|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أنواع النفوس ـ 1 ـ فهذه خطبة جمعة ألقيتها في جامع الرضا بجدة ، وجدتها بين أوراقي المتراكمة التي تنتظر الجمع والترتيب والصف والتصحيح والنشر، واستحسنت أن ألحقها بموضوع : "الإنسان في القرآن "،الذي وفق الله تعالى لنشره في عدة حلقات ، وأبقيت الخطب كما أعددتها وإن كانت تحتاج إلى إكمال ،لبعدي عن مكتبتي أولا، ولقلة المعين القريب الذي يساعد على الطباعة والتصحيح ، ولكن خشيت أن يحول التسويف بحجة طلب الكمال دون إنجاز الكثير من الأعمال ، وهذه الخطب – كما قلت – ستكون نواة لكتب نافعة بعون الله تعالى ، وأجدد الشكر للأخ الكريم طارق عبد الحميد قباوة الذي يستحثني على مراجعة بعض ما قام بطباعته من خطبي ، وتقديمه مطبوعا بين يدي،على بعد المسافات بيننا ، والله يجزيه خير الجزاء .وها أنا أنشرها بعد مراجعتها وتصحيحها مسلسلة في ست حلقات تابعة للحلقات السابقة حول موضوع : " الإنسان في القرآن "، وأسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص . بقلم الشيخ: مجد مكي الحمد لله القائل: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) ]. {الشمس}... أحمده سبحانه وأشهد أن لا إله إلا الله، أظهر آياته في أصناف مخلوقاته: [سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ] {فصِّلت:53}. وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، جاء بهدى الله فزكَّى النفوس، وطهر القلوب، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وجنوده وحزبه. حينما تتعرض الأمم والشعوب للنكبات تزلزلها، يجب على أفرادها أن يعودوا إلى أنفسهم ليتبيَّنوا حقيقة نفوسهم، لأنهم يكونون حينئذ في أشدِّ الحاجة إلى عملية تجديد وبناء جديد، ليعودوا لَبِنات صالحات لإقامة صرح الأمة المشيد. ولذلك يقول الله سبحانه: [إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11}. ولو رجعنا إلى كتاب ربنا لوجدناه يحدثنا عن خمسة أنواع من النفوس، فهو يحدثنا عن النفس الأمَّارة بالسوء، والنفس المُسوِّلة للشر، والنفس الموسوسة بالإثم، والنفس اللوامة على التقصير، والنفس المطمئنة بالرضى واليقين. 1 ـ أما النفس الأمَّارة بالسوء فهي التي تدعو صاحبها إلى ارتكاب الذنوب والسيئات، وتحرضه على الانحراف والفجور، وتدفع به إلى مهاوي الضلال. وكلمة أمَّارة صيغة مبالغة من الأمر، وفيها يقول الحق سبحانه على لسان امرأة العزيز: [وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ] {يوسف:53}. أخبر سبحانه أنها أمَّارة بالسوء، ولم يقل (آمرة) لكثرة ذلك منها، وأنه دأبها إلا إذا رحمها الله وجعلها زاكية تأمر صاحبها بالخير، فذلك من رحمة الله لا منها، فإنها بذاتها أمارة بالسوء، لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة إلا من رحمة الله، فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس واحدة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |