ذم التمادح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-12-2024, 12:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي ذم التمادح

ذَمُّ التَّمادُح

د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

من الطبائع الْمَقِيتة كثرةُ المدح في الوجه، وهذا كثيرٌ في الشعر والأدب، وفي مجالس الوجهاء، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن همام بن الحارث، أنَّ رجلًا جعل يمدح عثمانَ، فعمِد المقداد فجثا على رُكبَتَيه، وكان رجلًا ضخمًا، فجعل يحثو في وجه المادح الحَصْباءَ، فقال له عثمان: ما شأنُك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم المدَّاحين، فاحْثُوا في وجوههم الترابَ))؛ [رواه مسلم].

وعن عبدالرحمن بن جبير بن نفير قال: "مدحُك أخاك في وجهه كإمرارك على حلقه مُوسًى رهيصًا"؛ كأنك تُمِرُّ على حلقِهِ مُوسًى شديدًا، وحادًّا جدًّا.

ومدح رجلٌ ابنَ عمر في وجهه فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأيتُم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم الترابَ))، ثم أخذ ابن عمر الترابَ فرَمَى به في وجهِ المادح، وقال: هذا في وجهك، هذا في وجهك، هذا في وجهك؛ ثلاث مرات؛ [قال في الصحيحة: السند جيد].

وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم خطورة المدح فقال: ((إياكم والتمادحَ فإنه الذَّبْحُ))، وقال أيضًا: ((ذبح الرجل أن تُزكِّيه في وجهه))؛ [حديث مرسَل تشهد له أحاديث أخرى، وهو في صحيح الجامع].

وروى البخاري عن أبي موسى قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يُثني على رجل ويُطريه في الْمِدْحَةِ، فقال: ((أهلكتُم - أو قطعتم - ظهرَ الرجل))، وترجم عليه البخاري: باب ما يُكرَه من الإطناب والمدح.

والعاقل من يوازن بين المدح والقَدْحِ؛ فقد روى البيهقي من طريق الطحاوي، عن أحمد بن أبي عمران قال: ‏قال لي معروف الكرخيُّ: "احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم"؛ [شعب الإيمان (4708)]، وقال عزالدين بن عبدالسلام (ت: 660هـ): "ولا تكاد تجد مدَّاحًا إلا رذلًا، ولا هجَّاءً إلا نذلًا؛ إذ الأغلب على المدَّاحين الهجَّائين الكذب والتغرير"؛ [قواعد الأحكام في مصالح الأنام، ج: 2، ص: 210]، وقال ابن حزم في (الأخلاق والسير ومداواة النفوس): "أبْلَغَ في ذمِّك من مدحك بما ليس فيك؛ لأنه نبَّه على نقصك، وأبلَغَ في مدحك من ذمَّك بما ليس فيك؛ لأنه نبَّه على فضلك."

ولا يُمدَح الفاجِرُ بالسيادة؛ فقد روى أحمد، وأبو داود، عن بريدة، وهو في صحيح الجامع: ((لا تقولوا للمنافق: سيدنا؛ فإنه إن يَكُنْ سيِّدَكم، فقد أسخطتم ربكم)).

وفي حالات المدح يقول الشيخ ابن عثيمين الوهيبي في (زاد المتقين شرح رياض الصالحين):
الأول: أن يكون في مدحه خيرٌ وتشجيع على الأوصاف الحميدة، والأخلاق الفاضلة، فهذا لا بأس به؛ لأنه تشجيع.

الثاني: أن تمدحه لتَبْيِينِ فضله بين الناس، ولينتشر ويحترمه الناس؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان هذا لبيان فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، هذا لا بأس به.

الثالث: أن يمدح غيره ويغلو في إطرائه، ويصفه بما لا يستحق، فهذا محرَّم، وهو كذب وخداع.

الرابع: أن يمدحه بما هو فيه، لكن يُخشى أن الإنسان الممدوح يغترُّ بنفسه، ويزهو بنفسه، ويترفَّع على غيره، فهذا أيضًا مُحرَّم ولا يجوز.

ومن يستحق المدح، والمصلحة تقتضيه، فيُطبَّق ما وَرَدَ؛ فقد روى أبو بكرة ((أن رجلًا ذُكِرَ عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك، ويحك، ويحك قطعت عنقَ صاحبك، يقول ذلك مرارًا، يقول له: ويحك قطعت عنق صاحبك، إن كان أحدكم مادحًا، فليقل: أحسِب كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه، فيقول إن كان يرى أنه كذلك: والله حسيبه، ولا يزكِّي على الله أحدًا)).

ويُسَنُّ للممدوح أن يقول ما وَرَد؛ قال بعض السلف: "إذا مُدِحَ الرجل في وجهه فليقُلْ: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تُؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون"؛ [أخرجه البيهقي في الشعب].





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]