|
|||||||
| ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الفرق في الإسلام بقلم فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد السلام يعقوب يحاول كاتب هذه السلسلة أن يلقى الضوء على نشأة الفرق في الإسلام، وكيف ظلت تتطور حتى كان لها من المبادئ والعقائد ما خرج بها عن الجماعة المؤمنة .. حتى يكون واضحا للمسلمين أنه لا سبيل لهم إلا اتباع الفرقة الناجية وهى أهل السنة والجماعة التى ظلت على ما كان عليه رسول الله وأصحابه. - 1 - تمهيد * بعث الله تعالى رسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - ليرد البشرية الضالة إلى عقيدة التوحيد التى نادى بها الأنبياء قبله وأقاموها على فترات زمنية متباعدة حيث شرعها الله لهم وأوصاهم بها ... {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} . * لكن الناس أضلتهم الأهواء، وتفرقت بهم السبل، فانتهوا إلى الوثنية التي زادتهم ضلالا على ضلال، حتى لقد استعاذ منها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام بربه قائلا: {رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام - رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} .. * ولم يكن انتهاء القوم إلى الشرك بعد التوحيد، وإلى الكفر بعد الإيمان وإلى عبادة الأصنام بعد عبادة الله، إلا بسبب الابتداع في الدين، والتأويل في آياته، والتغيير والتبديل في شرع الله الذى جاءت به الرسل جميعا واضحا مستقيما ... ولذلك يقول الله تعالى ردا على الذين جادلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعاهم إلى التوحيد، فقالوا له: نحن على ملة إبراهيم، وهى ملة التوحيد، فبين الله أنهم كذبوا فيما قالوا فقد غيروا وبدلوا، وابتدعوا وأولوا، فنقلهم ذلك إلى الشرك والكفر والضلال ... {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين - إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} . * ومضى الرسول صلوات الله عليه يدعو الناس إلى توحيد الله، وإلى اتباع الصراط المستقيم، والابتعاد عن السبل حتى لا تتفرق بهم عن سبيله ... ولم ينتقل عليه السلام إلى الرفيق الأعلى إلا وقد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح للأمة، ووضع لكل أمر شرعة ومنهاجا. {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} .. * وبموته عليه السلام حاولت الفتنة أن تطل برأسها في صورة خلاف على الزعامة بين المسلمين. وكانت في أولى مراحلها بين المهاجرين من ناحية، والأنصار من ناحية أخرى. إذ رأى كل من الفريقين أنه أحق بقيادة الأمة بعد رسول الله، ثم اجتمعوا يتشاورون، وأخذ كل منهم يبدى وجهة نظره، ثم انتهى الأمر إلى اعتراف الأنصار بفضل المهاجرين .. ووقف قائدهم سعد بن عبادة يقول في إيمان ورضى وإيثار: (يا معشر المهاجرين، أنتم الأمراء ونحن الوزراء) .. * ويتطلع المهاجرون بعضهم إلا بعض، ماذا عساهم أن يفعلوا أن آثرهم الأنصار على أنفسهم؟ فإذا بكل منهم يؤثر أخاه على نفسه كذلك .. فقد وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوجه إلى أبى عبيدة بن الجراح وقال له: أبسط يدك أبايعك، فأنت أمين هذه الأمة على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن أبو عبيدة يعرض عن أخطر منصب بعد النبوة، ويقول لعمر في إيثار جليل: أتبايعنى وفيكم الصديق وثاني اثنين .. فيذهب عمر إلى أبى بكر ويقول: هيا أبايعك - فيقول أبو بكر: أنت أقوى منى، فيقول عمر .. وأنت أفضل منى وان قوتى لك مع فضلك .. وتتم البيعة لأبى بكر في هدوء ورضى وإيثار لا نظير له في تاريخ البشرية ... * وتبقى الأمة الإسلامية إبان خلافة أبى بكر على عهدها مع دينها من التمسك به كتابا وسنة وقولا وعملا .. فإذا حاولت الفتنة أن تظهر تعاون المسلمون جميعا على إخمادها والقضاء عليها، وبقى الإسلام على قوته وعلى نقائه ... * ويلحق أبو بكر بربه فيختار الصحابة عمر بن الخطاب خليفة، فيسير بالمسلمين سيرة عادلة حازمة رشيدة على ضوء من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يمضى عمر إلى ربه شهيدا وتبقى سيرته ملء الأسماع والأبصار والقلوب. * ويظل أمر المسلمين هادئا حتى يحدث الشقاق إزاء سياسة الخليفة الثالث ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وتنتهى الأمور بمأساة قتله وهو يتلو كتاب الله .. * ويجتمع المسلمون في المدينة ويبايعون عليا رضي الله عنه خليفة راشدا يقود الأمة الإسلامية ويتولى أمرها، ولكن معاوية بن أبى سفيان يرفض هذه البيعة، وينادى بنفسه خليفة، مستعينا ببيعة أهل الشام له، ووقوف بعض الصحابة معهم ... وهنا ينقسم المسلمون إلى فريقين: فريق ينتصر لعلى، وفريق ينتصر لمعاوية. * وتبلغ المأساة ذروتها يوم يحمل كل من الفريقين السلاح في وجه الآخر، فتكون فتنة ويكون قتالا بين المؤمنين، ثم يجرى التحكيم المعروف الذي ينتهى بخلع على وتولية معاوية، فلا يرضى به بعض أنصار على، فيخرجون عليه، ويكونون حزبا ثالثا يعرف بالخوارج .. * وبمرور الزمن يطلق على الفريق المؤيد لعلى أسم (الشيعة) ذلك اللفظ الذي صار فيما بعد عنوانا ودلالة لأنصار على وأبنائه وأحفاده من بعده، ثم تصبح كذلك فرقة لها خطرها في تاريخ الإسلام .. * ثم وجدت في هذا الموقف طائفة من كبار الصحابة لم تشترك في الخلاف القائم، وفضلت العزلة آثرت الحياد، وأرجأت أمر الفريقين إلى الله، وعلى أساس هذه النظرة تكونت فيما بعد - المرجئة - كفرقة من الفرق التي ضلت الطريق وتنكبت السبيل .. * ومع الأيام تنشأ فرق أخرى في الإسلام كالمعتزلة والاشاعرة والماتريدية. وتشتعل الخصومة بين كل هذه الفرق ... ويظل أهل السنة وحدهم حراسا على العقيدة الصحيحة وحفاظا لدين الله المستقيم. * فما هي هذه الفرق؟ .. وماذا عن كل منها ... نشأة وعقيدة .. ؟ هذا ما نرجو أن نوضحه في المقالات التالية إن شاء الله ... عبد الرحمن عبد السلام يعقوب عن أبى نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منه العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: (( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشى، وأنه من يعش منكم فسيرى اختلاف كثيرا، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة )) . رواه أبو داود والترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |