الأحكام الفقهية لصيام شعبان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2041130 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310561 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129442 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4852 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2025, 06:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي الأحكام الفقهية لصيام شعبان

الأحكام الفقهية لصيام شعبان

ظافر بن ثابت الحكمي

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وبيَّن لنا الشرائع، وأمرنا بالاتباع ونهانا عن الابتداع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بالهدى ودين الحق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فاتقوا الله حقَّ التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله:
إن شهر شعبان من الأشهر التي ورد في السنة النبوية ما يدل على الإكثار من الصيام فيه؛ فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيامَ شهر قط إلا رمضانَ، وما رأيته في شهرٍ أكثرَ منه صيامًا في شعبان)).

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من ذلك؛ فقال: ((ذاك شهر يغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم))؛ [رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني].

وقد قرر أهل العلم أن الإكثار من الصيام في شعبان سُنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس فيه عبادة خاصة سوى الصيام المشروع، كما أن الصيام فيه نوع من التهيئة والاستعداد لرمضان؛ ليكون العبدُ أنشطَ في العبادة، وأقوى على الصيام حين يدخل رمضان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "صيام شعبان كان مستحبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره؛ فهو كالتمهيد لصيام رمضان"؛ [مجموع الفتاوى (25/290)]، وهذا يدل على أن الصيام في شعبان وسيلة لتهيئة النفس للطاعة قبل دخول رمضان، وليس مقصودًا لذاته.

قال الإمام الذهبي رحمه الله: "كان السلف يتهيؤون لرمضان قبل دخوله، وكان شعبان ميدانًا للطاعات، فمن سبق فيه كان أقدر على المسابقة في رمضان"؛ [السير (4/242)].

ولهذا؛ فإن المشروع في شعبان أن يُكْثِرَ العبد من الصيام، وأن يحرص على إصلاح أعماله، وأن يتقرب إلى الله بما يستطيع من الطاعات؛ ليكون في رمضان على أتم الاستعداد للطاعة والعبادة.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان، وحكم يوم الشك:
الحمد لله الذي شرع لعباده من الدين ما يحفظ لهم التوازن بين الطاعة والاعتدال، ونهى عن التشدد والابتداع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد عباد الله:
فإن من الأحكام المتعلقة بشهر شعبان ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصيام بعد النصف من الشهر؛ حيث قال: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا))؛ [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

وقد بيَّن أهل العلم أن هذا النهي يُحمل على من لم يكن له عادة سابقة في الصيام، أما من اعتاد الصيام، كمن كان يصوم الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم، أو كان يقضي صيامًا واجبًا، فلا يشمله النهي.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ((لا تقدَّموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صومًا، فليصمه))، وهذا يدل على أن صيام يوم أو يومين قبل رمضان بنية الاحتياط غير مشروع، بل هو منهي عنه؛ لأن الأصل ألَّا يُصام رمضان إلا برؤية الهلال، أو بإتمام عِدة شعبان ثلاثين يومًا.

كما أن صيام يوم الشك، وهو اليوم الذي يُشك فيه؛ هل هو من شعبان أو من رمضان؟ محرَّم عند جمهور أهل العلم، إلا لمن وافق يوم صيامه المعتاد؛ كما ورد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال: ((من صام اليوم الذي يُشَك فيه، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "النهي عن الصيام بعد النصف لمن لم يكن له عادة، أما من كان يصوم قبل النصف، فله أن يكمل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم أكثر شعبان"؛ [مجموع الفتاوى (25/292)].

هذا، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر، وعثمان وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم إنا نسألك إيمانًا لا يرتد، ونورًا لا ينطفئ، وكرامةً لا تزول، وسعادةً لا تنفد، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لنا ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وترفع درجاتنا، وتقبل توبتنا، وتصلح قلوبنا، وتشرح صدورنا، وتوفقنا لما تحب وترضى.

اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم إلى البر والتقوى، ووفقهم لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأعِنهم على حمل الأمانة، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم، واجعلهم نصرةً للحق ودعوةً إلى الخير.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اجمع كلمتهم على الحق، وألف بين قلوبهم، وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]