|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دراسة ميدانية خاصة بالفرقان .. التحديات المعاصرة وتأثيرها على الأسرة المسلمة
تعدّ الأسرة المسلمة حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي، وهي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتعلم فيها الفرد القيم والأخلاق الحميدة، وفي ظل التغيرات المستارعة التي يشهدها العالم المعاصر، تواجه الأسرة المسلمة تحديات متزايدة تهدد كيانها واستقرارها؛ لذا يستهدف هذا الملف تحليل هذه المخاطر، وتقديم حلول عملية للمحافظة على تماسك الأسرة المسلمة وكيانها. التحديات المعاصرة وتأثيرها على الأسرة المسلمة أولا :المخاطر الاجتماعية والثقافية تتداخل المخاوف الأسرية مع التحديات المعاصرة على اختلافها، فالتفكك الأسري قد يكون من أسبابه الرئيسية ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة الخلافات الزوجية، وضعف الوعي بأهمية الزواج، والتأثيرات الثقافية الغربية، وقد يؤدي الإهمال والعنف الأسري بأنواعه المختلفة إلى تدمير الأسرة وتشريد الأطفال، وإلى عدم توفير احتياجاتهم الأساسية؛ مما يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي.. وهكذا. كما أن التحديات التربوية تتمثل في ضعف الوعي الديني لدى الأبناء؛ مما يؤدي إلى ضعف التزامهم بالقيم الإسلامية، وقد يكون السبب في ذلك انشغال الآباء والأمهات عن تربية أبنائهم؛ بسبب ضغوط العمل والحياة، وانتشار المنصات والحسابات والألعاب الإلكترونية التي ما لم تقنن فإنها تؤثر سلبًا على سلوك الأطفال، وتؤدي إلى العزلة الاجتماعية التي أصبحنا نراها ونشعر بها في كل مكان. ويضاف إلى ذلك ضعف الدور التربوي للمدرسة والمسجد وربما عدم كفاية الدور التربوي للمؤسسات التعليمية والدينية في تعزيز القيم الأسرية، وعدم القدرة على مواكبة التغيرات الاجتماعية المتلاحقة، ومن ثم نجد أنها منظومة متتالية من الأسباب والمسببات والنتائج والآثار التي تستدعي يقظة الأسرة وأوليائها وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل الوقاية منها وعلاجها، ويضاف إلى ذلك ما يلي: 1 - التأثيرات الثقافية الخارجية أدى الانفتاح الثقافي والعولمة إلى تزايد التأثر بالعادات والقيم الأجنبية، ما أدى إلى تآكل القيم الإسلامية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه».. كما تسبب الانفتاح على العالم الرقمي في جعل الأطفال والمراهقين عرضة للتأثر بالقيم والثقافات الأجنبية التي قد تتعارض مع القيم الإسلامية. ![]() 2 - اختلاف الأجيال في فهم القيم تعاني العديد من الأسر في العصر الحديث من تحديات تتعلق بتباين الفهم بين الأجيال، حول القيم والمبادئ التي توجه الحياة عموما، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى ظهور فجوة بين الآباء والأبناء؛ مما يؤثر على التماسك الأسري واستقرار العلاقات داخل الأسرة المسلمة، ويعود ذلك إلى سرعة التغيرات التقنية؛ مما أثر على طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع القيم الاجتماعية؛ فهم يتعرضون لمعلومات وآراء من مختلف أنحاء العالم، مما يؤثر على منظومة قيمهم، ويضاف إلى ذلك اختلاف البيئة التعليمية والاجتماعية، وتباين مصادر التعلم؛ فالأجيال السابقة تعلمت من مصادر تقليدية مثل المدارس والمساجد، بينما تعتمد الأجيال الحالية بشكل كبير على الإنترنت والمصادر الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر على فهمهم للقيم. ومن المهم هنا أن تتم المواءمة الإيجابية بين معطيات التكنولوجيا الحديثة وبين قيمنا الأصيلة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الجميلة الموروثة من الآباء والأجداد، وعلى رأسها الأخلاق الحميدة واحترام كبار السن والقدر، والبر بالوالدين ومساعدة الفقير والمحتاج.. الخ. ![]() 3 - الضغط الاجتماعي للظهور بمظهر الرفاهية أصبحت الأسرة المسلمة متأثرة بثقافة الاستهلاك والرغبة في الظهور بمستوى اجتماعي معين؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة النفقات والديون، وتزداد هذه الظاهرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر على القيم الأسرية التقليدية، ويجعل الناس في منافسة مادية تزداد يوما بعد يوم في ظل المقارنات الاجتماعية والنظر إلى ما في أيدي الآخرين. 4 - التغير في مفهوم الأدوار الأسرية مع التحولات الاجتماعية الحديثة، أصبح هناك تغير في توزيع الأدوار بين الزوجين، الأمر الذي قد يتسبب في ظهور بعض التحديات أو الصراعات المحدودة؛ بسبب عمل المرأة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة، وقد يؤدي ذلك إلى اختلال نسبي في مبدأ القوامة واتخاذ القرارات ومسارات التصرفات المالية، وتشير الدراسات إلى أن 40% من الأزواج يعانون من نقص التواصل؛ بسبب ضغوط العمل. ![]() ثانيا: المخاطر الاقتصادية والمالية تواجه الأسر المسلمة اليوم تحديات اقتصادية ومالية كبيرة، قد تؤثر مباشرة على استقرارها، وهذه المخاطر ليست مجرد أزمات مادية، بل تمتد لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية؛ مما يؤثر على الترابط الأسري، ولعل الهاجس الأول لكل أسرة تنشد الاستقرار المادي ينصرف إلى توفير المتطلبات الأساسية وتلبية احتياجات الأسرة، وفي هذا الصدد، فإن هنالك العديد من التحديات الاقتصادية وعلى رأسها ما يلي: ارتفاع تكلفة السكن والمواد الأساسية تشير تقارير الجهاز المركزي للإحصاء في الكويت إلى أن تكلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 15% خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ ما أدى إلى زيادة الديون الأسرية، كما بيّنت إحصاءات صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في الكويت أن 60% من الأسر تعاني من ضغوط مالية تؤثر على استقرارها، كما أن ارتفاع أسعار الإيجارات، والمواد الغذائية، والخدمات الصحية والتعليمية يضع ضغوطًا كبيرة على ميزانيات الأسر؛ مما يؤثر على قدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية، ويتبع ذلك ارتفاع معدل التضخم الذي يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية للأسر؛ مما يزيد من صعوبة تغطية النفقات الضرورية. المخاطر التكنولوجية والرقمية 1 - الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تباعد العلاقات الأسرية إذا لم تتم إدارتها بحكمة؛ حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من حالات الطلاق الحديثة تكون بسبب قضاء أحد الزوجين وقتًا طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما يؤثر على التواصل بين الأزواج. 2- تعرض الأطفال لمحتويات غير ملائمة مع ازدياد الاعتماد على الإنترنت، أصبح من الصعب على الآباء مراقبة ما يتعرض له أطفالهم على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي يعد تحديا مهما وخطيرا، فيما قد يبث من محتوى غير مناسب يخالف الشرع والأخلاق الحميدة. المخاطر الصحية والبيئية تواجه الأسرة المسلمة تحديات صحية كثيرة رغم التطور العلمي، وقد تؤثر تلك المخاطر على استقرار الأسرة وسلامتها، وهذه التحديات ليست مجرد قضايا فردية، بل تؤثر على أفراد الأسرة جميعا، ومن ذلك ما يلي: 1 - نمط الحياة غير الصحي حيث يؤدي تغير نمط الحياة نحو الاستهلاك المفرط، وقلة النشاط البدني إلى زيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم. ووفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الكويتية، يعاني 35% من البالغين في الكويت من السمنة؛ مما يزيد من الضغوط المالية والنفسية على الأسر. 2 - الأمراض النفسية وتأثيرها توثر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق على استقرار الأسرة؛ حيث إن عدم علاجها يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخلافات الزوجية، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» في إشارة إلى أهمية الصحة البدنية والنفسية والوقاية خير من العلاج. 3 - عدم انتظام النوم والإرهاق تؤدي ساعات العمل الطويلة والانشغال المستمر بالأجهزة الذكية إلى نقص ساعات النوم لدى العديد من الأسر؛ مما يؤثر على الصحة العامة، بينما يقول الله -تعالى-: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} وفي ذلك إشارة واضحة إلى أهمية النوم في استعادة النشاط. المخاطر البيئية تؤدي البيئة التي نعيش فيها دورًا حاسمًا في حياتنا اليومية واستقرار الأسرة، ومع تزايد التحديات البيئية في العصر الحديث، تتعرض الأسرة المسلمة -مثل غيرها من الأسر- لمجموعة من المخاطر التي تؤثر على صحتها واستقرارها. ومن أبرز تلك التحديات والمخاطر ما يلي: 1 - تلوث الهواء والماء يمكن أن يسبب تعرض أفراد الأسرة للهواء الملوث أمراضًا، مثل: الربو، والتهابات الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، ولعل الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لمثل هذه التأثيرات، كما أن تلوث مصادر المياه يؤدي إلى انتشار الأمراض مثل: الكوليرا والإسهال؛ مما يؤثر على صحة أفراد الأسرة، ولا سيما الأطفال، كما يؤدي تلوث المياه إلى تضرر المحاصيل الزراعية؛ مما يؤثر على توفر الغذاء الصحي، كما يؤدي تناول الأطعمة الملوثة إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل، وسيؤثر القلق المستمر بشأن صحة الأطفال نتيجة تلوث الهواء والماء على استقرار الأسرة صحيا ونفسيا. ![]() 2 - التغير المناخي والكوارث الكونية قد يُحدث التغير المناخي زيادة مضطردة في درجات الحرارة؛ مما يؤدي إلى الجفاف وانخفاض الموارد المائية، ومن ثم فإنه يؤثر على معيشة الأسر في المناطق الريفية والزراعية. 3 - التلوث الضوضائي لا شك أن العيش في مناطق مزدحمة وضوضاء مستمرة يمكن أن يؤثر على معدلات نوم أفراد الأسرة وصحتهم النفسية؛ فيؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، ومن ثم حدوث المزيد من المشكلات الأسرية. 4 - النفايات البلاستيكية وفي كثير من الدول الفقيرة والنامية يؤدي تراكم النفايات البلاستيكية إلى تلوث الهواء والماء؛ فيزيد من خطر الإصابة بالأمراض، وإلى انخفاض جودة الحياة، ويؤثر سلبا على استقرار الأسرة ورفاهيتها. التحديات والأزمات العالمية 1 - اضطراب الأمان الأسري في عالم اليوم الذي يضج بالصراعات السياسية والحروب المتواصلة، تواجه الأسرة المسلمة تحديات غير مسبوقة تهدد استقرارها وأمنها؛ فالأزمات السياسية والنزاعات المسلحة التي تشهدها العديد من الدول الإسلامية تؤدي إلى تشريد الآلاف من الأسر، وإلى تفاقم معاناتها اليومية؛ بسبب الهجرة القسرية وفقدان مصادر الرزق، ولا تقتصر آثار تلك الحروب والنزاعات على تدمير المنازل والبنية التحتية، بل تمتد لتؤثر على النسيج الأسري من خلال زعزعة شعور الأمان وتفكك العلاقات الأسرية؛ فيترك أثرًا نفسيا واجتماعيا عميقًا على أفراد الأسرة، ولا سيما الأطفال والشباب. 2 - التمييز والاضطهاد كما تعاني الأسر المسلمة من الضغوط السياسية الناتجة عن التمييز والاضطهاد في بعض المناطق؛ مما يجعلها تواجه تحديات في الحفاظ على هويتها الدينية والاجتماعية، وهذه الضغوط تسهم في تعميق الشعور بالعزلة، وتحد من قدرة الأسرة على التكيف مع بيئتها الجديدة، وفي ظل هذه الظروف العصيبة، تصبح الحاجة ماسة إلى تعزيز القيم الإسلامية التي تحث على الصبر والتكاتف الأسري، لمواجهة هذه التحديات والصمود أمام التغيرات السياسية العاصفة التي قد تؤثر على استقرار الأسرة المسلمة ومستقبلها. 3 - زيادة معدلات الطلاق والانفصال تشير الدراسات إلى أن الأزمات المالية والاجتماعية تؤدي إلى زيادة التوتر بين الزوجين؛ فيؤدي أحيانًا إلى حدوث الطلاق، وتشير إحصائية لوزارة العدل الكويتية إلى أن نسبة الطلاق ارتفعت بنسبة 25% خلال الأزمات الاقتصادية الأخيرة. ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |