الإيمان الإيجابي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ثمار الطاعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقيقة زهد العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الذنب.. وعقوبته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حُسن الخُلُق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          منزلة "الصِّدق" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف تتحمَّل أذى الآخرين ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المصارحة... تقوّم النفوس وتقوّي العلاقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إدارة الوقت: أبعاد ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سلاحُ "الثِّقةِ" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-10-2024, 09:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,875
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان الإيجابي

الإيمان الإيجابي

عصام بن عبد المحسن الحميدان


قرر الله سبحانه وتعالى قاعدة إنسانية نفسية عظيمة وعميقة، هي قوله جل وعلا: ﴿ {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ} ﴾ [المعارج: 19 - 22]، المصلُّون فقط هم الناجون من المرض النفسي، والاكتئاب والقلق، هم الذين تغلبوا على الضعف الفطري، وبلغوا الكمال الإنساني، هم الذين سموا بأرواحهم نحو العُلا، وتركوا عباد الدنيا أسفل سافلين.

الصلاة هي أعظم نشاط روحي وأقدس حركة فيزيائية وعقلية يقوم بها الإنسان فيزيل توتُّره، ويلقي بها همومه.

هل تعلمون لماذا؟ لأن إيمانهم بالله سبحانه هو الدافع لأداء الصلاة، فاليهود يصلون، والنصارى يصلون، والبوذيون يصلون، والهندوس يصلون، فهل عالجهم إيمانهم المشوَّه؟ لو عالجهم إيمانهم لما قال هرقل عظيم الروم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: لو كنت عنده لغسلت عن قدميه. لو عالجهم إيمانهم لما أسلم النجاشي وهو على رأس الكنيسة الأثيوبية، وتبعه زعماء القساوسة.

إيمان المؤمن بالله سبحانه يمنحه قوة إيجابية، تجعله يتعامل مع الكون وما فيه ومن فيه بأمل وحيوية. التوكل على الله، والإيمان بالقضاء والقدر، وحسن الظن بالله، والإيمان بالجنة ونعيمها، هو قانون الجذب في حياة المسلم، هو الحماية من المؤثرات السلبية في حياتنا، كلنا يتعرض للهموم والغموم والأعراض والأمراض والصدمات النفسية، لا ينجينا منها إلا الإيمان الإيجابي.

يفقد يعقوب عليه السلام أحَبَّ أبنائه فيلجأ إلى إيمانه بالله، يموت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فيلجأ إلى إيمانه بالله، يلتقم الحوت يونس عليه السلام فيلجأ إلى إيمانه بالله، يشتكي الصحابي من ديونه فيرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى تقوية إيمانه بالله، يقول المثل الصيني: "العقول العظيمة تنشغل بالأفكار، والعقول العادية تنشغل بالأحداث، والعقول الصغيرة تنشغل بالناس".

لا خوف عليكم أيها المؤمنون؛ لأنكم:
1- أصحاب الرؤية الواضحة للحياة الذين يعرفون ما يريدون، بصركم حديد في الدنيا والآخرة، كل الدنيا بناطحات سحابها وحضاراتها واختراعاتها لا تساوي شيئًا أمام ما هم ماضون له من نعيم الله سبحانه.

2- أنتم المتحمسون لأفكارهم وأحلامهم، المندفعون لرضا ربهم، الباذلون الغالي والنفيس لدينهم. يتخلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن ماله كله لله، ويتخلى المؤمن عن حياته كلها لله سبحانه يقول:
أقسمت يا نفسُ لَتَنزِلِنَّـــــــــه ** لَتَنزِلَنْ أَو لَتُكرَهِنَّــــــــــــهْ
إن أجلب الناس وشدُّوا الرنَّة ** ما لي أراك تكرهين الجنهْ

3- أنتم الواثقون بتصرفاتهم، الذين لا يزعزع إيمانهم شيء، لا ترغيب ولا ترهيب مهما بلغا.

4- أنتم المبدعون المتقنون في أعمالهم؛ لأنكم تريدون ما يحبه الله الذي يحب الإتقان في كل شيء. صلاتكم متقنة، وزكاتكم مزكاة، وحجكم مبرور، وصلتكم للأرحام متصلة ولو قطعوا.

5- أنتم المحفزون لأنفسهم ولمن حولهم بالرسائل الإيجابية؛ كإفشاء السلام، والابتسامة، والدعاء. وما أكثر ما حفَّز النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمَّته خصوصًا وعمومًا بالثواب والدرجات في الجنة! «يا بلال، سمعت دفَّ نعليك في الجنة» (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة... إلى آخر العشرة) «طلحة شهيد يمشي في الأرض» «الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وعمار وسلمان وبلال» «طوبى لمن آمن بي ورآني، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني».

6- أنتم المتخطون للعقبات والمحن والآلام بالإيمان بالله سبحانه، تصيب أحدكم أعظم المصائب فيقول: الحمد لله على كل حال.

هذا هو الإيمان الإيجابي، أما الإيمان السلبي فهو الإيمان الخاوي، جسد بلا روح، ومنطق بلا عقل، لا ولاء لله عنده، ولا براء من غير الله، يذبح إخوانه المؤمنين فلا يكترث، يموتون من الجوع فلا يقدم قرشًا، تهان المقدَّسات فلا تطرف له عين، فقولوا لي بالله عليكم: ما قيمة إيمانه؟ وما دور توحيده؟ قال صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع بجانبه»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، وقال الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلِّي ولا بالتمنِّي، ولكن ما وقر في القلب، وصَدَّقه العمل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.96 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]