يعطيه شيئًا يُفطِر عليه ولو قليلًا، "فينبغي للصائم قبول ما يُعطاه أن يفطر به إعانة لأخيه على الآخرة"[2]، فليأخذ كل منا بيد إخوانه إلى التعاون على أعمال البر من الإطعام؛ فهي من علامات التصديق بيوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الحاقة: 34]، فكيف بمن يطعم مسكينًا صائمًا؟ وقد كان النبي ((أجود ما يكون في رمضان))؛ فاستعد لتفطير الصائمين ولو أن تضع (خزان مياه/ مبرد/ زجاجات) ورتب مع إخوانك وأهلك وأصحابك لذلك من الآن. 15- الصوم لا مثيل له في حسناته: يا له من فضل لا يعادله فضل، حينما تحتسب صيامك بتعبك ومشقتك، لتجد ما لا حدَّ لفضله؛ فالصوم لا مثيل له فضلًا ومكانة وحسنات! فقد روى أبو أمامة، قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: مُرْني بأمرٍ آخُذُه عنك، قال: عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له))[3]، وفي رواية: ((قلت: يا رسول الله، دلني على عمل، قال: عليك بالصوم؛ فإنَّه لا عِدلَ له))[4]، ولذلك، لما علِم أبو أمامة تلك المنزلة، صار حاله كما قال رجاء بن حيوة الراوي عن أبي أمامة: "وكان أبو أمامة لا يكاد يُرى في بيته الدخان بالنهار، فإذا رُئِيَ الدخان بالنهار عرفوا أن ضيفًا اعتراهم مما كان يصوم هو وأهله"[5]، فهنيئًا لكل صائم، حينما يذهب إلى ربه، نسأل الله ألَّا يحرمنا تلك المنزلة. 16- الصيام يؤهلك لأصحاب اليمين في الجنة: لقد أجرى الله سُنَّته في خَلْقِهِ أن الجزاء من جنس العمل؛ ولهذا فإن الصائمين حينما احتسبوا جوعهم وعطشهم، وكل ما يُفطِر أو يفسد الصوم أو يبطله، فإن الله جعل جزاءهم من جنس عملهم، بأنه يرزقهم في أرض المحشر وسط الحر الشديد، وقد دنت الشمس من الرؤوس، وساعتها يُفاجَأ الناس بأقوامٍ يقعدون في ظلٍّ على موائد الطعام والشراب؛ إنه قوله تعالى: ﴿ بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ ﴾ [الحاقة: 24]، فالله يعوِّضهم عما كان في أيام الدنيا بطعام وشراب؛ جزاءَ ما صبروا على عطش الدنيا وجوعها، وهم محتسبون صيامهم لربهم. 17- صيامك شرف لا يُدانِيهِ شرفٌ: كلنا يحفظ الحديث المشهور، الذي أضاف الله عز وجل فيه الصوم إلى نفسه؛ بقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((إلا الصوم فإنه لي))؛ فإضافة الصيام إلى الله عز وجل فيه تشريف للعبد الذي يتعبَّد لله بهذه العبادة، فهنيئًا لكل صائم شرَّفه الله بأن أضاف الله العبادة التي يؤديها العبد إلى ربه، فيا ليت شعري هل يقبلنا منهم أم يردنا؟! فليتحرَّ كلٌّ منا أن يكون صيامه خالصًا لله تعالى؛ فقد قال أحمد بن حنبل: إضافة الصوم إلى الله دلالة على أن الصوم لا رياء فيه، بخلاف الأعمال الأخرى التي قد يُظهرها العبد مرائيًا فيها، نسأل الله أن يجعلنا من المخلصين المُخْلَصِين. 18- لا عدد لحسنات الصيام: كثيرًا ما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضائل بعض الأعمال لعدد حسناتها، إلا أن الله عز وجل خصَّ نفسه بثواب عبادة الصيام؛ فلا مَلَكٌ يكتب ولا شيطان يُفْسد؛ فقد قال الله في الحديث القدسي: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))، فالذي يكافئ العبد على صيامه هو الله، بلا حدود لحسناته، وكأنَّ تَرْكَ بيان الثواب على قدر كل إنسان في درجة صيامه، أكان من الصائمين العوام أم الخواص أم خواص الخواص، فكُنْ أحرص الناس هِمَّة على أن يكون صيامك كما أراد الله، بأن تجتهد في كل العبادات قدر استطاعتك فتأخذ من كل عبادة قسطًا، خاصة القرآن والأذكار والدعاء، وأن تجتنب ما يغضب الله. 19- أجمل فرحتين في دنياك وأُخراك: لا شكَّ أن العبد مجبولٌ على حبِّ الطعام والشراب؛ ولهذا عوَّض الله العبد عن صيامه وامتناعه عن الطعام والشراب بعيد الفطر المبارك، الذي حثَّنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على سنته في ذلك العيد بأنه صلى الله عليه وسلم: ((كان يأكل تمرات قبل خروجه إلى مصلى عيد الفطر))، ولا أجمل من أن تكون فرحة الصائم في الآخرة بما يلاقيه من ثواب صيامه؛ فقد بيَّن النبي تلك الفرحتين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((وللصائم فرحتان: فرحة حين يُفطِر، وفرحة حين يلقى ربه))[6]، فتلك الفرحتان: "فرحة النفس بالأكل والشرب، ويحتمل أنها فرحها بالتوفيق لإتمام الصوم والخروج عن العهدة، قوله: (عند لقاء ربه)؛ أي ثوابه على الصوم"[7]، فاحتساب العبد لصيامه يعجِّل الله له به ثمرات الفرح في دنياه وأخراه، جعلني الله وإياكم من أهل تلك المنزلة يوم نلقاه، فنرى ثواب أعمالنا، فتَقَرُّ أعيننا بفضل ربنا ومِنَّتِهِ. 20- الصوم زاد لتحصيل التقوى: ما شرع الله لعباده عبادة إلا ولها حكمة، علِمها من علِمها، وجهِلها من جهلها؛ ولذلك قد يستثقل بعضنا عباداتٍ أمرنا الله بها، لكن حينما نتوقف مع العلل التي بيَّنها لنا ربنا، فساعتها نعرف أنها لمصلحتنا أولًا، ومن ثَمَّ فقد فرض الله الصيام على عباده لأجلهم؛ فالصيام زاد لتحصيل التقوى؛ لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، فالتقوى ثمرة من ثمرات الصيام، ولِمَ لا، والصيام يبعدك عن المعصية، فإذا هممت بمعصية أو شرعت فيها، فإنك تتراجع حال تذكرك أنك صائم؟ فنسأل الله أن يرزقنا صيام خواص الخواص، وأن يجعل صيامنا سبيلًا للتقوى ليلَ نهار؛ فَلْيَنْتَبِهِ الصائم من حفظ صيامه ليلًا ونهارًا بأن يتوب ويقلع عن لصوص حسنات الليل من الأفلام، والمسلسلات، والبرامج الهابطة، التي تعج بالباطل والفتن؛ حتى يتحصل التقوى بصيامه. والله أسأل ألَّا يحرمنا التوفيق والقبول، أن يجعل هذا عملًا صالحًا لنا في ذرارينا إلى قيام الساعة. [1] صحيح: سنن الترمذي، (فؤاد/ الحلبي): (3/ 162). [2] التنوير، شرح الجامع الصغير، محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت: 1182هـ)، حققه: د. محمد إسحاق محمد إبراهيم: مكتبة دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى، 1432 هـ، 2011 م: (10/ 329). [3] صحيح: سنن النسائي: (4/ 165). [4] صحيح: صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: (1/ 393). [5] صحيح: سنن النسائي: (4/ 165). [6] صحيح البخاري: 9/ 143. [7]حاشية السندي على سنن ابن ماجه = كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه: محمد بن عبد الهادي السندي (ت: 1138هـ): دار الجيل، بيروت، بدون طبعة (نفس صفحات دار الفكر، الطبعة، الثانية)، 1/ 501.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() بذل الجنان في احتساب سبعين نية لصوم رمضان (ج4) د. محمد حسانين إمام حسانين 21- يشهد الله للصائم بإخلاصه لمن أخلص: الصوم شرف لك حينما يشهد الله لك بإخلاص صيامك، بامتناعك عن الشهوات والملذات في تعظيمك لله بأن قصدته وحده مخلصًا له صيامك، بأن امتنعت عن كل الْمُفْطرات، ليس الطعام والشراب والجماع فحسب، وإنما كل ما لا يحبه الله؛ ولهذا يُقرِّر ربنا صدق قلب ذلك الصائم المخلص، بقوله تعالى في الحديث القدسي: ((يَدَعُ طعامه وشرابه من أجلي))[1]، كما أن هذا دليل على وصف الله لعبده بالإخلاص، فلم يكن صومه تقليدًا لآبائه وأجداده، أو مثلما يصوم الناس، وإنما صام إيمانًا بتصديق ما جاء في فضل الصوم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واحتسابًا لتعبه وامتناعه لما وراء ذلك من الأجر عند الله. 22- لا يكون الصائم من المفلسين: يقتص المظلومون من الظالم من حسنات جميع الطاعات إلا حسنات الصيام؛ لقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((... إلا الصوم فإنه لي ...))، فقد قال سفيان بن عيينة في هذه الجملة: "إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز وجل عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله عز وجل ما بقِيَ عليه من المظالم، ويُدخله بالصوم الجنة"[2]؛ فنسأل الله أن يسلمنا، ويسلم منا! 23- من أفضل العبادات التي تدعو لأخيك بها ليوفَّق إلى فعلها: هنيئًا لمن له صحبة تدعو له، ومن مواطن دعاء المسلم لأخيه أن يُطعمه، ولهذا كان الصوم من أفضل العبادات التي اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من العبادات، التي تدعو بها لأخيك ليوفَّق إلى فعلها؛ في الحديث الصحيح الذي بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم الذكر الذي نقوله لمن أكرمنا بطعام من نفقته، سواء أطعمنا في بيته أو في أي مكان، فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون))[3]، فحثَّنا النبي بأن ندعو لمن أكرمنا بأن يفطر عنده الصائمون؛ لأن من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، وإلا فإنه صلى الله عليه وسلم أكل ذلك الطعام وهو مُفطر، كما أن في الحديث فائدة أخرى؛ وهي استحباب "قول المفطر هذا الذكر لمن أطعمه، ويقوله الصائم كذلك لمن فَطَّرَه"[4]، فبهذا يكون الصيام من أفضل الأدعية التي يدعو بها المسلم لأخيه، حينما يُطعمه في أيام فِطرٍ أو أيام صيام. [1] إسناده صحيح على شرط مسلم: مسند أحمد: 16/ 145. [2] شعب الإيمان: أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ)، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د. عبدالعلي عبدالحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2003 م، 5/ 204. [3] إسناده صحيح على شرط الشيخين: مسند أحمد: (19/ 397، 398)، رقم (12406). [4] التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير: محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت: 1182هـ)، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وضبط نصه: محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلَّاق: مَكتَبَةُ الرُّشد، الرياض المملكة الْعَرَبيَّة السعودية، الطبعة الأولى، 1433 هـ - 2012 م، 4/ 258.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |