الكافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5034 - عددالزوار : 2185160 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4615 - عددالزوار : 1465769 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1169 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 11069 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11934 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-04-2024, 04:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي الكافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الْكَافِي

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي


الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (الكَافِي):
وَقَدْ وَرَدَ الكِتَابُ بهذا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36].

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إلى فِرَاشِهِ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنا وسَقَانا وكَفَانا وآوَانا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوي»[1].

لأَنَّه إذا لَمْ يَكُنْ له في الإلَهِيَّةِ شَرِيكٌ صَحَّ أَنَّ الكِفَايَاتِ كُلَّها وَاقِعةٌ بِهِ وَحْدَهُ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ العِبَادَةُ إلَّا لَهُ، والرَّغْبَةُ إلَّا إليه، والرَّجَاءُ إلَّا مِنْهُ[2].

كَفَى يَكْفِي كِفَايةً: إِذَا قَامَ بالأَمْرِ[3].
وَيُقَال: اسْتَكْفَيْتُه أَمْرًا فَكَفَانِيه.
وَيُقَالُ: كَفَاكَ هَذَا الأَمْرُ أَيْ: حَسْبُكَ، وَهَذَا رَجُلٌ كَافِيكَ مِنْ رَجُلٍ؛ أَيْ: حَسْبُكَ.
وَالكُفَاةُ: الخَدَمُ الذين يَقُومُونَ بالخِدْمَةِ، جَمْعُ كَافٍ.
والكُفْيَةُ بالضَّمِ: القُوتُ، والجَمْعُ الكُفَى.
وَكافَيْتُهُ مِنَ الَمكَافَاة، وَرَجَوْتُ مكَافَاتَكَ؛ أَيْ: كِفَايَتُكَ[4].
وَقَالَ الزَّجَّاجِيُّ: «(الكَافِي) اسْمُ الفَاعِلِ مِنْ كَفَى يَكْفِي فهو كَافٍ»[5].

وُرُودُه فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ عز وجل: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 36].

وَوَرَدَ بِصِيغَةِ الفِعْلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].

وَفِي قَوْلِهِ: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137].

وَفِي قَوْلِهِ: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95].

مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: «اخْتَلَفَ القُرَّاءُ في قِرَاءَةِ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ، فَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الَمدِينَةِ، وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الكُوفَةِ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عِبَادَهُ) عَلَى الجَمْعِ؛ بِمَعْنَى: أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ مُحَمَّدًا وَأَنْبِيَاءَهُ مِنْ قَبْلِه ما خَوَّفَتْهُم أُمَمُهُم مِنْ أَنْ تَنَالَهم آلهتُهم بِسُوءٍ.

وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الَمدِينَةِ والبَصْرَةِ وبَعْضُ قُرَّاءِ الكُوفَةِ: ﴿ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ عَلَى التَّوْحِيدِ، بِمَعْنَى: أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ مُحَمَّدًا.

والصَّوَابُ مَنَ القَوْلِ في ذلك: أَنَّهمُا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ في قِرَاءَةِ الأَمْصَارِ، فَبِأَيَّتِهما قَرَأَ فَمُصِيبٌ؛ لِصِحَّةِ مَعْنَيَيْهِمَا واسْتِفَاضَةِ القِرَاءَةِ بهما في قراءةِ الأَمْصَارِ»[6].

وَقَالَ الزَّجَّاجِيُّ: «... فَاللهُ عز وجل كَافٍ عِبَادَهُ؛ لِأَنَّهُ رَازِقُهم وحَافِظُهم وَمُصْلِحُ شُئونِهم؛ فَقَدْ كَفَاهم كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]».

وكِفَايَةُ الإِنْسَانِ مِنَ الَمعَاشِ قَدْرُ بُلغَتِهِ وقِوَامُ أَمْرِهِ، وَتَقُولُ: كَفَيْتُ الرَّجُلَ الأَمْرَ أَكْفِيهِ كَفْيًا وَكِفَايَةً إِذَا قُمْتَ بِهِ دُونَهُ، وَأَزَلْتَ عَنْهُ الِاهْتِمَامَ بِهِ[7].

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: «وأما (الكَافِي) فهو الذي يَكْفِي عِبَادَه الُمهِمَّ، وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ الُملِمَّ[8]، وهو الذي يُكْتَفَى بِمَعُونَتِهِ عَنْ غَيْرِهِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ»[9].

وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: «ومنها (الكَافِي)؛ لأنه إذا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الأُلُوهِيَّةِ شَرِيكٌ، صَحَّ أَنَّ الكِفَايَاتِ كُلَّها وَاقِعَةٌ بِهِ وَحْدَهُ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ العِبَادَةُ إلَّا لَهُ، وَلَا الرَّغْبَةُ إلَّا إليه، ولا الرَّجَاءُ إلَّا منه.

وَقَدْ وَرَدَ الكِتَابُ بِهَذَا أيضًا، قَالَ اللهُ عز وجل: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، وَجَاءَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»[10].

وَقَالَ السَّعْدِيُّ رحمه الله: «(الكَافِي) عِبَادَه جَمِيعَ ما يَحْتَاجُونَ ويضْطَرُّونَ إليه، الكَافِي كِفَايَةً خَاصَّةً مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ واسْتَمَدَّ مِنْهُ حَوَائِجَ دينِهِ وَدُنْيَاهُ»[11].

ثَمَراتُ ِالإِيمانِ بهذا الاسْمِ:
أنَّ (الكافِي) عِبَادَهُ رِزْقًا وَمَعَاشًا وَقُوتًا، وحِفْظًا وَكَلَاءَةً، وَنَصْرًا وَعِزًّا هُوَ اللهُ تَبَارَكَ شَأْنَهُ، فهو الذي يُكْتَفَى بِمَعُونَتِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ.

فَلَا تُطْلَبُ إِلَّا مِنْهُ، وَلَا تُكْتَفَى إلا به سبحانه وتعالى.

[1] صحيح: أخرجه مسلم (2715) في (الذِّكر والدعاء)، باب: ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.

[2] (الأسماء والصفات) للبيهقي (ص: 15) بتصرُّف.

[3] النهج الأسمى (2/ 361 - 364).

[4] الصحاح (6/ 2475)، اللسان (5/ 3907، 3908) مادَّة (كفى).

[5] اشتقاق أسماء الله (ص: 82).

[6] جامع البيان (24/5).

[7] اشتقاق أسماء الله (ص: 82).

[8] إلى هنا قاله الأصبهاني في (الحجَّة في بيان المحجَّة) (ق: 27أ).

[9] شأن الدُّعاء (ص: 101).

[10] المنهاج (1/ 190)، وذكره ضمْن الأسماء التي تتبع إثباتَ وحدانيَّتِه عزَّ اسمُه، ونقله البيهقي في (الأسماء) (ص: 15).

[11] تيسير الكريم (5/ 304، 305).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]