معاناتي مع فقد البصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 679 - عددالزوار : 200722 )           »          3 أسرار لإتقان فن المحادثة.. كيف تكون محبوبًا دون أن تتكلم كثيرًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          طريقة عمل نودلز بالصلصة والثوم.. وصفة سريعة بمذاق غني في أقل وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          4 وصفات للاسترخاء بالملح.. عيشي جو مراكز التجميل في البيت بأقل التكاليف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          4 خطوات لتنظيف وجهك بعد يوم عمل طويل.. اتبعيها يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لعلاج حروق الشمس.. استعدى لإجازة المصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          موضة مطابخ السبعينيات رجعت تريند.. 6 أفكار ممكن تنفذيها فى 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طريقة عمل خبز الجزر بالزعتر.. وصفة مبتكرة بطعم بيتى وصحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 خطوات فعالة لحماية شعرك من الجفاف والهيشان فى الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 عادات فعالة لإنقاص الوزن بسرعة وسهولة.. لو خارج مليان من العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2024, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,603
الدولة : Egypt
افتراضي معاناتي مع فقد البصر

معاناتي مع فقد البصر
أ. مروة يوسف عاشور

السؤال:

الملخص:
فتاة أُصيبَتْ بمَرَض، وفَقَدَت البصر بإحدى عينيها، وتُريد الانتحارَ بسبب الضغط النفسي الواقع عليها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 23 عامًا، أصابني مرضٌ في عيني منذ عامين، وسبَّب لي هذا المرضُ فَقْدَ الرُّؤية؛ فأصبح اعتِمادي على عينٍ واحدةٍ فقط، وبسبب العمَليات التي قمتُ بها حدَث لي ضغطٌ نفسي شديدٌ جدًّا، ومِن ثَمَّ بدأتُ أُفكِّر في الانتحار!

حاولتُ أن أشرحَ مشكلتي لأهلي، لكنهم لا يُصدقونني، ويَمنعونني مِن زيارة العيادة النفسية، وأنا الآن في حالةٍ نفسية يُرثى لها، ووالدِي يضغط عليَّ، ويُريدني أنْ أُكْمِلَ دراستي العليا، وأنا أرفض ذلك.

كل يومٍ يُناقشني في هذا الموضوع، وقد وصلتُ إلى نقطة الانهيار، وأحسُّ أنَّ الموتَ راحة لي، ولكني خائفةٌ مِن الله.

أُعاني معاناةً شديدةً، ولا أجد أحدًا يُنْصِت إلي، فالجميعُ مَشغولون ومنصرفون عني!


الجواب:

بُنيتي العزيزة، سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته.
اعلمي أنَّ أصحاب البلاءات كثيرون، وأنَّ الابتلاءاتِ مُتنوِّعة بين الشدة والضعف، وأنَّ أشد الابتلاءات وأقواها أثَرًا على المرء تلك التي تُؤثِّر سلبًا على دينِه، وتجرفه إلى طريق السخط، فالنُّكرانُ لسائر النِّعَم، فالكفر بالله، أعاذني الله وإياكِ.

ما زلتُ أرى لديك بريق عقلٍ راجحٍ، وقلبٍ واعٍ، وفِكرٍ وضَّاء، يُحسِن الخوضَ في الأمور، ويُدْرِك عواقبَ الأفعال قبل أن يَقْتَرِفَها؛ فخوفُكِ مِن الانتحار مِن أجل عقاب الله، يشير إلى عقيدةٍ راسخةٍ لم يُحَطِّمها البلاء، ولم تَنَلْ منها المصيبة، ولم تَمَسَّها المحنةُ بسوءٍ، وخوفُكِ أن يَذْهَبَ ذلك ولا يبقى لكِ رادعٌ يَمنعكِ مِن الانتِحار - دليلٌ أقوى على ما لَمَسْتُ فيكِ مِن رجاحة عقلٍ، وسلامة قلبٍ؛ فاحمدي الله أنِ امتَنَّ عليكِ بنعمةٍ تَفوق نعمةَ العين التي فقدتْ بَصرَها، وذهَب عنها ضوءُها؛ فكم مِن مُبصرِ العينين أعمى القلب، قد اقتاده عمى قلبِه إلى غضب الله! وهو أشدُّ أنواع الابتلاء؛ ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، وكم مِن أعمى العينين قد جعل اللهُ منه نِبراسًا للعلم، سِراجًا للدعوة، مصدرًا للفخر!

بُنيتي الغالية، لا أُنكر أنَّ ما مررتِ به ليس هينًا، وأنَّ ما أصابكِ مُصيبةٌ وبلاء يَحتاج لصبرٍ وجلَدٍ، لكن أخبريني: ألَم تكوني تعلمين أنَّ الدنيا ليستْ إلا دار ابتلاء، وموقفَ اختبارٍ، قبل أن تُصابي بذلك الداء؟!

نحن نقرأ حولَ بلاءات الدنيا ومِحَنها، ونتحدث حولها كثيرًا، وقد نَتَمَكَّن مِن كتابة مقالات عنها، ونستطيع أن نُواسي غيرنا، لكن المقاييس تتغيَّر، والقناعات تَتَبَدَّل، عند وُقوع الابتلاء لنا خاصة؛ حينها نُدرك أنَّ حجمَ المشكلة وعُمق المصيبة كان أكبر مما نظن!

أيتها العزيزة، لن أسردَ عليكِ الآيات والأحاديث والآثار التي تتحدَّث حول فَضْل الصبر على البلاء، والحكمة منه، وأجره عند الله؛ فما أحسب إلا أنكِ قد اكتفيتِ منها، وأخذتِ ما يَرْوِي ظمأكِ، ويُشبع جوعكِ، ولكن ألستِ توقنين أن الذي ابتلاكِ بهذا المرض وقدَّره عليكِ هو أرحم بكِ من والدتكِ؛ كما ورد في الحديث الصحيح؟!

قد يكون ذلك غيرَ منطقي للبعض، وغيرَ واضح لآخرين، وغير مفهومٍ لغيرهم، ولكننا كمؤمنين نُوقن أنه صلى الله عليه وسلم لا يَنطِق عن الهوى؛ فلا بد إذًا مِن وجود الرحمة؛ سواء خفيتْ علينا، أو تَجَلَّتْ لبعضنا، والرحمةُ لا تعني بالضرورة المعافاة مِن كلِّ بلاء، والسلامة من كل شر، فهذا قانونُ الكون، لا يتغيَّر لأجل بَشَرٍ، ولو كان ذلك ممكنًا لكان أولى الناس به رُسُل الله صلى الله عليهم وسلم!

ولكنها سُنن كونية قدَّرها الله على جميع العباد؛ تقيّهم وفاجرهم، وجَعَلَها الله مِحَنًا يَختبر بها صبرَ العباد؛ فيكافئ الصابر المحتسب، ويُجازي المتسخِّط المتكبِّر.

لقد وَقَعَ البلاء، ولا حيلة لبَشَرٍ في دفعه، والعاجزُ مَن يقف أمام بلائه يندب حظَّه، ويَبكي قدَرَه، وينظر لِمَا في أيدي الناس مِن الفضل؛ فتزيد حسراته، وتتعاظم هُمومه، وتتوسَّع دائرةُ أحزانه، ولنَسأل أنفسنا حينها: ماذا كسبنا؟

انظري حولكِ بُنيتي بعينكِ التي عافاها الله، وتأمَّلي كم مِن الناس قد ذَهَبَتْ عنهما العينان معًا بكلِّ ما فيها، وانتهتْ رحلة الإبصار، ورحلتْ عن عالمهم إلى غير رجعة! وقد بقيتْ لكِ تلك العين؛ لتُذَكِّركِ بفضل الله عليكِ، وأن البلاء لم يكنْ في العينين فتزول الرؤيا كلها!

تتعجَّبين مِن والدكِ الذي يَطْلُب منكِ الاستمرار في دراستكِ، رغم ما أَلَمَّ بكِ مِن مصابٍ جَللٍ ومرض عظيم، وأقول لكِ: لقد أعادتني رسالتُكِ إلى خمسة أعوام أو يزيد، حين تلقيتُ رسالةً مِن شاب ابتُلي بفَقْدِ البصر تمامًا وهو طفل، وكان يدرس الماجستير، ولم تكن رسالتُه حول بلائه أو مرضه، الذي لم يكن يُسبِّب له مشكلةً، أو يلهيه عن المُضِيِّ في عمله بتفاؤلٍ وأملٍ، ويُحقِّق مِن النجاح ما جَعَلَهُ يَتقدَّم للزواج، ويُقبل على الحياة كما لم يفعل المُبصر!

بُنيتي، الحياةُ مليئةٌ بالمِحَن، وانظري إنْ شئتِ حولكِ لتُشاهدي أصحاب البلاءات كيف يتخطَّون المِحَن، ويواجهونها بالرضا، ويُقابلونها بالعمل والجد والنجاح الذي يُنسيهم بلاءهم، ويُهوِّن عليهم ألَمَهم.

لن تتوقف الحياةُ على عينٍ فُقِدَت بإرادة الله، ولن تنتهيَ بسبب نعمةٍ نقص منها نصفها، وبقي النصف الآخر، ولن ينتهي الحلمُ برؤيةٍ تَقَلَّصَتْ وبقي جزءٌ منها يستطيع أنْ يرى النور بإذن الله، ويُبصر الجمال حوله، ويتأمَّل في سائر نِعَم الله!

أُؤَيِّد والدكِ وأهلكِ في فكرةِ مُواصَلة الدراسة، والسَّيْر قُدمًا في الحياة، والتوكل على الله، وأيْقِني أنَّ الله قد ادَّخر لكِ بها عنده ما هو خير مِن تلك العين، التي هي واحدة مِن نِعَمٍ كثيرةٍ لا نُحصيها عددًا، وتذكَّري قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].


فإن لم تَجِدي بُدًّا مِن التواصُل مع بعض المُختَصِّين النفسيين، فلْتَطْلُبي ذلك مِن باب الاستِعانة بالله والأَخْذ بالأسباب؛ ولتُوضِّحي ذلك لوالدكِ بهدوءٍ، دون تمسُّك بالرأي؛ فإنَّ العبدَ ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بإخوانه، وهذا لا يعني بالضرورة أنكِ عاجزة، وقد يقبل ذلك منكِ حين يرى فيكِ مِن الهمَّة والعزيمة ما يُثبت صِدْقكِ.

أختم حديثي معكِ - وما كنتُ أحب أنْ أختمه - بهذا الحديث الشافي الكافي لكل مُبتلًى بعينيه؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الله تعالى قال: ((إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتَيْه فصَبَر؛ عوَّضْتُه منهما الجنة)).

والمقصودُ: العينان، فهل لكِ بُنيتي أن تشتريَ نصف الجنة بعين واحدة؟

أسأل الله تعالى أن يملأَ قلبكِ رضًا، وأن يجمعَ لكِ بين الأجر والعافية، إنه سميع قريب مُجيب
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]